For God so loved the world, that he gave his only begotten Son, that whosoever believeth in him should not perish, but have everlasting life.

الاثنين، ١٦ رجب ١٤٢٨ هـ

حوار مع جبريل [1] ...حول بداية الاسلام

ابراهيم القبطي

بعد ليالى وأيام طوال ، و أخيرا نجحت في لقاء جبريل ، لم يكن العثور عليه سهلا ، و لم يكن من السهل أقناعه بالحوار ، و لكنني أقنعته -بعد جهد جهيد - بأن الآن هو زمان كشف الحجاب عما حدث منذ 14 قرن ، وأكدت له أن هذا الحوار لن يغير من الواقع شيئا ، فمهما قال لن يلقي المسلمون بالا إليه ، أو ما يقول ، و هذا ما طمأنه ، فقرر البوح بالحقيقة كاملة ، لتبقى قصة طريفة يحكيها الناس دون أن يدركوا واقعيتها ، و لم أكن أكذب عليه ، فهذا هو واقع الشرق ، من الممكن أن تقتل و تسرق و تكذب و تجاهد في سبيل الله بقتل الكفر ، و قطع الرؤس ، و لا مكان للحقيقة أو القراءة بين السطور ، أو الهروب من عشوائية الواقع المرير الذي نحياه . و بدأ الحوار الطريف

أسمك الحقيقي بالكامل و لقبك؟

جبريل: أكبر ، الشيطان الحاكم على منطقة شبه الجزيرة العربية قبل القرن السابع ، و الحاكم حاليا على أجزاء كبيرة من العالم القديم في أفريقيا و آسيا بعد القرن السابع الميلادي بتاريخكم ، و كان رمزي الهلال ... وهو الرمز الموضوع على الجوامع و المئاذن الآن.

 

إذا كان أسمك ليس جبريل لماذا سميت نفسك جبريل؟

جبريل (أكبر): الحقيقة أنني قررت أتخاذ اسم قريب الشبه من عدوي اللدود جبرائيل الذي بشر مريم العذراء (1) بميلاد المصلوب ، و لم أستطع اتخاذ الاسم نفسه فأنا لا قبل لي بهذا الملاك و لا بجنوده.

و مع ذلك فقد احتفظت باسم أكبر و جعلته من صفات الله ... في الاسلام ، شعور ممتع بعد كل هذه السنين ، أنا أرفع نفسي برتبه إله ..

 

ما الذي جاء بفكرة الدين الجديد الذي أنشأته في القرن السابع الميلادي؟

جبريل (أكبر): الحقيقة أن الفكرة جاءت بعد جدال طويل في مجمع الشياطين أستمر 7 قرون كاملة ، فبعد ميلاد المصلوب و صلبه و قيامته (2) ، و قائدنا العظيم أبليس تمت تحديد أمكانياته و إقامته ، بدأنا نفقد الكثير من ممالكنا السابقة في اليونان و آسيا ، و حتى أفريقيا تحت ضربات أتباع المصلوب ، و كنا في حالة من الانهيار التام.

و لحسن الحظ أن مملكتي في شبه الجزيرة العربية لم تتأثر كثيرا ، فقد كانت صحراء ، و بعيدة عن خطوط التبشير الجغرافية ، و التي تخترق الحضارات المعروفة ، فصارت جزيرة العرب ملاذا آمنا لكل أتباع المذاهب المنحرفة المنشقة عن ديانة المصلوب و كذا عبادة الأصنام ، و كانت هناك الكثير من الكعبات (البيوت المكعبة الشكل) (3)، و التي تعبد فيه الأصنام و التماثيل المختلفة ، و لعل أشهرها الكعبة التي في مكة و التي كان فيها حوالي 365 تمثال ، كل إله له تمثال على مدار السنة (4).

و هنا تفتق ذهني عن اقتراح ، و عرضته على مجمع الشياطين ، بما أننا لن نستطيع أن نواجه المصلوب ، و لن نستطيع أن ندعي بأنه لم يفعل معجزات أو يقيم موتى ، نستطيع أن نجعل البشر يخترعون دينا جديد ، فالمصلوب يحب البشر ، وهم يمكنهم أن يفعلوا ما لا نقدر على فعله نحن .

و هذا الدين الجديد لابد ان يكون خليطا من الحقائق و الأكاذيب ، من المقدس و المدنس ، من الشيطاني و الإلهي حتى يتوه البشر .

