For God so loved the world, that he gave his only begotten Son, that whosoever believeth in him should not perish, but have everlasting life.

الخميس، ١٦ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

هل قتل محمد ابنه وابن عمه ؟

هل قتل محمد ابنه وابن عمه ؟


فيصل البيطار

أما ابن عمه فهو جعفر بن أبي طالب

ثالث ثلاثة دخلوا دين الإسلام بعد محمد وعليّ حسب المصادر الشيعية، وبعد واحد وثلاثون مسلما حسب المصادر السنية، زوجته أسماء بنت عميس هاجرت معه إلى الحبشة ليس هربا من اضطهاد قريش كما يشيعون إنما للدراسة في مدرسة إعداد الكادر الحزبي الديني هناك.

قريش مارست بعض التعذيب مع المسلمين من العبيد الذين هم ليسوا من العرب أصلا كبلال الحبشي وياسر وزوجته سميه ولم يرد أنها مارسته بحق الأحرار من المسلمين، فعثمان بن عفان الأموي كان من أوائل الذين هاجروا إلى الحبشة وهو تاجر ذو مال وفير ولم يتعرض يوما إلى أي أذى على أيدي قريش، كذلك عبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وعثمان بن مظعون الذي كان في حماية الوليد بن المغيرة قبل هجرته، ومصعب بن عمير احد أثرياء مكة وغيرهم من المهاجرين، بل أن محمدا نفسه لم تتعرض له قريش بأذى يذكر غير تلك المرة التي القي فيها عليه شيئا من القمامة وهو يصلي علنا وأمام الناس في فناء الكعبة، ونعته بالكذب والجنون والسرقة من قصص وأساطير الأولين وان هناك من يلقنه.

قريش كانت على علم من أن هذا التلقين كان يتم في غار حراء على يد القس المسيحي الأبيوني " ورقه ابن نوفل " حتى أنهم وبعد صمته الطويل الذي استمر عدة سنوات لم يتل فيه أي قرآن جديد، أشاعوا بان وحيه قد انقطع مع موت صاحبه ورقه.

الهجرة للحبشة لم تكن بقصد الهروب من أذى قريش كما ادعى البعض، أو بقصد إبراز عزة الإسلام كما ادعى آخرون عبر وجوه القوم المهاجرين وقد كانوا من سادة قريش وأبناء سادتها . الهجرة كانت بقصد التعلم والدرس والتبحر بأمور الدين الجديد الذي صممه ورسم تفاصيله القس ورقه والذي كان يتزعم كنيسة مكة الأبيونيه التي تقول بالطبيعة الواحدة للمسيح بكونه نبيا من البشر وليس إلها، وهو ما يقول به نجاشي الحبشة وكنيسته كما أثبتت المحاورة التي تمت في حضرته وحضرة قساوسة كنيسته بين رسول قريش عمرو بن العاص وزعيم المهاجرين والناطق باسمهم جعفر بن أبي طالب.

مسيحيو مكة ومهاجريهم من المسلمين ونجاشي الحبشة كانوا على عقيدة واحده وهي التي ترفض التثليث وتقر برسوليه المسيح وليس إلوهيته وقد وجد المهاجرون هناك كل الرعاية والاحترام الأمر الذي دعي بمحمد لاحقا وبعد أن ورده نبأ موت النجاشي وهو في المدينة، أن يدعو أصحابه للصلاة على أخوهم الميت هذا صلاة الغائب، وقد صلى بهم تلك الصلاة التي لا تجوز أصلا إلا على مسلم حسب تعاليمه هو نفسه .

عاد المهاجرون تباعا فمنهم من عاد إلى مكة ومنهم من عاد إلى المدينة ومنهم من فضل البقاء هناك متمسكا بنصرانيته القديمة ومتراجعا عن تعديلات ورقه وتلميذه محمد كـ " عبد الله بن جحش " ابن عمة النبي وزوج رمله بنت أبي سفيان واخو زينب بنت جحش.

وكان آخر العائدين من مهاجري الحبشة صاحبنا جعفر بصحبة جمعا من الأشعريين الذين هاجروا للحبشة من اليمن دون أن يمروا بمكة ( هل كان هناك تعذيبا للمسلمين ؟... لم يخبرنا احد )، وقد جاء خيبر في الوقت الذي انتهى فيه محمد من مجزرته فيها والاستحواذ على سلاح وأموال ونساء يهودها ومخزونهم من الطعام بعد قتل رجالهم، الأمر الذي ادخل الفرح والسرور على قلب محمد، والذي زاده منه هو وصول جعفر مما دفعه لتقبيله بين عينيه قائلا للناس (أيّها الناس ما أدري بأيّهما أنا أسَرّ؟ بافتتاحي خيبر، أم بقدوم ابن عمّي جعفر؟ )

وله (لا أدري بأيهما أنا أشدّ سروراً، بقدومك يا جعفر، أم بفتح اللّه على أخيك خيبر؟) و (أشبهت خَلْقي وخُلُقي)

ثم بنى له بيتا بجوار مسجده، أي بجوار بيته هو.

