كثير من الزملاء المسلمون ينكر وجود مسيحى فى شبه الجزيرة العربية كبير قبل الاسلام … خوفا من ان يقال ان محمد التقى بالمسيحيين وتعلم منهم وتاثر بهم … !!!!!!!!!!!!! ينكرون ان الديانة المسيحية كان لها وجود قوى فى شبه الجزيرة العربية ولولا ظهور الاسلام لتغير وجه جزيرة العرب ….
لن نتحدث بل سوف نقوم بعرض ادلة على هذا الكلام : وانظر ما جاء بالمفصل ( ” المفصل في تاريخ الجزيرة العربية قبل الإسلام ، د. جواد علي ” وهو موسوعة من اكبر الموسوعات التى تتحدث عن شبه الجزيرة العربية قبل الاسلام بتفصيل كبير لا تقدمه لنا الكثير من المراجع الاخرى وتصل الى نسبة كبيرة من المصداقية لا بأس بها وسوف نعتمد على كثير من المرجعيات المدونه بتلك الموسوعه هو وغيرها من المراجع والموسوعات التاريخية الاسلامية
وجاء بالمفصل الاتى :ولما وصلت الجيوش الإسلامية بلاد الشام، رحب أهلها بصورة عامة بها. وقد نظر البيزنطيون إلى الإسلام على انه نوع سن أنواع “الآريوسية”أو انه مذهب من المذاهب النصرانية المنشقة عن الكنيسة الرسمية. وقد تعوّدوا على سماع أخبار وقوع الانشقاق في الكنيسة، وظهور مذاهب جديدة. لهذا لا يستغرب ما أظهره أساقفة بلاد الشام من تساهل في تسليم المدن إلى المسلمين، وما بدر من القبائل العربية المتنصرة من تعاون مع المسلمين في طرد البيزنطيين عن بلاد الشام. Arrianism المنسوبة إلى الكاهن “آريوس” المتوفى سنة “336 م”.
الفصل الثالث و الثلاثون فصل ساسانيون و بيزنطيون المفصل في تاريخ الجزيرة العربية قبل الإسلام ، د. جواد علي
وسوف نتناول هذا الموضوع بشىء من التفصيل فى هذا الموضوع ….
المسيحية وانتشارها بشبه الجزيرة العربية قبل الاسلام
1- أما عن تنصر الكثير من أحياء العرب وقبائلهم فيشهد له المؤرخون و أهل السير عامة . يقول ابن قتيبة : أن النصرانية كانت في ربيعة وغسان وبعض قضاعة المعارف لأبن قتيبة الدينوري ص 621
2- ويقول اليعقوبي في تنصر تميم وربيعة وبني تغلب وطيء ومذحج وبهراء وسليخ وتنوخ ولخم تاريخ اليعقوبي 1- 257
3- ويشهد الجاحظ بقوله : كانت النصرانية قد وجدت سبيلها بين تغلب وشيبان وعبد القيس وقضاعة وسليخ والعباد وتنوخ ولخم وعاملة وجزام وكثير بن بلحارث بن كعبكتاب الحيوان للجاحظ 7- 216
4- وفى يثرب .. ايضا وجودا مسيحى وانظر الى هذه الابيات الشعرية : فرحت نــصارى يثرب ويهودها لما توارى في الضريح الـمُلحد وهى في رثاء حسان بن ثابت لمحمد …. فى : ديوان حسان بن ثابت ص 59
وجاء فى المفصل الفصل التاسع والسبعون النصرانية بين الجاهليين الاتى : ثم إن أهل السير لم يشيروا إلى تصادم وقع بين النــصارى والمسلمين ولا إلى مقاومة النــصارى يثرب للرسول كالذي وقع بين يهود يثرب وللرسول، مما يدل على ان النصرانية لم تكن قوية في المدينة،وان جاليتها لم تكن كثيرة العدد فيها. غير ان هذا لا يعني عدم وجود النــصارى في هذا الموضع الزراعي المهم. فكما كان في مكة رقيق وموالي يقومون بخدمة ساداتهم، كذلك كان في المدينة نفر منهم أيضا يقومون بمختلف الأعمال التي يعهد