For God so loved the world, that he gave his only begotten Son, that whosoever believeth in him should not perish, but have everlasting life.

الاثنين، ٨ سبتمبر ٢٠٠٨

أكثر من خمسين عاماً من الإضطهاد (1)

أكثر من خمسين عاماً من الإضطهاد

أولا ما قبل عصر عبد الناصر

الحمامة الحسنة

مقدمة

تعرض الأقباط المسيحيين في الحقبة الأخيرة فى مصر لمحاولات أبادة

حيث واجه الأقباط فى بلادهم من المسلمين المحتلين أنواع مختلفة من الإضطهاد العنيف منه الإضطهاد المعنوى ومنه الدموى والإضطهاد المعنوى والعصبى والإضطهاد بالإهانة والإضطهاد بالتهديد والوعيد والإضطهاد بالإرهاب ، والإضطهاد بالجهاد والعصابات الإسلامية المتطرفة المنظمة.

وأكثر الأنوا ع الشائعة فى مصر هذه الأيام هى جرائم خطف الفتيات الأقباط وإغتصابهن وأسلمتهن جبرياً لبث روح الرعب وإضعاف الإيمان المسيحى لدى الأقباط المسيحيين فى مصر ، الذين هم أصحاب الأرض والديار الأصليين . وحتى الرجال المسيحيين خطفوهم وأعتدوا عليهم وقتلوهم.

وجرائم إلقاء القنابل الحارقة على الكنائس لحرقها وتخريب ، وتدمير الأعمال التجارية التى يمتلكها الأقباط المسيحيين

هذه الجرائم هى جرائم عصابات منظمة إسلامية من قبل المسلم الذى يعتقد أن أى إنسان غير مسلم هو كافر وعدو الله ورسوله ، ووجب قتله عملاً بتعاليم القرآن التى بثها محمد فى قرآنه وألزم المسلم بها وبتطبيقها لأنها من وجهة نظره هو جهاد فى سبيل الله

وكراهية المسلم للمسيحيين ترجع أصولها لمحمد رسول الإسلام الذي اعتبر أن أهل الكتاب من اليهود والمسيحيين أعداء تبعاً للآية القرآنية التى قالها وكتبها محمد فى قرآنه :

"قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ." ( سورة التوبة: رقم 9 آية رقم 29)

وجاء فى تفسير الآية تبعاً لأبن كثير :

" قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِر وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ" :

وَهَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة أَوَّل الْأَمْر بِقِتَالِ أَهْل الْكِتَاب بَعْد مَا تَمَهَّدَتْ أُمُور الْمُشْرِكِينَ وَدَخَلَ النَّاس فِي دِين اللَّه أَفْوَاجًا وَاسْتَقَامَتْ جَزِيرَة الْعَرَب أَمَرَ اللَّه رَسُوله بِقِتَالِ أَهْل الْكِتَابَيْنِ الْيَهُود وَالنَّصَارَى

"حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ": وَقَدْ اِسْتَدَلَّ بِهَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة مَنْ يَرَى أَنَّهُ لَا تُؤْخَذ الْجِزْيَة إِلَّا مِنْ أَهْل الْكِتَاب أَوْ مِنْ أَشْبَاههمْ كَالْمَجُوسِ ...

وَقَوْله " حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَة " أَيْ إِنْ لَمْ يُسَلِّمُوا

" عَنْ يَد "أَيْ عَنْ قَهْر لَهُمْ وَغَلَبَة

" وَهُمْ صَاغِرُونَ "أَيْ ذَلِيلُونَ حَقِيرُونَ مُهَانُونَ فَلِهَذَا لَا يَجُوز إِعْزَاز أَهْل الذِّمَّة وَلَا رَفْعهمْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بَلْ هُمْ أَذِلَّاء صَغَرَة أَشْقِيَاء كَمَا جَاءَ فِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " لَا تَبْدَءُوا الْيَهُود وَالنَّصَارَى بِالسَّلَامِ وَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدهمْ فِي طَرِيق فَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقه "

وَلِهَذَا اِشْتَرَطَ عَلَيْهِمْ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ تِلْكَ الشُّرُوط الْمَعْرُوفَة فِي إِذْلَالهمْ وَتَصْغِيرهمْ وَتَحْقِيرهمْ

من هذه التعاليم القرآنية التى يعتبرها المسلم أمر إلهى بقتل وإبادة المسيحيين الذين هم من اهل الكتاب

كما أكد محمد على تحقيرهم وإزلالهم وإهانتهم وقهرهم بالجزية وعدم إعزازهم ورفعهم على المسلمين وعدم السلام عليهم وإضطرارهم فى الطريق إلى أضيقه.