مجزرة خيبر تمت في نهاية شهر رجب من العام السابع للهجرة على الأغلب، وقد أقام جعفرا في المدينة عدة اشهر أرسله بعدها محمد ضمن سرية مؤتة أو على رأسها ليقتل هناك وهو الذي لم يخض حربا من قبل . الحفاوة التي استقبل بها محمد ابن عمه جعفرا وبعد غياب دام لأكثر من عشرة سنوات، تتعارض مع إبعاده عنه وعن مسلمي المدينة وإرساله ليقتل في معركة هي الأولى له ( لمحمد ) خارج حدود الجزيرة العربية وغير متكافئة مع جيش قوي خبر القتال طويلا مع جيوش الفرس وكقائد أول أو ثانٍٍ لسرية غزو ليس من هدف أو سبب واضح لها.

وقد أهمل ابن اسحق ذكر أي من مسبباتها خصوصا أن الأموال التي حازها محمد من خيبر قبل قليل ليست بالقليلة، فالغزوة لم تكن بسبب المال والسبايا كما لم تكن بالطبع لغرض نشر الدين الجديد، وما ذكره بعض المؤرخين حول مقتل رسولا لمحمد كسبب للغزوة عليه خلاف ولا يرقى لمستوى الحقيقة ولا يقنع أحد، الأمر الذي يستدعى الظنون من أن محمدا قد أرسله وزيد بن حارثه ليقتلا هناك وهما اللذين لم يؤّمرا على جيش من قبل قط.

مؤامرة محمد على قتل أصحابه تكررت في سرية اسامه بن زيد وهو على فراش الموت وبهدف نقل خلافته من بعد موته لعلي بن أبي طالب، فقد أمر بتشكيل سريه أمّر عليها عبدا له صغير السن اسود البشرة هو اسامه بن زيد وتضم فيما تضم من كبار الصحابة أبو بكر و عمر وأبو عبيده وسعد بن أبي وقاص وغيرهم واحتفظ بعلي إلى جانبه.

أراد من هذا قتل صحابته المعارضين لخلافة عليّ في مؤتة الثانية لتنتقل الخلافة له بيسر ودون معارضه كبار الصحابة من بعد موته ، لقد أحس صحابته الكبار بمؤامرة نبيهم ورفضوا إنفاذ سرية اسامه رغم إلحاح محمد الشديد ولعنه لمن تخلف عنها وكان أن مات دون إنفاذ تلك السرية محبطين مخطط نبيهم محمد . يبدو أن محمدا كان شديد الاهتمام بنتائج معركة مؤتة كما رسم لها، حتى انه بعث عينا له لتراقب نتائجها وتنقل له ما تنتهي إليه فور انتهاءها، وإلا يصعب تفسير علمه بنتائجها ومقتل قادتها الثلاث قبل وصول موفد خالد بن الوليد للمدينة ليبلغه بتلك النتائج !!! من على منبره اخبر محمد جمهوره بما حصل كما ذهب إلى بيت جعفر ليبلغ أسماء زوجته بمقتل زوجها، واعتبر مؤرخي الإسلام ممن يؤمنون بمعجزات محمد أن هذه واحده من معجزاته وهي ليست أكثر من عينا له دسها في صفوف السرية دون أن يكون لها مهمة القتال ... فقط المراقبه ونقل الأخبار

نتائج معركة مؤتة تدلل على سوء اختيار محمد للعدو الذي يجب مقارعته في تلك الحقبة وسوء اختياره لقادتها غير المجربين، زيد وجعفر، بل وبشكل أدق جاءت كما رسم وأراد لها أن تكون ... مقتل القادة، لكنها كانت هزيمة مدوية ضجت لها إرجاء المدينة، حتى أن أفراد السرية الناجون قد أطلق عليهم بعد وصولهم لقب " الفرارون " وباتوا يخجلون من مواجهة الناس والخروج من بيوتهم لمعايرتهم بالجبن والفرار من ساحة المعركة، ولم ينقذهم من هذا المصير سوى صك غفران محمد الجاهز والذي وصفهم بـ " الكرارون " فمعركة مؤتة قد حققت الغرض منها وهي التي احتار مؤرخي الإسلام في إيجاد سبب معقول لها، مما دفع بكاتب السيرة ابن اسحق إلى إهمال البحث عن سبب لها وهو الأمر الذي يجب أن ينظر له باهتمام .

