For God so loved the world, that he gave his only begotten Son, that whosoever believeth in him should not perish, but have everlasting life.

الخميس، ١٠ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

تحريف الرسم القرآني: حروف ونقاط

تحريف الرسم القرآني: حروف ونقاط

eng088

ابراهيم القبطي

صورة المخطوطة القرآنية المعروضة من القرن ال13 هـ  (تحديدا 1292 هـ ) ، من مكتبة الملك عبد العزيز في المدينة

حتى ندرك ما تحويه المخطوطة لابد أن نقرأ أولا عن أزمة الرسم القرآني والصراع بين المسلمين حول النقاط والحروف

أولا حول التنقيط

يقول السيوطي في "الإتقان في علوم القرآن" (2 / 454)

مسألة اختلف في نقط المصحف وشكله :

ويقال أول من فعل ذلك أبو الأسود الدؤلي بأمر عبد الملك ابن مروان، وقيل الحسن البصري ويحيى بن يعمر،

وقيل نصر بن عاصم الليثي. وأول من وضع الهمز والتشديد والروم والإشمام الخليل.

وقال قتادة: بدءوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا.

وقال غيره: أول ما أحدثوا النقط عند آخر الآي ثم الفواتح والخواتم.

وقال يحيى بن أبي كثير: ما كانوا يعرفون شيئاً مما أحدث في المصاحف إلا النقط الثلاث على رؤوس الآي. أخرجه ابن أبي داود.

وقد أخرج أبوعبيد وغيره عن ابن مسعود قال: جردوا القرآن ولا تخلطوه بشيء. وأخرج عن النخعي أنه كره نقط المصاحف.

وعن ابن سيرين أنه كره النقط والفواتح والخواتم.

وعن ابن مسعود ومجاهد انهما كرها التعشير.

وأخرج ابن أبي داود عن النخعي أنه كان يكره العواشر والفواتح وتصغير المصحف، وأن يكتب فيه سورة كذا وكذا.

وأخرج عنه أنه أتى بمصحف مكتوب فيه سورة كذا وكذا آية، فقال: امح هذا فإن ابن مسعود كان يكرهه.

وأخرج عن أبي العالية أنه كان يكره الجمل في المصحف وفاتحة سورة كذا وخاتمة سورة كذا. وقال مالك: لا بأس بالنقط في المصاحف التي تتعلم فيها العلماء، أما الأمهات فلا.

وقال الحليمي: تكره كتابة الأعشار والأخماس وأسماء السور وعدد الآيات فيه لقوله: جردوا القرآن. وأما النقط فيجوز له لأنه ليس له صورة ما ليس بقرآن قرآناً. وإنما هي دلالات على هيئة المقروء فلا يضر إثباتها لمن يحتاج إليها.

وقال البيهقي: من آداب القرآن أن يفخم فيكتب مفرجاً بأحسن خط، فلا يصغر ولا يقرمط حروفه، ولا يخلط به ما ليس منه كعدد الآيات والسجدات والعشرات والوقوف واختلاف القراءات ومعاني الآيات.

وقد أخرج ابن أبي داود عن الحسن وابن سيرين أنهما قالا: لا بأس بنقط المصاحف.

وأخرج عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه قال: لا بأس بشكله. وقال النووي: نقط المصحف وشكله مستحب لأنه صيانة له من اللحن والتحريف.

وقال ابن مجاهد: ينبغي أن لا يشكل إلا ما يشكل.

...  قال الحربي في غريب الحديث: قول ابن مسعود: جردوا القرآن، يحتمل وجهين: أحدهما جردوه في التلاوة ولا تخلطوا به غيره. والثاني جردوه في الخط من النقط والتعشير. ....

----------------

أما المشكل أن أبي الأسود الدؤلي الذي ينسب إليه أول التنقيط كان متشيعا بشهادة علماء الجرح والتعديل

الحافظ في تهذيب التهذيب 12 / 11 :

و فيها ( أى سنة تسع و ستين ) أرخه ابن أبى خيثمة و المرزبانى ، و زاد : و كان

له يوم مات خمس و ثمانون سنة .

قال ابن أبى خيثمة : و أخبرنا المدائنى : كان يقال : إن أبا الأسود مات قبل الطاعون ، قال : و هذا أشبه لأنا لم نسمع له فى ( بياض بالأصل ) ذكرا .

