For God so loved the world, that he gave his only begotten Son, that whosoever believeth in him should not perish, but have everlasting life.

الثلاثاء، ٢٥ يناير ٢٠١١

الرد على إدعاءات معاذ عليان (الجزء الثاني)

الرد على معاذ عليان في إدعائه بكشف أكاذيب قناة الحياة

(الحلقة الرابعة – الجزء الثاني)

بقلم / الحمامة الحسنة

الجزء الأول  من هنا

+ عدنا للرد على الجزء الثاني والذي إنتقلت فيه للإستشهاد بكتاب أبونا عبد المسيح بسيط

( إذا كان المسيح إلهاً فكيف تألم ومات )

وإستشهدت بقول القديس أثناسيوس الرسولي بـأنه قال..

 

والكلام على لسانك أيها الشيخ معاذ :

 

(نعترف بإبن الله المولود من الآب خاصياً أزلياً قبل كل الدهور وولد من العذراء بالجسد

فى آخر الزمان من أجل خلاصنا.. طبيعة واحد للكلمة المتجسدة ونسجد له مع جسده)

بالرجوع للنص من الكتاب المذكور لأبونا علد المسيح بسيط

نجد النص للأنبا أثناسيوس يقول في آخره :

 

( …. طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد ونسجد له مع جسده)

طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد

طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد

طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد

” ونسجد له مع جسده “

ولأن المسلم مباح له الكذب في ثلاثٍ منهم الكذب في الجهاد

فلايختشي أن يجاهد بالكذب ليس على إخوانه المسلمين فقط بل حتي يكذب على نفسه !

نحن نسجد لله الكلمة المتجسد كما يقول النص الذي حرفته،

لماذا حذفت في قراءتك للنص كلمة ( الله ) ؟!

 

تريد أن تقول، أننا نشرك بالله لأننا نسجد للمسيح كإنسان ،أليس هذا غرضك ياسيد معاذ!

 

نحن و كما قال الأنبا أثناسيوس، نسجد لله الكلمة المتجسد والظاهر في الجسد

ولانسجد لإنسان بشري عادي بل لله الواحد الذي تجسد واعلن لنا ذاته من خلال هذا الجسد!

لو رجعت لأول النص ستجد الأنبا أثناسيوس يقول:

نحن نقرن الطبيعتين بالإتحاد ونعترف بمسيح واحد وإبن واحد ورب واحد………

ذلك الإتحاد هو إتحاد الجسد ذى النفس العاقلة مع الكلمة“

فنحن نسجد لله للكلمة الأزلي الذي صار في الجسد ( والكلمة صار جسداً وحلَّ بينناً )(يو1: 14)

المسيح ذاته قبِل السجود من اليهود الذين آمنوا به.. وهم ذاتهم اليهود الذين قال لهم رب التوراة :

 

( للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد )

 

والمسيح نفسه قال هذه الآية للشيطان في تجربته على الجبل

فكيف يقبل المسيح السجود وهو العالم بكلام توراته التي اوحى بها لأنبيائه قبل تجسده بمئات السنين !

“ أؤمن يا سيد ” وسجد له “(يو9: 38)

الذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين: “ بالحقيقة أنت ابن الله” (متى14: 33).

وسجدت له نازفة الدم بعد شفائها (مر5: 33)

(فلما رأى سمعان بطرس ذلك خر عند ركبتي يسوع قائلا اخرج من سفينتي يا رب لأني رجل خاطئ)( لو5 : 8)

( و فيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه اذا يسوع لاقاهما و قال سلام لكما فتقدمتا و أمسكتا بقدميه و سجدتا له) (متى28: 9)

(و لما رأوه سجدوا له و لكن بعضهم شكوا )( متى28: 17)

 

كذلك لم يقبل السجود له فقط .. بل طلب حتي الصلاة الموجة إلى الآب

طلب أن تكون له بإسمه أيضاً وسوف يستجيب هو هذه الصلاة ويفعلها :

(الحق الحق أقول لكم إن كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم إلى الآن لم تطلبوا شيئاً باسمي. اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملاً )(يو16: 23، 24)

 

