For God so loved the world, that he gave his only begotten Son, that whosoever believeth in him should not perish, but have everlasting life.

الأحد، ١٣ يونيو ٢٠١٠

الاحتلال الاسلامي للعالم القديم و الغزو الغربي لمجتمعات الشرق

الاحتلال الاسلامي للعالم القديم و الغزو الغربي لمجتمعات الشرق

دراسة مقارنة


ابراهيم القبطي

هل هناك فرق بين الاحتلال و الغزو؟

سؤال يبدو غريبا لأول وهلة ، و لكن اجابته تفسر الكثير من الحوادث التاريخية .

فعندما نفكر في الغزوات الاسلامية و الفرق بينها وبين الاحتلال الأوربي للشرق ، نكتشف أنه المصطلحات اللغوية تعطي المفهوم العكسي ، و لذلك أخترت عنوان عكسي للمقالة لتستقيم الأوضاع .

فالاحتلال معناه أن تحتل بقعة من الأرض و تستقر فيها و تصير محلا لك و لأولادك من بعدك ، أما الغزو فهو اجتياح ولو مؤقت لدولة أخرى ، أو مكان آخر قد يستمر (ويصبح إحتلالا) أو لا يستمر عبر القرون الطوال و لا يتوارثه الأحفاد من الأجداد ، ومن هذا المنطلق فما فعلته القبيلة الاسلامية لدول الشرق الأدنى و شمال أفريقيا و حتى حدود الصين شرقا ، هو احتلال أكثر منه غزو على الرغم من الاصطلاح الدارج بالغزوات الاسلامية ، و في الوقت ذاته ما فعلته الدول الأوروبية من احتلال لكثير من دول العالم الثالث لا يعدو كونه غزو مؤقت لأنه لم يدوم لأكثر من قرنين على الأكثر مع اختلاف الدول الغازية و اختلاف مدد الاستعمار .

ولكن لماذا السؤال من الاساس؟ ما فائدة أن نعرف الفرق؟

معرفة الفرق يوضح الكثير من الاحداث المعاصرة و الماضية ، و يجعلنا نفكر و بقوة في الفرق الحقيقي بين ثقافتين متجاورتين كلاهما له نصيب لا بأس به الحروب و الدموية. و كذلك يعطينا معنى و تفسير لنجاح الاستعمار الاسلامي الاحتلالي و فشل الاستعمار الغربي.

-----------------------

الهروب من الجحيم أم الخروج من الجنة؟

لعل الفرق الاول الذي يطرق الذهن هو الفرق الجغرافي

فما الذي يجعل الاعرابي يخرج ليحتل و يستقر و يستمر في بقائه والنشوة تملأه؟

بينما يخرج الغربي إلى الحرب مجبرا مكرها لا ينوي البقاء بأي حال من الأحوال ؟

هذا الدافع هو طبيعة المجتمع الأصلي للعرب ، فالعربي الذي كان يسكن الخيام و يحلم بالقصور ، يفترش الرمال الصفراء و يحلم بالجنات الخضراء ، تلسعه حرارة الصحراء و يشتهي ظلال الاشجار الوارفة. كان الخروج من جحيم الصحراء العربية إلى جنات النيل و الفرات و سهول البقاع و أودية الهند الخضراء حلما ، كان هروبا من الجحيم و لا دافع للعودة ، فلماذا يعود ، و يترك جنات تجري من حولها الانهار ؟

و من الناحية الاخرى كانت طبيعة المجتمع الغربي (الأوربي أو الأمريكي) ثرية بالطبيعة و اللون الأخضر ، و بعد النهضة الصناعية صارت ثرية بالحضارة و المعنى ، فكان خروج الغربي للحرب جحيما لا ينتهي إلا بالعودة للوطن ، فالدافع للحرب يتعدد و لكن حنينه للأسرة و الأرض التي تركها خلفه يجعل الحرب حالة مؤقتة من الطوارئ ، يحلم فيها بأرضه التي حرم منها و أسرته التي يشتاق إليها وحياته التي اعتاد عليها.