و قد قوبل أقتراحي أولا بالغضب ، و لكن بعد مجادلات و مناقشات حامية ، توصلنا أن هذا يبدو هو الحل العملي الوحيد ، و لابد من سرعة التصرف قبل أن تصل جحافل المبشرين إلى جزيرة العرب و تضيع الفرصة ، و نفقد واحد من آخر المعاقل الباقية لنا .

 

أنا مازلت لا أفهم لماذا العرب بالتحديد ؟

جبريل (أكبر): بجانب أن جزيرة العرب كانت ملاذا آمنا لكل المنحرفين و أتباع الأوثان ، و لم تصلها أيد التبشير بعد ، إلا أنها كذلك لها الكثير من المميزات الآخرى.

 

مثل ماذا؟

جبريل (أكبر): العرب المستعربة و الذين جاءوا من الشمال ، كانوا من نسل أسماعيل الأبن المطرود ، ابن هاجر ، و أنضم له بعدها عيسو أخو يعقوب (أسرائيل) ، بعد أن باع بركة أبيه بأكلة عدس (5) ، و تزوج من قبيلة أسماعيل (6) ...

و لك أن تتخيل كم الحقد الهائل الذي جمع هؤلاء المطاريد ضد اليهودية ، و من بعدها ضد عبادة المصلوب ، فقد كانوا يشعرون باستمرار بأنهم خُدعوا من أبناء عمومتهم ، وأن أبناء عمومتهم صاروا أصحاب كتب مقدسة وأنبياء ، بل وخرج منهم ومن نسلهم المصلوب نفسه ، و الذي صارت تدين له الكثير من الشعوب.

وهذا الشعور الجارف بالحقد ، جعلهم تحت رحمتنا ، و في أشد الحاجة إلى نبوة ، و رسالة ، و إن كانت زائفة ، ليستعيدوا كرامتهم المهانة و المسلوبة ...

وهذا الشعور تغلغل فيهم عبر الأجيال ، حتى حانت اللحظة المناسبة في أواخر القرن السادس الميلادي و أوائل السابع.

 

لماذا محمد تحديدا؟ ما الذي كان يميزه؟

جبريل (أكبر): هذه قصة طريفة ، و بما أن كلامي لن يؤخر أو يقدم من الواقع سوف أحكي لك

محمد جاء من نسل قبيلة قريش فرع بني هاشم (7)، هم من ذوات الحسب و النسب و الرفعة بين العرب المستعربة ، و أنت تعرف أنهم كقبائل ، كان النسب يمثل بالنسبة لهم أهم من الحياة نفسها ، فالقبائل البدوية لا ترتبط بالأرض بل بالنسب ، في الوقت الذي كان محمد مجهول الهوية مشكوك في نسبه ، و على الرغم أن معظم المسلمين اليوم يعتقدون أنه ابن عبد الله ، ألا أن ميلاده جاء بعد 4 سنوات كاملة من وفاة عبد الله ، مما جعل الكثير من كتاب السيرة يخترعون الكثير من الحالات عن طول مدة الحمل ، لتفسير بنوة محمد إلى عبد الله ، بأنه بقى في رحم أمه 4 سنوات (8).

هذا الشاب تربى و داخله حلم كبير أن يلغي الانساب القبلية ، و من هذا الطموح بدأنا التحرك .

 

كيف كان هذا التحرك؟

جبريل (أكبر): بدأنا باشعال عواطف خديجة السيدة التي كانت في الأربعين من عمرها تجاه محمد و هو في الخامسة و عشرين من عمره (9).

 

و ما علاقة خديجة بالموضوع؟

جبريل (أكبر): هاهاهاها ، أنت لم تعرف فن الشياطين بعد ، كانت خديجة مسيحية الديانة على الطائفة الأبيونية ، مثل ابن عمها ورقة بن نوفل (10) (11) ، والأبيونية طائفة من الطوائف المنحرفة عن أتباع المصلوب ، و التي كانت لا تؤمن بلاهوته ، و تؤمن بانجيل واحد هو انجيل متى .

وكان لها ابن عم ، ورقة بن نوفل، قس عجوز تخطى التسعين من عمره ، وهو الذي قام بمراسم زواجها من محمد على النظام المسيحي .

