For God so loved the world, that he gave his only begotten Son, that whosoever believeth in him should not perish, but have everlasting life.

الأحد، ٢٢ ذو الحجة ١٤٣١ هـ

أكاذيب تاريخية – عدل عمر بن الخطاب

أكاذيب تاريخية – عدل عمر بن الخطاب


بقلم علاء رفائيل

تحرير ابراهيم القبطي

منذ نعومة أظافرنا ونحن ندرس فى المدرسة التاريخ المصرى . فرعونى ’ إسلامى ’ والحديث والمعاصر وسقط سهواً التاريخ القبطى من الامتداد الطبيعى للتاريخ المصرى .

كنا نتعجب عندما ندرس التاريخ الفرعونى منذ فجر التاريخ حتى دخول الرومان مصر وبقدرة قادر نذهب الى شبه الجزيرة العربية لدراسة العرب فى الجاهلية وفجر الاسلام ثم نعود الى مصر مع عمرو بن العاص والاحتلال الاسلامى لمصر .

ثم اكتشفت بعد ذلك انه حتى التاريخ الذى درسناه فى المدرسة والذى يدرس حتى الان فى المدارس ملىء بالمغالطات والاكاذيب والتلوين والتزييف .

إخترت لكم بعض هذه الاكاذيب التاريخية عن شخصية اسلامية كبيرة ، وقد اخترتها لان فى عهدها تم احتلال مصر .. هو عمر بن الخطاب ... وشخصية عمر بن الخطاب نسجت حولها كثير من القصص والاساطير الذى جعلتنا نحب هذا الرجل ، الى ان بدأت فى الدراسه الحرة وقراءة التاريخ فكانت الفاجعة .... واكثر ما جعلنى حزين هو دراستى لكتاب عبقرية عمر .... الذى جعلنى اشك حتى فى مصداقية كاتب كبير مثل العقاد ...!

ونبدأ قصتنا مع عمر بن الخطاب بنظام البلاى باك ... و نبدا من اغتيال عمر بن الخطاب ... على يد ابو لؤلؤة المجوسى .

لا احد قال لنا من هو ابو لؤلؤة المجوسى ؟ لم يقولوا لنا ما سبب قتله لعمر ؟

انه " أبو لؤلؤة الفيروزي " . فارسي . وجد نفسه فجأة أسيرا بين يدي أجلاف بدو الجزيرة بصحراء العرب . في غفلة من الزمن .. وقسموه مع الأسري . فوقع عبدا لأعرابي جلف . من أصحاب محمد صلعم .. فأساء الأعرابي الجلف للفارسي أبي لؤلؤة . وأذله وظلمه وأهانه .

شكا الرجل المظلوم للعادل " عمر بن الخطاب " – الخليفة – فاذا بالخليفة ينهر المظلوم ويزجره ويأمره بطاعة سيده ...!

ضاقت الدنيا في وجه أبي لؤلؤة الفيروزي . بعدما وجد الظلم يحيط به من كل جانب . حتي الخليفة الذي لجأ اليه هو أيضا ظالم ! فلمن يذهب ، ولمن يشكو ، وممن ينتقم لنفسه ؟ وجد أن الأحق بأن ينتقم منه هو الخليفة الظالم الذي نظم الحملة للاعتداء علي وطنه – فارس /ايران – بدون مبرر . وقتل ونهب وسلب . وأسر كرامها ونساءها ... وها هو لا يعدل حتي مع العبد الذي استعبدوه . فلا يرفع عنه الظلم : فقتله أبو لؤلؤة.. قتل الخليفة الظالم . الذي لم يشا انصاف مظلوم ولو بقليل من العدل . فكان جزاؤه القتل . اما القاتل " ابو لؤلؤة الفارسي الأصل فهو حتي هذه اللحظة بطل قومي عند الايرانيين . ويقال أن له ضريحا ومزارا كما الأولياء الصالحين ولن نتدخل فى ذلك للاختلاف بين الشيعة والسنه على الصحابة .

ومن عمر المقتول إلى عمر القاتل ننتقل

هل يعرف ان عمر قد واد ابنته فى الجاهلية ؟

عمر هو الخليفة الوحيد الذي تروي لنا كتب السيرة أنه قد وأد طفلته الوليدة خوفا من عار انجاب بنت .. وهذا فى الجاهلية ، حيث لم يكن يتبعه الا قلة قليلة من العرب عديمي الرحمة . فاسطورة خشونة الجاهلة كذبة فاضحة ، بدليل أن المراة قبل الاسلام كانت تتمتع بحريتها الجنسية ، وكانت منها الشاعرات المجيدات – كالخنساء ، عصماء بنت مروان وغيرهما - كما كانت المرأة سيدة أعمال . تدير التجارة – مثل خديجة التي تزوجت محمد . بعدما عمل في خدمتها . يسافر بتجارتها . وكانت سيدته وولية نعمته - ، وكان للمرأة حق خطبة الرجل لنفسها . فخديجة هي التي خطبت محمد للزواج . في ظل جو حرية المرأة الذي بلغ لحد قدرة المرأة الراغبة في العمل بالبغاء علي رفع راية بيضاء فوق مسكنها ليعلم الجميع – وكانت أم عمرو بن العاص واحدة من صاحبات الرايات البيضاء - .. : أي أن الأنثي كانت لها كامل حريتها ، كما كانت لها مكانتها العالية كشاعرة وكسيدة أعمال . بمجتمع قبل الاسلام . وفقط قلة قليلة من الرجال هم منعدمو الرحمة منعدمو الأخلاق وفاقدو الانسانية . كانوا يظلمون المرأة . ويرون انجاب الانثي عارا فيدفنونها حية عقب ولادتها . وكان من هؤلاء القلة الظلمة عمر بن الخطاب .

