البابلي
سلام المسيح رب العرش ..
امامنا حلقة جديدة من سلسلة شديدة البأس حول مهانة الانبياء في دين محمد ..
وهذه الحلقة هي حول النبي موسى , اعظم انبياء اسرائيل ..
واكثر نبي ورد ذكره في قرآن محمد ...
هذا النبي ايضاً طالته يد محمد لتشويه صورته وتقزيم حجمه وتقويض مكانته ..
ولنقرأ هذا الحديث المحمدي ..
ولنلاحظ معاً كيف يصور الاسلام ونبيه الانبياء ..
صحيح مسلم ، الفضائل ، من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ملك الموت إلى موسى عليه السلام فقال له أجب ربك قال فلطم موسى عليه السلام عين ملك الموت ففقأها قال فرجع الملك إلى الله تعالى فقال إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت وقد فقأ عيني قال فرد الله إليه عينه وقال ارجع إلى عبدي فقل الحياة تريد فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور فما توارت يدك من شعرة فإنك تعيش بها سنة قال ثم مه قال ثم تموت قال فالآن من قريب رب أمتني من الأرض المقدسة رمية بحجر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لو أني عنده لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر
قال أبو إسحق حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر بمثل هذا الحديث
_______
نلاحظ من هذا الحديث الذي حكاه محمد على اتباعه عن النبي موسى ..
مجموعة نقاط شديدة الفساد ..
اولاً : موسى لا يحب لقاء الله ...!
يتضح لنا من الحديث بان موسى ضرب الملاك " بوكس "
لانه " لا يريد الموت " !
وفقاً للتقرير الذي رفعه ذلك الملاك المسكين الى ربه شاكياً اليه بان موسى " فقأ عينه " ..
.. الله ستر وما كان في ايد موسى " مسمار " !
اذن موسى " لم يحب لقاء الله " ..!!!!!!
هل كان موسى خائفاً من عقاب الله على " ضلاله " لانه وكز المصري وقتله ؟؟؟
هل كان خائفاً لئلا يرسله الله الى جهنم ؟
وان كان احد " لا يحب لقاء الله " فما هو موقف الله منه ؟
لنقر أ هذا الحديث الذي ورد ايضاً في صحيح مسلم :
صحيح مسلم - الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار - من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله
حدثنا محمد بن عبد الله الرزي حدثنا خالد بن الحارث الهجيمي حدثنا سعيد عن قتادة عن زرارة عن سعد بن هشام عن عائشة قالت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقلت يا نبي الله أكراهية الموت فكلنا نكره الموت فقال ليس كذلك ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه
و حدثناه محمد بن بشار حدثنا محمد بن بكر حدثنا سعيد عن قتادة بهذا الإسناد
صحيح مسلم بشرح النووي
هذا الحديث يفسر آخره أوله , ويبين المراد بباقي الأحاديث المطلقة من أحب لقاء الله , ومن كره لقاء الله . ومعنى الحديث : أن الكراهة المعتبرة هي التي تكون عند النزع في حالة لا تقبل توبته ولا غيرها , فحينئذ يبشر كل إنسان بما هو صائر إليه , وما أعد له , ويكشف له عن ذلك , فأهل السعادة يحبون الموت ولقاء الله , لينتقلوا إلى ما أعد لهم , ويحب الله لقاءهم , أي : فيجزل لهم العطاء والكرامة , وأهل الشقاوة يكرهون لقاءه لما علموا من سوء ما ينتقلون إليه , ويكره الله لقاءهم , أي يبعدهم عن رحمته وكرامته , ولا يريد ذلك بهم , وهذا معنى كراهته سبحانه لقاءهم . وليس معنى الحديث أن سبب كراهة الله تعالى لقاءهم كراهتهم ذلك , ولا أن حبه لقاء الآخرين حبهم ذلك , بل هو صفة لهم
___________
اهل السعادة يحبون الموت ولقاء الله ..
لكن موسى لم يحب الموت اذن لم يحب لقاء الله ..؟؟؟!!
ومن لا يحب لقاء الله لا يحب الله لقاءه ..
لماذا ؟
لانه " كافر " كما وصفه محمد في حديثه ..
