وجه الإسلام القبيح في عين شمس
أطفال ونساء وشباب وشيوخ يقودون الهتافات بالطبول والتصفيق "مش عايزين المسيحيين يصلوا"!!!
آلاف المتظاهرين يشتبكون مع الشرطة بالقذف بالطوب حتى الرابعة فجراً واعتقال ما لا يقل عن 60 متجمهر!!!
الأمن يخرج الأقباط من الكنيسة ويقوم بإغلاقها.. وأقباط يهجرون أسرهم من المنطقة مؤقتاً حتى يعود الهدوء
تابعوا الفيلم التسجيلي
متابعة/ نادر شكري
مش عايزين كنيسة"، "مش عايزين الأقباط يصلوا"، "حكومة كافرة"، "بالروح بالدم نفديك يا إسلام"..... هتافات صارخة في منطقة عين شمس الغربية بعزبة الطويلة حتى صباح اليوم، شارك فيها الآلاف من الأطفال عمر الخامسة والشباب والنساء والشيوخ والكهول احتجاجاً على قيام أقباط عين شمس ممارسة الشعائر الدينية في مبنى خدمات "كنيسة العذراء والأنبا إبرام" تم الحصول فيه على الموافقات الأمنية لممارسة الصلاة به بالدور الثالث دون وجود أي مظاهر لمبنى الكنيسة من القبة أو الأجراس أو صلبان.... ورغم ذلك لم يمنع هذا من إثارة روح الكراهية والغضب التي تَفجّرت ضد الأقباط حتى الساعات الأولى من صباح اليوم ضد المسيحيين وقذف الكنيسة بالحجارة وزجاجات "المولتوف" رافضين وجود أي كنائس أو مظاهرة صلاة للمسيحيين.
"الأقباط متحدون" عاشت لحظات مأساوية في رصد تجمهر الغوغائية الجاهلة، وشهدت صورة تشبه وقائع شارع 45 بالإسكندرية تشير بأن المواطنة مجرد صورة وهمية لا وجود لها بالواقع فوسط هذه الأحداث والآلاف.
لم أجد عاقلاً واحداً يُدين ذلك أو يتصدى لهجوم الغوغائية، فهناك الأم تهتف ضد الكنيسة وطفلها يقذف بالطوب، وهناك الشيخ يشد من حماسة الشباب حتى لا يتراجعوا أمام محاولات الشرطة لقمعهم وهناك الفتيات يحملن الطبول والشباب محمول على الأعناق يرفض ويصرخ "لا للكنيسة" "الله وأكبر" وأثناء ذلك حاول بعض أعضاء مجلس الشعب تهدئة المتظاهرين دون جدوى.
في الثامنة مساءاً وقف المتظاهرين أمام مبنى الكنيسة على بُعد 40 متر وتقف أمامهم قوات الأمن المركزي لمنعهم من محاولة الدخول إلى المبنى الذي كان بداخله عدد من الأقباط الغير قادرين الخروج، ووصل في التاسعة اللواء إسماعيل الشاعر مدير الأمن ووصلت عدد من المصفحات وبدأت زيادة قوات الأمن التي كانت تقف للتأمين والمتظاهرين يهتفون ضدهم باستخدام الطبول.... وفي التاسعة والنصف انقلبت الأوضاع وتحوّل المشهد إلى أحداث عنف بدأت عندما قام المتظاهرون بقذف قوات الأمن بالحجارة مما أدى إلى إصابة أحد الضباط وعدد من المجندين وأثناء ذلك بدأت الاشتباكات بين الطرفين وحاولت قوات الأمن كسب مساحة جديدة باقتحام الشوارع في محاولة لدفع المتظاهرون للتراجع للخلف وتفريقهم وبدأ المتظاهرون يفرون من شارع ويدخلون إلى شارع آخر واستخدم البعض زجاجات المياه الغازية لقذف الشرطة.......
"وكنت أثناء ذلك وسط المتظاهرين غير قادر على الخروج ولكن وقفت في دهشة متابعاً للموقف و ردود أفعال الأشخاص، فالأطفال فرحون والشيوخ يقفون يشجعون الشباب عدم التراجع!!، وأثناء هجوم الشرط لم يكن أمامي سوى الفرار مع المتظاهرين من شارع إلى آخر وقذائف الطوب تأتي من كل مكان ولا يعلم أحد أني "صحفي" وأثناء توقفي لالتقاط الأنفاس شهدت سيدة عجوز تتحدث بكلمات أن ما يحدث شيء خطأ، فتبسمت فيها خيراً وفرح قلبي لأنني وجدت عاقلاً يدين ذلك، وعندها اقتربت السيدة إليَّ تتحدث وكأني شخص من أبناء المنطقة وكانت المفاجأة كما قالت "اللي بيحصل دة غلط من الشباب، المفروض يكون في تنظيم أكتر من كدة لأن المسيحيين عايزينا نضرب في بعض، دي خطتهم لكن لازم نضرب بعقل, المفروض أن كل المسلمين ينزلوا ويفرشوا في الشارع ونصلي،... لكن إيه إحنا سوينهم "يعني ضربناهم" ووضبناهم من الصبح..... كنيسة إيه دي اللي عايزين يعملوها هو إحنا ناقصين"!!!