فيطبق المسلم المسكين تعاليم رسوله معتبرا أن المسيحى عدو له إلى أن يؤمن بدين الإسلام وبمحمد رسول من عند الله وأن الإسلام كدين قد ألغى جميع الأديان السابقة له والحل الوحيد

لدى المسلم هو الجهاد بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة فى أن تدين الكرة الأرضية كلها بالإسلام لأن الدين عند الله الإسلام كما يعتقد المسلم وليس من حق أحد إتخاذ أى ديانة اخرى خلاف الإسلام ونبى الإسلام

هذه هى الهلوسة الدينية فى عقيدة المسلم الذى يحاول تطبيقها بأمانة ليرضى إله الإسلام ونبيه ولا يخجل المسلم من إعلان هذه العقيدة جهرياً بأننا كفّار بل ويفتخر بها وبالجهاد والقتل وحالة الحرب معلنة من جهة المسلم إلى أن يؤمن المسيحى بالدين الإسلامى وبمحمد حيث أن الجهاد الإسلامى القتالى هو شرط لدخول المسلم الجنة الرضوانية والتمتع بالحوريّات العذارى اللواتي يبقين عذارى بغض النظر عن عدد المرات التي يدخلّ فيها المسلم عليهن .والتمتع أيضاً بالغلمان المخلدين الذين لايصدعون ولا ينزفون الذين سيخدمونهم ويقدمون لهم الفواكه والخمر . والمسلمون المجاهدون جالسون متكئون على الأرائك السماوية

هذ هى شريعة الغاب الدموية الإسلامية التى بثها محمد فى عقلية المسلم الذى ينفذها بحذفيرها على أقباط مصر طوال 1400عاماً من الإحتلال والإزلال

ويعانى ويقاسى أقباط مصر المسيحيين من هذه العقيدة الغريبة والشاذة خاصة فى هذه الأيام الأخيرة ومنذ قيام جماعة الأخوان المسلمين واستكملت على مدار الخمسين سنة الأخيرة منذ قيام النظام الجمهورى فى 23 يوليو 1952 م

وتحقق فى المسلم قول السيد المسيح له المجد:

"حينئذ يسلمونكم إلى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل إسمى "( مت24: 9)

"سيخرجونكم من المجامع بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله"(يو16: 2)

" قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فيًّ سلام .في العالم سيكون لكم ضيق . ولكن ثقوا .أنا قد غلبت العالم" (يوحنا16: 33)

أولا : حرق وهدم الكنائس والإعتداء على المصليين وقفلها

بداية الإضطهاد الدينى فى العصر الحديث مع ظهور عصابة الإخوان المسلمين الإجرامية فى مصر

ظهرت عصابة الإخوان المسلمين عام 1928 م وهى حركة متطرفة دينياً هدفها الإستيلاء على الحكم , وتعتبر هذه العصابة الأب الروحى لجميع العصابات الموجودة الآن وخاصة عصابة القاعدة (بن لادن) وعصابة الزرقاوى وغيرها , ولها إتصالات بعصابات الإسلام فى الشرق الأوسط كله , ومنذ لحظة تكوين هذه العصابة شرعت فى إحلال الدين محل الوطنية وحصار الديمقراطية التى كانت سائدة فى العصر الملكى , ثم حاولت الإنقضاض على الحكم الإشتراكى الديكتاتورى فى عصر جمال عبد الناصر بمحاولة إغتياله فى ميدان المنشية , حتى حكم أحد أبنائها المخلصين وهو الرئيس محمد أنور السادات الذى أخرج كوادرهم من السجون وقنن الشريعة الإسلامية , وجاء السيد لارئيس محمد حسنى مبارك لينفذها مما جعل الأقباط يعيشون فى جحيم الإضطهاد الدينى لمدة أكثر من 50 سنة , أما هدف الإخوان هو العودة إلى الحكم الإسلامى وسيادة دين الإسلام وتنفيذ جميع بنود الشريعة بما فيها الحدود ومعاملة الذمى مثل معاملة العبيد إن لم يكن أقل فى الدرجة والتى تنص أن يدعوا الأقباط إلى الشروط الثلاثة :

