هل غفر الله لآدم في القرآن؟
NewMan
بحسب رواية القرآن
هل غفر الله لآدم بكلمة؟
ام أن آدم كان ينتظرعمل الفداء؟
يزعم المسلمون ان الله غفر لآدم (بكلمة فقط) بحسب رواية القرآن، وعندما نوجه لهم سؤالا عن صريح النص القرآني الذي يقول ان الله غفر له ، لا نجد اي اجابة صريحة ، بل اجابة ببعض الكلمات القرآنية المبهمة، التي يفسرونها ويأولونها على انها تعني ان الله غفر لآدم.
نعرف من القصة القرآنية ان الله خلق آدم رجلا مكتملا الرجولة (ليس طفلا يحبو او صبي يحتاج الى تعليم) وقد اعطاه العقل الكامل الذي لم يتلوث بتأثير الفساد او المعاصي او الخطايا، وحذر الله آدم من الاكل من الشجرة المحرمة، والا فسوف يكون من الظالمين:
(وَقُلْنَا يَآءَادَمُ ٱسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلْظَّٰلِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيْطَٰنُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٍ) (البقرة : 35 - 36)
وهذا ما حدث تماما مع آدم ، فقد تم طرده من الجنه بعد معصيته والاكل من الشجرة، والطرد هنا كما نراه ليس تكريما لآدم بالعمل في الارض كما يقول لنا الاخوة المسلمين في تفسيراتهم ولكنه طرد لآدم مع الشيطان ، ولا احد يزعم ان الشيطان تم تكريمه للعمل في الارض ، فكيف يكون نفس الطرد الواحد تكريما لآدم وعقوبة للشيطان ؟؟
الطرد بحسب سورة البقرة لم يكن مرة واحدة ، بل تكرر في الآيتين 36 و 38
(وَقُلْنَا ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٍ) (البقرة 36)
( قُلْنَا ٱهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)(البقرة 38)
ثم نقرأ بعد ذلك ان آدم بعد ان اكل من الشجرة، اعترف الى الله انه ظلم نفسه ، وما لم يغفر له الله فانه سيكون من الخاسرين :
(قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ)
(الأعراف : 23)
وكما قرأنا فان طلب المغفرة واضح وضوح الشمس ، والاعلان عن الخسارة في مقابل عدم الغفران واضح ايضا ولا يحتاج الى شرح او تأويل، والخسارة في القرآن في هذا السياق ليس لها الا معنى واحد فقط ، وهو خسارة الجنة في الدنيا والآخرة ، ويمكنك فقط قراءة بعض الآيات القرآنية التي تتكلم عن معنى الخسارة هنا :
http://www.altafsir.com/Quran_Search.asp
الآن يقول المسلمون لنا ان الله غفر لآدم ، وحينما نطلب الآيات القرآنية الصريحة التي تقول هذا اللفظ ، لا نجد الا آيات تتكلم عن توبة آدم ، وان الله تاب عليه ، ولكن هل التوبة هي الغفران ؟؟؟
(فَتَلَقَّىٰ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَٰتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ ) (البقرة : 37)
يقول تفسير الجلالين :
{ فَتَلَقَّى ءادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمٰتٍ } ألهمه إيَّاها وفي قراءة بنصب (آدم) ورفع (كلمات) أي جاءه وهي { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا } [ 23:7] الآية فدعا بها { فَتَابَ عَلَيْهِ } قَبِلَ توبته { إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ } على عباده { ٱلرَّحِيم} بهم.
ويقول الطبري:
فمعنى ذلك إذا: فلقَّـى الله آدمَ كلـمات توبة فتلقاها آدم من ربه وأخذها عنه تائبـاً فتاب الله علـيه بقـيـله إياها وقبوله إياها من ربه.
{ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ ٱلشَّيْطَانُ قَالَ يٰآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَىٰ } * { فَأَكَلاَ مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ وَعَصَىٰ ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ} * { ثُمَّ ٱجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ }(طه :120- 122)
يقول تفسير الجلالين:
{ ثُمَّ ٱجْتَبَٰهُ رَبُّهُ } قَرَّبَهُ { فَتَابَ عَلَيْهِ } قَبِلَ توبته { وَهَدَىٰ } أي هداه إلى المداومة على التوبة.
ويقول الطبري في تفسيره :
(وقوله: { وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى } يقول: وخالف أمر ربه، فتعدّى إلـى ما لـم يكن له أن يتعدّى إلـيه، من الأكل من الشجرة التـي نهاه عن الأكل منها. وقوله: { ثُمَّ اجْتَبـاهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَـيْهِ وَهَدَى } يقول: اصطفـاه ربه من بعد معصيته إياه فرزقه الرجوع إلـى ما يرضى عنه، والعمل بطاعته، وذلك هو كانت توبته التـي تابها علـيه. وقوله: { وَهَدَى } يقول: وهداه للتوبة، فوفَّقه لها.)
الخلاصة لهذا الجزء ، انك تستطيع ان تبحث بنفسك وتتقصى ، ستجد ان الآيات القرآنية تتكلم عن توبة آدم وان الله تاب عليه ، ولكن لا تتكلم عن مغفرة الله له ، والا لقرأنا عودة آدم مرة اخرى للجنة التي خرج منها مطرودا نتيجة للمعصية والاكل من الشجرة .
الغريب ان الاخوة المسلمين يصرون على تفسير النص بطريقة تتعارض مع صريح النص، فيقولون ان آدم كان مخلوقا للارض، ولهذا فبعد المعصية والطرد ، غفر الله له ولكنه لم يرجعه الى الجنة مرة اخرى لانه (اي آدم) كان مخلوقا ليعيش على الارض ، فاذا سألناهم واين كانت الجنة التي خلقها الله لآدم وقال له ( اسكن انت وزوجك فيها وكلا منها) يقولون انها كانت جنة على الارض !!!!!