لم أستطيع التحدث، فشعرت بصدمة أمامها، فهذه المرأة من المفترض أن تحمل مقاومات الحكمة والعقل ولكنها وقفت توجّه الشباب والأطفال في كيفية الهروب من الشرطة، ووسط هذا لم يخشى شخص على ابنه فالكل يشارك دون رجوع وكأنها معركة الحسم الأخيرة.
ووقف شيخ على الأعناق يقول "دي حكومة....!!!!" بمعنى كافرة ومتواطئة لأنها تترك الأقباط يصلون بالكنيسة وظل يقول "محدش يخاف دافعوا عن دينكم" "لا إله إلا الله"، "الله وأكبر" وظل هذا الوضع حتى الثانية عشر بعد منتصف الليل.
ونجحت قوات الشرطة في تضيق الخناق على المتظاهرين والاستيلاء على بعض مداخل ومخارج الشوارع بعد تراجع المتظاهرين، وبدأ القبض العشوائي على بعض المتظاهرين ووصل عددهم إلى ما يزيد عن 60 شخص.
كما قال لنا أحد الأقباط أن الشرطة قامت بالقبض على أربعة أقباط كانوا يقفون على أحد الشوارع لعدم قدرتهم على دخول منازلهم.
ألتقت "الأقباط متحدون" بأقباط المنطقة ودخلنا إلى منازلهم حيث كانوا في حالة ذعر شديدة وبدأنا التحدث معهم وكان إجمالي حديثهم كالآتي: "إحنا مش عارفين نعمل إيه في البلد دي، إحنا فتحنا كنيسة نصلي لربنا مش فتحنا كباريه..... ليه بيعملوا كدة، إحنا مش عارفين نخرج هو مش إحنا مصريين ولينا حق المواطنة، فين المواطنة دي اللي بيقولوا عليها.... هو إحنا إسرائيليين علشان يهتفوا ضدنا كدة ويهاجمونا؟؟!!! دة مكان اشترته الكنيسة علشان نصلي فيه لأن منطقة عين شمس الغربية كلها مفهاش غير كنيسة العذراء مريم بجوار المترو والكنيسة دي الجديدة بتخدم اكتر من 15 ألف مسيحي من عزبة الطويلة وعزبة معروف وعزبة الحصن، ودة مبنى عادي بنصلي فيه حصلنا على تصريح أمني بممارسة الشعائر فيه، لكن دة لم يعجب المسلمين.... ولما عرفوا أننا اشترينا المكان دة قاموا ببناء مسجد في العقار المقابل للكنيسة وكانوا بيجهزوا فيه ولما صلينا أمس في الكنيسة بدأ الشيوخ يعلقوا الميكرفونات بالعمارة ويصلون رغم أن المسجد لسه مخلصش وبعدين جاءت الشرطة وشالت الميكرفونات دي وبعد الساعة الخامسة بدأ المسلمين التجمع وفرشوا في الشوارع وبدءوا يصلون وبعدين هتف الشيوخ "حي على الفلاح حي على الجهاد" وبدءوا يضربوا في الكنيسة بالطوب وإحنا جوه وحرقوا سيارة وبدأت الشرطة تدخل لمنعهم بصعوبة وتم حصار الكنيسة، ...... لكن الوضع سيئ ومش عارفين نعمل إيه،، بعد ما الشرطة قفلت الكنيسة.... إحنا مش بنعمل غلط إحنا بنصلي لربنا زيهم... دي أبسط حقوقنا... إحنا مش تجار مخدرات!!!
وأضاف الأقباط أن عائلة "الكرادسة" هم مَن قادوا هذا التجمهر والهجوم، وهي عائلة كبيرة بمنطقة عرب الطويلة وينتمون لجماعة الإخوان المسلمين وهو مَن اعترضوا على بناء كنيسة من قبل بشارع التوفيقية وتم تحويلها إلى مستشفى.