إما الإسلام أو الجزية أو القتل

وفى البداية كونت عصابة الإخوان المسلمين الإجرامية جمعية أسمها " شباب محمد " ومن برامجها أن ثروة البلاد ومرافقها ملك للمسلمين ومن حقهم وحدهم ... ودعوه أهل البلاد من الأقباط إلى إحدى الثلاث إختيارات السابقة - وينبغى على العضو أن يقاطع كلية ما هو غير إسلامى من مأكل ومشرب وملبس , وألا يتعامل إلا مع مسلماً كما أنهم يدعون إلى إستعمال القوة لتحقيق الأغراض الدينية الفاشيستية المنافية لحقوق الإنسان والدساتير والقوانين الدولية والحض على كراهية الأقباط ومقاطعتهم تجارياً.

ونشرت جريدة مصر بتاريخ 26 أبريل 1947 م

أن إمام جامع أولاد عنان خطب فى المصليين يوم الجمعة داعياً إلى كراهية الأقباط . وفى يوم 26 ابريل سنة 1947 م وزع نداء من المدعو حسن أحمد فايد إمام وخطيب مسجد الشيخ سلطان بالدوير يحض المسلمين فيها على :

"إجتناب أعداء الله فى عيدهم , ولا تحتفلوا بيوم شم النسيم (هو اليوم التالى لعيد القيامة وهو يوم عيد الربيع عند قدماء المصريين) فلا تشاركوا النصارى فى هذا اليوم , لا تدخلوا على المشركين فى كنائسهم يوم عيدهم فإن السخط ينزل عليهم لأن هذا اليوم ينزل فيه السخط والغضب من الله على اليهود والنصارى لعصيانهم له ومن عمل مثلهم وشاركهم فى أثمهم إستحق لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . "

وبدأت عصابة الإخوان المسلمين الهجوم على الأقباط والمسيحيين فى المدن والقرى والنجوع وإثارة المسلمين بالمنشورات والعظات الجارحة والخطب الرنانة والمقالات الهادمة بسبب العنصرية الدينية ومن أعمالهم الدموية

1- حرق كنيسة الزقازيق

نشرت جريدة الإخوان المسلمين فى صباح 27 /3 / 1947 م نبأ مختلقاً عن إعتداء كاذب حدث من الأقباط على الدين الإسلامى , ثم ظهر مقال آخر فى جريدة البلاغ مساء اليوم نفسه فى مقالة بعنوان " مأساة دامية " بإمضاء أحمد الشرباصى المدرس بمعهد الزقازيق الدينى كتب فيها يحض على كراهية الأقباط والتشهير بهم وقد سبق هذا إعتداءات على الأقباط مثبوته فى القضيتين 1111 , 1555 سنة 1946 م ونشرت جريدة مصر فى 27 مارس سنة 1947 م مقالة تصف يوم حرق هذه الكنيسة " كانت الليلة معدة لعظة تسمعها سيدات الأقباط عن الفداء - فداء الآخرة بالدنيا وفداء الوطن بالنفس والمال فإذا بهن محاطات بالجماهير (المسلمين) الصاخبة ثم محاطات بالنار المندلعة - وبادر جيران الكنيسة بإلقاء سلالم خشبية فإرتقينها ونجون.

ثم نشرت جريدة مصر فى يوم 19 / 4 / 1947 م ما تلى حرق الكنيسة وإنتهت فرقة الهجوم فى تأدية عملها بنهب مام تلتهمه النار من كنيسة الرب المقدسة .. ألخ ثم أنتظمت مظاهرة إخترقت جميع الشوارع الرئيسية فى المدينة , وكانوا يهتفون هتافات عدائية ضد المسيحيين :

" اليوم يوم الصهيونية وغداً يوم المسيحية .. اليوم يوم السبت وغداً يوم الأحد "

وكل هذا يحدث تحت سمع رجال البوليس والإدارة فماذا فعلوا ؟

وعلى من قبضوا أو من حاكموا وعاقبوا ؟ ..