حسنا، الجنة التي خلقها الله خصيصا لآدم ، ووضعه فيها وقال له (اسكن انت زوجك فيها) هي جنة على الارض، وآدم مخلوق للارض، ومسكنه في الجنة ، والطرد كان لمعصيته الوصية والاكل من الشجرة المحرمة، فاذا كان الطرد من الجنة هو العقوبة فكيف لا يكون الرجوع اليها هو علامة عدم تنفيذ العقوبة اي بمعنى آخر (الغفران) ؟؟
نقول مرة اخرى، ما جاء في القرآن يتكلم فقط عن التوبة (توبة آدم ) وقبول الله لهذه التوبة (فتاب عليه) والتوبة شيء يختلف تماما عن الغفران ، والامثلة البسيطة توضح الامر، المعنى القرآني الذي حدث مع آدم يقول: كان هناك سارقا تاب وأناب واعلن توبته (المعنى هنا واضح انه توقف عن السرقة)، فقبلت الحكومة توبته ووضعته في السجن (لتتوب عليه) اي لتمنعه من تكرار نفس الخطأ، اين الغفران في هذا ؟ اليس الغفران الكامل معناه انها تقبل توبته و توقف العقوبة الصادرة ضده بالحبس وتتركه حرا (كما كان)؟ او اذا قلنا قاتل تاب وأناب واعلن توبته (اي التوقف عن القتل) فأخذته الحكومة وقبلت توبته ، وتابت عليه (تنفيذ حكم الاعدام)، اي الغفران هنا، اليس الغفران معناه انها تتوقف عن تنفيذ الحكم الصادر ضده وتتركه حرا (كما كان) ؟
اخواني المسلمون، الحجة بأن آدم نال الغفران ليس لها اي دليل من نص القرآن ، وليس لها اي دليل من فهم المعنى لما حدث في القرآن، بل على العكس، القرآن يثبت ان آدم لم ينال غفران الله وقتها، واليكم الدليل من القرآن نفسه، تعال معي لنرى ماذا تخبرنا القصة بحسب سورة الاعراف:
عندما خلق الله آدم طلب من الملائكة ان تسجد له، الا أبليس ( الشيطان) أبى وعصى ورفض السجود ، فما كان من الله الا ان اصدر القرار بطرد آدم من الجنة.
(قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ * قَالَ فَٱهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَٱخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّاغِرِينَ * قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ * قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ * قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ * ويَآءَادَمُ ٱسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّالِمِينَ ) (الاعراف )
تعالى معي يا اخي القاريء، اذا كنت صادقا مع نفسك ، واقرأ معي كم مرة طرد الله (ابليس) الشيطان من الجنة، وعندما طلب الشيطان من الله ان يبقيه فيه سمح له الله بالبقاء؟؟
المرة الاولى: بعد رفض السجود لآدم ، طرده الله (فاخرج انك من الصاغرين)، وبعدها رجع الله عن قراره وسمح له بالبقاء ( انك لمن المنظرين)
المرة الثانية: بعد ان توعد الشيطان للناس بالغواية ، قرر الله طرده للمرة الثانية (اخرج منها مذءوما مدحورا)
المرة الثالثة: نجد الشيطان في الجنة مرة اخرى يوسوس لآدم (هل يمكن ان يدخل الشيطان الى الجنة بعد طرد الله له مرتين الا بعد اذن من الله بالدخول ؟) هذه المرة يتم الطرد للجميع الشيطان وآدم وحواء (قَالَ ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ) (الأعراف 24)
قصة الطرد الجماعي متكررة في آيات اخرى كثيرة من القرآن، ذكرنا منها (سورة الاعراف) وايضا (سورة البقرة).
فكر يا اخي المسلم واستعمل نعمة العقل التي وهبها الله لك وتشكره عليها ليلا ونهارا، لماذا يطرد الله الشيطان من الجنة (حيث خلق آدم ليسكن فيها هو وزوجه) ثلاث مرات ويسمح له بالعودة اليها مرة اخرى ، وعندما اخطأ آدم وزوجته طردهما الله مع الشيطان في المرة الثالثة (طرد العقوبة) ولم يعود آدم ولا زوجته ولا اي من نسلهم الى الجنة مرة اخرى ، فهل هذا الطرد الجماعي كان عقابا ام تكريما لآدم ؟؟؟
هل كان آدم خليفة لله على الارض في الجنة ام خارج الجنة ؟؟
هل كان آدم وزوجته مخلوق ليسكن الجنة ام خارجها ؟؟
الاجابة واضحة ، آدم لم ينال الغفران بعد الطرد من الجنة ، كان ينتظر شيئا مهما ليحدث، فما هو هذا الشيء ؟ وما هي الكلمات التي تلقاها آدم فتاب الله عليه ؟؟
الاجابة لن تجدها في القرآن بل ستجدها في التوراة (الكتاب المقدس) ابحث عن خلاصك وحياتك الابدية قبل فوات الوقت، الله الحقيقي لا تتناقض صفاته، فاذا حذّر آدم من عقوبة ما اذا ما اخطأ، وكان آدم مخلوقا في القداسة والطهارة قبل ان يعرف الانسان الخطية والمعصية وكسر وصية الله، فالله العادل القدوس المحب، لن يغفر بمحبته ويتغاضي عن عدله، ولن يتعامل مع آدم الخاطيء بقداسته، وليس هناك سوى الفداء الذي فعله الله لتتحقق صفاته بدون تناقض، المحبة والقداسة والعدل.