For God so loved the world, that he gave his only begotten Son, that whosoever believeth in him should not perish, but have everlasting life.

الأحد، ٢١ فبراير ٢٠١٠

سورة الخنجر

سورة الخنجر


رياض الحبيّب

إنّا أعطيناكَ الخنجر*

فسلّط على البشر وانحَر*

كلّ من يعارضك يُقبَر*

منْ قال لا فليخسَر*

ومن تهبْ لك نفسها فلتُستَر*

ولكنّ مَنْ تهرُب من قدّام وجهك فلتُحضَر*

إن تشكّى وليّ أمرها وتذمّر*

ننزل على دمه من آياتنا فيُهدَر*

من يُمسك عليك غلطاً في أيّ منْ آياتنا فخبِّرْ*

بلْ تحدّ وقُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِها لاَ يَأْتُونَ ولو تحَسّن المنطق وتطوّر*

لا تُخْفِ ما الله مُبْدٍ فيك ولا تتحسّر*

نَلْ من المشارق والمغارب وتبطّر*

من جنوبيّ الفيلبين الى جنوبيّ فرنسا مروراً بوادي عبقر*

ومن سواحل أفريقيا على المتوسط حتى مجاهل مدغشقر*

ومن أوربا بخيلك فزمجر*

ومن الحضارات كلِّها فدمِّر*

ما كان غضّاً من بنائها فأنذِر*

وما كان صُلْباً فحاول أن تكسّر*

لا تدعْ محلاًّ في الأرض إلاّ لتُحَذر*

فإمّا الجزية وإمّا الموت فبشِّر*

إنّ العيش بلا أحكام السُّنّة لمن المُتعَذر*

لا ترأفْ بالمرتدّ بل استهتِر*

لا رحمة في الإسلام ولا ملاذ لمُتنوِّر*

فاغسلْ عار أبي بكر بكلّ مرتدّ ومتنصِّر*

وعار سائر المبشّرين بالجنّة إنّ منهم لَخلفاءَ وإنّا على غيرهم سننكِر*

وأمّا النسوة فحَرْث لهم إنّهنّ أكثر أهل النار ما لهنّ من مبَشّر*

قُلْ وَيْلٌ لمنْ يمَسّنا بكلام مُؤثر*

أو يفضح سيرتنا إنّا خير الماكرين وإنّا المتكبّر*

أمَا سلّمناك الراية فتبختر*

أمام القوم الظالمين وأهل المُنكَر*

من شئتَ منهم فكفِّر*

إنّك عليهم لمتجبِّر*

إنْ ضايقوك بأسئلة ما فاقتبسْ من أساطير الأوّلين ومن آيات عيسى وخدِّر*

أمّا الأسئلة عن الرّوح وعن عدد أهل الكهف وعن نسبك فلتحظر*

فانِ اضطُررتَ الى فرار وأصحابك فاهجُر*

حتّى تقوى شوكتك فحيّ على القتال ولا تَأخّر*

واعلمْ أن الحجر الأسود لأعزّ من الكبريت الأحمر*

ليحجّنّ اليه الميسور فتكسب مالاً وهو به يتبرّر*

حتّى تخرج خير أمّة للناس وأمّا بالدم فلتطَهّر*

آثرْنا أنْ ندعوك الأبتر*

فاسمَعْ يا محمّد وتبَصّّرْ*

إنّا أعْدَدْنا لك في الجنّة ما لا تقدر أن تحزر*

من الطيب والطعام ما لذ ومن اللبن والعسل ما أكثر*

شققنا في الجنّة أنهار خمر لتسكَر*

فأنعمْ بحور العين والجنس الأشقر*

أما فتحْنا لك حصون الرّوم وخيبَر*

عليك الفتح لا يتأخر*

يفتح صلّى إلهُك عليك ما تيسّر*

مسارعاً في تلبية هواك وفتح ما تعسّر*

حاشا في تمرير نزواتك أنْ قصّر*

سبحان واهبك مواهب الفتح والضمّ والكسْر*

أسرى بك وعرّج بالسّرّّ*

حتّى لا تصير فتنة ما بين الناس إنّ بعضهم لأعْوَر*

لا حيلة عندك إلا أنْ تتستر*

فاكتبْ كتاباً باطنه أحمر والظاهر أخضر*

مَنْ ذا يفقه إلّا يسخر*

ما مِنْ سبيل مِنْ ذا أوعَر*

هذي االليلة يأتي الوحي وعلى العالم أن يتبحّر*

أمّا الملأ فمكتوب ألّا يُبصِر*

واحرصْ على دليل الوحي أن ابتدعْ قصّة ما بين فخذي خديجة والصّدر*

إنّا أغنيناها وفضّلناها على خولة بنت الأزور*

فلا تجبْ أحداً إمّا يسألْك عن المَصْدر*

وليؤخَذ من الحُمَيراء نصْفُ الدِّين فأمّا الآخَر فليُحرَقْ وليتبخّر*

فإذا ما فتر الوحي دعوناك لتُسحَر*

وإن أنسيتَ سورة ممّا أنزلنا عليك فقلْ نُسِخت البارحة ولمّا يطلعْ عليها البَدْر*

مهما أُنسِيتَ تؤتَ بمثلها أو بخير منها فلا تهتمّ ولا تغتمّ وانتظر أمْرَ ربّك لتؤمَر*