لا أحد ...

2- حرق الكنيسة القبطية بالحضرة بالإسكندرية فى شهر أبريل سنة 1947 م

وطبعاً قيدت القضية ضد مجهول

3- محاولة حرق كنيسة مار جرجس بـ ميت دمسيس

فقد أدعى بعض جهلة المسلمين بعد إكتشاف قبر زعموا أنه لأبى بكر الصديق ولكن كذبت مصلحة الآثار العربية وقتها هذا الخبر , ولكن نشرت جريدة مصر الأهرام 20 / 4 / 1950 م بعض ما عاناه أهالى ميت دمسيس والزائرون لهذه الكنيسة الأثرية من إهانة وسلب ونهب وإغراء لترك الدين حتى بلغ العدوان إلى حد إحراق الكنيسة الأثرية بها

4- إحراق الكنيسة القبطية بالسويس

كانت مجزرة بشعة نتج عنها قتل بعض من الأقباط قتلاً عنيفاً يتسم بالبربرية , فقد علقوهم فى خطاطيف حديدية (خاصة بالجزارين ) وحرقوهم أحياء وطافوا ببعض أجسادهم يهللون ويكبرون

ثم ألقوا ببعضهم محترقين فى الطرقات ثم أخذوهم وألقوهم فى الكنيسة وأشعلوا فيها النيران ..

وكان إرتكاب الإخوان المسلمين لهذه الجريمة التى أفلتت من العقاب على مرأى ومسمع من السلطات وكان ذنب الضحايا الوحيد أنهم مسيحيون ( كتاب فرق تسد زغيب ميخائيل )

التفاصيل فى هذا المستند:

مقالة كتبها الأستاذ نظير جيد حالياً بإسم البابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط

البابا شنودة والسجل الدموى الأسود للأخوان المسلمين فى مصر

حرق الأقباط أحياء والطواف بجثثهم بالسويس ثم إلقائهم فى كنيسة وإشعال النار فيها هديــــــــــــة العيــــــــــــد ...

بقلم نظير جيد / البابا شنودة الثالث البطريرك الــ 117

إستمعنا فى ألم بالغ إلى حادث السويس , هدية العيد ( الكريمة) ، وقد قدمها لنا مواطنونا المسلمون الذين ينادون بوحدة عنصرى الأمة !!

وعناق الهلال والصليب!!

وتتلخص القصة (وقد رواها أخوة لنا من السويس ) فى حرق بعض المسيحيين والطواف بهم محترقين فى الطرقات ثم إلقائهم فى الكنيسة وإشعال النار فيها . أين كانت الحكومة ؟؟
شئ يمكن أن يحدث فى بعض البلاد المتبربرة أو فى العصور الوثنية والرق والوحشية , أما أن يحدث فى القرن العشرين وفى السويس فى بلد فيها محافظ ونيابة وبوليس وإدارة للأمن العام

فأمر يدعو للدهشة والعجب إنها ليست قرية نائية بعيدة عن إشراف رجال الإدارة وإنما هى محافظة فأين المحافظ حين وقع هذا الإعتداء الوحشى؟

وما الدور الذى قام به رجالــــه (الساهرون) على الأمن وحماية الشعب؟!!
إننا نطالب الحكومة .. لو كانت جادة فعلاً فى الأمر لو كانت حريصة على إحترام شعور ما لا يقل عن 3 ملايين من رعاياها نطالبها بمحاكمة المحافظ ومعرفة مدى قيامة بواجبة كشخص مسئول

وإن توقع عليه وعلى غيره من رجال الإدارة العقوبة التى يفرضها القانون .

خجلة وزير الداخليــــة

بالأمس القريب حرقت كنيسة الزقازيق وحرقت الكتب المقدسة أيضاً فإرتجت مصر للحادث وإرتجت معها البلاد المتحضرة التى تقدر الحرية الدينية وكرامة الكنائس والكتب الإلهية واليوم يضاف إلى حرق الكنيسة إعتداء أبشع وهو حرق الآدمييــــن وأمام هذا التدرج نقف متسائلين .. وماذا بعـــد؟ !!
منذ أيام طلعت علينا الجرائد وهى تقول : أن وزير الداخلية توجه إلى قداسة البابا البطريرك وسلمه كتاباً نشر فى الخارج عن الإضطهادات التى يلاقيها المسيحيون فى مصر وتسائل للكثيرون : ترى ماذا سيكون رد الحكومة على المستفهمين فى الخارج !!

