لوحة اثرية قد تغير النظرة اليهودية المعاصرة للمسيحية
لوح صخرى خط عليه بالحبر عثر عليه فى الأردن بالقرب من البحر الميت ، يرجع لقرن قبل ميلاد يسوع المسيح ، يتحدث عن المسيا القادم الذى سوف يعذب ويقتل ويدفن ثم يقوم من الأموات بعد ثلاثة أيام !
مخطوطات وادى القمران أو البحر الميت تنتمى للقرن الأول ليسوع وتعطى لمحات كثيرة عن العبادات ولعقائد اليهودية المعاصرة ، ورغم ثروة المعلومات التى قدمتها فهى لا تختلف جذريا عن اليهودية التى عاشت بعد ذلك ؛ أما اللوح الجديد فهو أى اللوح نفسه وليس النص فقط يأتى من تلك البقعة من التاريخ الدينى لليهود ، القرون القليلة السابقة على يسوع ، بل ويأتى بما لا يمكن وصفه بأقل من قنبلة غير مسبوقة : مسيا يهان ويعذب ويقتل ، والقنبلة الأخطر : هذا العذاب والموت لن يحدث فقط من أجل مفغرة خطايا البشر ، إنما من أجل خلاص اليهود .
قال باحث اسرائيلي ان لوحة حجرية يعتقد انها تعود الى القرن الاول قبل المسيح يمكن ان تعيد تحديد الرابط بين الديانتين المسيحية واليهودية اذ تكشف ان اليهود كانوا يؤمنون بمسيح منتظر يقوم من الموت بعد ثلاثة ايام على حد قوله.
ويؤكد عالم الآثار الاسرائيلي اسرائيل كنول ان فك رموز النص العبري المكتوب على اللوحة يمكن ان "يقلب راسا على عقب نظرتنا الى شخصية يسوع المسيح التاريخية".
وفي حديث مع وكالة فرانس برس قال العالم الذي يدرس العلوم المتعلقة بالعهد القديم في الجامعة العبرية بالقدس ان "هذا النص يمكن ان يشكل الحلقة الناقصة بين اليهودية والمسيحية اذ يظهر ان ايمان المسيحيين بقيامة المسيح موجود اصلا في التقليد اليهودي".
واللوحة يملكها حاليا صاحب مجموعات اثرية يقيم في مدينة زيوريخ السويسرية. وقد ذكر لوكالة فرانس برس انه اشتراها في لندن من تاجر اثار اردني.
ويعتقد ان مصدر اللوحة هو الضفة الاردنية من البحر الميت.
والنص العبري الذي يحمل ابعادا رؤيوية تتعلق بنهاية العالم مكتوب على انه "ظهور الملاك جبرائيل" بالحبر على الحجر ويتضمن 87 سطرا. وقد زالت بعض الاحرف تماما بفعل مرور الزمن.
ويتمحور تحليل العالم كنول بشكل اساسي حول فك رموز السطر الثمانين في النص حيث توجد عبارة "في ثلاثة ايام" متبوعة بكلمة نصفها ممحي يعتقد العالم انها تعني "يحيا".
وبحسب العالم يعلن النص ان الملاك جبرائيل سيقيم "امير الامراء" من الموت بعد ثلاثة ايام علما ان "امير الامراء" في التقليد اليهودي عبارة تدل على المسيح.
ونشر وصف عن اللوحة اضافة الى النص الموجود عليها في مجلة "كاتيدرا" الاسرائيلية المتخصصة في التاريخ وعلم الاثار في 2007. وسيقدم كنول نظريته حول الاكتشاف امام منتدى ينظم في القدس بمناسبة مرور ستين عاما على اكتشاف مخطوطات البحر الاحمر.