For God so loved the world, that he gave his only begotten Son, that whosoever believeth in him should not perish, but have everlasting life.

الجمعة، ١٩ أكتوبر ٢٠٠٧

تحريف القرآن عند السنة (2): قرآن جديد لحامد الأزري

برنامج تسعون دقيقة يناقش كتاب حامد الأزرى الذى يقدم قرآن جديد و ينتشر بين فئات من المسلمين ...

نحن نرى أن موضوع التحدي القرآني بسورة مثله ... هو نوع من الدروشة الإسلامية

لأن الحكم على بلاغة أي كتاب هو حكم شخصي بحت ...

قد يرى بعضهم كتابا هو قمة في الاعجاز والبلاغة ، بينما يراه آخر قمة في التخلف والذوق الفاسد

فنحن نرى القرآن هو مجرد تجميع لفقرات متناثرة من أشعار الجاهلية وصحائف لقمان ، و أساطير الفرس ، وقصص التوراة ، وأقاصيص كتب الأبوكريفا المسيحية واليهودية ...

شاهد البرنامج

 

فهل بالفعل أعجز القرآن العرب عن الاتيان بمثله ؟

 

الاجابة الغير متوقعة هي .... لا

* فيخبرنا ابن هشام في كتاب السيرة أن النضر بن الحارث (1) كان يضع نصوصا تشبه ما وضعه محمد ولكن من أساطير الفرس ، وكان يقول" سأنزل مثل ما أنزل الله" ، فهاجمه محمد في القرآن متهما إياه أنه يضل الناس بلهو الحديث في سورة لقمان (2) ، ولم يكتف محمد بهذا ، فكان له بالمرصاد ولم تقبل منه الفدية يوم بدر فقتل على يد على بن ابي طالب (3).

 

* أما مسيلمة المدعو بالكذاب شاعر اليمامة ، فقد تحدى محمد بكتابات مثيلة للقرآن ، و أكد مشاركة محمد في النبوة فقال: "ما ذاك إلا لما كان يعلم أني قد أشركت في الأمر معه" ثم جعل يسجع لهم الأساجيع ويقول لهم فيما يقول مضاهاة للقرآن " لقد أنعم الله على الحبلى ، أخرج منها نسمة تسعى ، من بين صفاق وحشى " (4) ، وكان مصيره هو القتل على يد وحشي أثناء حروب الردة لأنه تجرأ و تحدى القرآن (5) ، وقد جاء ذكره في القرآن في سورة الأنعام (6)

 

* أما المثال الثالث فهو عبد الله بن أبي سرح الذي كان من كتبة القرآن ، وكان إذا أملى عليه محمد "سميعا عليما"، كتب هو: "عليما حكيما"؛ وإذا قال: "عليما حكيما" كتب: "سميعا عليما". فشك وكفر وقال: إن كان محمد يوحى إليه فقد أوحي إلي، وإن كان الله ينزله فقد أنزلت مثل ما أنزل الله، قال محمد: "سميعا عليما"، فقلت أنا: "عليما حكيما". فلحق بالمشركين (7) ، وبهذا قد شارك عبد الله بن أبي سرح بشكل أو بآخر في التشكيك في صدق الوحي المحمدي من أساسه ، ونستطيع بذلك أن نضيفه ضمن قائمة من تحدوا القرآن ضمنيا بأن كتبوا مثله ، بل أن كتاباته صارت جزءا من الوحي .

 

إذن لم يكن التحدي مسابقة مفتوحة لمن يريد مجاراة محمد في السجع ، بل كانت مسابقة مشروطة بشروط موضوعة مسبقا و نتيجتها محسومة من قبل على حد السيف ... ولكن الأسطورة التي مازال يحيا فيها المسلم حتى اليوم تؤكد أنه لم يوجد من يتحدى ، وهذا افتراض يحمل جزءا من الحقيقة فكل من تحدى اختفى من سجل الأحياء ، أو تم اخراسه ، فكانت النتيجة النهائية أعلان الفائز وهو القرآن !!!!

 للمزيد نرجو الرجوع إلى

أساطير قرآنية : الاعجاز اللغوي

----------------------

الهوامش والمراجع:

1) سيرة ابن هشام ج1 ص299-300

2) لقمان 6: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ

3) الروض الأنف ج3 ص 93

4) سيرة ابن هشام ج2 ص 576-577

5) سيرة ابن هشام ج2 ص72-73

6) الأنعام 93: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ ..." حيث يؤكد الطبري في تفسيره أن من قال "أوحي إلى" هو مسيلمة كذاب اليمامة

7) و لذلك نزلت فيه نفس الآية في (الأنعام 93) فهو من قال " سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ" ، و أكد ذلك كلا من الطبري و القرطبي في تفسيريهما للآية ...

بل أن القرطبي ذكر قصة أخرى عن عبد الله بن أبي سرح فيقول:

" عبدالله بن أبي سرح الذي كان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ارتد ولحق بالمشركين. وسبب ذلك فيما ذكر المفسرون أنه لما نزلت الآية التي في "المؤمنون": "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين" [المؤمنون:12] دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فأملاها عليه؛ فلما انتهى إلى قوله "ثم أنشأناه خلقا آخر" [المؤمنون: 14] عجب عبدالله في تفصيل خلق الإنسان فقال: "تبارك الله أحسن الخالقين" [المؤمنون: 14]. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وهكذا أنزلت على) فشك عبدالله حينئذ وقال: لئن كان محمد صادقا لقد أوحي إليه، ولئن كان كاذبا لقد قلت كما قال< فارتد عن الإسلام ولحق بالمشركين ."