-----------------------

إله الجهاد أم إله السلام؟

أما الفرق الثاني الذي يقرع الذهن هو الدافع الديني ، فالفكرة الاسلامية دموية النشأة و الطابع لم تفقد الكثير من أصولها البدوية الجاهلية ، وما فعله الاسلام هو أن حول - بقوة السيف و إغراء السلائب و الأغنام و السبايا الحسان- إنتماء العربي من القبيلة الصغرى في الجاهلية إلى قبيلة كبرى إسلامية ، و بهذه القبيلة استعاد العرب الدافع الغيبي الذي يحفزه الدين ، فالعربي في الجهاد مقدر له مصير من اثنين ، إما النصر و معه غنائم كسرى و قيصر و ما يتبعه ذلك من هروب من جحيم الصحراء ، أو الموت في الحرب و ما يتبعه ذلك من جنات تجري من تحتها الانهار ، و أنهار تفيض لبنا و عسلا ، و خمر غلمان و حور عين أبكار ، و بإضافة الدافع الأخروي إلى الدوافع المادية تحولت القبيلة الاسلامية إلى آلة حربية شيطانية لم يرد مثلها في التاريخ البشري ، و تحول موقف العربي في الحرب إلى مكسب في جميع الحالات سواء في الدنيا أو الأخرة.

أما الثقافة الأوربية و الأمريكية الغربية كانت ذات جذور مسيحية و التي لا تملك في جذورها تلك الفكرة الدموية على الاطلاق ، فلا وعود بالحسان أو الحور أو الغلمان ، ولا وجود لفكرة جهاد الطلب أو جهاد الدفع ، و بالتالي كان الخروج إلى الحرب عبئا ثقيلا على ضمائر الشعوب الغربية ، مما جعلهم دائمى النقد الذاتي لأنفسهم ، كثيري الشك فيما يتعلق بالحروب ، دائمي التفكير في حقوق الأخر بشكل قد يصل ببعض المنظمات الانسانية الغربية إلى حدود العصاب ، وعلى الرغم من خروج الكثير من السفاحين من الحضارة الغربية من أمثال هتلر و موسيليني ، إلا أنهم لم يتحولوا إلى أبطال ، بل رماهم المثقف الغربي في مزبلة التاريخ ، ووصفهم بأبشع الصفات .

هذا على العكس من تمجيد الثقافة العربية لأشخاص لم يقلوا في قسوتهم عن هتلر وموسيليني ، بل و تحولهم إلى أبطال في الثقافة الإسلامية، أمثال عمرو ابن العاص وخالد بن الوليد ، وعمر بن الخطاب ، وأبو بكر الصديق ، وبالتالي بينما كان ضمير العربي سعيدا بالحرب و الغزو لأنه يرضِي إلهه بالجهاد و إعلاء دين يظنه حقا وهو الاسلام ، كان ضمير الغربي مثقلا بارتكاب خطيئة عظمى تجاه إله ثقافته- المسيح - الذي نادى بالسلام و تحويل الخد الآخر للضاربين ن والغفران ،و أعلى درجات الأخلاق.

-----------------------

حروب البدو أم حروب الحضر؟

من أهم الفروق التي تطرق الذهن أيضا ، الدافع الثقافي ، فالاسلام بحكم النشأة قبلي ، و كما سبق أن قلت حول انتماء العربي من القبيلة الصغرى "قبيلته الاصلية" إلى القبيلة الكبرى الاسلامية ، و من صفات القبيلة دوام الترحال و عدم الارتباط بالأرض ، و لهذا كان من السهل عليهم أن يتركوا أرضهم و يستقروا في بلاد أخرى ، طالما كانت هذه البلاد وافرة الخيرات ، و هذا يقود إلى الصفة الأخرى في الثقافة العربية الاسلامية ، "صفة الجراد" ، فالعربي قبل الاسلام و بعده استمر ينتقل إلى حيث المغنم و الكلأ ، و الخير ، و لكن علاقته بالارض تنتهي بإنتهاء خيراتها ، فيتحول إلى أرض أخرى ، فهي طبيعة استهلاكية غير قادرة على الانتاج ، و هذه العلاقة المؤقتة بالأرض أدت إلى ثلاث نتائج أساسية:

1) قديما : قدرة العربي على ترك أرضه و احتلال أرض الغير طالما كان قادرا على استحلابها، كما حدث في موجات الغزو العربي الأولى.

2) في العصور الوسطي: الرغبة المستمرة في التاريخ الاسلامي في التوسع المستمر لجلب المزيد من الغنائم و الاسلاب ، مع الاحتفاظ بالاراض القديمة لحلب الخيرات من دافعي الجزية ، فالاسهل هو البحث عن مغانم جديدة بدلا من تأسيس حضارة انتاجية مبنية على الصناعة أو الزراعة، وهذا اوضح ما يكون في فترات العصور الوسطى من التاريخ الاسلامي (العصر العباسي و المملوكي-العثماني) ، والذي انتشرت فيه الحروب التوسعية ، ثم نستعجب من استدعاء الأستانة العثمانية لخيرة العمال والصناع المصريين ، ليبنوا ويشيدوا مظاهر الحضارة العثمانية في عاصمتها . اين الحضارة الإسلامية نفسها في الأستانة ؟

لا وجود لها ، لأن الأستانة وقتها كانت مشغولة بالحروب والتوسعات والجهاد !!

3) في العصر الحديث : هجرة الكثير من العرب ذوي الميول الاسلامية من شيوخ التكفير إلى الغرب الكافر ، ليس بهدف البحث عن الحرية أو مساحة أكبر من المعنى والكرامة الانسانية، بل لرغبة استهلاك النساء و الأموال من هذه المجتمعات ، بعد أن تحولت الاراضي التي عاش فيها أجدادهم من المستعمرين العرب إلى بقاع جرداء ، و هنا تتأكد صفة الجراد ، العربي المسلم يملك قدرة (غير مسبوقة ومبنية على نص قرآني) على استهلاك دول بأكملها و الهجرة إلى دول أخرى أكثر غناءا ، و لا أنسى مقولة من مقولات الشيخ الشعراوي الذي أكد أن الله منح المسلم البترول لكي يستهلك ابداعات الحضارة الغربية دونما مجهود التفكير أو عناء الابداع ، فأهل الكفر في الغرب يتعبون و يبدعون ، و المسلم يستهلك كهارون الرشيد !!

ولو أخذنا دولة كمصر ، ثم تتبعنا تاريخها قبل وبعد الإسلام، لوجدنا انها بعد أن كانت سلة قمح العالم للرومان و الأغريق و البطالمة و الفرس ، تحولت على يد الاحتلال الاسلامي إلى دولة مستوردة للقمح و في أسوأ حالاتها الاقتصادية.

من الجهة الأخرى ، نشأت الحضارة الغربية في بداياتها في بيئة زراعية أكثر منها رعوية ، ثقافة إنتاج لا استهلاك ، لأنه في البيئات الزراعية المنشأ يرتبط الزارع أو الفلاح بأرضه التي تمثل الوطن بالنسبة له ، و لذلك كان عليه أن يرعى و ينتج من هذه الأرض دونما الكثير من التطلع إلى أراضي الغير إلا في حالات المجاعات و الظروف الطارئة التي تدفعه إلى البحث عن ملجأ آخر مع حنين مستمر للوطن ، كما أنه من الجهة الحضارية كان للغرب باع طويل في ابداع الفلسفة و المنطق و الهندسة منذ أيام اليونان القديمة ، و التي جعلت حضارته الوارث الطبيعي للفراعنة و حضارة الهلال الخصيب ، فكان المنتج الحضاري للغرب ليس غريبا عن البيئة الغربية .

