For God so loved the world, that he gave his only begotten Son, that whosoever believeth in him should not perish, but have everlasting life.

الاثنين، ١٦ رجب ١٤٢٨ هـ

محمد وسر الكنز – صلاح الدين محسن

 

يقول القرآن عن الذين يكنزون الكنوز:

التوبة 34 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِـزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ

حسناً.. أي أن القرآن استقبح كنز الذهب والفضة، وأنذر مَن يفعلون ذلك بسوء العاقبة في الآخرة، ولم يُشّرع لهم عقاب في الدنيا، ولم يقل أجلدوهم أو اقتلوهم أو.. أو..، أي لا حكم عليهم في الدنيا وإنما حسابهم في الآخرة.

كثيرون منا مَن سمعوا عن قصة محمد مع الرجل الذي كان يكنز كنزاً ( كنانة بن الربيع ) كما جاءت في:

السيرة النبوية لابن هشام - الجزء الرابع - 86 / 116 و 87/116

عقوبة كنانة بن الربيع ‏:‏

وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكنانة بن الربيع، وكان عنده كنز بني النضير، فسأله عنه، فجحد أن يكون يعرف مكانه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من يهود، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم:‏ إني رأيت كنانة يطيف بهذه الخربة كل غداة؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنانة:‏ أرأيت إن وجدناه عندك، أأقتلك ‏؟‏

قال‏:‏ نعم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخربة فحفرت، فأخرج منها بعض كنزهم، ثم سأله عما بقي، فأبى أن يؤديه‏.‏

فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام، فقال‏:‏ عذبه حتى تستأصل ما عنده، فكان الزبير يقدح بزندٍ في صدره، حتى أشرف على نفسه، ثم دفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى محمد بن مسلمة، فضرب عنقه بأخيه محمود بن مسلمة.

====

كثيرون منا قرأوا أو سمعوا تلك القصة، ولكن مرت على أغلبنا مرور الكرام!

كم واحد منا سأل نفسه:

1 – رجل يمتلك كنز، فلماذا طلب منه محمد الكنز؟ وما هي علاقة محمد بذاك الكنز؟

إن الرواية لم تذكر لنا أن الكنز كانت أم محمد قد أودعته أمانة عند كنانة بن الربيع، لكي يحق لمحمد طلبه منه!

2 -ولم تذكر الرواية أن الكنز كان ملكاً لوالد محمد قبل موته وسرقه منه كنانة ..! لم تذكر السيرة شيئاً من هذا!

إذاً ذاك الكنز لم يكن حقا لمحمد أو لأبيه أو لأمه ولا لواحد من أصحابه أو أفراد قبيلته، ورفض كنانة بن الربيع إرجاعه، أو أنه كذب عندما أنكر معرفته بمكان الكنز، فهل عقوبة الكذب خوفاً على ممتلكات الشخص من الضياع أو حتى الكذاب الصراح، هل عقوبته هي القتل ؟! وفي أية شريعة ؟!

3 - – لماذا قتله محمد؟!

4 – لقد كان كنانة متزوجاً من زوجة شابة صغيرة حسناء، فأين ذهبت بعد قتله على يد محمد؟

الجواب: تزوجها محمد ، واسمها: "صفية"

5 – متى تزوجها ؟! بعدما قتل زوجها ؟! أبعد انتهاء العدة ؟

الجواب: كلا وإنما بعد قتل الزوج مباشرة!!!

(( فقد روى ابن هشام في السيرة: أن أبا أيوب الأنصـاري بـات يقظاً ساهراً متوشحاً بسيفه، يطيف بالقبة التي دخل فيها النبي صلى الله عليه وسلم على صفية، فلما أصبح رسول الله سمع حركته ورأى مكانه فسأله: مالك يا أبا أيوب؟ أجاب: (يا رسول الله خفت عليك من هذه المرأة، قد قتلت أباها وزوجها وقومها، وكانت حديثة عهد بكفر، فخفتها عليك).

فدعا له الرسول وقال: (اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني) – السيرة لابن هشام 3 – 355 -

6 – مَن منا سأل نفسه: كيف يبيت عريس مع عروسة تحت حراسة ( بودي جارد ! ) خشية أن تقتله العروسة لأنه قتل زوجها وأهلها ؟!! وهل ذاك كان زواجاً ؟ أم اغتصاب وهتك عرض؟!

كم منا سألوا أنفسهم:

7 – في أية شريعة ؟! وفي أي دين ؟! وفي حكم أية سماء وأي إله ؟!، وأية نبوة يحدث ذلك؟!

كم واحد منا سأل نفسه تلك الأسئلة بعد قراءته أو سماعه لقصة محمد مع كنانة بن الربيع، الذي أخذ محمد كنزه، ثم قتله وأخذ امرأته أيضاً ؟

كم واحد منا حكّم ضميره.. ، وسأل نفسه تلك الأسئلة ؟