وأيضاً كرر نفس الطلب أن تكون الصلاة بإسمه :

( و مهما سألتم بإسمي فذلك أفعله ليتمجد الآب بالأبن إن سألتم شيئاً بإسمي فأني أفعله) (يوحنا14: 13- 14)

وعبارة “ إنى أفعله ” التي ذكرها مرتين الرب الإله المتجسد يسوع ،

 

تعني أنه يستجيب للصلاة بنفسه لأن له السلطان الإلهي أن يُجيب الصلوات للمؤمنين بإسمه

فإذا كان المسيح إرتضى وسمح وقبل السجود والصلاة من البشر ..

فما هو وجه إعتراضك يا مسلم على السجود لله الكلمة المتجسد والظاهر في الجسد ؟!

 

+ ثم إستشهدت بكتاب العذراء مريم للأنبا إغريغوريوس

وهذا هو نص إستشهادك كما عرضته في الفيديو :

لماذا لم تذكر أن الأنبا أثناسيوس كان يستشهد بإنجيل لوقا الرسول

وقوله:

 ( بعد أن عثرت عليه امه ويوسف البار في الهيكل وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم …… ثم نزل معهما وجاء إلى الناصرة وكان خاضعاً لهما) (لوقا 2: 51)

 

لماذا لم تقل أن نص الأنبا غريغوريوس في بدايته يستشهد بنص إنجيلي من إنجيل لوقا !

فإذا كان إنجيل لوقا الذي أستشهد به الأنبا غريغوريوس يقول أن المسيح في صباه كان خاضعاً لوالديه ؟

فها هو وجه إعتراضك أن يؤكد الأنبا غريغوريوس هذه الحقيقة؟!

 

وهي أن المسيح الكلمة المتجسد كان خاضعاً لهما !

 

نعم خضع الله الكلمة المتجسد لوالدته بالجسد لأن الآية تقول : ( وكان خاضعاً لهما )

وكما قال لوقا الإنجيلي في الآية التي تلت آية خضوع المسيح لهما .. فيقول في ( العدد 52) :

 

( و أما يسوع فكان يتقدم في الحكمة و القامة و النعمة عند الله و الناس)

 

كان المسيح يتقدم في القامة والنعمة عند الله وأيضاً عن البشر ومنهم أمه

لأن المسيح اخلى ذاته من مجده الأزلي وإرتضي أن يخضع للطبيعة البشرية بالجسد

 

الذي إتخذه من طبيعتنا البشرية

 

وخضع للبشرية كلها من تجارب وآلام لـأتمام الصلب والفداء الذي تجسد لأجله

خضع المسيح للطبيعة البشرية التي إتخذ منها جسد ناسوته حين خضع للناموس

وأكمل كل برٍ حين تعمد على يد يوحنا المعمدان ولكن عندما إمتنع يوحنا خشوعاً لرب المجد ..

 

قائلا للمسيح أنا الذي أحتاج ان اعتمد منك و أنت تأتي اليَّ قال له يسوع في (متى3: 14- 15) :

( اسمح الآن لأنه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر حينئذ سمح له )

 

الإبن الكلمة الأزلي الذي تجسد وجاء تحت ناموس الطبيعة البشرية

فكان لابد ان يخضع لهذا الناموس الذي إتخذ منه ناسوته :وكما قال القديس بولس :

( ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله إبنه مولوداً من إمرأة مولوداً تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني) (غلاطية4:4- 5)

 

المسيح وُلد تحت الناموس فكان لابد ان يخضع للناموس بكافة اشكاله

منذ أن بدأ ينمو جسدياً في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس كما يقول الإنجيل

المسيح أتم كل برٍ منذ تجسده من العذراء والتي يقول عنها الإنجيل على لسان إليصابات

أنها “أم الرب “: ( فمن اين لي هذا ان تأتي أم ربي اليِّ )(لوقا1: 43)

 

أخذت العذراء مكانة لم تأخذها إمرأة في العالم على مر العصور

وبشهادة قرآنك أنها أطهر نساء العالمين لأن الله تجسد من هذه الفتاة العذراء

فإستحقت أن يقول لها ملاك البشارة “ مباركة أنتِ في النساء“(لوقا1: 28)