ولكن قبل أن يجهز وزير الخارجية الرد الذى ترسله وزارة الخارجية المصرية .. وصل رد (الفــــدائيين) من السويس !!

ترى هل وافق تصرفهم ما كان يجول بخيال الوزير من ردود؟

إننا نسأل أو نتسائل لعل العالم قد عرف الآن أن المسيحيين فى مصر لا يمنعون من بناء المساكن فحسب بل تحرق كنائسهم الموجودة أيضاً , ولا يعرقل نظام معيشتهم من حيث التعيينات والتنقلات والترقيات والبعثات , وإنما أكثر من ذلك يحرقون فى الشوارع أحيـــاء ..

عنــــــاق ! و 5000 جنيـــة

لقد ذهب رئيس الوزراء إلى قداسة البابا البطريرك وعانقة كما قرر مجلس الوزراء تعويضاً قدره 5000 جنيه لترميم الكنيسة ولكن رفضها الشعب القبطى بأجمعة , ونحن نقول نقول أن مجاملات

الحكومة لا تنسينا الحقيقة المرة وهى الإعتداء على أقدس مقدساتنا ولكى نعطى فكرة واضحة عن الموضوع نفترض العكس ولو حدث أن جماعة من المسيحيين .. على فرض المستحيل

حرقوا مسجداً , وجماعة من المسلمين ..

هل كان الأمر يمر بخير وهدوء؟

هل كان يحله عناق البطريرك وشيخ الزهر أو إعتذار يصدر من المجلس الملى ومن جميع الهيئات القبطية؟

لا أظن هذا ..
إنها ليست مسألة شخصية بين الوزارة والبابا البطريرك وإنما هى هدر لمشاعر ملايين من الأقباط وإساءة إلى المسيحيين فى العالم أجمع ولا تحل هذه المشاكل بعناق .. أو إعتذار..

أو عبارات مجاملة .. أو وعود .. وإنما تحتاج إلى عمل إيجابى سريع يشعر به مسيحيو مصر أنهم فى وطنهم حقاً ويشعرون معه أن هناك حكومة وأن هناك مشاركة وجدانية لهم فى شعورهم

. أما الــ 5000 جنية فهى أحق من أن نتحدث عنها , وأحقر منها أن يستكثرها الوزير القبطى , على ما يقال طالباً تخفيضها إلى ألفين .

أقــــوال كثيرة

لقد قرأنا أن رئيس الوزراء ووزراؤه ورئيس الديوان الملكى وكبار رجاله وغالبية الزعماء السياسيين وشيخ الجامع الأزهر ومفتى الديار المصرية وكثيراً من رجال الدين المسلمين كل هؤلاء وغيرهم ذهبوا إلى قداسة البابا البطريرك مظهرين شعوراً طيباً مستنكرين الحادث , وهذا حسن وواجب وأمر نشكرهم عليه .
وقرأنا أيضاً فى الجرائد إستنكار للحادث من بعض الهيئات المعروفة كالمحاميين الشرعيين واللجنة التنفيذية لكلية الطب , ونحن نشكر كل هؤلاء من صميم قلوبنا كما نشكر حضرات الكتاب المحترمين الذين شاركونا فى شعورناكالأستاذ محمد التابعى مثلاً .

كل هذا جميل ولكنها أقوال والأمر يحتاج .. كما قلنا .. إلى عمل إيجابى سريع لأن أعصاب الشعب تحتاج إلى تهدئة وتهدئة على أساس سليم لقد ذكرت جريدة الأهرام أن عبد الفتاح حسن باشا وزير الشئون الإجتماعية ذهب إلى السويس , ورأى قبل أداء فريضة الجمعة أن يزور الكنيسة القبطية وجمعيتها الخيرية ومدرستها ، وأعرب لمن إجتمعوا بمعاليه عن سخطه على الحادث الذى وقع فى الأيام الأخيرة وأعاد التأكيد بأن الحكومة تأخذ بكل حزم وشدة أى عابث بالأمن وكل من يحاول الإخلال بالنظام أو يفكر فى تعويق البلاد عن متابعة كفاحها.

