سورة الخنجر
رياض الحبيّب
إنّا أعطيناكَ الخنجر*
فسلّط على البشر وانحَر*
كلّ من يعارضك يُقبَر*
منْ قال لا فليخسَر*
ومن تهبْ لك نفسها فلتُستَر*
ولكنّ مَنْ تهرُب من قدّام وجهك فلتُحضَر*
إن تشكّى وليّ أمرها وتذمّر*
ننزل على دمه من آياتنا فيُهدَر*
من يُمسك عليك غلطاً في أيّ منْ آياتنا فخبِّرْ*
بلْ تحدّ وقُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِها لاَ يَأْتُونَ ولو تحَسّن المنطق وتطوّر*
لا تُخْفِ ما الله مُبْدٍ فيك ولا تتحسّر*
نَلْ من المشارق والمغارب وتبطّر*
من جنوبيّ الفيلبين الى جنوبيّ فرنسا مروراً بوادي عبقر*
ومن سواحل أفريقيا على المتوسط حتى مجاهل مدغشقر*
ومن أوربا بخيلك فزمجر*
ومن الحضارات كلِّها فدمِّر*
ما كان غضّاً من بنائها فأنذِر*
وما كان صُلْباً فحاول أن تكسّر*
لا تدعْ محلاًّ في الأرض إلاّ لتُحَذر*
فإمّا الجزية وإمّا الموت فبشِّر*
إنّ العيش بلا أحكام السُّنّة لمن المُتعَذر*
لا ترأفْ بالمرتدّ بل استهتِر*
لا رحمة في الإسلام ولا ملاذ لمُتنوِّر*
فاغسلْ عار أبي بكر بكلّ مرتدّ ومتنصِّر*
وعار سائر المبشّرين بالجنّة إنّ منهم لَخلفاءَ وإنّا على غيرهم سننكِر*
وأمّا النسوة فحَرْث لهم إنّهنّ أكثر أهل النار ما لهنّ من مبَشّر*
قُلْ وَيْلٌ لمنْ يمَسّنا بكلام مُؤثر*
أو يفضح سيرتنا إنّا خير الماكرين وإنّا المتكبّر*
أمَا سلّمناك الراية فتبختر*
أمام القوم الظالمين وأهل المُنكَر*
من شئتَ منهم فكفِّر*
إنّك عليهم لمتجبِّر*
إنْ ضايقوك بأسئلة ما فاقتبسْ من أساطير الأوّلين ومن آيات عيسى وخدِّر*
أمّا الأسئلة عن الرّوح وعن عدد أهل الكهف وعن نسبك فلتحظر*
فانِ اضطُررتَ الى فرار وأصحابك فاهجُر*
حتّى تقوى شوكتك فحيّ على القتال ولا تَأخّر*
واعلمْ أن الحجر الأسود لأعزّ من الكبريت الأحمر*
ليحجّنّ اليه الميسور فتكسب مالاً وهو به يتبرّر*
حتّى تخرج خير أمّة للناس وأمّا بالدم فلتطَهّر*
آثرْنا أنْ ندعوك الأبتر*
فاسمَعْ يا محمّد وتبَصّّرْ*
إنّا أعْدَدْنا لك في الجنّة ما لا تقدر أن تحزر*
من الطيب والطعام ما لذ ومن اللبن والعسل ما أكثر*
شققنا في الجنّة أنهار خمر لتسكَر*
فأنعمْ بحور العين والجنس الأشقر*
أما فتحْنا لك حصون الرّوم وخيبَر*
عليك الفتح لا يتأخر*
يفتح صلّى إلهُك عليك ما تيسّر*
مسارعاً في تلبية هواك وفتح ما تعسّر*
حاشا في تمرير نزواتك أنْ قصّر*
سبحان واهبك مواهب الفتح والضمّ والكسْر*
أسرى بك وعرّج بالسّرّّ*
حتّى لا تصير فتنة ما بين الناس إنّ بعضهم لأعْوَر*
لا حيلة عندك إلا أنْ تتستر*
فاكتبْ كتاباً باطنه أحمر والظاهر أخضر*
مَنْ ذا يفقه إلّا يسخر*
ما مِنْ سبيل مِنْ ذا أوعَر*
هذي االليلة يأتي الوحي وعلى العالم أن يتبحّر*
أمّا الملأ فمكتوب ألّا يُبصِر*
واحرصْ على دليل الوحي أن ابتدعْ قصّة ما بين فخذي خديجة والصّدر*
إنّا أغنيناها وفضّلناها على خولة بنت الأزور*
فلا تجبْ أحداً إمّا يسألْك عن المَصْدر*
وليؤخَذ من الحُمَيراء نصْفُ الدِّين فأمّا الآخَر فليُحرَقْ وليتبخّر*