وكان عدد المتظاهرين وصل إلى ما لا يقل عن 4 آلاف متظاهر حسب ما تم رصده، ووصلت سيارات الأمن المركزي إلى ما يقرب العشرون سيارة غير المصفحات وكان الأنبا يؤانس سكرتير قداسة البابا طالب الأقباط بترك الكنيسة والخروج منها خوفاً عليهم، وتابعت القيادات الكنيسة تداعيات الأوضاع مع قداسة البابا شنوده الثالث بالمقر البابوي وأجرت العديد من الاتصالات بأجهزة الدولة لحل الأزمة..
وحتى الساعة الواحدة بعد ظهر اليوم كانت قوات الأمن تحاصر المنطقة بعد فض المتظاهرين، وظل الأقباط ملتزمين منازلهم ومنعت بعض الأسر خروج أبنائهم للمدارس أو خروج بناتهم خوفاً عليهم.
ومازال الأمر رهن تحقيقات النيابة التي تباشر التحقيق مع المتظاهرين الذين تم اعتقالهم أمس وفي الوقت نفسه تم غلق الكنيسة من قبل الأجهزة الأمنية.
وقال هاني عزيز مستشار الاتحاد العام للمصريين بالخارج: أن الأمور هدأت بعد أن تدخل البابا باتصالاته وقال أن المبنى كان مصنع ملابس واشتراه قبطيان وأهدياه إلى البابا الذي قرر أن يحوّله إلى مبنى خدمات وليس كنيسة وأن الأمور تم احتوائها، وأضاف عزيز إن كل المسلمين الذين تم القبض عليهم أُفرج عنهم.
فيما اشار الأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة: أن المبنى الذي تم إقامة القداس فيه هو مبنى خدمات وليس كنيسة، وأن الأمر كان يحتاج إلى عملية تنسيق مع الجهات الأمنية قبل اتخاذ هذه الخطوة حيث أن الأمر جاء سريعاً من أقباط عين شمس دون معرفة العواقب، وأشار أن قداسة البابا لم يعلم أن الأقباط سوف يصلون بمبنى الخدمات ولذا طالب بانسحاب الأقباط من المبنى.
في الوقت نفسه أكد كهنة المنطقة لـ "الأقباط متحدون" إن الأمن على علم بالصلاة بالمبنى، وهو مبنى خدمات باسم العذراء والأنبا إبرام ولكن يبدو أن الأمن يريد تحويل الأمر إلى خطأ الأقباط لتهدئة الرأي العام.
مشيراً أن المبنى تابع للبابا منذ ستة سنوات وتم تجهيزه وإعداده، وتم إقامة قداس به أمس في ظل وجود رجال الشرطة منذ الصباح.
أضافوا أن لو الكنيسة أخطأت فكان بالأفضل أن يقوم الأمن بإغلاق المكان ولكن لا يتحول الأمر إلى تجمهر ما يزيد عن سبعة آلاف يهتفون ضد الكنيسة، وتعجبوا من تحوّل صلاة المغرب إلى مظاهرة وهجوم على المبنى وحرق ثلاثة سيارات وتكسير زجاج المبنى وإتلافه!!!
كما تم القبض على ثلاثة من الشباب القبطي هم "هاني وجوزيف ونبيل"، وأكدوا أن الوضع متوقف الآن وأن القيادات الكنسية ليس لها علاقة بما حدث لأن الأمر تم دراسته مع الأجهزة الأمنية وهذا حق قانوني ودستوري فالمبنى ليس به قبب أو أجراس أو صلبان حتى يثير مشاعر المسلمين.
وتستنكر منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان الهجوم البربري الذي وقع بمنطقة عين شمس أمس الأحد من عدد يقارب ثلاث آلاف شخص من المتشددين مُدعين أن الأقباط يصلون في كنيسة بدون ترخيص ودعم المهاجمين بعض الأمة المساجد بالتحريض على الهجوم على الكنيسة رغم أن جهات الأمن صرحت بالصلاة في الكنيسة، الأقباط الأبرياء أصبحوا متهمين وتم القبض على ثلاثة شبان وأودعوا السجون منهم: جوزيف فؤاد وعماد نسيم.
صرح نجيب جبرائيل أن الدولة تتحمل المسئولية لتقاعسها عن إصدار قانون موحد لبناء دور العبادة وعدم المساواة بين المسلمين والأقباط في توفير أماكن العبادة، وكفانا من الكلام المعسول وتلاقي العمم البيضاء مع السوداء على قيادة الكنيسة الخروج من الدبلوماسية إلى المطالبة بالحقوق لا نلوم أقباط المهجر عندما يطالبون بتدويل قضية الأقباط بعد أن أصبح الباب مغلقاً بيد المتشددين.
وأضاف أننا نطالب الأزهر بتوضيح دوره علانية وموقفه ممن يهاجم الكنائس ويقف معرقلاً ببنائها، ولقد آن الأوان بتدخل الرئيس شخصياً بوضع حد لما يعانيه الأقباط.