 

وأن تقول لها إليصابات : (مباركة أنت في النساء)( لوقا1: 42)

لماذا .. ؟ لأن ( القدوس المولود منك يُدعى ابن الله)(لوقا1: 35)

لقد إتحدت في المسيح الطبيعة الإلهية بالطبيعة البشرية في بطن العذراء

لذلك صارت العذراء والدة القدوس إبن الله

( فلذلك ايضا القدوس المولود منك يُدعى ابن الله)( لوقا1: 35)

 

( و ابن العليِّ يدعى )( لوقا1: 32)

إنها أم الرب .. و أم إبن العليِّ .. ووالدة إبن الله لذلك إستحقت أن يخضع لها

رب السماوات والأرض حين صار الله الكلمة في جسد أتخذه منها

فهي إم الله الكلمة لمتجسد.. و والدة الإله الذي إرتضي أن يظهر لنا في جسد إتخذه منها

فإستحقت العذراء أن تقول عن نفسها أنها :

( فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني) ( لوقا1: 48)

إستحقت ان تطوبها الأمم والعالمين لأنها سيدة نساء العالم

فإذا كان وحيد ورشيد كما قلت :“ ضيقوني لأنهم بيتكلموا بجهل” فيما هو ليس دينك..!

فماذا نقول عنك يامسلم وأنت تتناول عقيدتنا بجهل وحماقة ؟!!!

 

+ ثم إستشهدت بكتاب طبيعة المسيح للبابا شنودة صفحة 9:

(فيمكن أن نقول أن الطبيعة اللاهوتية إتحدت أقنومياً بالطبيعة البشرية داخل رحم القديسة العذراء ولكن بعد هذا الاتحاد لا نعود مطلقاً نتكلم عن طبيعتين في المسيح. فتعبير الطبيعتين يوحي بالانفصال والافتراق. ومع أن أصحاب الطبيعتين يقولون باتحادهما، إلا أن نغمة الانفصال كما تبدو واضحة في مجمع خلقيدونية، مما جعلنا نرفضه)..

 

نريد من سيادتك أن تعرفنا وجه الخطأ في كلام البابا شنودة يا معاذ!

ليس كل من قرأ الكتاب المقدس والكتب المسيحية يفهم معناها يا مسلم

لأن لها معاني روحية عميقة يصعب على المسلم فهمها..

فلا تقحم نفسك في الروحانيات وفي لاهوت المسيح حتي لاتُظهر جهلك وحماقتك يامسلم

المسيح الذي هو “الإبن الكلمة المتجسد “وليس “المتجسدة” كما نطقتها

هو طبيعة واحدة من طبيعتين منذ تجسده في رحم العذراء

المسيح في تجسده” أي في صورته البشرية ” ليس إنساناً فقط .. وليس إلهاً فقط

المسيح حمل لقب ( إبن الإنسان) علاوة على لقبه الإلهي الأساسي لطبيعته الإلهية وهو لقب ( إبن الله)

 

فأصبح ( إبن الإنسان + إبن الله) ولكن في الأصل قبل تجسده “ كان في صورة الله “

فلم يُحسب تعديّ أن يكون مساوياً لله الآب كما يقول الإنجيل

فهو الإبن الكلمة قبل تجسده بمئات السنين كما أعلنت التوراة

لأن أصل وجوده و “ مخارجه منذ أيام الأزل

( أما أنتِ يابيت لحم أفراته وأنتِ صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنكِ يخرج لي الذي يكون متسلطاً على إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل” (ميخا2:5)

 

وكما قلنا المسيح إله تأنس وليس بإنسان تـأله

فأصل الإبن الكلمة المتجسد وجوهر طبيعته هو “منذ القديم منذ أيام الأزل“

وكما قال الإنجيل عن المسيح : ( لانه فيه سرِّ أن يحل كل الملء)( كو1: 19)

(فإن فيه يحلِّ كل ملء اللاهوت جسدياً )( كو 9:2 )

 