 

أنت تريد أن تقنعني أن محمد تزوج على الطقس المسيحي ، هذا غريب جدا ، و ما دليلك على هذا ؟

جبريل (أكبر): الدليل الأول أن محمد لم يطلق خديجة طوال حياتها ، و لم يتزوج عليها (12) ، و الدليل الثاني أن كتب السيرة تؤكد أن ورقة بن نوفل هو من بارك الزواج (13) ، تفتكر لماذا يبارك قس زواج محمد من خديجة؟

 

و لكن السؤال يظل: ما علاقة كل هذا بالخطة التي تقول بها؟

جبريل (أكبر): ورقة بن نوفل كان طموحا جدا ، و كان يحلم هو الآخر بنشر المسيحية الأبيونية بين ربوع شبه الجزيرة العربية ، و لم يكن هناك أفضل من وضع محمد الشاب الذكي و الطموح ، و الشاعر برفض المجتمع له و شكه في نسبه ، مع القس المخضرم و الذي كان يملك الكثير من المعلومات عن التوراة و انجيل متى.

 

و لماذا تريد أن تستغل التوراة و الانجيل في خلق الدين الجديد؟

جبريل (أكبر): كما قلت لك ، بعد خبرة أكثر من سبعة قرون في الحرب مع المصلوب ، كان هناك اقتناع تام بين مجمع الشياطين ، أنه لا يمكن انكار قوة المصلوب على قلوب الناس و عقولهم .

و لذلك كان لابد من اختراع دين يحمل أنصاف الحقائق عن المصلوب ...

يؤكد على أنه نبي (14) ، لكنه ليس إله (15)

يؤكد على معجزاته و صفاته الإلهية من القدرة على الخلق (16) ، و لكنه ينكر أهم شئ في حياته ، صلبه و قيامته (17) .

يؤكد على أنه كلمة الله و روح منه (18) ، و ينكر أنه الله الظاهر في الجسد (19).

و بهذا تنتفي شبهة هجومنا على المسيح و لكننا نفسد صورته التي رسمتها الأناجيل الأربعة.

 

يا لها من خطة شيطانية !!!

و الآن إلى مزيد من الأسئلة :كيف بدأت علاقتك بمحمد؟

جبريل (أكبر): كما قلت لك كانت الخطة مرسومة منذ زواجه من خديجة ، و لكنني بدأت في الظهور له في غار حراء (20) وهو في سن الأربعين .

 

وماذا كان رد فعله لرؤياك؟

جبريل (أكبر): الحقيقة أنه فزع أيما فزع ، و قدم إلى أهل بيته يسألهم أن يدثروه و يزملوه (21)، فقد كان يشعر بالرعب ... و كان يشك في أنني شيطان ، و هذا كان كفيل بأن يفسد كل شئ.

 

كيف؟

جبريل (أكبر): إذا لم يقبل محمد بإرادته كلماتي و ظهوراتي ، لا يمكن أن تنجح الخطة ، فالانسان قد خلقة الله على صورته و مثاله ، و هو يملك من حرية الإرادة ما يجعله يرفض الشيطان ، وعندها لن يتمكن الشيطان أن يؤثر عليه.

 

ماذا فعلت للتغلب على هذه المشكلة؟

جبريل (أكبر): هذه قصة كلما أتذكرها لا أملك نفسي من الضحك .

 

ما هي هذه القصة المضحكة؟

جبريل (أكبر): عندما عاد محمد إلى بيته ، و كان في حالة الرعب المعتادة لأنه رآني ، أوعزت إلى خديجة بأن تطمئنه .

 

كيف فعلت ذلك ؟

جبريل (أكبر): فعلت ذلك بأن اخترعت برهان الوحي على أفخاذها (22)..... ها هاهاهاهاهاها

 

ماذا تقصد ؟

جبريل (أكبر): قالت خديجة لمحمد إذا جاءك هذا الملاك فقل لي ، وهنا ظهرت له ، فأبلغها بأنه يراني ، فبدأت تسأله أن يجلس على فخذها الأيسر ، ثم على فخذها الأيمن ، ثم بين فخذيها ، و أنا مازلت واقف أمام محمد يراني و هي لا تراني ، ثم عندما تحسرت و أزالت ملابسها ، اختفيت أنا...

وهنا قالت خديجة لمحمد أن يبشر بأنني ملاك و لست شيطان ، فقد استحيت على حد كلامها من رؤية وجهها ، هاهاهاهاهاهاهاها.

 

وهل صدق محمد و الناس بهذا أنه نبي ؟

جبريل (أكبر): لا تستعجب يا عزيزي ، فلم يؤمن بمحمد الكثيرين وهو في مكة ، فلم يتعد المؤمنون به أكثر من تسعة و سبعين فردا (23) ، كثيرا منهم من العبيد .