ولانهم كما قال تفسير الحديث هم من :
" اهل الشقاوة الذين يعلمون سوء ما ينتقلون اليه " !!!
اين اذن " عصمة " موسى المزعومة ..
اليس الانبياء معصومون عندهم ؟؟؟؟!!!
المضحك بأن مسلم صاحب الصحيح قد وضع هذا الحديث في باب بعنوان :
باب : من فضائل النبي موسى !
يا عيني على الفضائل ..!
من الفضائل ان يفقأ موسى عين ملاك ....!
ولماذا ....؟!
لانه استأذن منه لكي يوصله الى ربه ...!
وهذا يظهر بأن موسى كان يخشى الموت .. ولا يحب لقاء الله ..!
والانكى ان القران يلصق هذه التهمة ( اي خشية الموت ) ضد اليهود !
بقوله :
(يا أَيُّهَا الّذينَ هادُوا إِنْزَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَولياءُ للّهِ مِنْ دُونِ النّاسِ فَتَمَنَوا المَوت إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ وَلا يَتَمَنَّونَهُ أَبداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظّالِمين) (الجمعة:6-7).
وها هو ينسب ذات التهمة ضد نبي اسرائيل العظيم موسى ...!
يا ملك الموت لقيت منكرا لطمة موسى تركتك اعورا
__________________________
ثانياً : التعدي على موظف اثناء تأدية عمله ..!
ثم انّ الحديث المحمدي .. يظهر لنا بأن موسى كان اقوى بمراحل من الملاك ..
واستطاع ان يضربه ويقع به بضربة قاضية توقع اضخم ملاكم مثل تايسون !
لا بل يسبب له عاهة مستديمة
دون ان يستطيع ملاك الموت من الدفاع عن نفسه او حتى تفادي ضرب موسى ..!
فعلاً بلطجة ما بعدها بلطجة ..
ولا ندري ما هي جريمة ملك الموت لكي يلاقي تلك المعاملة الاجرامية من نبي عظيم مكرم ( من أولي العزم ) ..؟!
اليس قبض الروح هو " وظيفة " ذلك الملاك ..؟
فلماذا يضربه موسى ويفقع عينه ..؟
اليس هذا هو اعتداء على " موظف " اثناء تأدية عمله ...!!!
اليس هو مجرد رسول ارسله رب موسى .. وما على الرسول الا البلاغ ..؟!
فما ذنبه لكي يستحق ان يأكل علقة من موسى وتروح فيها عينه ويتحول الى أعور ...!؟
كل رسالته كانت كلمتين لموسى : ( أجب ربك ) ...!
بس ..!
تورط وقال الكلمتين هدول ...!
وعينك ما تشوف الا النور
هاج موسى وقامت الدنيا وانقض على الملاك كوحش مفترس ..
وكأن موسى هو ملاك الموت الذي يريد ان يزهق روح الملاك ...! فصار العكس
وضربه ولكمه في وجهه .. حتى اصابه في عينه واعطبها وفقأها ...!
فكيف يتجرأ هذا النبي المعصوم ( بزعمهم ) على ان يتفرعن على رسول من الله ..؟!
الم يواجه موسى ذاته ممانعة ومدافعة شديدة من الفرعون المتجبر .. حينما ارسله ربه اليه لاخراج بني اسرائيل ..؟!
فلماذا نرى الان موسى في ذات موقف فرعون .. لا بل ابطش منه واجرم !
على الاقل فرعون لم يأمر بفقأ عين موسى !
ثم الا يعلم موسى بانه لا جدوى من تهوره الطائش ذاك باعتداءه على ملاك الله .. مادام ان اجله قد جاء..
حتى لو هرب منه واختفى , فسيأتيه ملاك اخر اشد قوة وضراوة ..
وان ربه سيميته لا محالة ..
ماهذا " النبي " الرحيم الخلوق الحكيم ...!
هل هذا نبي ام بلطجي وزعيم عصابة .. ؟
__________________________
ثالثاً : ردة فعل الله .. مكافأة لموسى ..!
والانكى ان رب الملائكة ورب موسى .. لم يعاقب موسى على فعله ولا حتى عاتبه ..
انما ارسل الملاك ( المسكين ) ثانية الى موسى ليعطيه " جائزة " !