هل من سبب يقف خلف قتل محمد لجعفر وزيد ؟

ما يتعلق بجعفر : واحد من اثنان، أما طمعا بزوجته أسماء بنت عميس أو أن جعفرا قد حمل معه من الحبشة أفكارا من عهد نصرانية محمد الأولى كان قد تخلى عنها لاحقا في المدينة مستقلا بأفكاره الخاصة وعاملا لحسابه الخاص، وهي التي من شانها أن تهدد زعامته الدينية ومن ثم السياسية، ونحن نعلم أن جعفرا هذا كان من أوائل النصارى المسلمين ومن أوائل الدارسين في مدرسة إعداد الكادر الديني الجديد وزعيما لمهاجري الحبشة وخطيبهم الناطق باسمهم مما يستدعي أن يكون مقدما عليهم بعلمه وإدراكه لكل تفاصيل الدعوة الجديدة التي عاشها وتلقاها على يد القس ورقه مثله مثل محمد تماما . أما أسماء فلم يتزوجها محمد وقد كان متزوجا من شقيقتها ميمونة بنت الحارث، فهل جاء جعفر بتعاليم دينيه تخالف ما نشره محمد في مدينته الجديدة ؟؟ نعتقد أن هذا قد حصل فعلا، وربما جعفرا قد تفاجأ بمجزرة خيبر التي شاهدها بأم عينيه وبآيات ترفض حرية التدين والتسامح الديني وقبول الآخرين كما هم، وهو ما تربى عليه في مكة قبل هجرته وما ترسخ في علمه أثناء هجرته الطويلة في الحبشة خصوصا وأننا نعلم أن التواصل بين محمد وهؤلاء المهاجرين كان شبه معدوما.

---------------------------

أما زيد بن حارثه فقد كان ابنا لمحمد بالتبني وقد جاءه بيته وهو غائب ورأى زوجته زينب بنت جحش وهي تُظهر بعضا من مفاتنها (هناك روايات أدهى وأمر من هذه) وكانت امرأة جميله فوقعت في قلبه ثم غادرها وهو يتمتم وقد سمعته يقول (سبحان الله العظيم سبحان الله مصرف القلوب) وقد طلقها زيد المسكين بعد أن نقلت له زوجته تسبيحه محمد هذه إذ وصلت رسالة محمد إلى علمه من انه قد هواها وأرادها لنفسه وإنها قد وقعت في قلبه . آية محمد تقول (وإذ تقول للذي انعم الله عليه وأنعمت عليه امسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج ادعياءهم إذا قضوا منهن وطرا وكان امر الله مفعولا ) .وقد اجمع المفسرون على انه كان يخفي في نفسه إعجابا بها وهوى لها رغم انه يطلب من زوجها عدم تطليقها !!!!

وكان وحي محمد جاهزا حين أمده بالآيات التي تبرر له زواجه من زوجة ابنه حين اخبره ( ما كان محمد أبا احد من رجالكم ) و ( ادعوهم لآبائهم هو اقسط عند الله )، وليثبت محمد نبوته والتزامه بتشريعات إلهه وإمعانا في إذلال زيد فقد أرسله نفسه لزوجته السابقة ليذكره لها وقد كان في نفس زيد منها الشيء الكثير، لم يمر هذا الزواج دون أن يستهجنه المسلمون رغم ما أتحف به محمد صحبه من كلام الله فقد أرجفت المدينة بحديثه وكثر اللغط فيه وجاء ( الهمز واللمز ) من كل حدب وصوب وأصبح كلام الناس في مجالسهم أن محمدا قد تزوج من زوجة ابنه، هؤلاء أسموهم بالمنافقين، تلك التهمه الجاهزة دائما لكل معارض ومخالف . تزوج محمد من زينب الجميلة وعن أم سلمه أنها ( كانت لرسول الله معجبة وكان يستكثر منها ) وحسب رأينا لم يجد محمد من وسيله للخلاص من إرجاف المدينة بزواجه من زوجة ابنه سوى الخلاص منه بالقتل في معركة غير متكافئه وليس من داع لها ومعه ابن عمه جعفر بن أبي طالب .

هل حقا قتل محمد ابنه بالتبني " زيد بن حارثه " وابن عمه " جعفر بن أبي طالب " ؟؟؟

عن موقع الحوار المتمدن