محنة الإسلام وحتمية سقوطه
بقلم ناجى عوض
رئيس الهيئة القبطية الأوربية - فرنسا
تحرير ابراهيم القبطي
يقول توماس جيفرسون :"أطرح سؤالك بحرية حتى ولو شكك بوجود الله ، وأن كان الله موجوداً يجب عليه أن يدعو لأحترام العقل وليس للاستكانة للخوف ".
أظهرت الأحداث الأخيرة مدى هشاشة الأسلام كعقيدة ، لا تتحمل النقد وليس لها إجابات مقنعة تتفق وروح العصر الباحثة الناقدة المتحررة من الخوف والعقد والرواسب التاريخية٠
سرعان ما انهارت اعصاب المسلمين فى جميع أنحاء العالم الآسلامى بمجرد نشر كتاب أيآت شيطانية لسلمان شدى ،والرسوم الكاريكاتورية لرسول الأسلام ، وما أن لفظ قداسة البابا بندكت بعبارة لم تعجبهم وهى حقيقة أن العنف موجود فى صلب ألعقيدة الأسلامية ، وهناك العشرات من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التى تؤيد قوله ، قامت الدنيا ولم تقعد٠
وأخيراٌ مجرد تساؤل مشروع للأنبا بيشوى عن النصوص القرآنية المضافة بعد موت رسولهم أهتزت المؤسسات وأرتجفت المساجد وعقدت الأجتماعات وتكونت الجبهات وحشدت الجموع وقامت المظاهرات وقام الرعاع والغوغاء بالشتم والتهديد والتجريح فى المسيحيين ورموزهم ٠
كنا ننتظر رد على التساؤل فاجابونا بموروثهم الأسلامى المعهود بالأختفاء وراء المجرمين والرعاع فقد افلست المؤسسات الأسلامية من أزهر وغيره فى اعطاء إجابة مقنعة لسؤال فقهى ، فلجأت لرجل الشارع لحمايتها بالعنف والصراخ ، لأن ثقافة الإسلام ترفض السؤال أو النقد (1) .
فقد اختزل الأسلام نفسه من دين كان ينبغي أن يكون له أدآبه وفقهاءه ومفكريه الى أيدلوجية سياسية سلاحها الكتلة البشرية الجاهلة والأرهاب الفكرى والتصفية الجسدية ٠وكما نعرف جميعاً أن كل أيدلوجية تحمل فى داخلها عوامل إنهيارها وكأمثلة وليس للحصر : الشيوعية ، النازية ، الفاشية ٠
يتشابه الأسلام فى حالته الراهنة بالنازية على الخصوص ، وهذا يفسر لنا زيارة إمام القدس الشيخ الحسينى للزعيم النازى هتلر فى أربعينات القرن الماضى ولا يخفى علينا تعاون الرئيس الراحل السادات مع الألمان اثناء الحرب العالمية الثانية وأنبهاره بالعسكرية النازية حتى فى ملبسها٠ وما يحدث فى مصر الآن هو صورة مكررة لما عاشه اليهود فى الحقبة النازية .
