For God so loved the world, that he gave his only begotten Son, that whosoever believeth in him should not perish, but have everlasting life.

السبت، ٢٩ يناير ٢٠١١

لماذا تعمَّد السيد المسيح ؟

لماذا تعمَّد السيد المسيح ؟

فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء و إذا السماوات قد انفتحت له

فرأى روح الله نازلا مثل حمامة و آتيا عليه)( متى3: 16) ؟


رسالة من أحدى الأخوات المعترفات بالمسيح تسأل فيها عن الآية من إنجيل متي والتي تقول :

( فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء و إذا السماوات قد انفتحت له

فرأى روح الله نازلا مثل حمامة و آتيا عليه)( متى3: 16) ؟

وسألت تقول : ولماذا تعمَّد السيد المسيح

ولماذا حل الروح القدس على الرب يسوع و كيف كان قبل ان يحل عليه؟

ما أعنيه هو كيف كان أقنوم الابن قبلما يحل عليه اقنوم الروح القدس؟

فقلت لها :


أقنوم الأبن هو أقنوم أزلى لأنه من طبيعة الله المثلثة الأقانيم وحتى وقت تجسد أقنوم الأبن

ظل أزلى ولم ينفصل عن لاهوته الواحد مع الآب ( أنا والآب واحد )

أقنوم الآب والأبن وروح القدوس متحدين باللاهوت بلا إنفصال قبل واثناء وبعد تجسد الأبن الكلمة

الأبن متحد بروحه القدوس وبالآب أثناء ظهور لاهوت الله فى الجسد

( بالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد )(1تي3: 16)

فتجسد أقنوم الإبن الكلمة لم يفصله عن اللاهوت الواحد مع الآب ومع روحه القدوس

+ أما مسحة الروح القدس والذى يرمز لها بالحمامة النازلة عليه وقت معموديته

فهى مسحة مقدسة لاترمز لحلول الروح القدس داخل المسيح مثل معموديتنا نحن،

لأنه أساساً متحد بروحه القدوس قبل وأثناء وبعد التجسد وإلى الأبد

بل هذه المسحة المقدسة تعبر عن التعيين والفرز الإلهى لعمل الخدمة التبشيرية والكهنوت

كما حدث لأنبياء وملوك وكهنة التوراة الذى مسحوا بالروح القدس لتعينهم فى الخدمةالتى تعينوا لأجلها

الرب يسوع لم يكن محتاجاً لحلول الروح القدس عليه مثل البشر الخطاة

لأنه متحد أساساً بلاهوتٍ واحد مع روحه القدوس الذى أرسله لنا بعد صعوده بعشرة أيام

فهو الوحيد البار والقدوس الذى بلا خطية ..

( من منكم يبكتني على خطية)( يو8: 46)

بل لم يكن المسيح محتاجاً أساساً لإتمام ناموس المعمودية مثل باقي اليهود

ولكنه أراد ألا يشذ عن تطبيق الناموس  مثل باقي اليهود ووقف في طابور الخطاة

لإتمام معمودية التوبة التي كان يوحنا المعمدان ينادي بها الخطاة ليعمدهم معترفين بخطاياهم

هم تعمدوا معترفين بخطاياهم .. أما يسوع فقد تعمد حاملاً خطايانا

كما حمل خطايانا على الصليب وصار نائباً للبشرية الخاطئة أمام الله ليهبنا الحياة الأبدية

وقد كان من الضرورى أن يعتمد المسيح لأسباب جوهرية أهمها :

أن يوحنا المعمدان وهو آخر نبى من انبياء العهد القديم وإبن خالة السيد المسيح بالجسد

لم يكن يعلم أن يسوع سيكون هو المسيح المسيا المنتظر الذى تنبأت عنه أنبياء التوراة

فلم يعرفه يوحنا إلا بعد أن نزل الروح القدس وإستقر على رأس المسيح

فعلم بالروح أن هذا هو مسيح الرب فيقول:

( وأنا لم أكن أعرفه، لكن ليظهر لإسرائيل لذلك جئت لأعمّد بالماء

وأنا لم أكن أعرفه لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء ذاك قال لي:

الذي ترى الروح نازلاً ومستقراً عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس.

وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله" (يو31:1-34).

