For God so loved the world, that he gave his only begotten Son, that whosoever believeth in him should not perish, but have everlasting life.

الأربعاء، ٥ يناير ٢٠١١

نظرة الإسلام للبرق والرعد

نظرة الإسلام للبرق والرعد


لا يخفى على المثقف أن البرق هو تفريغ كهربائي لامع وساطع للغاية يحدث فى طبقات الجو بسبب تكون شحنات كهربائية وتوزعها فى السحب الركامية ، أو الغيوم إلى أن تحدث فيها العواصف الرعدية .
تحدث الصواعق أو البرق فى العواصف الرعدية وذلك لأن عملية التجميد التى تحدث فى الطبقات العليا تفصل بين الشحنات الموجبة والسالبة المتكونة .
وبسبب حرمة الهواء إلى أعلى وأسفل تتباعد الشحنات الكهربائية ويحصل نتيجة لذلك تفريغ كهربائي بين تلك الشحنات المتباعدة إما بين الغيوم ذاتها أو بين الغيوم المشحونة والأرض .
ومع التبريد والتسخين السريعين للهواء القريب من مكان صاعقة البرق هذه تتولد موجة كهربائية صدمة حيث ينفجر الهواء القريب منها فعليا ، وهذا الأنفجار يدوى بصوت مروع عالى الشدة والقوة وهو ما نعرفة بالـــ " الرعد " .

وفى الواقع ينتقل البرق كتفريغ شحنات كهربائية على شكل قناة غير مرئية من الغيوم العالية إلى الأرض ، وعندما يقترب من أى جسم على الأرض فأن فيض من الطاقة الكهربائية الشديدة يعود فى تلك القناة ويصبح البرق مرئياً !
البرق يتم بسرعه 186.000 الف ميل في الثانيه .. سرعه هائله تفوق سرعه الصوت بمليون مره !!!
وتقوم " مانعة الصواعق " بأستقطاب هذه الشحنات الكهربائية لكي يسهل مرورها إلى الأرض بامان حيث يتم تفريغها .

هذه الحقيقة العلمية ياعزيزى لا يختلف فيها أثنان على وجه الأرض ، ولكن الغريب والمدهش هنا كالعادة نجد الإسلام وعلماء الأمة الإسلامية لهم رأى أخر فى هذه المسألة ، فكما تعودنا دائماً أن الخرافات الإسلامية والتي تمتلئ بها الكتب الإسلامية والتي يعج بها الإسلام لا تنتهي .. والأن هيا معي ياعزيزي القارئ لنتجول قليلاً بين طيات التراث الإسلامي وأراء الصحابة و السلف والتابعين من العلماء والفقهاء لنرى كيف ينظر الإسلام إلى مسألة البرق والرعد .
لنبداء من كتاب الفقه ( الأم ) للشافعي :حيث يقول أن الرعد عبارة عن ملك ( ملاك ) والبرق أجنحة هذا الملك (الملاك ) يسقن السحاب .
* كتاب الأم للشافعي ( الجزء الأول ص 254 )
رواه عنه الشافعي قال أخبرنا الثقة أن مجاهدا كان يقول: ( الرعد ملك والبرق أجنحة الملك يسقن السحاب ) قال الشافعي "ما أشبه ما قال مجاهد بظاهر القرآن " .

* ومن الصحابة والسلف والتابعين نجد أيضاً أن هذا هو ما أخرجه البيهقي في كتابه السنن الكبرى ( 6475 /ج 3 : ص 506 ) من عدة طرق وكذا الإمام أحمد كما في العلل ( 5637 / ج 3 : ص 373 ) والذهبي في السير (ج 9 :ص 548 ) عن علي رضي الله عنه قال ( الرعد ملك ، والبرق مخراق من حديد ) . وقد أخرجه عنه أيضا ابن أبي الدنيا في كتاب المطر ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والخرائطي في مكارم الأخلاق .
فهذا ما روي عن الصحابة كعلي وابن عباس وأبي هريرة وابن عمرو ، من أن الرعد ملك.
وهو ما روي أيضا عن غير واحد من التابعين كمجاهد وعكرمة والضحاك وأبي صالح وغيرهم :
فروى البيهقي ( ج 3 : ص 506 ) وأبو نعيم في الحلية ( 3 : 258 ) والذهبي في السير ( 4 : 475 ) وابن جرير الطبري ( 1: 150 ) عن مجاهد قال : ( الرعد ملك يزجر السحاب بصوته ).
* وروى البيهقي فى سننه أيضاً ( 6486 / ج 3: ص 506 ) وابن جرير وعبد بن حميد وابن المنذر وغيرهم عن عكرمة وسأله رجل عن قوله ويسبح الرعد بحمده قال:" ملك يزجر السحاب كما يزجر الحادي الإبل".



* وروى سعيد بن منصور في سننه ( 1161 / المجلد 5 :ص 429 ) وابن جرير والخرائطي وأبو الشيخ عن أبي صالح في قوله ويسبح الرعد بحمده قال : "الرعد ملك من الملائكة يسبح ".
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن الضحاك في قوله ويسبح الرعد بحمده قال "هو ملك يسمى الرعد وذلك الصوت تسبيحه" .