دعنا نتساءل فى هدوء ما الذى اوصل العالم الأسلامى إلى هذا المنحدر مما جعل شيخ الأزهر السابق سيد طنطاوى يصفهم بانهم رعاع ؟
للأجابة على هذا السؤال ينبغى علينا الرجوع إلى التاريخ الذى ليس ببعيد ، فبعد إنهيار الخلافة العثمانية فى اوائل القرن الماضى وتقسيمها بين القوى الغربية فى ذلك الحين انجلترا وفرنسا ، أحس المسلمون بمرارة الهزيمة فقاموا بالأنتقام من الأقليات الضعيفة المنزوعة السلاح فكانت مذابح الارمن فى تركيا واليونانيين فى جبال الأناضول ٠
هذا ايضاً موروث اسلامى ، الانتصار بأى ثمن ولو بمجازر ، والأستقواء على الضعفاء فى وقت الأزمات (المرأة ، الأقليات ، الطفل ، الأجانب ، الفقراء) ٠والطامة الأخيرة كانت في قيام دولة اسرائيل وهزيمة العرب الكبرى فى عام 67 ، وتحدي دولة صغيرة تعدادها لا يتعدى الخمسة ملايين لخمسين دولة اسلامية يفوق عددهم المليار٠
قلصت الهزائم المتتالية الموروث العسكرى الأسلامى إلى مشروع جهادى إرهابى مدجن بايدلوجية شمولية عنصرية تقوم بنشر فكرها فى ربوع العالم المتحضر بسيف الأرهاب والتخريب ٠ وكالعادة لكى يحقق الأسلام انتصار ولو زائف ، يوجه حرابه الصدئة إلى صدور الأقليات والضعفاء فى المجتمع ، انظر إلى احوال المسيحيين فى العراق ومصر وكل العالم الأسلامى وكذلك احوال المرأة ٠
المواجهة ستحتد وسوف تشتد قوتها فى العالم كله وسوف تأخذ صورة صراع دينى دموى اسلامى ـ مسيحى فى مصر وهو خط المواجهة العقائدية الأول فى قلب العالم الأسلامى الذى فقد عقله ، وايضا إسلامى ـ إسلامى بدأت إرهاصاته من تكفير المفكرين والقرآنيين وحذف الكثير من أسماء الله الحسنى بعد اربعة عشر قرناّ .وحروب بين السنة والشيعة، قد بدأت إرهاصاتها فى ايران وباكستان وليبيا ، ولا يخفى علينا ان السلاح النووى الأيرانى ، لا يهدد اسرائيل بقدر تهديده للعرب السنة وعلى رأسهم المملكة السعودية٠
الأسلام فى مواجهة العالم : لقد ابتلى العالم بمجتمعات اسلامية جائعة جاهلة مريضة تستكين لوضعها وتقدس التعاليم التى ادت الى ذلك الوضع والكارثة الكبرى قد اصبح للتخلف ايدلوجية سياسية تأ مر اتباعها بنشرها والموت فى سبيلها ، فهم فى حالة حرب مع جميع البشر وكل الثقافات فى الهند والصين وروسيا وتايلاند والسودان وكينيا ونيجيريا وامريكا واستراليا ٠
اما اوربا فقد اعلن المسلمون اسلمتها (تصريحات الرئيس القذافى والتركى و الجزائرى ورجال الأزهر) قد توهموا ان الحرية تسيب والديمقراطية ضعف ، فالغرب ليس ضعيفاً كما يتصورون بل يعلم جيداً انها حرب ضد التخلف والجهل والتعصب .
دخل الأسلام المدارس النقدية الغربية ومعاهد البحث والتحليل التى لا يهمها تقديس النصوص بل معرفة الحقائق التاريخية والفقهية وستنكشف الأكاذيب والمغالطات .وسيصرخ المسلمون ويزداد إرهابهم وستدافع مؤسساتهم عن نفسها بزج الرعاع والبلطجية الى الشوارع لنشر الذعر والخوف فى عواصم العالم ، ولكن هيهات فقد انكسر سيف الأسلام ولا يملك معتنقيه من أمل إلا مناجاة بن لادن فى صحراء تورا بورا لأنقاذهم من التخبط الذى يعيشونه ولا مجيب ، اما الشيعة فلهم المهدى المنتظر .
الأسلام لن يصمد امام مجهر الحقيقة وسيموت عندما يفرض العالم على أتباعه أن يعيشوا كبشر ، وكما انتصر الغرب على الماركسية والنازية والفاشية سينتصر على ايدلوجية العنصرية والكراهية التى لها جذور متغلغلة فى الأسلام . (قد لا يسقط الأسلام بالضربة القاضية ، ولكن سقوطه اسرع بكثير مما يتوقع الكثيرين) (2)
وعند انهياره سيترك كثيرين قتلى وجرحى ولكن ثقتنا فى الرب القائل هاأنا معكم طول الأيام وإلى إنقضاء الدهر
-------------------------
هوامش:
(1) (من يسأل سؤالاً يبدو غبياً لمدة خمس دقائق ، ومن لم يسأل يظل غبياً مدى الدهر ) مثل صينى
(2) مقولة لوفاء سلطان