فنزول الروح القدس على هيئة حمامة مرئية وإستقرارها على المسيح

كان علامة قوية لتعريف يوحنا بأن المسيا والمسيح المخلِّص والمنتظر الذى هو قدوس الله الظاهر فى الجسد

+ كذلك المسيح هو الوحيد الذى أتى للمعمودية ولم يعترف بخطايا

لأنه الوحيد الذى بلا خطية فمعموديته ونزول الروح القدس على هيئة حمامة لم تكن لغفران الخطية

لذلك قال له المعمدان : "ولكن يوحنا منعه قائلاً: أنا محتاج أن أعتمد منك، وأنت تأتى إلىّ؟" (مت14:3)

برؤية الروح القدس النازل على المسيح أقر يوحنا المعمدان وشهد بأن يسوع هو أبن الله

وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله) (يو34:1)

+ جميع من أعتمدوا على يد يوحنا لم ينزل عليهم الروح القدس على هيئة حمامة

لأن معمودية يوحنا كانت من الماء للتوبة ومغفرة الخطايا

فلم تكن معمودية يوحنا للناس من الروح القدس لأن المسيح لم يكن قد تمجد بعد بصعوده للسماء

لكي يرسل لنا روحه القدوس وتصير المعمودية فى عهد النعمة معمودية بالروح القدس

+ فى معمودية المسيح وظهور الروح القدس على هيئة حمامة وصوت الآب من السماء يعلن قائلاً :

( هذا هو أبنى الحبيب الذى به سررت )

نجد سر الثالوث الإلهى أُعلن بأقانيمه كاملة فى لحظة واحدة وظهرت وحدانية الله المثلثة الأقانيم دفعة واحدة ..

لذلك يسمى عيد معمودية الرب يسوع بتذكار عيد ( الظهور الإلهى )

لأن الله ظهر بطبيعته المثلثة مرة واحدة

أقنوم الأبن فى نهر الأردن والروح القدس نازلاً عليه مثل الحمامة وصوت الآب فى السماء

يعلن سروره بالأبن الكلمة المتجسد

فحلول الروح القدس على الأبن ليس للتطهير من الخطايا وليس كحلول الروح القدس علينا فى معموديتنا الآن

لنلبس الطبيعة الجديدة المطهرة والمبررة من الخطية

ولكن كان نزول الروح على هيئة حمامة ليعلن للجميع أن هذا هو مسيح الرب

الذى عينه الله الآب وإفرازه للخدمة البشيرية والكهنوت

وإعلان عن بدأ الخدمة جهرياً والذى نصت عليه الشريعة أن يكون فى سن الرجولة

وهو سن الثلاثين والمسيح تعمد فى هذا السن إيذاناً ببدء خدمته علنية

وفى مسح المسيح بالروح القدس تحققت نبوآت التوراة بتعيينه وبمسحه بروح الرب

فتقول التوراة ( أشعياء11: 1-2)
11: 1 و يخرج قضيب من جذع يسى و ينبت غصن من أصوله

11: 2 و يحل عليه روح الرب روح الحكمة و الفهم روح المشورة و القوة روح المعرفة و مخافة الرب

وأيضاً يقول الرب فى التوراة  هو ذا عبدي الذي اعضده مختاري الذي سرت به نفسي

وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم)

وكذلك يقول الرب الإله في التوراة على لسان أشعياء النبى :

( روح السيد الرب علىٌّ لأن الرب مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب،

لأنادى للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق، لأنادى بسنه مقبولة للرب) (إشعياء 1:61، 2)

وقد سر الله به " مختارى الذي سرت به نفسى "

بل وهو الوحيد ( السيد المسيح ) الذي خاطبه الله الآب من السماء في العماد

وفي التجلى بقوله " هذا هو ابنى الحبيب الذى به سرر " ( مت 3 : 17 ) ، (مت 17 : 5 )

وهو الذي وضع الله عليه روحه " وضعت روحى عليه " وهذا يوافق قول الإنجيل "

ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة وكان صوت من السماء

قائلا انت ابنى الحبيب بك سررت " ( لو 3 : 22 )

والمسيح عند بدء خدمته فى الهيكل دفع إليه سفر اشعياء التوراتى

فبدأ خدمته بنبوأة مسح الله له بالروح القدس كمن يحاول أن يفهم اليهود

بأن نبوآت التوراة قد تمت اليوم فيه بتجسده وتحققت فيه نبوآت توراتهم

فقال لهم الرب يسوع بعد أن قرأ النبوأة ( لوقا4: 18- 22) :

4: 18 روح الرب عليَّ لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب

لانادي للمأسورين بالاطلاق و للعمي بالبصر و ارسل المنسحقين في الحرية

4: 19 و اكرز بسنة الرب المقبولة

4: 20 ثم طوى السفر و سلمه الى الخادم و جلس و جميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه

4: 21 فابتدا يقول لهم انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم

4: 22 و كان الجميع يشهدون له و يتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه و يقولون أليس هذا ابن يوسف

إذاً من النبوأة واضح جداً أن روح الرب القدوس نزل على المسيح فى إشارة لبدأ خدمته التبشيرية

وخدمته الخلاصية على الصليب إتماماً لوعوده التوراتية والتي تجسد لأجل إتمامها

وكذلك حلول الروح القدس على المسيح في معموديته هو نوع من إفرازه للخدمة الكهنوتية

لأنه ( الكاهن الأعظم) وليبشر المساكين ويشفى منكسرى القلوب ويحرر المأسورين

ويفتح أعين العميان بالجسد والعميان بالروح ويكرز بصلبه للخلاص