عبارة عن ان يمسح موسى يده على شعر ثور ..
وبكل شعرة يلمسها له حياة لمدة سنة كاملة ...!!!!
واااااااااااااااااو ... ولا في ( من سيربح المليون ) .. او Deal or No Deal !
فلا عقاب ولا عتاب .. انما شرفه وبشره بالعمر المديد الطويل الاجل مئات السنوات ..
بان يغطي بكف يده شعر ثور .. وله بكل شعرة تحت يده سنة كاملة الى عمره ..!
( يذكرني بقصص الف ليلة وليلة او حكايات عالمية او ملك الخواتم )
فعلاً خرافات يتورع عنها عجائز القرون السحيقة ..!!!
__________________________
رابعاً : ملك الموت .. من يومها مارس وظيفته متخفياً ...!
ما يثير السخرية والشفقة على العقول ...
هو روايات صحيحة يقدسها المسلم ..
مفادها ان ملك الموت كان يأتي للناس عياناً ... اي متجسداً بصورة ظاهرة ..
ولكن بعد العلقة التي ذاقها من موسى ..
حرم .. وقال توبة .. وصار يأتي للناس متخفياً ليقبض ارواحهم ..!
لنقرأ :
- جاء ملك الموت إلى ( وفي طريق : إن ملك الموت كان يأتي الناس عيانا ، حتى أتى ) موسى عليه السلام ، فقال له : أجب ربك ، قال : فلطم موسى عليه السلام ، عين ملك الموت ففقأها ، فرجع الملك إلى الله تعالى ، فقال : [ يا رب ! ] إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت ، وقد فقأ عيني ، [ ولولا كرامته عليك لشققت عليه ] . قال : فرد الله إليه عينه ، وقال : ارجع إلى عبدي فقل : الحياة تريد ؟ فإن كنت تريد الحياة ؛ فضع يدك على متن ثور ، فما توارت يدك من شعرة ؛ فإنك تعيش بها سنة ، قال : [ أي رب ! ] ثم مه ؟ قال : ثم تموت ، قال : فالآن من قريب ، رب ! أمتني من الأرض المقدسة رمية بحجر ! [ قال : فشمه شمة فقبض روحه ، قال : فجاء بعد ذلك إلى الناس خفيا ]
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 3279
هل لاحظتم :
" إن ملك الموت كان يأتي الناس عيانا " !
وبعد العلقة التي اكلها من موسى :
" فجاء بعد ذلك إلى الناس خفيا " ..!
فهل يغير الملائكة نهجهم وطريقتهم في الاتيان الى الناس لكي يقبضوا ارواحهم ..
بسبب ما جرى لملك الموت المرثي لحاله من موسى ...؟!
ام ان خزعبلات الاسلام لا حدود لها ..؟
ثم هل رأى احد من البشر قبل موسى ملك الموت وهو يأتي " عياناً " ليقبض روح انسان اتى اجله ..؟!
وهل سمع احد في كل التاريخ هراء كهذا ...؟!
ام ان هذا ما يسمعه المسلمون فقط ...!!!!
__________________________
خامساً : هل نفذ ملاك الموت ما أمره به ربه ... ام تراجع ..؟!
ونسأل محمد وتبعه :
هل ذهب ملاك الموت الى موسى لكي يقبض روحه تلبية لأمر الهي صادر حتمي الانجاز
ام ذهب فقط ليستطلع كيفية ردة فعل موسى ...؟!
وما دام رب الملاك قد أمره ..
فعليه التنفيذ مهما كانت المعوقات , ومهما كانت " قبضة " موسى قاسية !
وبما انه لم ينفذ ولا اتى بروح موسى .. فهذا يعني انه قد تخاذل عن اتمام مهمته الموكولة اليه من ربه ..
او انه قد " عجز " عن ذلك ...!!!!
واي كان السبب .. الا انه لم ينفذ قضاء الله ولا امره ..
وحجة الملاك واهية حين قال :
{ يا رب عبدك موسى فقأ عيني ولولا كرامته عليك لعنفت به } ..!
وفي رواية اخرى مخاطباً ربه :
{ انك ارسلتني الى عبد لك لا يريد الموت} !