هذه ألفـــاظ جميلة ولكننا لم يعتد علينا بالألفاظ حتى نعالج بالألفاظ وإنما نريد أن نرى عملياً الحــزم , والشـــدة اللذين إتخذتهما الحكومة لمعالجة الموقف على أن يكون ذلك بسرعة , لأن حجارة الكنيسة ما زالت مهدمة , ودماء شهدائنا الأعزاء ما زالت تصرخ من الأرض .

مهزلة الوزيــــر القبطى:

ونود بهذه المناسبة أن نقول للحكومة فى صراحة أن عبارة (الوزير القبطى) ما هى إلا مجرد إسم وأن هؤلاء الوزراء الأقباط لا يمثلون الشعب القبطى فى شئ بل أن منهم من يتجاهل أو يضطهد

الأقباط أحياناً أو يفرط فى حقوق كنيسته ليظهر للمسلمين أنه غير متعصب , وهكذا يحتفظ بكرسيه .
مـــا الذى فعلة الوزير القبطى ؟ أى شعور نبيل أظهرة نحو الكنيسة ؟

وما الذى فعله الدكتور / نجيب باشا إسكندر عندما إحترقت كنيسة الزقازيق؟

لقد زارنا نجيب باشا وقتذاك فقال لنا : لحساب من تعملون؟

لقد أصطلح المدير مع المطران وإنتهى الأمر .. وأنتم تهدمون وحدة العنصرين .. !! ثم عاد وتلطف أخيراً بعد أن تبين سلامة إتجاهنا وصحة موقفنا .
وإبراهيم فرج باشا جاهد كثيراً ليقنع غبطة البطريرك بمقابلة رئيس الوزراء قائلاً له : من الواجب أن نفسد على الإنجليز دسائسهم فى تقويض هذا الإتحاد المقدس بين عنصرى الأمة .

نفس عبارة الوزيرين تكاد تكون واحدة , ولكنها أيضاً تدل على سوء إستغلال لعبارة وحدة العنصريـــن .

وحـــدة العنصرين

العجــب أن الأقباط وحدهم الذين يطلب منهم المحافظة على وحدة العنصرين !!!!

تحرق الكتب المقدسة ويحرق المسيحييون أحيــــاء ولا يسمى هذا إعتداء على وحدة العنصرين ولكن عندما يقف الأقباط محتجين يقال لهم : وحدة العنصرين .. وحدة العنصرين ... !!!

ولحساب من تعملون ؟ والجــــواب : أننا نعمل لحساب المسيح والكنيسة والدين .

يجب أن نفهم وحدة العنصرين فهماً سليماً الأمر ليس مجرد تمثيل وإدعاء نتبادله مع مواطنينا المسلمين , وإنما يجب أن يكون وحدة قلبية خالصة ومحبة متبادلة وتعاوناً صادقاً مع مراعاة المساواة التامة فى كل شئ ومن ناحيتنا كمسيحيين حافظنا على هذه المحبــة محافظة أعترف بها التاريخ , وإعترف بها المواطنون جميعاً , وسجلتها محاضر مجلس الوزراء , وبقى على لعنصر الآخر أن يظهر محبته محافظة على وحدة العنصرين لأننا لا نستطيع أن نسكت إطلاقاً عندما حرق كنيسة لنا أو كتاب مقدس ولا نستطيع أن نسكت عندما يحرق المسيحى حيــــــا لا لذنب إلا أنه مسيحى , وأؤكد أن مواطنينا المسلمين يوافقوننا على إحتجاجنا . بل لعلهم يصفون إحتجانا بالوداعة والهدوء بينما لو سكتنا لو صفنا المسلمون أنفسهم بأننا جبناء ضعاف الإيمان , ولم يكن المسيحيون جبناء أو ضعاف الإيمان فى أيه لحظة من لحظات تاريخهم الطويل منذ أن سكن المسلمون معهم وقبل أن يسكونوا معهم بأجيال .

وأنت أيهــــــــــا الشعب القبطى..

