هل المسيح هو الله ؟ (3)
Newman
تناولنا في الحلقات السابقة بعضا من أقوال المسيح عن لاهوته
ما رأيكم اليوم أن نناقش تصرفا هاما من تصرفات وأفعال السيد يسوع المسيح تثبت أنه هو الله حتى وان لم يقولها بالكلمات ؟؟
السيد المسيح هو الذي قرر ( للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد)(متى 4: 10) فهل بعدها يمكن أن يقبل السجود ان لم يكن هو المعنى بالعبادة والسجود ؟؟؟
------------------------------
وردت كلمة السجود في العهد الجديد 60 مرة وكلها كانت مقرونة بالسجود للسيد يسوع المسيح ، فيما عدا بعض المرات التي كان السجود فيها موجه الى أشخاص آخرين ( وهو لا يخرج ايضا عن مفهوم سجود العبادة ) نوردها كما يلي
اولا
طلب الشيطان من المسيح ان يسجد له سجود العبادة ، مما استلزم المسيح ان يرد عليه ( للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد ) (متى 4 : 10) و ( لوقا 4 : 8 )
ثانيا
سجود كرنيليوس لبطرس عندما دخل اليه مما استدعي بطرس ان يكون يرفض السجود ويتصرف كما يلي : " فاقامه بطرس قائلا قم انا ايضا انسان" ( اعمال 10 : 25)
ثالثا
سجود يوحنا للملاك الذي ظهر له في سفر الرؤيا ، مما استدعى الملاك ان يقول له انا عبد مثلك : " فخررت امام رجليه لاسجد له.فقال لي انظر لا تفعل.انا عبد معك ومع اخوتك الذين عندهم شهادة يسوع.اسجد للّه. فان شهادة يسوع هي روح النبوة " (رؤيا 19 : 10) "8 وانا يوحنا الذي كان ينظر ويسمع هذا.وحين سمعت ونظرت خررت لاسجد امام رجلي الملاك الذي كان يريني هذا. 9 فقال لي انظر لا تفعل.لاني عبد معك ومع اخوتك الانبياء والذين يحفظون اقوال هذا الكتاب.اسجد للّه. ( رؤيا 22 : 8 - 9)
------------------------------
هذه هي الحالات التي كان السجود فيها لغير المسيح ومن هذا نستنتج مايلي
1- كل افعال السجود في العهد الجديد تم تقديمها للسيد يسوع المسيح وقبلها
2- رفض كل من البشر والملائكة هذا النوع من السجد وقرروا ان السجود لله وحده
3- حاول الشيطان ان يجعل المسيح يسجد له ، ولكن المسيح رفض لان السجود لله وحده
4- اذا كان السيد المسيح هو الذي قرر ( للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد ) فاذا قبل السجود فلا بد وانه المعنى بالعبادة والسجود ؟؟؟
------------------------------
واليكم بعض الامثلة في قبول المسيح للسجود المقدم له ، آخذا في الاعتبار ان كل حالات السجود في العهد الجديد ( وردت 60 مرة ) مقرونة بالسجود للرب يسوع ، فيما عدا الحالات التي ذكرناها آنفا
------------------------------
حينما شفي المولود أعمى وعرف انهم طردوه من المجمع اليهودي ، ذهب اليه يسوع وقال له : أتؤمن بابن الله 36 اجاب ذاك وقال من هو يا سيد لأومن به. 37 فقال له يسوع قد رأيته والذي يتكلم معك هو هو. 38 فقال أومن يا سيد.وسجد له
يوحنا 9 :35-38
------------------------------