* وقد أجاب شيخ الإسلام ابن تيمية جوابا شافيا فقال في مجموع الفتاوى( ج 24 :ص 263 ) : " وأما الرعد والبرق ففي الحديث المرفوع فى الترمذى وغيره أنه سئل عن الرعد قال ( ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله ) وفى مكارم الأخلاق للخرائطى عن علي أنه سئل عن الرعد فقال ملك وسئل عن البرق فقال مخاريق بأيدى الملائكة وفى رواية عنه مخاريق من حديد بيده وروى فى ذلك آثار كذلك .


* أما بالنسبة لما أجمعت عليه كتب التفاسير فى تفسير سورة الرعد 13 ( وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ )
قال القرطبي ( ج 1 / ص 217 ) عن ابن عباس قال : "سألت اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن الرعد ما هو قال ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث يشاء الله فقالوا فما هذا الصوت الذي نسمع قال زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر الله قالوا صدقت " الحديث بطوله ، وعلى هذا التفسير أكثر العلماء .
وقال البغوي (ج 3/ص 11) في قوله تعالى ( ويسبح الرعد بحمده ) : " أكثر المفسرين على أن الرعد اسم ملك يسوق السحاب والصوت المسموع منه تسبيحه " .
وفي تفسير الجلالين ( ج 1/ص 323) :"ويسبح الرعد هو ملك موكل بالسحاب يسوقه متلبسا بحمده أي يقول سبحان الله وبحمده" .
وقال الألوسي في روح المعاني ( ج 13 /ص 119 ) :" والذي اختاره أكثر المحدثين كون الإسناد حقيقيا بناء على أن الرعد اسم للملك الذي يسوق السحاب .
وفى تفسير ابن كثير فى كتاب ( تفسير القرآن العظيم ) فى تفسيرة لسورة الرعد 13 يقول الرعد هو ملك له أربع وجوه. وجه أسد و ثور و نسر و شبه إنسان وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (الرعد 13).
وَقَالَ مُوسَى بْن عُبَيْدَة عَنْ سَعْد بْن إِبْرَاهِيم قَالَ يَبْعَث اللَّه الْغَيْث فَلَا أَحْسَن مِنْهُ مَضْحَكًا وَلَا آنَس مِنْهُ مَنْطِقًا فَضَحِكه الْبَرْق وَمَنْطِقه الرَّعْد ; وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا هِشَام بْن عُبَيْد اللَّه الْأَصْبَهَانِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن مُسْلِم قَالَ بَلَغَنَا أَنَّ الْبَرْق مَلَك لَهُ أَرْبَعَة وُجُوه : وَجْه إِنْسَان وَوَجْه ثَوْر وَوَجْه نَسْر وَوَجْه أَسَد فَإِذَا مَصَعَ بِذَنَبِهِ فَذَاكَ الْبَرْق.
* أما بالنسبة لما جاء في السنة :
عن ابن عباس رضي الله عنه قال : أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : ( يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد ما هو قال : ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله ، فقالوا : فما هذا الصوت الذي نسمع ، قال : زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر ، قالوا: صدقت فأخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه ، قال اشتكى عرق النسا فلم يجد شيئا يلائمه إلا لحوم الإبل وألبانها فلذلك حرمها قالوا صدقت ) .
قال الترمذي هذا حديث حسن غريب .( 3117 /ج 5: ص 294 ).
وبأطول منه رواه أحمد ( 2483 /ج 1 :ص 274 ) والطبراني في الكبير ( 12429 /ج 12: ص 45 ) ، قال المنذري في المجمع ( ج 8/ص 242 ) : رجالهما ثقات ، ورواه النسائي ( 9027 / ج 5 :ص 336 ) ، والأصبهاني في العظمة ( 7651 / ج 4 :ص 1249 ) ، وأبو نعيم في الحلية ( ج 4 : ص 305 ) ، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (ج 1872 /ص 4 :491 ) . وكذا في صحيح الجامع حديث رقم ( 3553 ).
أخرج البخاري في الأدب (722 /ج 1 :ص 252 ) وحسنه الألباني: أن ابن عباس كان إذا سمع صوت الرعد قال سبحان الذي سبحت له ، قال إن الرعد ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي بغنمه ).
قال الشوكاني في فتح القدير ( ج 3:ص 77 ) : " وقد روى نحو هذا عنه من طرق ، وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة أن الرعد ملك ، وكذا أخرج نحوه أبو الشيخ عن ابن عمر ، وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال الرعد ملك اسمه الرعد " اهـ.

وأخرجه الأصبهاني في العظمة ( 77410/ج 4 :ص 2185 ) : عن ابن عباس قال ( الرعد ملك يحدو يزجر السحاب بالتسبيح والتكبير ).
وقد أخرجه عن ابن عباس أيضا ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ في العظمة ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في الدلائل ، والضياء في المختارة ، وابن أبي الدنيا ، والخرائطي ، وابن جرير الطبري .وهذا فيض من غيض

حقاً أنها أمة ضحكت من جهلها الأمم

المصدر :

http://www.christian-dogma.com/vb/showthread.php?t=18225