For God so loved the world, that he gave his only begotten Son, that whosoever believeth in him should not perish, but have everlasting life.

الاثنين، ٢٤ جمادى الآخرة ١٤٢٨ هـ

أنا والآب واحد –شبهة والرد عليها

ابراهيم القبطي

يقول المسيح وبملء الفم معادلا نفسه بالآب جوهرا ، أنه والآب واحد في (يوحنا 10: 30)

وهنا الإجابة واضحة أن الأبن والآب واحد في الجوهر ... فالمسيح هو الله المتجسد

ولكن تخرج الأساطير الإسلامية مدلسة وقائلة

أن المسيح في تكملة الإصحاح أكد أنه لا يعني إلا ما قيل في العهد القديم " انا قلت انكم آلهة" ...

وبالتالي لا يفرق نفسه عن بقية القضاة في العهد القديم  (فهل هذا حقيقي؟؟؟)

وهذا بالطبع تفسير مدلس لأن المسيح لا يعادل نفسه بقضاة العهد القديم ولم يقل أنه مثلهم بل هو يستنكر قبول اليهود تأليه من قبلوا كلمة الله (قضاة العهد القديم) ويرفضون تأليه كلمة الله نفسه (المسيح) الذي أعطاهم هذا التأليه

أي أنه يستنكر قبولهم تأليه الصورة ... وانكارهم ألوهية الأصل

فمن هو الأصل وما هي الصورة ؟

أليكم النص في الإنجيل و الأسباب التي تدعونا إلى اتهام المسلمين بالتلديس

 

أولا النص في يوحنا إصحاح 10:

29 ابي الذي اعطاني اياها هو اعظم من الكل ولا يقدر احد ان يخطف من يد ابي.

30 انا والآب واحد

31 فتناول اليهود ايضا حجارة ليرجموه. (اليهود عرفوا أنهم يجدف)

32 اجابهم يسوع اعمالا كثيرة حسنة أريتكم من عند ابي.بسبب اي عمل منها ترجمونني. (استنكار المسيح)

33 اجابه اليهود قائلين لسنا نرجمك لاجل عمل حسن بل لاجل تجديف.فانك وانت انسان تجعل نفسك الها. (علماء اليهود يوضحون لماذا هو مجدف)

34 اجابهم يسوع أليس مكتوبا في ناموسكم انا قلت انكم آلهة. (استشهاد بالعهد القديم على تأليه القضاة)

35 ان قال آلهة لاولئك الذين صارت اليهم كلمة الله.ولا يمكن ان ينقض المكتوب.  (سبب تأليههم هو قبولهم كلمة يهوه)

36 فالذي قدسه الآب وارسله الى العالم أتقولون له انك تجدف لاني قلت اني ابن الله. (استنكار : المسيح يفرق نفسه عن القضاه فهو قدوس الأب –الكلمة  ذاتها )

37 ان كنت لست اعمل اعمال ابي فلا تؤمنوا بي. (المسيح يستشهد بأن أعماله هي أعمال الآب كدليل آخر على اتحاده بالآب وأنهما واحد

38 ولكن ان كنت اعمل فان لم تؤمنوا بي فآمنوا بالاعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا ان الآب فيّ وانا فيه (ومرة أخرى يؤكد أنه في الآب والآب فيه)

39. فطلبوا ايضا ان يمسكوه فخرج من ايديهم. (ومرة أخرى يعلم قادة اليهود أنه يجدف )

 

ثانيا تحليل النص والرد

1) أولا سبب إطلاقنا على التفسير في المواقع الإسلامية بأنه تدليس

المسيح أعلن أنه والآب واحد ...