فإذا ما فتر الوحي دعوناك لتُسحَر*
وإن أنسيتَ سورة ممّا أنزلنا عليك فقلْ نُسِخت البارحة ولمّا يطلعْ عليها البَدْر*
مهما أُنسِيتَ تؤتَ بمثلها أو بخير منها فلا تهتمّ ولا تغتمّ وانتظر أمْرَ ربّك لتؤمَر*
بأن تقتل الناس إنّ ربّك أراد بهم عذاباً أليماً فعَنْ ساعدك شمِّرْ*
إمّا كذّبك منهم أحدٌ فإيّاك أن تسامح أو تغفر*
وأمّا ما يسبق عذابَ الآخرة فعذاب القبر*
قلْ هو المَطهَر*
وما أدراك من داخله ما يظهر*
أثعبان أقرع أمْ عقرب أسود أم أصفر*
إنهما يُعذّبان في البرد كما في الحَرّ*
فبأيّ لدغات ربّهما يلدغان والجلد مُقشَّر*
لا عضّة كلب تضاهيها ولا مخالب نِمْر*
يأتيان بشراسة هِرّّ*
مِن المقبورين مَن يستسلمُ ومنهم مَّنْ ينتفض ويزأر*
فإمّا خالفتَ أمراً ما ممّا أمَرَ ربّك قطعْنا منك الوَتين فاستغفرْ*
وإمّا تقوّلت فترحّمْ على الشّريان الأبهر*
فإذا الرأس يتكسّر*
وإذا سائر الجسد ينحلّ ويتهوّر*
وإذا الأطراف تُبتر*
واذا السوس بالعظام ينخر*
وإذا المُعَذبُ يتحيّر*
إن الرعب عليه لمسَيطِر*
لا تفاوض ولا سياسة يومئذ لتسَيّر*
فإلهك صلّى وملائكته عليك أكبر*
لا منفذ منْ بطشه ولا مَعبَر*
قلْ ربّ يتعزّى بمناظر الأشلاء والدّماء ويفخر*
سُبحان من سوّاك الأشرف بين الخلق والأطهَر*
والرّسول المُحَسَّن والمصْطفى والمُوَقر*
وخاتم الأنبياء المُظفر*
إنّ أكبرهم سنّاً منك لَأصغر*
وإنّ أطولهم قامة منك لَأقصَر*
مَنْ آمن بالظلمة يُنصَر*
إنّا فتحْنا أبواب الظلمة فلا عين لترى ولا أخرى لتسهر*
وحجَبْنا عن البصيرة ما نخشى أنْ يظهَر*
وسخّرْنا العباد فويلٌ لمن يتحرّر*
فأمّا السيف فليُشهَر*
وأمّا عيون الذين جعلتَ منهم أعداءَ فلتفقأ ولتسَمّر*
سيكون النّاجون من الذين أحْسَنوا الكرّّ والفرّّّ*
لا ناجيَ من النار إلاّ فرقة من ثلاث وسبعين إنْ هي إلاّ الأدهى والأشطر*
ها هم ملايين من أهل الكتاب يُهَجَّرون لا مأوىً لهم في أوطانهم ولا في المَهجَر*
لا يجتمع دينان في جزيرة العرب إنّ الدين عندنا الإسلام وألّا عاصِمَ لمَنْ ترَك وغيّر*
لا تلُمِ المحزون منهم إمّا يتهستر*
ولا ترفق بحوريّات ينتظرن أدوارهنّ فسيرجِعْنَ عذارى ولا يقلنَ واوجعاه ليلة القدْر*
ولا بولدان مخلّدين إنّا نهيّئ لك ما تلوذ به وتتستّر*
فاستلّ سيفك المسلول إنْ هذي إلاّ الدعوة فانشُرْ*
وعلى الجنّة فاٌصبرْْ*
سنؤتيك مقاماً محموداً الذي وعدْنا ما تحلم به والذي بروعته ستؤسَر*
إنّا خصّصنا الأفضل من جنّتنا والأوفر*
لك ولأمّتك وأمّا الأمم الأخرى فلها ما لا يُذكَر*
حتى اقتطعْنا الخُمسَ من نصيب هولاكو وستالين وهتلر*
ومن سائر الطغاة في الأرض الدكتاتور منهم والمُستعمِر*
لقد رفعْنا عنهم أختام النبوّة أمّا الكُنية فقد أبقيناها وهلْ يخفى أبو عنتر*
أنعِمْ بك من فحْل غضَنفر*
طُفتَ على جميع نسائك فسُبحان من تصوّر*
بلا عجلة ولا محور*
أنْ بغسْل واحد لا أوسخ منك ولا أقذر*
ما جوعٌ لتتضوّر*
وحنطة المغانم تملأ البَيدَر*
لك الأفعال الحُسنى تُنسَبُ ولنا الأسماء الحسنى لا تتغير*