و قال ابن سعد فى الطبقة الأولى من أهل البصرة : كان شاعرا متشيعا ، و كان ثقة فى حديثه إن شاء الله تعالى

وفي الوافي بالوفيات :

أبو الأسود الدؤلي

ظالم بن عمرو بن ظالم، ويقال ظالم بن عمرو بن سفيان، ويقال عثمان بن عمرو، ويقال عمرو بن سفيان، ويقال عمرو بن ظالم، أبو الأسود الدؤلي البصري، روى عن عمر وعلي والزبير وأبي ذر وأبي موسى وابن عباس، وروى عنه يحيى بن يعمر وعبد الله بن بريدة وأبو حرب ابن أبي الأسود. قدم على معاوية فأدنى مجلسه وأعظم جائزته، وولي قضاء البصرة، وقيل هو أول من نقط المصاحف ووضع للناس علم النحو. وهو تابعي شيعي شاعر نحوي (الوافي بالوفيات -حرف الظاء)

فلماذا لم يسقط هذا عدالته ،بل قبل المسلمون تلاعبه في النص القرآني بالزيادة والتنقيط ، لا كما أسقط أهل السنة عدالة الواقدي ، لكنها أساليب الحواة من المسلمين في التلاعب بعقول العامة وخداعهم

مما سبق يتضح أن التنقيط مستحدث على النص القرآني ، وأختلف الصحابة في جوازه من عدمه

(1) في المخطوط المعروض جاء التنقيط والتكشيل جاء بنفس لون الكتابة مما أوقع التغيير على أصل المصحف (بحسب قواعد الأوائل من المسلمين)

(2) كما  نجد في السطر الأخير لفظة (يرذوكم )

Picture2

بينما هي في المصحف المعاصر (يردوكم)

فكيف هي في اللوح المحفوظ ؟

وما معنى (يرذوكم) ؟

(3) في السطر الثالث : أَنْ تُنَزِّلَ التَّوْرَيةُ (بكسر الزاي)

Picture3

بينما في المصحف المعاصر أَنْ تُنَزَّلَ (بفتح الزاي)

طبعا الإختلاف في المعنى واضح المعاصر (تُنَزَّلَ بالفتح مبني للمجهول) بينما (تُنَزِّلَ بالكسر فعل مضارع فاعله ضمير المخاطب أنت) ،

فمن هو المتحدث ومن هو المخاطب ؟

هل المتحدث في القرآن هو محمد يخاطب الرحمن الذي أنزل التورـــة ؟

أم أنه الرحمن يخاطب محمد الذي أنزل التورـــة ؟

ثانيا حول حروف الرسم العثماني

(من الاتقان 2 / 442) : في مرسوم الخط وآداب كتابته

القاعدة العربية أن اللفظ يكتب بحروف هجائية مع مراعاة الابتداء والوقوف عليه وقد مهد النحاة له أصولا وقواعد وقد خالفها في بعض الحروف خط المصحف الإمام

- وقال أشهب سئل مالك هل يكتب المصحف على ما أحدثه الناس من الهجاء ؟ فقال لا إلا على الكتبة الأولى

رواه الداني في المقنع ثم قال ولا مخالف له من علماء الأمة

- وقال في موضع آخر سئل مالك عن الحروف في القرآن الواو والألف أترى أن يغير من المصحف إذا وجد فيه كذلك قال لا

- قال أبو عمرو يعني الواو والألف والمزيدتين في الرسم المعدومتين في اللفظ نحو الواو في أولوا

وقال الإمام أحمد يحرم مخالفة مصحف الإمام في واو أو ياء أو ألف أو غير ذلك

- وقال البيهقي في شعب الإيمان من كتب مصحفا فينبغي أن يحافظ على الهجاء الذي كتبوا به هذه المصاحف ولا يخالفهم فيه ولا يغير مما كتبوه شيئا فإنهم كانوا أكثر علما وأصدق قلبا ولسانا وأعظم أمانة منا فلا ينبغي أن يظن بأنفسنا استدراكا عليهم

إذن اعترض الكثير من الأوائل على تغيير أو تبديل أي حرف في الرسم القرآني عن المصحف العثماني

ولكن مخطوطنا المعروض يخالف وبشدة هذه القواعد الإملائية

(4) في المخطوطة المعروضة السطر الثالث :

" أَنْ تُنَزِّلَ التَّوْرَيةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَيةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (آل عمران 93)

Picture4

في القرآن بالرسم العثماني تخلوا من نقاط الياء (التورــــــــــــة)

وفي القرآن بالرسم الإملائي

أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (آل عمران 93)

فهل هي التورية أم التورــــــــة أم التوراة ؟

وكيف أنزلت على محمد من اللوح المحفوظ ؟

(5) نلاحظ في المخطوط تقلب بين الرسم العثماني والرسم الإملائي

فبينما يتبع الخطاط أصول الرسم العثماني في لفظة "ابرٰهيم" بدون ألف

Picture5

نجده يفشل في الاحتفاظ بقواعد الرسم العثماني في "العالمين" وهي في العثماني "علٰمين"

Picture6

وفي "الظالمون" وهي في العثماني المعاصر "الظـٰـــــلمون"

Picture7

السؤال الذي يظل بلا إجابة

مع تغير الشكل والحروف هل احتفظ القرآن بنفس النص ؟

أم احتفظ القرآن بنفس المعنى ؟

و ما الذي بقى ثابتا في القرآن ؟