أهولة وأهوليبة
NEW_MAN
لماذا نجد في الكتاب المقدس في سفرحزقيال الاصحاح 23
كلام عن ( أهولة وأهوليبة) يصفهما في افعالهما بالزنا ؟؟
يقول الكتاب المقدس : (هلك شعبي من عدم المعرفة ) ( هوشع 4: 6)
وايضا (لذلك سبي شعبي لعدم المعرفة ) ( اشعياء 5: 13)
المعرفة تتطلب منك فهم ما تقرأه ، ودراسته والكلام واضح من بداية الاصحاح نفسه ، ان الرب يتكلم عن ( اورشليم والسامرة ) فيصورها لشعب في صورة امرأتان زانيتان ، اسماهما الكبيرة اورشليم واسمها في المثل ( أهوليبة ) ومعناه ( خيمتي فيها ) والصغرى هي السامرة واسمها ( أهولة ) ومعناه ( خيمتها ) .
لماذا اختار الرب هذه الصورة ؟؟؟؟؟؟؟؟
لانه طالما اختار صورة العريس والعروس لتصوير العلاقة بينه وبين شعبه ،في العهد القديم مثلا يقول :
(هكذا قال الرب اين كتاب طلاق امكم التي طلقتها)(اشعياء 50: 1) وايضا (اذهب وناد في اذني اورشليم ق ئلا.هكذا قال الرب.قد ا ذكرت لك غيرة صباك محبة خطبتك ذهابك ورائي في البرية في ارض غير مزروعة.)(ارميا 2: 2)
وفي العهد الجديد (الروح والعروس يقولان تعال) (رؤيا 22: 17)
وايضا (ام تجهلون ايها الاخوة.لاني اكلم العارفين بالناموس.ان الناموس يسود على الانسان ما دام حيّا. 2 فان المرأة التي تحت رجل هي مرتبطة بالناموس بالرجل الحي.ولكن ان مات الرجل فقد تحررت من ناموس الرجل. 3 فاذا ما دام الرجل حيّا تدعى زانية ان صارت لرجل آخر.ولكن ان مات الرجل فهي حرة من الناموس حتى انها ليست زانية ان صارت لرجل آخر. 4 اذا يا اخوتي انتم ايضا قد متم للناموس بجسد المسيح لكي تصيروا لآخر للذي قد أقيم من الاموات لنثمر للّه.)(روميه 7: 1- 4)
وبدون الدخول في تفاصيل الشرح فهو يصور علاقة الشعب بالله بعلاقة الزوج والزوجة .
اذا فهذه هي الصورة المميزة والمفضلة التي يتكلم بها الرب في علاقته عن الشعب
(وهذه الصورة واضحة مثلا في كل سفر نشيد الانشاد ).
في نفس الصورة يتكلم الرب في سفر حزقيال (وغيره ) ان الشعب اذا ترك محبة الله وذهب وراء عبادة الالهة الاخرى يسميها الله ( الزنا الروحي ) ويصورها ايضا في صورة المرأة التي تركت محبة زوجها وذهبت لتزني وراء آخر .
ولهذا مثلا يقول في سفر هوشع (اول ما كلّم الرب هوشع قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى واولاد زنى لان الارض قد زنت زنى تاركة الرب.)(هوشع 1: 2)
اذا بعد ان شرحنا الصورة التي يفضلها الله في تمثيل علاقته بالشعب ، وهي علاقة الزواج التي هي في الاساس علاقة مقدسة جدا ، خلق الله آدم وحواء في جنة عدن ، وقال لهما (وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملأوا الارض ) (تكوين 1: 28) كان هذا قبل الخطية وقبل السقوط والطرد من جنة عدن ، اذا فليس في الامر خطية او دنس او نجاسة .
والله له كل الحرية والحق في ان يضرب المثل بهذه العلاقة المقدسة ، سواء في نقائها وقداستها ، او في استعمالها الخاطيء بالخطية والزنا . ويرجع الامر اخيرا الى نقاء ذهن المتلقي ، هل هو في حالة القداسة او في حالة الزنا الروحي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عزيزي :
دعني اختم بكلمة اخيرة عن ما جاء في سفر حزقيال .
لقد تكلم الله على لسان حزقيال الى شعب وصل في الخطية الى ابعد مدى ، وفي هذه الحالة لا تستطيع ان تكلم الشعب عن حالة القداسة المطلوبة ، فهو لن يفهمها ، ولكن النبي تكلم بالوحي المقدس عن حالة القذارة والدناسة التي وصلها لها الشعب .
ماذا حدث لك عن قراءة هذه الفقرة ؟؟؟
هل خجلت ، هل شعرت بالعار ، هل شعرت بالتأذي والقذارة ؟؟؟
هذا هو المطلوب من الكلام .
اذا شعر كل انسان عند قراءة هذه الفقرة بما شعرت به ، فهذه هي الخطوة الاولى للرجوع الى الرب .
في قصة الابن الضال ، احتاج الامر منه ان يذهب يعيش مع الخنازير ( النجسة في شريعة اليهود ) ويأكل اكلها ، ويشعر بمرارة ونجاسة وقذارة الحياة في البعد عن ابيه ، ففكر ونظر الى نفسه وحاله ، وقارن بين هذه الحالة وحالة الابن المبارك ، فقرر العودة الى حالة القداسة .
اتمنى ان تقرأ الكتاب المقدس بفهم ، ودراسة ، ففيه كل البركة والنعمة القداسة الكاملة .
مع تحياتي ومحبتي