ونلاحظ اسلوب مخاطبة الملاك لخالقه وربه بطريقة تخلو من الادب والاحترام ..!
ونسأل محمد :
ما معنى قوله : { لا يريد الموت } ؟
هل الموت يرجع الى ارادته .. ان اراد موسى ام لا؟
اذن ...
هذا يعني بأن الملاك قد تصرف من عندياته وبحسب تقديره الشخصي لمكانة موسى عند ربه ...!
وهذا يخالف قرآن محمد الذي يقول :
{ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } ( سورة التحريم :6)
وملك الموت هنا لم يفعل ما أمره به ربه ولم يأتى بروح موسى .. وتصرف من نفسه !
اما ان كان الملاك عاجزاً عن اخذ روح انسان ( ومعه أمر رسمي من سيده بذلك ) .. فهذا يجعل البشر اقوى من الملائكة ..!
ويكون القران قد شطط بقوله :
{ حتى اذا جاء احدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون } ( الانعام : 61)
والنص يقول بأن الملائكة لا تفرط في اداء ما امرت به ..
وان لها القدرة والقوة على التنفيذ ...!!!
__________________________
سادساً : هل كان الامر هو امتحان لموسى ام للملاك ..؟!
تصوروا بأن بعض علماء المسلمين قد زعم بأن هذا كان مجرد امتحان لموسى او للملاك ..!
ولماذا يتم امتحان موسى ..؟
وبماذا ..؟
هل يمتحنه ربه بأنه يريد ان يموت او لا يريد ...؟!
وفعلاً هو لم يرد .. وقام بايذاء الملك بوحشية وطلع عينه ...!!!
ام امتحان لموسى لمعرفة ان كان يجهل بأن الحياة يعقبها " موت " ام لا .....!!!
وكيف يجهل موسى , النبي .. كليم الله .. المصطفى على الناس ..
بأن الموت هو نهاية الانسان وانه سيلقى ربه بعدها ...؟!
اين توراته التي فيها ضياءاً .. وفرقان .. وهدى .. ونور .. وبصائر للناس ...؟!
فكيف لا يدري موسى النبي هذا مصيره بعد عمره الطويل .. وانه سيموت .. لكي يسأل الملاك بسذاجة :
{ ثم ماذا بعد }
فيجيب الملاك : { الموت } !
ما هذا الهراء ..!
اما ان كان هذا امتحان للملاك ..
فما هي حكمته ومغزاه ..؟!
بينما الملائكة لا تعصى ربها ..
الا يكون المسلمون وعلماءهم في ورطة شديدة وحفرة حفيرة لا مناص من الانعتاق منها الا بما يخالف العقل والمنطق ..!!!
__________________________
سابعاً : انكار علماء المسلمين لهذا الحديث الصحيح .. !
ان صدمة علماء المسلمين مع هذا الحديث لا توصف ..
اذ ان سنده صحيح 100 % ...
ومسطور في صحيح مسلم ( اصح كتاب بعد القران ) ..
ومع ذلك فقد حاولوا انكاره بحجة " متنه " !
وهذا يعني بانهم يكذبون محمد الذي تفوه به ...!
او انهم " يكذبون " احد رواة الحديث .. بينما كلهم ثقاة ..
وهذا تكذيب وضرب لكل اسس ما يعرف عندهم بـ علم الجرح والتعديل ....!
وهذا عالمهم محمد الغزالي .. ينكر الحديث وينقده :
رأي الغزالي بحديث فقأ موسى عين ملك الموت !
"وقد وقع لي وأنا بالجزائر أن طالبا سألني: أصحيح أن موسى عليه السلام فقأ عين ملك الموت عندما جاء لقبض روحه، بعدما استوفى أجله؟ فقلت للطالب وأنا ضائق الصدر: وماذا يفيدك هذا الحديث؟ إنه لا يتصل بعقيدة، ولا يرتبط به عمل! والأمة الإسلامية اليوم تدور عليها الرحى، وخصومها طامعون في إخماد أنفاسها! اشتغل بما هو أهم وأجدى!.
قال الطالب: أحببت أن أعرف هل الحديث صحيح أم لا؟ فقلت له متبرما: الحديث مروي عن أبي هريرة، وقد جادل البعض في صحته.