عند شفاء المسيح لعشرة من البرص ، رجعل واحدا فقط منهم وسجد له شاكرا ، فقال يسوع اذا كنت شفيت عشرة فاين التسعة الباقين ؟؟؟ ( وفيما هو داخل الى قرية استقبله عشرة رجال برص فوقفوا من بعيد. 13 ورفعوا صوتا قائلين يا يسوع يا معلّم ارحمنا. 14 فنظر وقال لهم اذهبوا وأروا انفسكم للكهنة.وفيما هم منطلقون طهروا. 15 فواحد منهم لما رأى انه شفي رجع يمجد الله بصوت عظيم. 16 وخرّ على وجهه عند رجليه شاكرا له.وكان سامريا. 17 فاجاب يسوع وقال أليس العشرة قد طهروا.فاين التسعة )(لوقا 17: 12- 17) اذا فالمسيح لم يرفض السجود بل كان يقبله
------------------------------
حينما قام المسيح وظهر للتلاميذ ولم يكن توما موجودا ، شك توما في القيامة وقال ان لم أرى يسوع وآثار المسامير في يديه ورجليه بنفسي واضع اصبعي في جنبه المطعون لن اؤمن ، فظهر له المسيح وأراه الجراح وآثار المسامير ، فما كان من توما الا قال ليسوع ( ربي والهي ) وسجد له ، ولم ينتهره المسيح بل وافق على كلامه ، بل واضاف لانك رأيتني يا توما آمنت.طوبى للذين آمنوا ولم يروا يوحنا 20 : 29
--------------------------------
قلنا انه لو كان المسيح هو الله فعلا ، وقد جاء الى العالم في الجسد ، فلا بد وان يكون الله قد أخبر البشرية أنه سوف يأتي الى العالم في الجسد ، اليس كذلك ؟؟؟
فلا يعقل ان يأتي إنسان ويدّعي انه هو الله ، وفي الوقت ذاته لا يكون الله قد أعلن عن مشيئته او رغبته او نيته في أن يتجسد ويأتي الى العالم ؟؟؟
وأيضا حتى لو لم يقرر يسوع بالكلمات انه هو الله المتجسد في صورة أنسان ، فاذا تصرف او فعل ما يفعله الله فلا بد وأن يكون هو الله ذاته ، ولا اقصد هنا افعال المعجزات فقط ، فهناك أنبياء ايضا صنعوا معجزات ، ولكن الانبياء كانوا يطلبون من الله أن يجري المعجزة على ايديهم ، ولكن من دراسة معجزات السيد المسيح فاننا نجد في كل مرة كان يصنع المعجزة من تلقاء ذاته وبكلمة قدرته ، اي انه بمقارنة المسيح مع الانبياء في المعجزات لوجدناه قد فاقهم عددا وتنوعا وفضلا عن ذلك انه كان يجريها بقوته وكلمته
كل هذا يجعلنا نفكر ، هل من الممكن ان يعطي الله مجده لشخص آخر ؟؟؟ تعالوا لنرى
---------------------------------
تكلم الله ( يهوه ) في العهد القديم انه هو الرب الاله وليس غيره واسمه ومجده لا يعطيه لآخر (اشعياء 42 : 8 )، واسمه وكرامته لا يعطيه لآخر(اشعياء 48 :11)،
فاذا وجدنا ان نفس الاسم والمجد والكرامة هي للرب يسوع المسيح، ماقاله يهوه عن نفسه قاله الرب يسوع عن نفسه ايضا (واثبته بالفعل بالمعجزات والآيات) فلا يمكن ان يكون -يهوه- قد اعطى اسمه ومجده وكرامته لآخر ، ولابد أن يكون المسيح هو نفسه يهوه الظاهر في الجسد ؟؟
----------------------------
تكلم ايضا الله (يهوه) انه " رأى انه ليس انسان وتحيّر من انه ليس شفيع . فخلّصت ذراعه لنفسه وبره هو عضده. " (اشعياء 59 : 16 ) ، نعم بر (يهوه) المتكلم في العهد القديم هو نفسه الذي اخذه الرب يسوع : " ها ايام تأتي يقول الرب (يهوه) واقيم لداود غصن بر فيملك ملك وينجح ويجري حقا وعدلا في الارض. في ايامه يخلص يهوذا ويسكن اسرائيل آمنا وهذا هو اسمه الذي يدعونه به الرب (يهوه) برنا. " (إرمياء 26 : 6 و 33 : 16 ) جدير بالذكر ان "الرب برنا" وردت في العبرية كلمة واحدة هي (يهوه تسدكينو) .