أصحابهم إليهم القيام بها. ولا بد ان تكون لهذه الطبقة من البشر مكانة في هذه المدينة وفي أي موضع آخر من جزيرة العرب. فقد كانت هذه الطبقة عموداً خطيراً من الأعمدة التي يقوم عليها نجيان الاقتصاد في ذلك العهد، فهي بالنسبة لذلك العهد الآلات المنتجة والمعامل المهمة لأساب الأموال وللسادة الأثرياء، تؤدي ما يطلب منها القيام به وما يراد منها إنتاجه بأجور زهيدة وبدقة ومهارة لا تتوفر عند الأحرار من العرب. ثم إن الأحرار مهما بلغ حالهم من الفقر والفاقة كانوا يأنفون من الأعمال الحرفية ونحوها مما يوكل إلى هذه الطبقة القيام به، لأنها في نظرهم من المهن المنحطة التي لا تليق بالرجل الحر مهما كان عليه من فقر وبؤس، ولهذا كان لا بد من الاستعانة بالموالي والرقيق للقيام بأكثر متطلبات حياة الإنسان. ويفهم من بيت للشاعر حسان بن ثابت في قصيدة رثى بها النبي، وهو: فرحت نــصارى يثرب ويهودها لما توارى في الضريح الملجد أنه كان في يثرب نفر من النــصارى كما كان بها قوم من يهود. وذكر أن النــصارى كانوا يسكنون في يثرب في موضع يقال له: سوق النبط. ولعل هذه السوق هي الموضع الذي كان ينزل فيه نبط الشام الذين كانوا يقصدون المدينة للاتجار في الحبوب، فصارت موضعاً لسكنى هؤلاء النــصارى، ونسب إليهم. وقد ورد أن عمر بن الخطاب استعمل أبا زبيد الشاعر النصراني على صدقات قومه، وأن أبا زبيد هذا كان مقرباً من الخليفة عثمان بن عفان من بعده.وقد كان “أبو عامر” الراهب، الذي تحدثت عنه أثناء حديثي عن الأحناف، ممن اعتنق النصرانية، ومن أهل يثرب. ويظهر أنه كان قد تمكن من إقناع بعض شباب الأوس من اعتناق دينه…… وها هو وجود مسيحى ومقرب الى الخلفاء حتى عثمان بن عفان …
وايضا ذكر الاتى : وكان في الطائف نفر من الموالي كانوا على دين النصرانية، لم يتعرض سادتهم كسائر رجال الأماكن الأخرى من الحجاز لدينهم، فتركوهم على دينهم يقيمون شعائرهم الدينية على نحو ما يشاؤون. من هؤلاء “عدّ اس”، وكان من أهل نينوى، أوقعه حظه في الأسر، فبيع في سوق الرقيق، وجي به إلى الطائف فصار مملوكاً لعتبة وشيبة ابني ربيعة. وعند مجيء الرسول إلى الطائف عارضاً نفسه على ثقيف أهلها، كان هو في جملة من تكلم اليه. ومنهم الأزرق، ذكر أنه كان عبداً رومياً حداداً، وانه هو أبو نافع الأزرق الخارجي الذي ينتمي اليه الأزأرقّة. وهناك روايات تنفي وجود صلة لهذا الأزرق بالأزرق والد نافع المذكور…..
ولكن “عمر” ومن جاء بعده لم يطبقوا الإجلاء على الأسر وألأفراد، بدليل ما نجده في أخبار أهل الأخبار من وجود أسر وأفراد من يهود والنــصارى في يثرب وفي مكة وفي الطائف بعد وفاة عمر.
الفصل التاسع والسبعون النصرانية بين الجاهليين - المفصل وعلى فكرة الطائف ليست بعيدة عن مكة كما ان الاقتباس الذى بخط كبير يقول ( فتركوهم على دينهم ) اذا فليس من شيمة العرب ان يجبروا احدا على تغيير دينه … فلماذا يدعى المسلمون بان المسلمون الاوائل بمكة اضطهدوا لتغيير دينهم ؟ الا اذا كان فى الامر امورا سياسية وخوفا على الزعامه … ؟!!!!
