For God so loved the world, that he gave his only begotten Son, that whosoever believeth in him should not perish, but have everlasting life.

السبت، ٢٣ رجب ١٤٢٩ هـ

المسيح بكر كل خليقة

المسيح بكر كل خليقة

هل هو مخلوق ؟

Newman

يتردد السؤال ( ورد في الانجيل ان المسيح بكر كل خليقة ) فهل هذا معناه ان المسيح مخلوق وانه اول المخلوقات ؟؟

والاجابة موجودة في الفقرة الكتابية عند قراءتها كاملة ، والفقرة تتكلم عن السيد يسوع المسيح فتقول انه : (الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة. فانه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الارض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا ام سيادات ام رياسات ام سلاطين.الكل به وله قد خلق. الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل وهو راس الجسد الكنيسة.الذي هو البداءة بكر من الاموات لكي يكون هو متقدما في كل شيء.)(كولوسي 1: 15 - 18)

فكما نقرأ ان المسيح بكر كل خليقة وايضا انه بكر القائمين من الاموات ليكون متقدما في كل شيء ، فمعنى البكورية هنا ليس الاول ترتيبا زمنيا ولكنه الاول مقاما ، فالمسيح لم يكن اول القائمين من الاموات ( سجل الكتاب معجزات قيامة الاموات في العهد القديم والجديد ايضا قبل قيامة المسيح ) ، ويشير الكتاب الى يعقوب بوصفه ( اسرائيل ابني البكر ) (خروج 4: 22) في حين ان البكر ولادة هو عيسو ، اذا فالبكورية هنا هي المقام وليس الترتيب الزمني ، وايضا ( لان يهوذا اعتزّ على اخوته ومنه الرئيس واما البكورية فليوسف) (1 اخبار 5: 2)

والمعروف ان يوسف لم يكن الابن البكر ليعقوب ، بل كان الابن الحادي عشر في الترتيب (الأصغر والاخير كان شقيقه بنيامين ) ، فالبكورية المقصودة هنا ليست انه اول المولودين ليعقوب زمنيا ، ولكنه الاول مقاما

***************

وايضا في ارميا 31: 9 يقول لاني صرت لاسرائيل ابا وافرايم هو بكري

ولكن بالرجوع الى سفر التكوين 49 : : 17 - 20 ، حيث نجد قصة مباركة يعقوب لابناء يوسف فانه وضع يده اليمني على رأس افرايم وليس على منسى ( الابن البكر ) وحينما اراد يوسف لفت انتباه ابوه يعقوب ،اجابه انه يعلم ترتيب بكورية الولادة ولكنه في هذه البركة اعطى (البكورية ) لافرايم ، وكما يقول الكتاب : فقدم افرايم على منسى ، لان الاخ الاصغر يكون اكبر منه (مقاما) ، ونفهم من هذا النص ان البكورية هنا هي ترتيب المقام وليس ترتيب الولادة

***********

ويقول ايضا يعقوب الرسول في رسالته (شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه)( يعقوب 1: 18) ، ومن هذه الفقرة يتضح اننا نكون باكورة - اي بكرا - من خلائقة ، بالولادة الثانية ،فهل هذا معناه ان ترتيب ولادتنا يتغير ام معناه اننا نصبح في مقام البكورية ؟؟ حيث يقول ايضا عن المؤمنين بالمسيح انهم ( كنيسة ابكار)(عبرانيين 12: 23) اي ان كل منّا يصبح في مقام الابن البكر لدى الله ، وهذا يؤكد فهمنا ان البكورية هنا هي للمقام وليس لترتيب الولادة او الخلق

اذا الخلاصة ان ( البكورية ) لها معنيان ويجب التمييز من سياق الكلام اي معنى هو المقصود ، والنتيجة ان المسيح بكر كل خليقة كما انه في نفس السياق هو بكر القائمين من الاموات ، هذه بكورية او اولوية المقام : لكي يكون هو متقدما في كل شيء ، الكتاب المقدس يعلن بوضوح ان السيد المسيح هو (الله الظاهر في الجسد) ( 1 تيموثاوس 3: 16) ، وكما يقول الرسول بولس في رسالته الى اهل روميه ( الكائن على الكل الها مباركا الى الآبد )( روميه 9: 4) ، ويقول الرب يسوع عن نفسه في سفر الرؤيا ( بداءة خليقة الله ) (رؤيا 3: 14) بمعنى انه (كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيئا مما كان ) ( يوحنا 1: 3 ) فكل شيء تكّون بالمسيح - كلمة الله (لان منه وبه وله كل الاشياء . له المجد الى الابد.آمين)( روميه 11: 36)

تعليق : ابراهيم القبطي

بجانب ما يقوله أخي في المسيح نيومان عن بكورية المقام

فالمسيح يمكن اعتباره بكر القائمين من الموت زمنيا أيضا لأنه أول من انتصر على الموت فلم يعد له سلطان عليه

فكل من قاموا من الموت بمعجزات آخرين في العهد القديم ماتوا مرة أخرى ، أما المسيح فهو أول القائمين في انتصار نهائي على الموت .... أي بلا عودة