أثارت الحلقة التي أذاعتها قناة الجزيرة الكثير من الأقاويل والكتابات ، والكتابات المعاكسة
أثارت فكرة الحرية في الحضارة الغربية التي تنعدم في الإسلام والمجتمعات الإسلامية تماما
أثارت فكرة خلط الدين بالسياسة ، والجذور السياسية اللاخلاقية للدين الإسلامي
أثارت مشكلة الإسقاط الإسلامي المتواصل ، فبينما يبيح قرآنهم التهجم على العقائد الأخرى ، ويسفهها ، لا يقبل المسلمون أي نقد لدينهم حتى وإن كان مبنيا على حقائق
لقد قتل رسولهم آخرين ، قطع الأيدي والأرجل وسمل الأعين ، واغتصب الأسيرات ، واتهم اليهود والمسيحيين بالتحريف ، وضمهم لفئة الكفار ، واستحل دمائهم وأموالهم
وتبعه صحابته والخلفاء في تاريخ ملطخ بالدماء
يستعذب المسلمون قول محمدهم : « أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّى دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلاَمِ ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ » (البخاري 25، 293)
وعندما وضع بعض المستنيرين هذا القول في رسوم توضيحية كاريكاتيرية ، صار دمه حلال ، وتحولت الحقيقة إلى إهانة مقدسات
تابعوا الحلقة الكاملة واعتذار قناة الجزيرة ، ثم تعليق الكاتب مصطفي حقي على الحلقة
الحلقة كاملة لوفاء سلطان
اعتذار قناة الجزيرة عن الحلقة
تعليق الكاتب مصطفى حقي
العوم والإبحار عكس التيار الجارف لن يقوى عليه سوى المغامرين والأذكياء ومن ذوي العلم والدراية ، ومن لايقوى على المجابهة يستسلم لمجرى التيار وبقدرية وإحباط .. ولما كانت قناة الجزيرة الفضائية قد أطلقت على البرنامج الجدلي الحواري اسم (الاتجاه المعاكس) أي أن أحد المتحاورين يكون مغامراً وبإصرار في عكس الاتجاه السائد والآخر مستسلم له ويدافع عن موقفه برضوخ تقليدي وبطبعة كربونية ولو كانت قناة الجزيرة هدفها الاتجاه الاستسلامي القدري لأطلقت على البرنامج (الاتجاه الواحد) وجاءت بمحاورين من التيار ذاته ولن يكون هناك جدال وعراك بل توافق واتفاق أم ان معد البرنامج ومن خلفه يبغون إثارة الزوابع ليقفوا إلى صف الاتجاه غير المعاكس ويهزأوا ويسخروا من كان اتجاهه معاكساً
ان شاء الآخرون أم أبو فإن الزمن لن يعود إلى الوراء ولو قرر هؤلاء وقف الزمن والتقهقر إلى الخلف والتخلف .. منذ أعوام قامت قيامة السلفيين في الجزيرة العربية على انتشار الفضائيات وأصدرت الحكومة فرمانات عدة بمصادرة الدشش وتحطيمها من على الأسطح .. ولكن بلدوزر المعرفة والعولمة اكتسح فرماناته وألقى بها إلى الحضيض ودخلت الفضائيات البيوت من أوسع الأبواب وحتى قصور شيوخهم المتزمتين ، وصار حاجة أساسية في كل منزل وأما عن الهاتف المحمول حدّث ولا حرج فلن تجد شيخاً سلفياً وفي قمة التشدد إلا ويضم في عبه جهازاً خلوياً نفيساً ولكن بترنيمة الآذان أو آية أو دعاء مع انه اختراع كافر غزا حياته بالرغم عنه بل انه يضيع إذا تعطل الجهاز الذي سيطر على نظام حياته وتحركاته ومكالماته ..
الدكتورة وفاء سلطان عبّرت عن فهمها الأكيد لماهية حرية التعبير المرادفة لحرية العقل للشعب الدانمركي وللشعوب الغربية قاطبة وان الإنسان عندهم حرٌ ومحترم بأفكاره وآرائه وليس عبداً لأحد وهو يتقبل الحوار العقلاني ، ولكن أين هم العقلانيون؟ ان الشارع العربي والإسلامي بعيد عن الدانمارك وهو يسعى من مشرقه إلى مغربه لتأمين رغيف الخبز في جو من الرقابة الحكومية الصارمة التي تعد عليه أنفاسه ولا يعرف من الحرية إلا اسمها .. ولكن غير العقلانيين ولغايات ومآرب في نفس يعقوب سياسية كانت أم سلفية هم الذين يؤججون مشاعر الشارع الخامد طويلاً ويسمحوا له أن يعبّر عن آراء سادته وبالأسلوب والطريقة التي يرتئونها وبطريقة بدائية فجة بعيدة عن احترام الرأي الآخر
قناة الجزيرة الفضائية صاحبة برنامج مهزلة الاتجاه المعاكس الذي عكس صورة العرب وبجدارة إلى مستوى همج في أدب الحوار ’ حيث انقلب الحوار العربي العربي بفضل مباركة قناة الجزيرة باتجاهها المشاكس إلى صراخ وخبط وكلام جارح وسباب وشتائم وصراع ديكة بهدلتنا أمام أنظار العالم وحكم تلك المباريات ومعدها يغذي تلك المعمعة بتوجيهات مقصودة لتزيد السعير وليزداد جنون المتحاورين وليبتسم الحكم ابتسامة النصر ؟
وما يدعو للأسف وما يخجل حقاً أن يبدأ السيد المعد نقاشه بسؤال خارج حدود اللباقة والأدب عندما يسأل الدكتورة وفاء سلطان : ألم تخجلي من تصريحك الذي تطالبين فيه بإعادة نشر الرسومات الدانمركية،...؟؟
بالوقت الذي سمح فيه للمحاور المساير للاتجاه بحرية الكلام ولم يوجه له أية كلمة نابية كالتي وجهها للدكتورة وبذلك خرج عن حياده كمعد لبرنامج حضاري
لاأدري كيف وصل التعبير السوقي بمعد البرنامج الذي يشاهده الملايين في العالم إلى هذا المستوى المبتذل وهو يوجه إلى عالمة ودكتورة ..!
وهل اللغة العربية قد خلت من الألفاظ الراقية التي لاتخدش ولا تجرح ولا تؤذي حتى المشاهدين واني أدعو معد البرنامج أن يعتذر للعالم ككل عن هذا التعبير الفج وغير الأخلاقي ..
ومما زاد الطين بلّة ذلك الاعتذارالذي قدمته الجزيرة فقط عن المحاور المعاكس والذي هو أي البرنامج جاء به معاكساً يقول التقرير: تعتذر القناة "من إساءة إلى الدين الإسلامي الحنيف والمعتقدات السماوية". كما اعتذرت عن ما أسمته "الأقوال الجارحة التي تفوهت بها المشاركة وفاء سلطان" وأضافت " وتعتذر القناة جراء ذلك لكافة مشاهديها عما بدر من أقوال جارحة تفوهت بها المشارِكة ....
والمؤسف أن الجزيرة لم تنتقد المحاور الأخر على كلماته الجارحة والبعيدة عن أدب الحوار
وأخيراً وحفظاً على سمعة المواطن العربي على قناة الجزيرة إلغاء اتجاهها المعاكس والذي أثبت فشله الذريع والإساءة إلى كل العرب..