5- حتى السنة الثامنه للهجرة ومع وجود الاسلام وجدت عبادات اخرى منها المسيحية والتى لم تكن انقرضت بعد :
فى زاد الميعاد ج3 فصل (عقد الذمة وأخذ الجزية )
وأما هديه في عقد الذمة وأخذ الجزية فإنه لم يأخذ من أحد من الكفار جزية إلا بعد نزول ( سورة براءة ) في السنة الثامنة من الهجرة فلما نزلت آية الجزية أخذها من المجوس ، وأخذها من أهل الكتاب وأخذها من النـــــصارى
6- تشير كتب التاريخ الإسلامي وتذكر قصصاً لتنصر قبائل عربية بكاملها لسبب أو لآخر مثل ما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية من قصة فيميون - لعله فيليمون - الذي عاش في نجران وتسبب في أن يتبعه أهل نجران على دين النصرانية (البداية والنهاية 2:168)
7- وفي الشمال الشرقي من الجزيرة العربية ، تأصلت المسيحية في الرها ونصيبين وإربل وجنديسابور وسلوقية طيسفون التي أصبحت مركزاً لبطاركة ” النساطرة” – بدعة - نسبة إلى نسطور ، بطريرك القسطنطينية ، …..ومن هناك انتشرت في بلاد البحرين وعمان ، وتحول الكثير من عرب الحيرة إلى المسيحية وعُرفوا بالعباد وقد دان بالنصرانية بعض قبائل العرب النازلة بجوار الحيرة وبلاد الشام ؛ منهم : غسان وتغلب وتنوخ ولخم وجذام وسليح وعاملة
معجم البلدان ، 2 / 154 وايضا انظر : أديان العرب في الجاهلية ، محمد نعمان الجارم ، القاهرة ، 1923 ، ص 204
وفى الجنوب : وفي القرنين الرابع والخامس للميلاد امتدت جذور المسيحية إلى أقصى جنوبي غربي الجزيرة ، إلى اليمن ، فقد أشار تاريخ الكنيسة إلى أن الإمبراطور ” قسطنطين ” قد أرسل (في عام 320م.) تيوفل الهندي ، الذي تربى في القسطنطينية تربية مسيحية آريوسية بعد أن سيم أسقفاً ، إلى اليمن إلى ” الحميريين ” القبيلة المتحضرة ، وذلك لتأمين حرية المعتقد للتجار المسيحيين وقد نجح هذا الرسول واستطاع أن يُنصر رئيس القبيلة على الطريقة الآريوسية المفصل في تاريخ الجزيرة العربية قبل الإسلام ، جواد علي ، 6 / 599
أما العربية الشرقية فقد دخلتها المسيحية من الشمال من الحيرة ومن البحر من تجار الروم ، فوجدت سبيلاً إلى البحرين وقطر وهجر وبعض جزر الخليج ، وكانت النصرانية في هذه البلاد على المذهب النسطوري ، مذهب نـــــصارى العراق وفارس. والذي كان منتشراً في تلك البقاع ، وكان لأتباعه عدة أساقفة في مواقع من الخليج العربي المفصل في تاريخ الجزيرة العربية قبل الإسلام ، جواد علي، ج2ص648
انتشار المسيحية فى ربوع شبه الجزيرة يتضح فى الاتى : وهكذا نرى النصرانية بدأت تتسرب من الشمال والجنوب الغربي إلى أواسط الجزيرة العربية عن طريق من ذكرنا من المبشرين والتجار النـــــصارى. وهذه هي “دومة الجندل ” في عهد محمد الذي تصالح مع أميرها ” الأكيدر ” النصراني على الجزية بعد أن افتتحها خالد بن الوليد. أما مدينة ” أيلة ” الواقعة على ساحل بحر ” القلزم” الأحمر فقد كان اسم صاحبها على زمن محمد ” يوحنا بن رؤبة “ ومن اسمه يُستدل على نصرانيته ، وقد تصالح يوحنا هذا مع محمد على الجزية . وقد ورد اسم يوحنا في بعض المجامع الدينية على أنه أسقف أيلة والشراة . سورة آل عمران 3 : 169 ، والسيرة النبوية ، المرجع السابق ، 1/37 - معجم البلدان ، 1/487 - - المرجع السابق ، 1/292 - لويس شيخو ، النصرانية وآدابها ، ص 448 - ديوان حسان ، دار احياء التراث العربي ، بيروت ، ص 64
وايضا : و كان بين بني عبد القيس وسكان البحرين والعربية الشرقية بصورة عامة جماعة على دين يهود، وجماعة أخرى على دين المجوس، وجماعة على دبن النـــــصارى وقد صالح من قرر البقاء في دينه العلاء بن الحضرمي والمنذر بن ساوى على الجزية. الفصل السابع و الأربعون القبائل العدنانية - المفصل
8- فى المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام — د. جواد علي يؤكد على اهمية وجود اساقفة عرب: كما حوت الموارد السريانية بصورة خاض والموارد اليونانية المؤلفة بعد الميلاد أمورا كثيرة فيما يخص انتشار النصرانية بين العرب، وفيما يخص المجامع الكنائسية التي حضرها أساقفة من العرب، وكذلك الآراء والمذاهب النصرانية التي ظهرت بين النـــــصارى العرب. الجاهلية و مصادر التاريخ الجاهلي – المفصل
ها هو ذكر لاساقفه عرب وذكر ايضا لانتشار المسيحية بين العرب عموما ..بل وخروج هرطقات من الاصل بين العرب ايضا … والاسقف غالبا هو رئيس شعب وليس مجرد مجموعة افراد …
بل وذكر الاتى ايضا : وقد وصلت الينا أسماء من حضر بعض تلك المجامع الكنيسية، واشترك في جدالها ومناقشاتها ووقع على قراراتها ومحاضرها، وبينها أسماء أساقفة بشروا بين العرب، وأساقفة يظهر أنهم كانوا من أصل عربي بدليل أسمائهم العربية الخالصة أو المنقولة إلى اليونانية والسريانية. وقد عرف بعضهم بأساقفة الخيام، لمرافقتهم للاعراب ومعيشتهم بينهم في الخيام معيشة الأعراب.