اما القصة الثالثة فهى التي تثبت بالفعل "عدل" الفاروق و اعتقد ان كثير ممن يقراون هذه المقالة لم يسمعوا هذه القصة .... وهى قصة صبيغ العراقى :

وهو رجل كان يسأل عن متشابهات (غوامض) القرآن ... فارسلوه الى العادل عمر بن الخطاب فقام الخليفة بإحضار عرجون النخيل و اخذ يضربه على راسه حتى تفجرت منها الدماء ... ويتركه قليلا ثم يعاود الضرب من جديد ... حتى قال له الرجل اذا كنت تريد قتلى فأقتلنى برحمة وان كنت تريدنى ان اتوب فقد تبت .... فما رايكم فى العدل ؟؟؟

وعمر فهو من بدع الحجاب والنقاب لكى يفرق بين العبده والسيده ... فإن لبست الجارية نقابا نزعه من عليها حتى لا تتشبه بالحرة ... وأي عدل .... بمعنى انها ان ارادت سيده ان ترحم نفسها من التحرش الجنسى فلبست النقاب اجبرها العادل من خلعه حتى لا تحمى نفسها.

السؤال الان هل قتل عمر بن الخطاب ابى بكر الصديق ؟

يذكر أبو يقظان عن سلام بن أبي قصة مصرع أبي بكر ، فيقول بأن أبا بكر سُمّم فمات يوم الاثنين في آخره ، والمستفيد الأول من موته كان عمر بن الخطاب، فقد حل في منصبه خليفة المسلمين ، مما يثير الشبهات هو مستوى علاقتهما ، حيث قال عبد الله بن عمر: أنهما اختلفا، والنصوص تؤيد اختلافهما إذ قال عمر: كان أبو بكر أعق وهو أحسد قريش كلها. (1)

ومما يزيد الشك أن عمر قد عجّل بدفن أبي بكر في نفس ليلة وفاته قبل أن يصبح الناس فلم يشاركوا في مراسم دفنه. على الرغم أنه ترك رسوله صلعم يتعفن ثلاث أيام قبل دفنه هو والصحابة لنزاعهم على الخلافة ، وبعد توليه – أي عمر - الخلافة مباشرة إذ ذهب إلى مجلس العزاء النسائي المقام بمناسبة وفاة أبي بكر فأدخل رجل عليهن دون إذن منهن فأخرج أم فروة بنت أبي قحافة (شقيقة أبي بكر) فضربها عمر بدرته ضربا مبرحا فاعورها وبقيت أم فروة عوراء العين إلى نهاية عمرها (2). فأي علاقة كانت بين الخليفتين ، ومن سمم أبا بكر ؟ سؤال يستحق التنقيب والبحث

أخيرا لا ننسى قمة العدل فى الوثيقة العمرية التي تشترط على مسيحيي الشام

الا يُحدِثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب

ولا يجدِّدوا ما خُرِّب

ولا يمنعوا كنائسهم من أن ينزلها أحدٌ من المسلمين ثلاث ليالٍ يطعمونهم

ولا يؤووا جاسوساً

ولا يكتموا غشاً للمسلمين

ولا يعلّموا أولادهم القرآن

ولا يُظهِروا شِركاً

ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الإسلام إن أرادوا

وأن يوقّروا المسلمين

وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس

ولا يتشبّهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم

ولا يتكنّوا بكناهم

ولا يركبوا سرجاً

ولا يتقلّدوا سيفاً

ولا يبيعوا الخمور

وأن يجُزُّوا مقادم رؤوسهم

وأن يلزموا زيَّهم حيثما كانوا

وأن يشدّوا الزنانير على أوساطهم

ولا يُظهِروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيءٍ من طرق المسلمين

ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم

ولا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفاً

ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين

ولا يخرجوا شعانين

ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم

ولا يَظهِروا النيران معهم

ولا يشتروا من الرقيق ما جَرَتْ عليه سهام المسلمين.

فإن خالفوا شيئاً مما شرطوه فلا ذمّة لهم

وقد حلّ للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق (3)

فأي عدل هذا ، إنما هو حكم الغازي ، وصلف المحتل

ترى لو كان يعيش فى  هذا الزمان .... هل سيلقب بالعادل ؟؟؟؟

------------------

هوامش ومراجع

(1) شرح نهج البلاغة -ابن ابي الحديد ج2/ص29.

(2) كنز العمال 8/118كتاب الموت، تاريخ الطبري ج4 حوادث سنة 13. الكامل في التاريخ ج2/ص204.

(3) فتاوى ابن تيمية مجلد 28