--------------------------------
تكلم الله ( يهوه ) في العهد القديم : هانذا ارسل ملاكي فيهيء الطريق امامي ويأتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرّون به هوذا يأتي قال رب الجنود
(ميخا3: 1)
وايضا----------
صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب.قوّموا في القفر سبيلا لالهنا. 4 كل وطاء يرتفع وكل جبل واكمة ينخفض ويصير المعوج مستقيما والعراقيب سهلا. 5 فيعلن مجد الرب ويراه كل بشر جميعا لان فم الرب تكلم (اشعياء 40: 3- 5)
قال مرقس في افتتاحية انجيله
بدء انجيل يسوع المسيح ابن الله 2 كما هو مكتوب في الانبياء.ها انا ارسل امام وجهك ملاكي الذي يهيّئ طريقك قدامك.3 صوت صارخ في البرية اعدّوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة
(مرقس 1: 1- 3)
الوحي المقدس هنا يقول ان يوحنا المعمدان هو الصوت الصارخ في البرية اعدوا طريق (يهوه - الهنا) فمن الذي أتى بعد يوحنا؟؟؟
انه يهوه الظاهر في الجسد ، الرب يسوع المسيح نفسه
--------------------------------
قال يهوه في العهد القديم :
وافيض على بيت داود وعلى سكان اورشليم روح النعمة والتضرعات فينظرون اليّ الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له ويكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره
(زكريا 12: 10)
في العهد الجديد : فسر لنا الوحي المقدس عندما طعن احد الجنود ، المسيح المصلوب ، انه هذا هو تحقيق النبؤة عن يهوه ، فقال : لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء. 35 والذي عاين شهد وشهادته حق وهو يعلم انه يقول الحق لتؤمنوا انتم. 36 لان هذا كان ليتم الكتاب القائل عظم لا يكسر منه. 37 وايضا يقول كتاب آخر سينظرون الى الذي طعنوه
(يوحنا 19: 25 -37)
يهوه يقول انهم سينظرون اليه ، الذين طعنوه سينظرون اليه ( الى يهوه ) ، فمن الذي طعنوه ؟؟؟
اليس هو السيد المسيح له كل المجد ، فهذا معناه ان يسوع المسيح هو يهوه (الله ) الظاهر في الجسد
-----------------------------
قال الرب يسوع المسيح " لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب، من لا يكرم الابن لا يكرم الآب الذي ارسله " ( يوحنا 5 : 23 ) و قال ايضا : " مجدني انت ايها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم " ( يوحنا5 : 17 ) وقال الرب يسوع ايضا :" فاجابهم يسوع ابي يعمل حتى الآن وانا اعمل. فمن اجل هذا كان اليهود يطلبون اكثر ان يقتلوه.لانه لم ينقض السبت فقط بل قال ايضا ان الله ابوه معادلا نفسه بالله " ( يوحنا 5 : 17 - 18 )
استخدم الرب يسوع اسم الجلالة ( يهوه ، ومعناه الكائن ) و قال : " قبل ابراهيم انا كائن " (يوحنا 8 : 58 ) كان يمكن ان يقول ( قبل ابراهيم انا كنت) ولكنه اختار بدقة لفظة (كائن) وقد فهم اليهود المغزى ، وانه استخدم لفظ الجلاله ( الكائن اي يهوه ) "فرفعوا حجارة ليرجموه " (يوحنا 8 : 59 ) لقد اثبت الرب يسوع المسيح انه له نفس سلطان الله ( يهوه ) الخالق ، فخلق اعين للمولود اعمى ( يوحنا 9 : 32 ) بنفس مادة الخلق (الطين) وبنفس الطريقة التي استعملها الله الخالق . وايضا كان يسوع له سلطان غفران الخطايا ، فغفرالخطايا للمفلوج ( مرقس 2 : 9 و متى 9 : 2 و لوقا 5: 20) وغفر ايضا للمرأة الباكية في بيت سمعان ( لوقا 7 : 48)، وغفر خطايا المرأة الزانية التي امسكت في ذات الفعل ( يوحنا 8 : 11) وغفر ايضا الخطايا لمريض بركة بيت حسدا ( يوحنا 5 : 14) وقد اعترف اليهود انه لا يغفر الخطايا الا الله وحده -مرقس 2 : 7 و لوقا 5 :21) والبشائر مليئة بالمعجزات التي تثبت سلطان الرب يسوع على الخليقة فكانت الريح والبحر يطيعانه (مرقس 4 : 41) وكان له سلطان على الشياطين ، فلم نسمع مطلقا ان لانسان ايا كان له سلطان على الشياطين غير الرب يسوع . لقد استعمل الرب يسوع المسيح عن نفسه اسم ومجد وكرامة يهوه التي لا يعطيها لآخر
---------------------
في الحلقة القادمة سوف نضع مقارنة بين ما قاله (يهوه ) الله في العهد القديم عن نفسه وما قاله السيد يسوع المسيح عن نفسه في اشارات واضحة انه هو الاله القدير قديم الايام