-----------------------

مما سبق تتضح الفكرة الاساسية و الفروق الجوهرية بين الاستعمار الغربي الفاشل المؤقت ، و الاحتلال الاسلامي الناجح و الدائم و الذي استمر و مازال يهدد العالم منذ 14 قرن: هي في الاساس فروق عقائدية و جغرافية وبيئية و ثقافية بين بدو الجزيرة العربية ، وشعوب الغرب .

فالمستعمر المسلم خرج يحارب ليحتل و يبقى و يتسهلك إلى آخر قطرة كالجراد والطفيليات ، أما المستعمر الغربي فقد خرج يحارب بدافع اقتصادي أو سياسي مؤقت ، مع عبء ثقافي و وأخلاقي ينتج عنه شعور مستمر بالخطيئة والذنب .

-----------------------

و لعل المتأمل إلى الحروب الاستعمارية الغربية للشرق يرى أنها انقسمت إلى حقبتين اساسيتين:

1) حقبة الحروب الصليبية : و التي قامت فيها الكنيسة الكاثوليكية بديلا للدولة بالدفاع عن أراض امتهنها المحتل المسلم وتمثل مقدسا في الثقافة الغربية المسيحية ، ثم بالدفاع عن الأراض الأوربية في مواجهة هجمات تترية إسلامية مستمرة على أوربا الشرقية والغربية (1) ، مع وجود دوافع اقتصادية نشأت من حالة متردية لأوربا في هذا العصر، لكن الكنيسة الكاثوليكية لم تجد مرجعا دينيا في اقوال المسيح يبرر الحرب ، فاستعارت بعض المبادئ الاسلامية لربط السياسة بالدين ، فكان الفشل ذريعا ، لأن الصليب الذي رفعوه على أعلامهم كان رمز للمصلوب و المعتدى عليه ، وليس رمز للصالب أو الجلاد ، و المسيح المصلوب لا يمكن أن ينادي بالصلب للعدو ، و إنما يصرخ على الصليب "يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" .

2) أما الحقبة الثانية من الحروب الاستعمارية فكانت في العصور الحديثة ، عندما أدركت الدول الاوربية أنه لكي تستعمر الدول الأخرى ، لابد أن يخرج المسيح من المعادلة ، ومن هنا جاء الفصل بين الدين و الدولة ،و بين المسيح و قيصر، بمثابة مسكن مؤقت للضمير الغربي ، ومع ذلك أستمر ضمير المسيح يؤنب قيصر قائلا "لا يحل لك" ، فخرج من الوعي الغربي ، ضمير جمعي مسيحي ، ساهم في تأسيس منظمات حقوق الانسان ، و منظمات حقوق الاقليات ، و التي كثيرا ما تحاكم الدول و الحكومات الغربية نفسها على تصرفاتها المشينة في حقوق الأضعف. ومن هنا جاءت المعادلات السياسية للحكومات الغربية ضعيفة غير قادرة على الصمود و البقاء في الدول المستعمرة لفترات طويلة ، و كان يكفي شخص واحد مثل "مصطفى كامل" أن يثير ضمير الامبراطورية البريطانية التي لا تغرب عنها الشمس بأن ينقل حادثة مذبحة دنشواي في الريف المصري على أيدي الجنود البريطانيين إلى رجل الشارع البريطاني ، فاهتز الضمير الغربي بأكمله.

وهنا لنا أن نتساءل : ماذا كان سيحدث لو كان العثمانيون هم من احتلوا بريطانيا ، وأقاموا مذبحة مات فيها بريطانيين ، وخرج من البريطانيين "مارك" أو "جاكوب" ليذهب إلى الأستانة ويطلب عدلا ...؟

كان على الاغلب سيقتل ككافر ثم تعلق رأسه على أحد أبواب قصر الخليفة ...