 

و لماذا العبيد ؟

جبريل (أكبر): لأنه وعدهم في بداية دعوته بالتحرر و إلغاء الرق. بل أنه تبنى واحد من العبيد هو زيد بن ثابت ، و لكنه عندما انتقل إلى المدينة ، وبدأت ظروف الحياة تختلف ، أمتلك هو نفسه العبيد من سبايا القبائل التي غزاها ، بل أنه ألغي التبني كليةً ليستطيع أن يتزوج أمراة زيد بن ثابت ... و لكن هذه قصة ثانية ..

 

لماذا فتر الوحي بعد موت ورقة (24)؟

جبريل (أكبر): هل تعتقد أنه كان هناك وحي بالفعل ، ما هي إلا أملاءات ورقة بن نوفل على بعض أشعار قديمة ، و الحقيقة أنني لم أملي عليه أي شئ ، أنا لست متفرغا لمثل هذا الكلام .

 

ماذا تقول ، ألم تساهم أنت في الوحي؟

جبريل (أكبر): لا و ألف لا ، ألم أقل لك أنه يكفي أن نحرك النوازع و الأطماع في القلوب البشر ، و هم يقومون بما يفوق الشياطين . لقد كان على محمد فقط أن يقتنع بانني أظهر له ، و أنه نبي مكرم ، و كان يقوم هو بالباقي مدفوعا بطموحه الجبار ، فكان يقوم بحفظ جمل مسجوعة على يد ورقة بن نوفل ثم يتلوها على أنها وحي مني ، و لم يشعر للحظة أنه يكذب ، فقد أعماه طموحه ، و اعتقاده بنبل رسالته في توحيد العرب ، و هذا ما جعل الوحي المزعوم يفتر بعد موت ورقة ، و لكن محمد تعلم أن يكتب شعره بنفسه ، بل أن أهل قريش أتهموه صدقا بذلك (25) .

 

لماذا حاول محمد الانتحار (26)؟

جبريل (أكبر):  محمد شعر باليأس بعد وفاة ورقة بن نوفل ، ففقد مصدر معلوماته الاساسي ، و أنا كنت قد انشغلت ببعض الأمور الشيطانية ، فلم أظهر له لفترة طويلة ، وهنا انهار و بدات محاولات الانتحار ، مما جعلني أسرع بالعودة إليه حتى لا يفسد المشروع كله ، لقد نلت نصيبي من التقريع الشيطاني من مجلس الشياطين بسبب هذا الحادث ، فبعضهم لاموني على اختيار شخص ضعيف ، و الآخرون لاموني على تجاهله طوال هذه الفترة ، المهم أن ظهوراتي الشيطانية أعادت إلى قلبه الأمل ، و إن كان ستأتي لحظات في تاريخ محمد سيستغني فيها عن ظهوراتي كليتة ، بعد أن يثق في نفسه ، و يكتب آياته بنفسه

يتبع في الجزء الثاني

-----------------------------

الهوامش و المراجع:

(1) لوقا 1: 26

(2) راجع قصة المسيح في الاناجيل الأربعة

(3) راجع في ذلك المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام :د. جواد على ج5/ص 214، 215 ،217، 223

(4) راجع كتاب الاصنام لابن الكلبي

(5) تكوين 25: 32-34

(6) تكوين 28: 9

(7) سيرة ابن هشام ج1 ص1-4

(8) هذه من القصص المعتم عليها في التاريخ الاسلامي ، حيث أن عبد الله و آمنة بنت وهب (والدا محمد) تزوجا في نفس اليوم الذي تزوج فيه أبوه عبد المطلب (جد الرسول) من هالة بنت وهيب لينجبا حمزة (عم الرسول) ، و لكن عبد الله مات في أول سنة من زواجه ، فكان من المنطقي أن يكون محمد في عمر حمزة عمه أو أكبر باعتبار حمزة ولد بعد محمد ، و لا يصح أن يكون حمزة أكبر

و لكن كتب التاريخ و السيرة تشير إلى أن حمزة أكبر من محمد ب 4 سنوات ، مما يعني أن محمد ولد بعد وفاة أبوه بأربع سنوات ، بل و تؤكد أن حمزة قتل في موقعة أحد و عمره 59 عام في الوقت الذي كان عمر محمد 55 عام (ولد 570 م وموقعة أحد عام 625 م بفارق 55 عام) ، و قد قالت قريش عن محمد أنه الكنخلة في ربوة أي لا أصل له ، بل أن قبيلة كندة زعمت أنه منهم و لم يعترض محمد ، بل و تؤكد السيرة الحلبية أن آمنة تقول بأن حمل محمد كان أخف حمل لها ، مما يشير إلى أنها حملت أكثر من مرة و أن محمد لم يكن الأول !!!

