For God so loved the world, that he gave his only begotten Son, that whosoever believeth in him should not perish, but have everlasting life.

الأحد، ٣ ربيع الأول ١٤٣٢ هـ

هل كان المسيح يعمد الناس أم لا ؟

هل كان المسيح يعمد الناس أم لا ؟

وإن كان لا فلماذا ؟

 

يسأل أحد الإخوة العابرين الجُدد للمسيح عن الآية التي قالها القديس يوحنا في إنجيله:
(و بعد هذا جاء يسوع و تلاميذه الى ارض اليهودية و مكث معهم هناك و كان يعمد)( يو3: 22)

بينما نجد القديس يوحنا يقول في الإصحاح التالي ( يو4: 1- 2):
1فَلَمَّا عَلِمَ الرَّبُّ أَنَّ الْفَرِّيسِيِّينَ سَمِعُوا أَنَّ يَسُوعَ يُصَيِّرُ وَيُعَمِّدُ تَلاَمِيذَ أَكْثَرَ مِنْ يُوحَنَّا،2 مَعَ أَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ لَمْ يَكُنْ يُعَمِّدُ بَلْ تَلاَمِيذُهُ،( يوحنا4: 1- 2)  

فهل كان يسوع يعمد الناس بنفسه أم لم يكن يعمد ؟

وإذا لم يكن يعمد، فلماذا لم يُعمد الناس بنفسه حين تجسد على الأرض؟ فقلت له:

فقلت له:


أولاً المسيح لم يكن يعمد الناس بنفسه حين كان معنا بالجسد

المسيح كان يعلم تلاميذه كيف يعمدون الناس لأنه سيأتى اليوم الذى يتركهم وحدهم


فكان لابد من تدريبهم على الخدمة قبل أن يُصلب ويصعد للسماء


ويتركهم وحدهم يباشرون الخدمة الكهنوتية بأنفسهم  

وليعلمنا أن سرً المعمودية هو سرً ضرورى تسلمناه منه شخصياً

حتى لانتهاون فى إعطائه لكل من يطلبه

فقد كانت آخر وصاياه وآخر كلماته لحظة صعوده هو التأكيد على هذا السرً العظيم :  

( فاذهبوا و تلمذوا جميع الأمم و عمدوهم بإسم الاب و الابن و الروح القدس

و علموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به)( متى28: 19- 20)


ولكن رغم أنه لم يعمد بنفسه بل تلاميذه نجد أن إنجيل يوحنا يقول : ( وكان يعمد )

فتقول آيات إنجيل ( يوحنا 3 ):


3: 22 و بعد هذا جاء يسوع و تلاميذه الى ارض اليهودية و مكث معهم هناك و كان يعمد


3: 23 و كان يوحنا ايضا يعمد في عين نون بقرب ساليم لانه كان هناك مياه كثيرةو كانوا ياتون و يعتمدون

3: 24 لانه لم يكن يوحنا قد ألقي بعد في السجن


3: 25 و حدثت مباحثة من تلاميذ يوحنا مع يهود من جهة التطهير


3: 26 فجاءوا الى يوحنا و قالوا له يا معلم هوذا الذي كان معك في عبر الاردن


الذي انت قد شهدت له هو يعمد و الجميع يأتون اليه


3: 27 اجاب يوحنا و قال لا يقدر انسان ان يأخذ شيئا ان لم يكن قد اعطي من السماء


3: 28 انتم انفسكم تشهدون لي اني قلت لست انا المسيح بل اني مرسل امامه


3: 29 من له العروس فهو العريس و اما صديق العريس الذي يقف و يسمعه

فيفرح فرحا من اجل صوت العريس اذا فرحي هذا قد كمل


3: 30 ينبغي ان ذلك يزيد و اني انا انقص

3: 31 الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع و الذي من الارض هو ارضي

و من الارض يتكلم الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع  

+ فقد قال يوحنا عن المسيح ( وكان يعمد ) فهذه الآيات كانت للمقارنة بين معمودية المسيح

ومعمودية يوحنا لحدوث مناقشات ومباحثات بين تلاميذ المسيح وتلاميذ يوحنا واليهود
فى أيهما يعمد أكثر المسيح أم يوحنا ؟  

المسيح كان يجرى المعمودية بواسطة تلاميذه ولم يكن يعمد بنفسه


فجملة ( وكان يعمد ) أى أن المسؤلية الأدبية لتأسيس سر المعمودية كانت مُلقى على المسيح


