For God so loved the world, that he gave his only begotten Son, that whosoever believeth in him should not perish, but have everlasting life.

الثلاثاء، ٢٨ ربيع الآخر ١٤٣١ هـ

من أين يأتي النغم ؟

من أين يأتي النغم ؟


ابراهيم القبطي

في عتمة التيه ... ومن أعماق الهاوية

ظهرت أشباح لاهية
ترقص في مجون
وتعلن عن قدوم مهديّ مجنون
يدعو لحرب ناهية
تمزق الحياة
وعلى أنقاضها تقوم
خلافة محمدية دامية
تحكم بقبضة من حديــد
وتختم على الحرية
فتقمع كل جديـــد
كل لمسة حب
وعلى كل نغم تفرض قيد
ثم سمعتُ أصوات خافتة
لأرواح ضارعة
في صلاة يهمسون : أين هو ؟
هل جاء المسيح الملك؟
خالق الحياة
مؤلف النغم
مطلق المنسحقين
المحرر من الألم"
فعلمت أنهما فريقان يتصارعان ...
في أرض الانتظار
أشباح يرقصون
وأرواح يتضرعون
كلاهما يتمنيان ....
أما أنا فكرهت الأمنية
كرهت الإنتظار ....
كرهت الاحداث الدامية
كرهت السلطان والحاشية
العلمانية والشيوعية
والديمقراطية والفاشية
صارت معان خاوية
دعوا الغد يأتي بموت أو حياة
بعطش أو مياة
فقط دعوه يأتي .... ولا تمنعوه
فلو جاء الغد بمسيح الحياة ...
فهو سدرة المنتهى
أما لو كان الغد يحمل موت وصليب
فالموت يتبعه نهاية الطغيان
ولقاء الحبيـــــب
و قيامة الإنسان كما قام ابن الإنسان
دعوا الغد يأتي إذاً.... ولا تمنعوه
فمازال مسيحي هو أمل الغد
هو الحياة بقدومه الأخير
وهو القيامة في مواجهة الموت
فأين أنت وسط الأنين ؟
وشهداء ومذابح وقتل الرياحين ؟
لماذا اختفيت في أزمنة الضيق ؟
وتركتنا نصارع وحوش وشياطين
أين حقوق المضطهد والمسكين ؟
هل أذنبنا فحولت وجهك عنّا ؟
هل تبعنا شعائر وطقــــوس
وفقدنا روحـــــك القدوس ؟
إعلمنا ذنوبنــــا ولا تصمت
فصمتك اقسى من الجحيـــم
وسكوتك أدمى النفــــوس
مآذن الموت تصرخ حولنـا
تؤذّن للذئاب بنهش لحومنا
واغتصاب نساءنــــا
يكتبون مصاحفهم بدمائنـــا
حناجرهم قبـــور
سفك الدماء لهم دستور
فأعبر إلينا وأعنّـــا
أجابني صوت كالمياة
ممزوج بقطرات من نغم السماء
"
يا سكان الصحراء لا تيأسوا
فمن عرفتموه قبل صعوده إلى العرش
سيعود ويرفع غطاء النعش
كونوا ساهرين
وترقبوا فجر المفديين"
من له أذنان فليسمع مزمار الراعي الصالح
بلحن الخلاص ينادى قائلا
"
شددوا الايادي المسترخية والركب المرتعشة ثبّتوها.
لخائفي القلوب اعلنوها
تشددوا لا تخافوا هوذا الهكم
هو يأتي ويخلصكم"