المصادر: السيرة الحلبية (باب تزوج عبد الله من آمنة) ، الاستيعاب في تمييز الأصحاب لأبن عبد البر (باب محمد رسول الله) ، الطبقات الكبرى لأبن سعد (باب وفاة عبد الله بن عبد المطلب ، و كذا في الطبقة الأولى باب قتل حمزة) ، كتاب عيون الأثر في المغزي و السير لأبن سيد الناس ، الاصابة في تمييز الصحابة لأبي حجر العسقلاني (باب حمزة) ، البداية و النهاية لأبن كثير (باب تزويج عبد المطلب لأبنه عبد الله ج2 ص 316) ، دلائل النبوة للحافظ بن نعيم الاصبهاني .

(9) سيرة بن هشام ج1 ص 187-191

(10) الروض الأنف ج1 ص 380

(11) كتاب قس و نبي لأبي موسى الحريري ص 20

(12) سيرة بن هشام ج1 ص 190

(13) السيرة الحلبية ج1 ص 147-156

(14) المائدة 75

(15) المائدة 17، 72

(16) المائدة 110

(17) النساء 157

(18) النساء 171

(19) المائدة 72

(20) صحيح البخاري 3 باب بدء الوحي:

"3 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْوَحْىِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِى النَّوْمِ ، فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلاَّ جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلاَءُ ، وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ - وَهُوَ التَّعَبُّدُ - اللَّيَالِىَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ ، فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا ، حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِى غَارِ حِرَاءٍ ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ اقْرَأْ . قَالَ « مَا أَنَا بِقَارِئٍ » . قَالَ « فَأَخَذَنِى فَغَطَّنِى حَتَّى بَلَغَ مِنِّى الْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِى فَقَالَ اقْرَأْ . قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ . فَأَخَذَنِى فَغَطَّنِى الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّى الْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِى فَقَالَ اقْرَأْ . فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ . فَأَخَذَنِى فَغَطَّنِى الثَّالِثَةَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِى فَقَالَ ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ ) » . فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَرْجُفُ فُؤَادُهُ ، فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رضى الله عنها فَقَالَ « زَمِّلُونِى زَمِّلُونِى » . فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ ، فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ « لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِى » . فَقَالَتْ خَدِيجَةُ كَلاَّ وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا ، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ ، وَتَقْرِى الضَّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ . فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ - وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِى الْجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِىَّ ، فَيَكْتُبُ مِنَ الإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِىَ - فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ يَا ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ . فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ يَا ابْنَ أَخِى مَاذَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَبَرَ مَا رَأَى . فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِى نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى - صلى الله عليه وسلم - يَا لَيْتَنِى فِيهَا جَذَعًا ، لَيْتَنِى أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « أَوَمُخْرِجِىَّ هُمْ » . قَالَ نَعَمْ ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلاَّ عُودِىَ ، وَإِنْ يُدْرِكْنِى يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا . ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّىَ وَفَتَرَ الْوَحْىُ "

(21) الحديث السابق و أيضا صحيح البخاري 4953

(22) سيرة بن هشام ج1 ص 239 (امتحان خديجة برهان الوحي)

(23) سيرة بن هشام ج1 ص 469- 472

(24) راجع الحديث في (20)

(25) الانبياء 5

(26) صحيح البخاري باب التعبير 6982 –" ..... ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّىَ ، وَفَتَرَ الْوَحْىُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَىْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ ، فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَىْ يُلْقِىَ مِنْهُ نَفْسَهُ ، تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا . فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ وَتَقِرُّ نَفْسُهُ فَيَرْجِعُ ، فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْىِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ ، فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ( فَالِقُ الإِصْبَاحِ ) ضَوْءُ الشَّمْسِ بِالنَّهَارِ ، وَضَوْءُ الْقَمَرِ بِاللَّيْلِ "