For God so loved the world, that he gave his only begotten Son, that whosoever believeth in him should not perish, but have everlasting life.

الثلاثاء، ٢٩ محرم ١٤٣٢ هـ

هل هناك إنجيل أخر مُنَّزل على المسيح؟

هل هناك إنجيل أخر مُنَّزل على المسيح جاء به عند بداية خدمته بخلاف الأربعة بشائر ؟


بقلم : الحمامة الحسنة

يقول السائل :

قال السيد المسيح في الإصحاح الأول من إنجيل مرقس(مر1: 15):

"قد كمل الزمان، واقترب ملكوت الله. فتوبوا وآمنوا بالإنجيل"

فما هو هذا الإنجيل . .؟

وهل كان هناك إنجيل أنزل على المسيح وبشر به عند بداية خدمته؟!

الجواب

كلمة الإنجيل تعني أحد البشائر الأربع التى كتبها التلاميذ متى ومرقس ولوقا ويوحنا

وتعنى أيضاً باللغة اليونانية التى كتبت بها البشائر الأربعة .. تعني عبارة" البشارة المفرحة ".

التي أراد المسيح أن يؤمن بها الناس وهى " بشرى الخلاص بالفداء المزمع

أن يقدمه على الصليب " وبالتالى بشرى " إقتراب الملكوت " .

ولكنه لم يقصد مطلقاً الإيمان ببشارة مكتوبة ومنزلة عليه وجاء بها في بداية خدمته ليؤمن بها اليهود وقبل كتابة الأنجيل بنسخه الأربعة.


لذلك قبل صعوده إلى السماء بعد قيامته لم يطلب من تلاميذه أن بيشروا بإنجيل مكتوب،

وإنما قال لهم :" اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم ... وعلموهم أن يحفظوا جميع ما اوصيتكم به"(متى28: 19-20)

وهكذا كتب التلاميذ في الإنجيل عن السيد أنه كان يعلم الجموع، ويكرز ببشارة الملكوت (مت4: 23)

وكان يعظ " الموعظة على الجبل "(مت5: 7) وكان يفسر (لو24: 27) وكان يفتح الأذهان لتفهم (لوقا24: 45)

- وعندما جاءت المرأة ساكبة الطيب الغالي الثمن وإغتاظ الجميع منها بسبب سكبها الطيب الغالي على المسيح

فقال لهم يسوع :

" الحق اقول لكم حيثما يكرز بهذا الانجيل في كل العالم يخبر أيضا بما فعلته هذه تذكاراً لها "( مرقس 14: 9)

فكيف كان هناك إنجيل مكتوب للمسيح أُنزل على المسيح وجاء به عند بداية خدمته..

والمسيح نفسه يرد على مافعلته هذه المرأة من سكب الطيب أنه ينبغى أن يكرز بالإنجيل بما فعلت هذه المرأة تذكاراً لها ؟!

هل كان سيعيد كتابة إنجيله المنزل عليه والمكتوب من قبل ،ليذكر فيه ما فعلته هذه المرأة ؟!

بالتأكيد كان يقصد بالإنجيل أنه الكرازة بالبشارة المفرحة التى هى بشارة الخلاص المزمع تقديمها على الصليب

والتى سيحملها التلاميذ ويكرزوا بها للعالم أجمع

كذلك المسيح أكد على تلاميذه أنهم شهود أمناء أمام العالم على أحداث الصلب والقيامة والصعود للسماء فيقول :

" و ان يكرز باسمه بالتوبة و مغفرة الخطايا لجميع الامم مبتدا من اورشليم

و انتم شهود لذلك "(لوقا24: 47- 48)

- ويشهد القديس يوحنا الإنجيلى على الأحداث والمعجزات والصلب والقيامة والصعود

بأنه شهد وكتب ماتعلمه من الرب يسوع حين كان على الأرض فيقول (يو21: 25- 26):

( هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا و كتب هذا و نعلم ان شهادته حق ،

و اشياء اخر كثيرة صنعها يسوع ان كتبت واحدة واحدة فلست أظن ان العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة آمين)

فلو كان للمسيح إنجيل منزَّل عليه كما يدعي غير المؤمنين ماكان جعل تلاميذه شهوداً له أمام الأمم

بل كان إكتفي بأن يوزعوا إنجيله على الناس ولم يجعلهم شهوداً له

ولا كان هناك ضرورة لأن يعيدوا كتابة بشارته في أربعة نسخ !

- كذلك نجد أن نفس كلمة ( الإنجيل ) بهذا المفهوم أى ( البشارة المفرحة )

قالها بولس الرسول في رسالة غلاطية ..إذ كتب يقول :

"إن الإنجيل الذي بشرت به ليس هو بحسب إنسان لأني لم أقبله من عند إنسان ولا عُلّمته،

بل بإعلان يسوع المسيح "(غلاطية1: 11-12)

- فلايوجد إنجيل بشر به بولس الرسول إنما يعنى بهذه الكلمة(الإنجيل)

أى الكرازة والبشارة المفرحة بالخلاص

المقدمة من المسيح للبشرية كلها والتى أعلنها له الرب يسوع المسيح بنفسه .

- ونجده يقول أيضاً :" صعدت إلى الرسل في أورشليم وعرضت عليهم الإنجيل الذى اكرز به بين الأمم"(غلاطية2:2)

أي يعرض عليهم ما أعلنه له الرب يسوع حين ظهر له

فتؤخذ كلمة إنجيل بمعناها اللغوي وليس بمعناها الإصطلاحي

وهكذا قال :" لما رأيتهم يسلكون بإستقامة حسب حق الإنجيل ...."(غلاطية 1: 14)

أي حسب تعاليم الرب وليس حسب كتاب مكتوب.

" ان انجيلنا لم يصر لكم بالكلام فقط بل بالقوة ايضا وبالروح القدس وبيقين شديد كما تعرفون اي رجال كنا بينكم من اجلكم."(1تسالونيكي 1: 5)

" وحاذين أرجلكم بإستعداد إنجيل السلام"(افسس6: 15)

" ان ثبتم على الايمان متأسسين وراسخين وغير منتقلين عن رجاء الانجيل الذي سمعتموه المكروز به في كل الخليقة التي تحت السماء الذي صرت انا بولس خادما له"(كولوسي1: 23)

" في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب انجيلي بيسوع المسيح"(رومية2: 16)

"بولس عبد ليسوع المسيح المدعو رسولأ المفرز لانجيل الله"(رومية!:1)

" فان الله الذي اعبده بروحي في انجيل ابنه شاهد لي كيف بلا انقطاع اذكركم"(رومية1: 9)

" فارسلنا تيموثاوس اخانا وخادم الله والعامل معنا في انجيل المسيح

حتى يثبتكم ويعظكم لاجل ايمانكم"( تسالونيكي3: 2)

هكذا يتضح من نص الآيات ان كلمة " إنجيل " جائت بمعني خدمة البشارة والكرازة

وبمعناها اللغوي كما في اللغة اليونانية

وليس بمعناها الإصطلاحي في اللغة العربية