ولما كانت السريانية هي اللغة الرسمية لهذه الكنيسة، صارت هذه اللغة بهذه الصفة لغة النـــــصارى العرب، بها يرتلون صلواتهم في الكنيسة وبها يكتبون… الفصل الثمانون المذاهب النصرانية - المفصل
ولعل هذا يجعلنا نتطرق الى الاتى : وانظر ماذا وجدوا بداخل الكعبه : وجدت قريش في الركن كتابا بالسريانية فلم يدري ما هو حتى قرأه رجل من يهود فإذا هو أنا الله ذو بكة خلقتها يوم خلقت السموات والأرض وصورت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملاك حنفاء لا يزول أخشباها أي جبلاها أبو قبيس وهو جبل مشرف على الصفا وقعيقعان وهو جبل مشرف على مكة وجهه إلى أبي قبيس يبارك لأهلها في الماء واللبن ووجد في المقام أي محله كتابا آخر مكتوب فيه مكة بلد الله يأتيها رزقها من ثلاث سبل ووجد كتابا آخر مكتوب فيه من يزرع خيرا يحصد غبطة أي ما يغبط عليه ومن يزرع شرا يحصد ندامة. (*) السيرة الحلبية للإمام برهان الدين الحلبي باب بنيان قريش الكعبة شرفها الله تعالى.
وهى كلمات مشتقة من التوراة بلا شك … وبالطبع لن يبتعد هولاء عن مكة مصدر ونقطة الانطلاق لكافة الاتجاهات فى تلك الآونه … وهذا ينتقل بنا الى النقطة التالية
9-وعن اطلاع الاقدمين على قصص التوراة والعهد القديم وانتشارها بين ابناء الجزيرة نجد الاتى : ويروي رواة الشعر وأهل الأخبار شعرا لعدي بن زيد العبادي ولأمية بن أبي الصلت ولنفر آخر من للشعراء في أحداث وأمور توراتية. وهذه الأشعار إن صح إنها لهم حقاً، دلت على وقوف أولئك الشعراء على التوراة، أو على بعض أسفارها، أو على قصص منها. أما عدي بن زيد، فلا أستبعد وقوفه على التوراة، فقد كان نصرانياً قارئاً كاتباً بالفارسية والعربية ……… وأما “أمية بن أبي الصلت”، فقد كان واقفاً على كتب اليهود والنـــــصارى كما يذكر أهل الأخبار، قارئاً “كتب الديانتين، مطلعاً على العبرانية أو السريانية أو على اللغتين معاً، إن كان واقفاً أي حائراً بين الديانتين، فلم تدخل في أمية ديانة منهما، و إنما كان من الأحناف على حد تعبير أهل الأخبار، لذلك لا يستبعد وقوفه على قصص توراتي وإنجيلي، وعلى الاستفادة منه في الشعر. ونجد في شعره ألفاظاً غريبة، يذكر أهل الأخبار إنه أخذها من لغات أهل الكتاب، فوضعها في شعره، وشعره كما قلت في مواضع من هذا الكتاب يستحق من هذه الناحية الدرس والنقد، لنرى إلى أية درجة من الحق والصدق تصل دعاوى أهل الأخبار في شعر أمية، وفي نسبته إليه. وهو إن ثبت إنه، كان أيضاً دليلاً على وقوف المثقفين من الجاهليين على كتب أهل الكتاب، و شيوعه في الحجاز، وكان أيضاً دليلا على نظم بعض الشعراء لحوادث التوراة و الانجيل في شعرهم في ذلك العهد. ونجد في شعر “أمية بن أبي الصلت” وأمثاله من المتصلين بأهل الكتاب القارئين لكتهم كما يذكر أهل الأخبار، فائدة كبيرة لنا في تكوين رأي عام عن وقوف العرب على الآراء التوراتية في الجاهلية، وفي جملة ذلك أنساب التوراة. وفي الشعر المنسوب إلى “أمية” آراء مستمدة من التوراة، مثل شعره في “نوح” وفي قصة “الطوفان” والغراب والحمامة وبقية حكاية الطوفان إلى زواله، فإنه إن صح دل على وقوف “أمية” على خبر قصة “الطوفان” الواردة في السفر السادس فما بعهده من التكوين. فإن ما جاء في هذا الشعر هو اقتباس لما ورد في تلك الأسفار. ونجد له أشعاراً أخرى إن صحت نسبتها إليه، دلت على إنه كان على اتصال بأهل الكتاب، وعلى أخذ منهم. ولعله كان يغرف من قصصهم الذي كان يشرح للناس ما جاء في التوراة، أو إنه كان يراجع ترجمات التوراة كانت بعربية أهل الكتاب في ذلك العهد، أو يسمع منهم ترجمة التوراة سماعاً فوقف على بعض ما جاء فيها، وفي جملة ذلك هذا القصص، وربما الأنساب المتعلقة بالعرب كذلك. الفصل التاسع العرب العاربة والعرب المستعربة من المفصل