* وطبقا للتفسير المسيحي هو إعلان عن لاهوته وأنه نفس جوهر الآب

* وطبقا للتفسير اليهودي هذا تجديف ولهذا يقول النص المقدس أن اليهود فهموا تماما ما يعنيه وأرادوا رجمه :(فتناول اليهود ايضا حجارة ليرجموه) يو 10: 31

(اجابه اليهود قائلين لسنا نرجمك لاجل عمل حسن بل لاجل تجديف.فانك وانت انسان تجعل نفسك الها) (يو 10: 33)

وفي نهاية الحديث أكد المسيح نفس الفكرة بقوله (لكي تعرفوا وتؤمنوا ان الآب فيّ وانا فيه) (يو 10: 38)

فكان رد اليهود بالمثل (فطلبوا ايضا ان يمسكوه) (يو 10: 39)

* وطبقا للتفسير الإسلامي هذا أيضا تجديف ... فلم يقل نبي من الأنبياء في القصص القرآني أو في السنة

أنا والله واحد ....

وهناك القصة المشهورة للحلاج عندما نطق أنه الحق ... قتلوه لأنه بإعلانه هذا ساوى نفسه بالله ... وهذا تطاول على الذات الإهية في الإسلام ... ولهذا وطبقا للإسلام أيضا المسيح في إنجيلينا بقوله هذا كافر يستحق القتل كما اليهود

 

وهذا يقونا إلى نقطة أساسية ... أن هذا التفسير لا هو إسلامي ولا هو مسيحي ولا هو يهودي ... فماذا إذاً؟؟؟

هو تفسير تدليسي شخصي أخترعه المسلمون المعاصرون بتفسير ملتو للنص المقدس دون مرجعية مسيحية أو إسلامية أو حتى يهودية ... لمجرد التلاعب بعقول البسطاء من مرتادي المنتديات الإسلامية عندما يغنون هناك ويردون على أنفسهم

 

2) استنكار المسيح هو هو استنكار لمعادلته بالآب  أم استنكار قبلوهم لـتأليه الصورة وانكار ألوهة الأصل

 المسيح استنكر هجوم اليهود عليه قائلا

(اعمالا كثيرة حسنة أريتكم من عند ابي.بسبب اي عمل منها ترجمونني) (يو 10 : 32)

فهل كان هذا الاستنكار لينفي التهمة عن نفسه ويؤكد لهم أنه لم يدعي الألوهة؟

 ... حاشا

فالمسيح يجيب اليهود بأسباب استنكاره لهم

(أليس مكتوبا في ناموسكم انا قلت انكم آلهة. ان قال آلهة لاولئك الذين صارت اليهم كلمة الله.ولا يمكن ان ينقض المكتوب. فالذي قدسه الآب وارسله الى العالم أتقولون له انك تجدف لاني قلت اني ابن الله.) (يو 10: 34-36)

ومن هذا النص يتضح أن المسيح يوضح ثلاث نقاط

أولا أن اليهود يقبلون بنص العهد القديم بتأليه القضاة

ثانيا سبب هذا التأليه هو قبولهم للكلمة

 (ان قال آلهة لاولئك الذين صارت اليهم كلمة الله)

ثالثا كيف لا يبقلون ألوهية الكلمة نفسها (الأصل ومصدر تأليه القضاة)

فكلمة الله كانت هي السبب في تأليه القضاة لأنها مصدر التأليه وجوهر الإلوهة

والمسيح هو كلمة الله الذاتية التي أرسلها الآب إلى العالم (قدسه الآب وارسله الى العالم)

(في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله.) (يوحنا 1: 1)

إذا المسيح لا يستنكر فهمهم بأنه الله  كما يحاول المدلسين من المسلمين المعاصرين تصوريه

بل على العكس يستنكر لليهود انعدام منطقهم

و قبولهم لتأليه قضاة العهد القديم لمجرد قبولهم كلمة الله ،

ورفضهم ألوهية الكلمة نفسها التي أرسلها الآب إلى العالم

كيف يقبلون تأليه الصورة (من قبلوا الكلمة) ويرفضون ألوهية الأصل (الكلمة ذاتها) ؟؟؟

هذا هو استنكار المسيح

ولهذا في آخر النص يعود المسيح ليؤكد نفس الرسالة دون إنكار لألوهته الحقة

(لكي تعرفوا وتؤمنوا ان الآب فيّ وانا فيه) (يوحنا 10: 38)

 

