قتلى شعبي
ابراهيم القبطي
لمن قرعت أجراس الكنائس ؟
لمن قرعت أجراس السماء ؟
رأيت بكاء السماء فسألت....
هل صلب المسيح من جديد ؟
قالوا في وطنك تحولت العدالة إلى سراب .
في وطنك يزرعون القنابل مكان الرياحيين
و يفجرون بإسم إلههم جحيم الارهاب
في وطنك كثيرا من الغربان تنعق
وكثير من الذئاب جروح الحملان تلعق
و دماء الأطفال
صارت مسكرا لمن يحرمون الخمر
لمن يرفعون الشريعة و يدوسون البشر
ورؤوس الأبرياء تدسوها الأقدام الحمر
يرفعون سيوف و رايات خضر
هلالهم صار سندان
وقرآنهم صار مقصلة
سألت و أين عدالة السماء ؟
هل بدلتم مكان الخمر دماء الابرياء؟
فمنعتم الخمر لتستمتعوا بالدماء !
أم تحاولون صلب المسيح من جديد؟
عرفت الكشح و العديسات ونجع حمادي والزاوية الحمراء
امتدادا لأربعة عشر قرنا من الشهداء
يحفظون خصوبة أرض الوطن بدمائهم
بعد أن تحول إلى صحراء جرداء
يحكمه كابوس مخيف من العسكر و الرعاع
والمشايخ والغول والضباع
يتحركون كالذباب
و يأكلون كالجراد
يحكمهم إله الذباب بأعلام خضراء
ولكنهم يقضون على كل مساحة خضراء
تزدهر حضارتهم على عبودية النساء
واختطاف النساء
واغتصاب النساء
و قهر و أسلمة النساء
رفعت عيني إلى السماء مصليا
أخاف أن أسقط صريعا للكراهية
فأفقد مسيحي وغفران الصليب
أجابني الحبيب
"يا ليت راسي ماء وعينيّ ينبوع دموع
فابكي نهارا وليلا قتلى شعبي" .