10- وانتشار التوراة وغيرها من تعاليم اليهودية والمسيحية له تاكيد فعن الانساب يقال : نستطيع أن نحدد ذلك على وجه مضبوط بالقياس إلى أيام الجاهلية. ولكننا نستطيع إن نقول إنها كانت قد تسربت إلى الجاهليين من اليهود، وذلك بوجودهم في الجزيرة العربية واتصالهم بالعرب، وقد يكون من النـــــصارى أيضاً، وقد تفشت في أماكن من جزيرة العرب وبين بعض القبائل، وان هؤلاء أي أهل الكتاب هم الذين أشاعوا بين الجاهليين هذه الأنساب. وقد تكون لليهود يد” في إشاعة خبر رابطة النسب وأواصر القربى التي تربط بينهم وبين العرب، وذلك للتأثير عليهم وللتقرب منهم، وللسكن بينهم بهدوء وسلام. الفصل العاشر أثر التوراة المفصل
لما عرف عن اليهود من حفظهم لانسابهم بسبب لمعرفتهم ان المسيح سوف ياتى من نسلهم …
11- لعبة التبشير كانت لعبة اعتمد عليها الروم كناحية سياسية وعنها يقول جواد على فى المفصل :
و في جملة مما اتخذه البيزنطيون من وسائل التأثير في الشرقيين، وفي جملتهم العرب، نشر النصرانية، الديانة التي قبلوها ودانوا بها، واتخذوها ديانة رسمية للدولة. وفي نشر النصرإنية تقوية لنفوذهم، وسند لسياستهم في نزاعهم مع الساسانيين. ولهذا نراهم يشجعون إرسال البعثات التبشيرية و الإرساليات الدينية إلى إفريقية والى بلاد العرب والى الهند …
الفصل الثالث و الثلاثون ساسانيون و بيزنطيون المفصل
12- ولذكر اضطهاد تدمر ايضا التى ذكرها جواد على تعليق ففيه يذكر ان الاضطهاد صار فى تدمر كما صار فى غيرها وهو دليل على وجود المسيحية فى االيم اخرى لم تذكر : ولم تكن تدمر في عهد “ديوقليطيانوس” “ديوكليتيانوس” “Diocletian” “Diocletian”" 285 - 305 م” سوى قرية صغيرة وقلعة من قلاع اسود لحمايتهما من هجمات القبائل وغزوها للمدن القريبة من البادية. ويخبرنا المؤرخ “ملالا” أن “ديوقليطيانوس” ابنتى “Castra” فيها، وذلك بعد عقده الصلح مع الفرس، ورمم بعض ابنيتها. ويرى “الاْب سبستيان رتزفال” أنه اضطهد نصـــارى تدمر كما فعل في سائر الاقاليم.المفصل - الفصل الخامس والثلاثون مملكة تدمر
13- ذكر بعض المسيحيين فى التاريخ بل ولاحظ الشطرة الاخيرة من الفقرة ومناظرة النصر بن الحارث لمحمد : ولا تعني هذه الملاحظات إننا ننكر وجود مدونات عند أهل الحيرة في التاريخ أو في الشعر أو في أي موضوع آخر، ولا أعتقد أن في استطاعة أحد نكران وجود التأليف عندهم. فقد ورد في التواريخ الكنائسية أسماء رجال من أهل الحيرة ساهموا في المجالس الكنائسية التي انعقدت للنظر في أمور الكنيسة ومشكلاتها، ومنهم من برز وألّف في موضوعات دينية وتاريخية، كما ورد في أخبار أهل الأخبار أن أهل الحرة كانوا يتداولون قصص رستم واسفنديار وملوك فارس، وأن “النصر بن الحارث” الذي كان يعارض الرسول، تعلّم منهم، وكان يحدث أهل مكة بأخبارهم معارضاً رسول الله، ويقول: آينا أحسن حديثاً? أنا أم محمد؟ الفصل الثاني الجاهلية و مصادر التاريخ الجاهلي - المفصل