-----------------------

البديل الأخلاقي للغرب:

لقد كان دائما على عبئا على الحكومات الغربية لمعرفتها بالاحساس الأخلاقي المسيحي للفرد الغربي ، و الذي لا يحتمل ضميره البقاء في حالة اعتداء على الآخر لفترة طويلة من الزمن ، أن تجد البديل للرجل الأوربي ليحتل "أرض فلسطين" ، يريد بديلا في شعب بلا أرض ، شعب ليس لديه ما يفقده ، لأنه فقد كل شئ بالفعل ، شعب يحمل جذور الأخلاق ، ولكنه يستطيع أن يحتل و يستقر و لا يخرج من الأرض (2)، لأنه مؤيد بالنص الديني و الوعد الالهي بأنها أرضه إلى الأبد ، و كان الداهية نابليون أول من فكر في اليهود في أوائل القرن ال19 ، ثم استغل فكرته رئيس الوزراء البريطاني اليهودي هرتزل ، ليحقق الحلم اليهودي على أرض الواقع بوعد بلفور 1917 باعطاء اليهود أرضهم الموعودة ، و كانت الحكومتين الفرنسية و البريطانية من مؤيدي هذه الحركة السياسية .

-----------------------

مما سبق يتضح لنا أن الحضارة الغربية متمثلة في الدول الاوروبية والامريكية مهما بلغت قوتهم العسكرية لا يملكون القدرة على الاحتلال لفترات طويلة ، و العراق خير مثال من العصر الحديث ، فالجندي الأمريكي يملك الحلم الأمريكي في وطنه و لا يستطيع البقاء بعيدا عن هذا الوطن لفترة طويلة ،و لأن أصوله المسيحية تعذب ضميره ، يعاني باستمرار من ثقل الذنب ، مما يتبع ذلك الأمراض النفسية ، في الوقت الذي ذبح فيه أبو مصعب الزرقاوي وأمثاله من المسلمين الكفار دون أن يطرف له رمش .

بينما يضغط الضمير الاجتماعي ذو الأصول المسيحية في أمريكا على صناع القرار السياسي ، و يلتهب ضمير المسيح ضد قسوة قيصر قائلا "لا يحل لك" ، و تخرج وسائل الاعلام الامريكي تدين أفعال سجن أبو غريب.

نجد على الجانب الآخر لم يهتز الضمير الاسلامي لتأوهات التعذيب في سجون الوطن العربي ، و لم يهتم عندما كان "صلاح الدين العصر الحديث" صدام حسين يقتل الآلاف من الشيعة و الأكراد السنة بالغازات السامة ، فالضمير الاسلامي قد مات بأحكام الشريعة و الجهاد ، وعلى القبر كتبت عبارة دانتي التي كتبها على أبواب الجحيم في كوميدياه الالهية "أيها الداخلون افقدوا أي أمل في الهروب" (3)

----------------------

الهوامش والمراجع:

(1) كما يتضح من خطبة البابا ايربان الثاني Urban II في مجمع كليرمونت Council of Clermont: بان دعوته للحرب هي بطلب من امبراطور القسطنطينية في مواجهة هجمات الأتراك السلاجقة المستمرة على القسطنطينية

(2) على الرغم من التشابه بين الحالتين اليهودية والإسلامية في دوافعهم الدينية ، إلا أن الفارق جوهري ، لأن المسلم خرج من أرضه في شبه جزيرة العرب ليستهلك أراض الغير التي لا يملكها كالجراد ، بينما اليهودي خرج من الشتات ليعود إلى أرضه الأصلية التي سكنها آلاف السنين قبل مجئ المحتل العربي ، فعاد إليها ليعمرها لا ليستهلكها كما فعل العرب مع البلاد التي احتلوها

(3) Lasciate ogni speranza, voi ch'entrate (All hope abandon, ye who enter in.): Dante Alighieri, Divine Comedy, Inferno, Canto III, line 9