وعدت لنفسي أفكر: إن الحديث صحيح السند، لكن متنه يثير الريبة، إذ يفيد أن موسى يكره الموت، ولا يحب لقاء الله بعدما انتهى أجله، وهذا المعنى مرفوض بالنسبة الى الصالحين من عباد الله كما جاء في الحديث الآخر «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه».
فكيف بأنبياء الله؟ وكيف بواحد من أولى العزم؟..
إن كراهيته لموت بعدما جاء ملكه أمر مستغرب! ثم هل الملائكة تعرض لهم العاهات التي تعرض للبشر من عمى أو عور؟ ذاك بعيد..
قلت: لعل متن الحديث معلول، وأيا ما كان الأمر فليس لدي ما يدفعني الى إطالة الفكر فيه..
فلما رجعت الى الحديث في أحد مصادره ساءني أن الشارح جعل رد الحديث إلحادا!
وشرع يفند الشبهات الموجهة إليه فلم يزدها إلا قوة... وهاك الحديث أولا:
عن أبي هريرة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «جاء ملك الموت الى موسى ـ عليه السلام ـ فقال له: أجب ربك، قال: فلطم موسى ـ عليه السلام ـ عين ملك الموت، ففقأها، قال: فرجع الملك الى الله تعالى، فقال: إنك أرسلتني الى عبد لك لا يريد الموت وقد فقأ عيني، قال: فرد الله إليه عينه، وقال: أرجع الى عبدي فقل له: ألحياة تريد؟ فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور، فما وارت يدك من شعر فإنك تعيش بها سنة، قال: ثم مه؟ قال: ثم تموت، قال: فالآن من قريب، رب أمتني من الأرض المقدسة رمية بحجر».
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ «والله لو أني عنده لأريتكم قبره الى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر»(22).
قال المازري: وقد أنكر بعض الملاحدة هذا الحديث وأنكر صوره، قالوا: كيف يجوز على موسى فقء عين ملك الموت؟.
قال: وأجاب العلماء عن هذه الشبهة بأجوبة:
أحدها: أنه لا يمتنع أن يكون موسى ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد أذن الله تعالى له في هذه اللطمة، ويكون ذلك امتحانا للملطوم، والله ـ سبحانه وتعالى ـ يفعل في خلقه ما شاء، ويمتحنهم بما أراد!!.
والثاني: أن هذا على المجاز، والمراد أن موسى ناظره وحاجه فغلبه بالحجة، ويقال: فقأ فلان عين فلان إذا غابه بالحجة، ويقال: عورت الشيء إذا ادخلت فيه نقصا.
وعلق المازري على الرأي الثاني بقوله: وفي هذا ضعف لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فرد الله عينه، فإن قيل: أراد حجته كان بعيدا.
والثالث: أن موسى ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يعلم أنه ملك من عند الله، وظن أنه رجل قصده يريد نفسه (اي يريد قتله) فدافعه عنها، فأدت المدافعة الى فقء عينه، لا أنه قصدها بالفقء، وهذا جواب الإمام أبي بكر بن خزيمة وغيره من المتقدمين، واختاره المازري والقاضي عياض.
قالوا: وليس في الحديث تصريح بأنه تعمد فقء عينه، فإن قيل: فد اعترف موسى حين جاءه ثانيا بأنه ملك الموت.
فالجواب: أنه أتاه في المرة الثانية بعلامة علم بها أنه ملك الموت فاستسلم بخلاف المرة الأولى.
نقول نحن: هذا الدفاع كله خفيف الوزن، وهو دفاع تافه لا يساغ!!
ومن وصم منكر الحديث بالإلحاد فهو يستطيل في أعراض المسلمين. والحق: أن في متنه علة قادحة تنزل به عن مرتبة الصحة.
ورفضه أو قبوله خلاف فكري، وليس خلافا عقائديا.
والعلة في المتن يبصرها المحققون، وتخفى على أصحاب الفكر السطحي.
سمعت كلاما حادا ممن يرون أن موسى فقأ عين ملك الموت حقا، وأن هذا غير مستغرب.