ليس الحــــرق بجديد علينا .. بل أن تاريخك فى الإضطهاد حافل بأمثال هذه الحوادث وبما هو أبشع وأقسى , والمسيحية فى مصر سارت فى الطريق الضيق منذ إستشهاد كاروزها مار مرقس الرسول عبر الأجيــال الطويلة قاست : الحــرق , والصلب , والرجم , والجــلد ، والعصر , والإلقاء إلى الوحوش الضارية .. وشتى أنواع التعذيب المختلفة .

فصبــــراً جميــــلاً .. وطوبى لكم إذا إضطهدوكم , لقد كان آباؤكم يفرحون عندما يستشهدون , ولكن هذا لا يمنعكم إطلاقاً من المطالبة بحقوقكم . أن بولس الرسول ضرب وسجن وجلد ورجم حتى ظن أنه مات وأحتمل وإحتمل كل الإضطهادات فى فرح , ولكن ذلك لم يمنعه من أن يقول

لقائد المائة فى إستنكار :"أيجوز لكم أن تجلدوا رجلاً رومانياً غير مقضى عليه ؟"

وهكذا خاف قائد المائة , وخاف الوالى وعرض أمر الرسول على القيصر .

ولكن فى إحتجاجكم كونوا عقلاء وكونوا مسيحيين طالبوا بحقوكم بكل الطرق الشرعية التى يكفلها القانون , وقبل كل شئ إرفعوا قلوبكم إلى الرب ونحن واثقون أنه لا وزير ولا رئيس ولا أى حزب مهما عظم خطره يستطيع أن يحتمل صلاة ترفعونها بقلب نقى إلى الرب ، بل أننا نخشى على كل هؤلاء من صلواتكم .

نود أن نقول لرئيس الوزراء : إن أقل ما يطلب من حكومة تقدر مسئوليتها هو القبض على الجانى بعد إرتكاب جريمته وتقديمه إلى المحاكمة السريعة حتى ينال العقوبة الرادعة وهذا بعض ما نطلبه الآن , أما الحكومة القوية فهى التى تحمى الشعب وتمنع الجريمة قبل وقوعها

نظير جيــــد / البابا شنودة الثالـــث البطريرك الــ 117

العدد الأول والثانى لمجلــة مدارس الأحــــد لعام 1952 م

وطنى 24/6/2007م السنة 49 العدد 2374 عن مقالة بعنوان

" لم يكن دائما زمنا جميلا ومايزال الفاعل مجهولا"

إعداد:فيولا فهمي

في عام 1947 كان الأقباط داخل كنيسة الزقازيق يقيمون شعائر الصلاة,وإذابهم محاطين بألسنة النيران من جميع الجهات , ليجد المصلين أنفسهم في لحظات حبيسي أسوار نارية كادت أن تبتلعهم مما جعل جيران الكنيسة يحاولوا إنقاذ المصلين بإلقاء السلالم الخشبية .

وبعد انتهاء فرقة الهجوم من تأدية رسالتها بنهب مالم تجهز عليه النار من مقتنياتال لكنيسة , اختتموا أعمالهم بتنظيم مظاهرات اخترقت جميع الشوارع والميادين تردد هتافات ضد المسيحية ,حيث كان الحادث تحت مسمع ومرأي الجميع ورغم ذلك ظل الفاعل مجهولا !.

وفي أواخر العام نفسه تكرر حادث مأسوي آخر,حيث نشب حريق مماثل في الكنيسة القبطية بالحضرة الإسكندرية وكان الفاعل مجهولا أيضا !

وفي 4 يناير 1952 تكرر مسلسل الاعتداء علي الأقباط ولكن بأسلوب مختلف متسما بأقصي قدر من البربرية ونشب حريق هائل داخل الكنيسة القبطية بالسويس أسفر عن العديد من الضحايا

الأقباط الذين احترقت أجسادهم وألقي بها في الطرقات ، ونظرا لدموية الحادث وعلي أثر إصدار قرار من قبل المجلس الملي العام للأقباط بالغاء الاحتفال بعيد الميلاد المجيد قام النحاس باشا بزيارة الأنبا يوساب الثاني بطريرك الأقباط .ونعت الحادث بالفردية في حين توعد بالضرب علي أيدي العابثين بوحدة الأمة (روز اليوسف 1947 / الأهرام 1952)
ومرت العقود وحملت السنوات وصمة حوادث اعتداءات متكررة في معظم أنحاء الجمهورية بينما ظل الفاعل مجهولا