14- وانتشار اخر ايضا : و أما اليمامة، فكانت تعرف ب “جو” أيضاً، وقد عدّها “ياقوت الحموي” من نجد، وقاعدتها “حجر”. وكانت عامرة ذات قرى ومدن عند ظهور الإسلام، منها “منفوحة”، وبها قبر كان ينسب إلى الشاعر “الأعشى”. و “سدوس” من المدن القديمة، وبها الآن آثار كثيرة، وقد عثر فيها على تمثال يبلغ قطره ثلاث أقدام، وارتفاعه 22 قدماً. و “القرية”، وعلى مقربة منها بئر، قال الهمداني -وهو يتحدث عنها-: “فإن تيامنت شربت ماءً عادياً، يسمى قرية، إلى جنبه آبار عادية وكنيسة منحوتة في الصخر، ثم ترد ثجر”. والظاهر إن هذا الموضع كان من المواضع الكبيرة المعروفة. وذكر ياقوت وغيره إن اليمامة “كانت تسمى جوا والقرية”. ولا يعقل تسمية اليمامة بالقرية لو لم يكن هذا الموضع شهرة. الفصل الرابع جزيرة العرب - المفصل
15- التايخ الكنسى يذكر بعض القرى والمدن التى اندثرت ولم يبقى لها اثرا الا فى تاريخ الكنيسة من خلال اساقفه عرب حضروا منها : وتفيدنا وثائق المجامع الكنسية التي انعقدت في أوقات مختلفة لمعالجة المشكلات الي جابهت الكنيسة، وحضرها ممثلون عن كنائس “الكورة العربية” فائدة كبيرة في تعيين أسماء مدن هذه الكورة وتأريخها ومن هذه المجالس مجلس “نيقية” الفصل الرابع والثلاثون مملكة النبط - المفصل
16- ولشهداء نجران فى المفصل ذكر ايضا : قد تمكن المنذر في بعض حروبه مع الروم من أسر قائدين هما “ديموستراتوس” “تيموستراتوس” “Timostratus” “Demostratus” و يوحنا “Johannes”. وأراد القيصر أن يفك أسر هذين القائدين ويعقد صلحاً وحلفاً بين الروم والمنذر، فأرسل - على ما يظهر - رسولاٌ خاصاً إلى المنذر هو “ابراهيم” “Abraham” والد الكاتب المؤرخ “نونوسوس” “Nonnosus”، ومعه “شمعون الأرشامي” “Symeon of Beth Arsham” و “سرجيوس” “Sergius” أسقف الرصافة “بيت رصافة”. وقد وصل الوفد إلى المنذر في السنة السادسة “السنة السابعة” من حكم “جستينوس” “يوسطينوس” الموافقة لسنة “835″ من التقويم السلوقي ولسنة “524″ للميلاد. وكان المنذر آنئذ في البادية في موضع اسمه “رمله” “الرملة”. وقد نجحت مهمته فيما يخص فك أسر القائدين. و “سرجيوس” هو مؤلف القسم السرياني الخاص بشهداء العربية الجنوبية، أي شهداء نجران. وقد دوّنت في عهد أسقفيته على الرصافة أسماء الشهداء على الجدار الشمالي للكنيسة الكبرى، كنيسة القديس سرجيوس. وصادف وصول وفد الروم إلى المنذر وصول وفد آخر من اليمن أرسله ذو نواس الملك الشهير المعروف بتعذيبه النـــــصارى نجران إلى المنذر ليفاوضه على تعذيب من في مملكته من النصــــــارى. وقد دوّن “شمعون الارشامي” قصة التعذيب هذه مدعياً انه نقلها من الكتاب الذي قريء على الملك ومن أقوال من عرفه من الحاضرين، دوّنها في صورة كتاب ليقرأ في الكنائس ويطلع عليه المؤمنون. وقد نشر هذا الكتاب، وطبعت ترجمته كذلك. الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون مملكة الحيرة - المفصل
17- غزو الحبشة المسيحية لليمن ردا على الغدر باخوانهم ولاحظ عدد الشهداء من المسيحيين :
وتبدأ قصة دخول الحبش إلى اليمن على هذا النحو: لما قتل ذو نواس من اًهل نجران قربباً من عشرين ألفاً، أفلت منهم رجل يقال له “دوس ذو ثعلبان” أو رجل آخر اسمه “جبار بن فيض” أو غير ذلك، ففرّ على فرس له، فأعجزهم حتى خرج فوصل الحبشة،وجاء إلى ملكها، فأعلمه ما فعل “ذو نواس” بنصارى نجران، وأتاه بالانجيل قد أحرقت النار بعضه، فقال له: الرجال عندي كثير، وليست عندي سفن. وأنا كاتب إلى قيصر أن يبعث إليّ بسفن أجعل فيها الرجال، فكتب إلى قيصر في ذلك وبعث إليه بالانجيل المحرق. فبعث إليه قيصر بسفن كثيرة عبر فيها البحر ودخل اليمن.