وقبل أن أذكر ما عندي أثبت هنا حديث أحمد عن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه! قلنا: يا رسول الله كلنا نكره الموت! فقال رسول الله: ليس ذلك كراهية الموت! ولكن المؤمن إذا حضر ـ احتضر ـ جاءه البشير من الله تعالى بما هو صائر اليه فليس شيء أحب إليه من أن يكون قد لقى الله تعالى، فأحب لقاء الله!!... قال: وإن الفاجر أو الكافر إذا حضر ـ احتضر ـ جاءه «النير» بما هو صائر إليه من الشر أو ما يلقى من الشر فكره لقاء الله فكره الله لقاءه».
والحديث المذكور يتجاوز أحوال الصحة المعتادة، وانغماس الناس في معايشهم يزرعون ويصنعون ويتجرون، فإن إقبالهم على الحياة لا نكر فيه، ونزول الموت هنا قد يوصف بأنه معصية! وما تقوم الدنيا وينشأ عمران إلا من هذا الشعور بالحياة وحبها.
على أن المؤمن قد ينبذ الحياة الدنيا في ساعة فداء ينصر بها دينه ويلقى بها ربه، فهو وإن انغمس في شئون الدنيا لا ينسى أبدا دينه، ولا ينكص عن لقاء ربه.
وحديث أحمد بن حنبل يتجاوز هذه الظروف كلها ليشرح اللحظات الأخيرة من عمر المتوفى وهو في فراش المرض، أو وهو على أبواب الآخرة، وقد شرع ملك الموت يسترد الروح ليعود بها الى بارئها.
في هذه الأويقات الحرجة تجيء البشرى التي يطير بها المؤمن فرحا، أو الأنباء التي ينوء بها الفاجر كمدا..
فلننظر على ضوء هذه الحقائق الى حديث فقء موسى لعين ملك الموت.. إن الملك قال لموسى: أجب ربك.. يعني أن عمرك انتهى، فاستعد لتسليم روح والعودة الى ربك!!.
أفي هذه العودة ما يضايق موسى؟
قال المدافعون عن الحديث: موسى كسائر البشر يكره الموت! ونقول: كراهية الموت مفهومة في الأحوال العادية للناس العاديين، ولا معنى لها بعد انتهاء الأجل، ومجيء الملك ليسترد وديعته!.
ما الذي يكرهه موسى من اللقاء الحتم؟ إن هذا الكره تحول الى جزع وغضب جعلا موسى يفقأ عين الملك كما يقال!.
يقول المدافعون عن الحديث: إن موسى فقأ الصورة التي تمثل بها الملك، لأنه جاء في صورة بشر.. ويرد ذلك ما جاء في الحديث أن الله رد إليه عينه، أفكان موسى عاجزا عن إصلاح العور في الهيئة التي تشكل فيها؟.
وقد طلب موسى أن يدفن على مرمى حجر من حدود فلسطين التي جبن قومه عن دخولها فهل هذا الطلب تفسير لحرص اليهود الآن على نقل موتاهم الى الأرض المقدسة؟.
وسمعت من قال: إن الحديث من الابتلاء بالغيب؟
والإيمان بالغيوب حق إذا كانت مستيقنة المصدر أما السياق الغامض والأسلوب المضطرب فهما موضع بحث الفقهاء ليتعرفوا الحقيقة من خبر آحاد، يتعرض للدرس والفحص سندا ومتنا...
وأخيرا فهذا الحديث وأمثاله مما لا صلة له بعقيدة أو سلوك قار في مكانه تعدوه العين
الى المهم من تعاليم الإسلام العملية، فمن نبش التراب عنه، وشغل الناس به، ونسب الى الإلحاد من يتوقف فيه؟ إن أعداء الصحوة الإسلامية من وراء هذا الحراك الطائش...
(السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث - المؤلف:محمد الغزالي -فصل : نماذج للرأي .. والرواية )
هذا اعلاه كان موقف عالمهم الجليل الغزالي ..الرافض للحديث !
بينما كبار علمائهم قد صرحوا بأن من يرفضه هو من " الملاحدة " الكفار ...!!!!!
هذا دين محمد المتناقض في كل شيء ...!
فالى متى هذا التخدير الذي تعانون منه يا مسلمين .. استيقظوا وتعالوا الى النور
البابلي