بينما الممارسة الفعلية للتعميد كان يقوم بها تلاميذه


فالمسيح هو من أوصى بهذا السرً الذى من أهم الأسرار المقدسة فى الكنيسة


لأنه السر الذي يمنح الحياة الجديدة وبه يُختم الإنسان بزيت الميرون المقدس


دليل تثبيته في المسيح والإعلان عن إيمانه لينال الحياة الأبدية في المسيح


بينما التلاميذ هم من تلقوا هذا التعليم وقاموا بممارسته فعلياً أيام تجسد المسيح وقبل صلبه وقيامته وصعوده


كنوع من التدريب والتحمل فى إستلام هذه الأسرار المقدسة للكرازة والتبشير بها بعد صعود المسيح


ويعطي تلاميذه سلطان التعميد الذى سيتناقل عبر أجيال المؤمنين من الكهنة على مر العصور


لذلك عاد نفس القديس يوحنا ليعلن أن المسيح لم يكن يعمد بنفسه بل تلاميذه

فيقول فى ( يوحنا 4: 1- 2)
1 فلما علم الرب ان الفريسيين سمعوا ان يسوع يصيّر ويعمد تلاميذ اكثر من يوحنا.


2 مع ان يسوع نفسه لم يكن يعمد بل تلاميذه  

وأهم الأسباب التي جعلت المسيح لايعمد الناس بنفسه


أنه الروح القدس ذاته المتحد به في لاهوت إلهي واحد والذى سيمنحه للمؤمنين بعد صعوده

فكيف يعمد بنفسه ؟  

مع ملاحظة أن معمودية التلاميذ قبل أن يُصلب المسيح كانت نوع معمودية من الماء

لمجرد التدريب فقطولكنها لم تكن معمودية من الروح القدس ..

لأن المسيح لم يكن قد صُلب بعد ولم يدخل لمجده الأزلى


لكى يُرسل لهم روحه القدوس بعد صعوده فى اليوم الخمسين لقيامته  

أى بعد صعوده بعشرة أيام وحل الروح القدس على التلاميذ والمؤمنين على هيئة ألسنة نارية


فهو لم يكن قد تمجد بعد ولم بكن قد دخل لمجده الأول لكى يحقق وعده بإرسال الروح القدس

فهو وعد تلاميذه قائلاً :
14: 16 و انا اطلب من الاب فيعطيكم معزيا اخر ليمكث معكم الى الابد


14: 17 روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله لانه لا يراه و لا يعرفه


و اما انتم فتعرفونه لانه ماكث معكم و يكون فيكم


14: 18 لا اترككم يتامى إني آتي اليكم


14: 19 بعد قليل لا يراني العالم ايضا و اما انتم فترونني اني انا حي فانتم ستحيون  

+ وأيضاً أكمل قائلاً هذه الآيات المتفرقة فى ( يوحنا14، 15، 16) :


14: 26 و اما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب بإسمي فهو يعلمكم كل شيء و يذكركم بكل ما قلته لكم


15: 26 و متى جاء المعزي الذي سأرسله انا اليكم من الاب روح الحق الذي من عند الاب ينبثق فهو يشهد لي


16: 7 لكني اقول لكم الحق انه خير لكم ان انطلق لانه ان لم انطلق لا يأتيكم المعزي

و لكن ان ذهبت ارسله اليكم

16: 8 و متى جاء ذاك يبكت العالم على خطية و على بر و على دينونة

16: 13 و اما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لانه لا يتكلم من نفسه

بل كل ما يسمع يتكلم به و يخبركم بأمور آتية

16: 14 ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي و يخبركم  

إذاً المسيح لم يكن قد إنطلق للسماء ليأتينا المعزي الذي هو الروح القدس

وبالتالي وقت أن كان المسيح على الأرض لم يكن الروح القدس قد أرسله للمؤمنين  

لذلك لم يكن من الممكن أن يعمد المسيح بنفسه

حتى لايكونوا من عمدهم المسيح مميزين عمن يعمدهم تلاميذه أو عمدهم يوحنا المعمدان


لأن الروح القدس لم يرسله إلا بعد صعوده وأُعطى لكل المؤمنين على أيدي التلاميذ  

اما معمودية تلاميذ المسيح التى كان يدربهم بها قبل صلبه


فقد كانت مثل معمودية يوحنا بالماء فقط للتوبة ومغفرة الخطايا

ولم تكن معمودية من الروح القدس


لأن المسيح لم يكن قد تمجد بالصلب ولم يدخل لمجده الأزلى الذى له قبل تجسده