الفصل الحادي والاربعون العرب وألحبش- المفصل
لاحظ عدد الشهداء …
18- واعياد المسيحيين ذكرت فى الشعر الجاهلى ايضا : وورد في بيت شعر للنابغة اسم عيد دعاه “السباسب”، وقد ذكر أهل الأخبار أنه كان عيداً لقوم من العرب في الجاهلية وكانوا يحيّون فيه بالريحان. رقاق النعال، طيبٌّ حُجُزاتهم يحيوّن بالريحان يوم السباسِبِ وهو في الواقع عيد من أعياد النصــــارى، كما أشار إلى ذلك أهل، الأخبار. إذ ذكروا أنه “عيد للنصـــــارى ويسمونه يوم ” الشعانين” وقد كان هذا ألعيد معروفاً فيَ الحجار أيضاً، ورد في الحديث ” إنّ الله تعالى أبدلكم بيوم السباسب يوم العيد “. وإذا صح ورود هذا الحديث عن الرسول، كان ذاك دليلاً على أن أهل مكة كانوا قد عرفوا هذا العيد وعيدوه وربما كانوا أخذوه عن النصرانية. الفصل الحادي والخمسون فقر وغنى وأفراح ؤأَتراح – المفصل
19- ولعل من اهم اسباب اندثار المسيحية فى الجزيرة هو ان المسيحية ديانة الوداعه تكره الحرب والكر على الاخريين للاستيلاء على المراعى والابار … الخ كما كان يفعل العرب وتركهم لكل عمل عدوانى بدائى قد يبعدهم عن غايتهم الروحية ولنقرأ معا ما يقوله جواد على فى المفصل حول هذا الموضوع : ولكن الرهبان ورجال الدين كانوا يتنقلون بين القبائل لتنصيرهم، حاولوا جهدهم تعليمهم قواعد النصرانية وأصولها، ومنه: عدم اغارة بعضهم على بعض، والعيش بعضهم مع بعض بسلام، حتى أنهم أثروا على بعض ساداتهم فحملوهم على الزهد والدخول في الرهبنة وكره الدماء، فذكر مثلاً أنهم أثروا على “داوود ابن هبالة” سيد “بني سليح”، من قضاعة، فأدخلوه في النصرانية، “وكره الدماء وبني ديراً، فكان ينقل الطين على ظهره والماء، فسمي اللثق، فنسب الدير اليه، وأنزله الرهبان”، واعتزل الغزو إلى أن أمره ملك الروم به، فلم يجد بداً من أن يفعل. وقد كانت العرب تتهم القبائل العربية المتنصرة بعدم قدرتها على القتال، وتستهين بها إذا ما التحمت بها في قتال.
الجزء الرابع الفصل السادس والستون بعد المئة الشعراء النصـــارى - المفصل
20- يشهد جواد على فى المفصل على ان لولا ظهور الاسلام فى شبه الجزيرة العربية لكان الوضع مختلفا الان كما جاء فى الفصل التاسع والسبعون النصرانية بين الجاهليين : واذا كانت اليهودية قد دخلت جزيرة العرب بالهجرة والتجارة، فإن دخول النصرانية اليها كان بالتبشير وبدخول بعض النساك والرهبان اليها للعيش فيها بعيدين عن ملذات الدنيا، وبالتجارة،وبالرقيق ولا سيما الرقيق الأبيض المستورد من أقطار كانت ذات ثقافة وحضارة……
وبفضل ما كان لكثير من المبشرين من علم ومن وقوف على الطب والمنطق ووسائل الإقناع وكيفية التاثير في النفوس، تمكنوا من اكتساب بعض سادات القبائل فأدخلوهم في دينهم،أو حصلوا منهم على مساعدتهم وحمايتهم. فنسب دخول بعض سادات القبائل ممن تنصر إلى مداواة الرهبان لهم ومعالجتهم حتى تمكنوا من شفائهم مما كانوا يشكون منه من أمراض…..