بأن تقتل الناس إنّ ربّك أراد بهم عذاباً أليماً فعَنْ ساعدك شمِّرْ*

إمّا كذّبك منهم أحدٌ فإيّاك أن تسامح أو تغفر*

وأمّا ما يسبق عذابَ الآخرة فعذاب القبر*

قلْ هو المَطهَر*

وما أدراك من داخله ما يظهر*

أثعبان أقرع أمْ عقرب أسود أم أصفر*

إنهما يُعذّبان في البرد كما في الحَرّ*

فبأيّ لدغات ربّهما يلدغان والجلد مُقشَّر*

لا عضّة كلب تضاهيها ولا مخالب نِمْر*

يأتيان بشراسة هِرّّ*

مِن المقبورين مَن يستسلمُ ومنهم مَّنْ ينتفض ويزأر*

فإمّا خالفتَ أمراً ما ممّا أمَرَ ربّك قطعْنا منك الوَتين فاستغفرْ*

وإمّا تقوّلت فترحّمْ على الشّريان الأبهر*

فإذا الرأس يتكسّر*

وإذا سائر الجسد ينحلّ ويتهوّر*

وإذا الأطراف تُبتر*

واذا السوس بالعظام ينخر*

وإذا المُعَذبُ يتحيّر*

إن الرعب عليه لمسَيطِر*

لا تفاوض ولا سياسة يومئذ لتسَيّر*

فإلهك صلّى وملائكته عليك أكبر*

لا منفذ منْ بطشه ولا مَعبَر*

قلْ ربّ يتعزّى بمناظر الأشلاء والدّماء ويفخر*

سُبحان من سوّاك الأشرف بين الخلق والأطهَر*

والرّسول المُحَسَّن والمصْطفى والمُوَقر*

وخاتم الأنبياء المُظفر*

إنّ أكبرهم سنّاً منك لَأصغر*

وإنّ أطولهم قامة منك لَأقصَر*

مَنْ آمن بالظلمة يُنصَر*

إنّا فتحْنا أبواب الظلمة فلا عين لترى ولا أخرى لتسهر*

وحجَبْنا عن البصيرة ما نخشى أنْ يظهَر*

وسخّرْنا العباد فويلٌ لمن يتحرّر*

فأمّا السيف فليُشهَر*

وأمّا عيون الذين جعلتَ منهم أعداءَ فلتفقأ ولتسَمّر*

سيكون النّاجون من الذين أحْسَنوا الكرّّ والفرّّّ*

لا ناجيَ من النار إلاّ فرقة من ثلاث وسبعين إنْ هي إلاّ الأدهى والأشطر*

ها هم ملايين من أهل الكتاب يُهَجَّرون لا مأوىً لهم في أوطانهم ولا في المَهجَر*

لا يجتمع دينان في جزيرة العرب إنّ الدين عندنا الإسلام وألّا عاصِمَ لمَنْ ترَك وغيّر*

لا تلُمِ المحزون منهم إمّا يتهستر*

ولا ترفق بحوريّات ينتظرن أدوارهنّ فسيرجِعْنَ عذارى ولا يقلنَ واوجعاه ليلة القدْر*

ولا بولدان مخلّدين إنّا نهيّئ لك ما تلوذ به وتتستّر*

فاستلّ سيفك المسلول إنْ هذي إلاّ الدعوة فانشُرْ*

وعلى الجنّة فاٌصبرْْ*

سنؤتيك مقاماً محموداً الذي وعدْنا ما تحلم به والذي بروعته ستؤسَر*

إنّا خصّصنا الأفضل من جنّتنا والأوفر*

لك ولأمّتك وأمّا الأمم الأخرى فلها ما لا يُذكَر*

حتى اقتطعْنا الخُمسَ من نصيب هولاكو وستالين وهتلر*

ومن سائر الطغاة في الأرض الدكتاتور منهم والمُستعمِر*

لقد رفعْنا عنهم أختام النبوّة أمّا الكُنية فقد أبقيناها وهلْ يخفى أبو عنتر*

أنعِمْ بك من فحْل غضَنفر*

طُفتَ على جميع نسائك فسُبحان من تصوّر*

بلا عجلة ولا محور*

أنْ بغسْل واحد لا أوسخ منك ولا أقذر*

ما جوعٌ لتتضوّر*

وحنطة المغانم تملأ البَيدَر*

لك الأفعال الحُسنى تُنسَبُ ولنا الأسماء الحسنى لا تتغير*