ثالثا من تفسيرات الآباء

تفسير الذهبي الفم:
ما يقوله هو من هذا النوع: "إن كان الذين يتقبلون هذه الكرامة بالنعمة لا يجدون خطأ في دعوة أنفسهم آلهة، فكيف يُوبخ ذاك الذي له هذا بالطبيعة؟ (القديس يوحنا الذهبي الفم.. من تفسير تادرس يعقوب ملطي)

وكذا يؤكد كلا من إريناؤس وأثناسيوس أنها نبؤة عن أبناء العهد الجديد بأننا نصير أبناء الله بالتبني وبالتالي كالآلهة ، ولكن المسيح هو مصدر تألهنا لأنه هو الكلمة الذاتية

 

تفسير أثناسيوس الرسول

 

Athanasius: Wherefore He is very God, existing one in essence with the very Father; while other beings, to whom He said, ‘I said ye are Gods had this grace from the Father, only by participation of the Word, through the Spirit. For He is the expression of the Father’s Person, and Light from Light, and Power, and very Image of the Father’s essence" (Against the Arians; Orationes contra Arianos)


تفسير أيرناؤس


Irenaeus: " But of what gods does he speak? Of those to whom He says, “I have said, Ye are gods, and all sons of the Most High.” (Psa_82:6) To those, no doubt, who have received the grace of the “adoption, by which we c.r.y, Abba Father.” (Rom_3:14) (Against Heresies. BOOK III)



وهذا ما يعنيه إنجيلنا الوحدة الواحدة بقول الروح القدس نبؤة عن التبني بالمسيح في العهد الجديد على لسان آساف
"
انا قلت انكم آلهة وبنو العلي كلكم." (مز 82: 6)


وهو ما يعنيه الروح القدس على لسان الروح القدس في العهد الجديد
"
واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسم " (يوحنا 1: 12)


فكل من قبلوا الكلمة صاروا أولاد الله ومتألهين بالشركة مع اللاهوت
"
اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينه لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الالهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة." (2 بطرس 1: 4)

ولكن يبقى المسيح هو الكلمة نفسها التي تألهنا بها

فالمسيح يستنكر إذا غباء اليهود كما هو غباء المسلمين الحالي ... كيف يقبلون تأليه من صارت إليهم الكلمة ويرفضون ألوهية الكلمة ذاتها
كما المسلمون : كيف يقبلون بأن القرآن غير مخلوق بينما المسيح كلمة الله مخلوق ، والمسيح هو الإعلان الكامل للكلمة الإلهية


ولا عزاء للأغبياء وكان بالأولى أن يبوخوا أنفسهم قائلين
"
فكيف ننجو نحن ان اهملنا خلاصا هذا مقداره" (عبرانيين 2: 3)

الخلاصة في جدول

 

قضاة العهد القديم

المسيح

 

"أنا قلت أنكم آلهة"

"أنا والآب واحد" و "أنا في الآب والآب فيَّ"

النص

الوحي الالهي (بواسطة الابن والروح) عن قضاة العهد القديم

الابن عن نفسه

المُعلِن

لأنهم "صارت إليهم كمة الله" أي قبلوا الكلمة وتألهوا بها ... وبمعنى آخر  قبلوا الكلمة (الابن) فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله اي المؤمنون باسمه (يو 1: 12)

لأن "الآب قدسه وأرسله" لأنه كلمته  (يوحنا 1: 1)

تفسير المسيح: لماذا؟

قبلوا تأليه قضاة العهد القديم كوحي مفدس

أنكروا قول المسيح واتهموه بالتجديف وأرادوا رجمه

ما فعله اليهود

أن اليهود قبلوا تأليه الصورة (القضاة ) ورفضوا ألوهية الأصل (أي المسيح الكلمة الذاتي)

استنكار المسيح

إعلان نبوة عن العهد الجديد كما أتفقت كثير من شروحات  آباء الكنيسة بأننا ننال التبني في المسيح ونصير شركاء الطبيعة الإلهية بكوننا جسده

إعلان لاهوته الذاتي ككلمة الله الذاتي والمؤله لجميع من يؤمنون به

الهدف

 

ابراهيم القبطي

+ سلام المسيح يفوق كل سلام +