ومنهم من توسل الى الله أن يهب لهن ولداً ذكراً، فاستجاب دعوتهم، فوهب لهم ولداَ ذكراً، كما حدث ذلك لضجعم سيد الضجاعمة، اذ توسل أحد الرهبان الى الله أن يهب له ولداً ذكراً، فاستجاب له. فلما رأى ضجعم ذلك، دخل في دينه وتعمد هو وأفراد قبيلته. ومنهم من شفى بعض الملوك العرب من أمراض كانت به مثل “مارايشو عزخا” الراهب. ذكروا أنه شفى النعمان ملك الحيرة من مرض عصبي ألم به، وذلك بإخراجه الشيطان من جسده……
ولم يعبأ المبشرون بالمصاعب والمشقات التي كانوا يتعرضون لها، فدخلوا مواضع نائية في جزيرة العرب، ومنهم من رافقوا الأعراب، وعاشوا عيشتهم،وجاروهم في طراز حياتهم، فسكنوا معهم الخيام، حتى عرفوا ب “أساقفة الخيام” وب “أساقفة أهل الوبر”، وبأساقفة القبائل الشرقية المتحالفة وبأساقفة العرب البادية. وقد ذكر ان طران “بصرى” كان يشرف على نحو عشرين أسقفاً انتشروا بين عرب حوران وعرب غسان وقد نعتوا بالنعوت الذكورة، لأنهم كانوا يعيشون في البادية مع القبائل عيشة أهل الوبر. وقد دخل أناس من العرب بالنصرانية باتصالهم بالتجار النصــــارى وبمجالستهم لهم. روي ان رجلاً من الأنصار، يقال له “أبو الحصين”، كان له ابنان،فقدم تجار من الشام إلى المدينة يحملون الزيت، فلما باعوا وأرادوا ان يرجعوا،أتاهم ابنا أبي الحصين، فدعوهما الى النصرانية،فتنصرا فرجعا إلى الشام معهم…….
وقد كان في مكة وفي الطائف وفي يثرب وفي مواضع اخرى من جزيرة العرب رقيق نصراني كان يقرأ ويكتب ويفسرللناس ما جاء في التوراة والأناجيل،ويقص عليهم قصصاً نصرانياً ويتحدث اليهم عن النصرانية،
ومنهم من تمكن من اقناع بعض العرب في الدخول في النصرانية، ومنهم من أثر على بعضهم، فأبعده عن الوثنية، وسفه رأيها عندهم …… وقد أثرت الأديرة تاًثيراً مهماً في تعريف التجار العرب والأعراب بالنصرانية. فقد وجد التجار في أكثر هذه الأديرة ملاجىء يرتاحون فيها ومحلات يتجهزون منها بالماء، كما وجدوا فيها أماكن للهو والشرب: يأنسون بأزهارها ويخضرة مزارعها التي أنشأها الرهبان …..
ومن هؤلاء الرهبان ومن قيامهم بشعائرهم الدينية، عرف هؤلاء الضيوف شيئاً عن ديانتهم وعما كانوا يؤدونه من شعائر. وقد أشير إلى هؤلإء الرهبان الناسكين في الشعر الجاهلي،وذكر عنهم انهم كانوا يأخذون المصابيح بأيديهم لهداية القوافل في ظلمات الليل. وقد كانت هذه الأديرة، وهي بيوت خلوة وعبادة وانقطاع إلى عبادة الله والتفكير فيه، مواطن تبشير ونشر دعوة. وقد انتشرت حتى في المواضع القصية من البوادي. واذا طالعنا ما كتب فيها وما سجله أهل الأخبار أو مؤرخو الكنائس عن أسمائها،نعجب من هذا النشاط الذي عرف به الرهبان في نشر الدعوة وفي اقامة الأديرة للاقامة فيها في مواضع لا تستهوي أحداً…….
ولولا ظهور الإسلام ونزول الوحي على الرسول في الحرمين، لكان وجه العالم العربي ولا شك غير ما نراه ألآن. كان العرب على دين النصرانية وتحت مؤثرات ثقافية اجنبية، هي الثقافة التي اتسمت بها هذه الشيع النصرانية المعروفة حتى اليوم…… ( كلام جواد على فى ذات الفصل )