كل ملء اللاهوت الإلهي بكامل قدرته حلَّ في الجسد ليظهر الله لنا في هذا الجسد

وحلول اللاهوت في الجسد هو حلول كيفي وليس حلولاً كمياً

حتي لايظن المسلم أن وقت التجسد خلت السماء من لاهوت الله

 

السيد المسيح الكلمة المتجسد قال عنه الإنجيل أنه :

( الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد. آمين ) (رومية 5:9)

(الذي هو قبل كل شيء و فيه يقوم الكل)(كولوسي1: 17)

 

+ ثم إستشهدت بآيات من الإنجيل وفسرتها بحسب مفهومك الإسلامي في محاولة منك للنيِّل من أزلية المسيح

 

وهي الآية التي يعلن فيها المسيح عن أزليته وأنه كائن قبل سيدنا إبراهيم:

وقلت والكلام على لسانك يا معاذ ( قبل أن يكون إبراهيم أنا هو )(يو8: 58)

من أين لك أن المعني المقصود للآية بالترجمة العربية ( أنا هو ) وليس ( أنا كائن ) ..؟

 

ولكشف تدليسك وتحريفك أمام الجميع عن النصوص الأصلية للإنجيل باللغة اليونانية يامعاذ

فصحيح ترجمة النص بالعربية هو : ( قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن )

بالرغم أن لقب (ἐγὼ εἰμί) =( أنا كائن – انا هو )

 

يتساوى لغوياً في النسخة الأصلية اليونانية للإنجيل في المعنى مع لقب” أنا كائن”

 

ولكن ولأنك ماهر في التحريف فأردت ان تضيِّع معنى النص بأن إستخدمت ( أنا هو ) بدلاً من ( أنا كائن )

 

كنوع من تشتيت الآية في محاولة للويِّ معني الآية ليتماشي مع تدليسك

 

لو تناولنا هذه الآية التي توضح جلياً أزلية المسيح ،فـعبارة (ἐγὼ εἰμί) لو جائت بمعنى “ أنا هو ”

فهي تأتي لإجابة سؤال : هل أنت يسوع المسيح؟

فيكون جوابه ( "أنا هو )

ولكن الموقف الذي قال فيه المسيح وتعني ( أنا كائن)

كما تفضلت سيادتك وقلت أن اليهود كانوا يقارنون بين زمن ميلاد المسيح وميلاد إبراهيم

فلو كانت إجابة المسيح ترجمتها كما تقول : “ أنا هو “

لما إستقام معنى الكلام .. لأنهم لم يسألونه عن شخصه

بل عن زمن ميلاده البشري .. فقال لهم أن كينونته قبل إبراهيم

في إشارة لأزليته ووجوده وكينونته قبل خلق العالم

فالموقف الذى قال فيه المسيح هذه الآية لا يحتمل ولايوحى

ولا يشير من قريب أو بعيد أنه يقول لهم” أنا هو الشخص المطلوب”

فاليهود سألوه : ( ليس لك خمسون سنة بعد أ فرأيت إبراهيم؟)

يقصدون : هل رأيت إبراهيم وأنت لم تكمل بعد الخمسين من عمرك؟

هنا الإستفسار عن زمن ميلاده وليس عن إسمه ولا عن شخصه

فلو قال لهم ( أنا هو ) لما إستقام معني الجواب مع سؤالهم

ولكن لأن السؤال كان عن زمن ميلاده لذلك كانت إجابته عليهم بـ “ أنا كائن” وليس “ أنا هو “

حاولت الجهاد بالكذب ففضحت نفسك يا مسلم

أما إدعائك المدلس، بأن المسيح يقصد أنها كينونة في علم الله الأزلي

فهو في هذا- وبحسب كلامك – يتساوى في علم الله الأزلي مع سيدنا إبراهيم

فكيف يقول المسيح أنه قبل إبراهيم !!!

أم كان المسيح هو فقط قبل إبراهيم في علم الله الأزلي أيها المسلم؟!!!

ولم يكن سيدنا إبراهيم أيضاً في علم الله الأزلي!!!

ولماذا لم يكن سيدنا إبراهيم في علم الله الأزلي مثل المسيح ؟

تكشف كذبك بنفسك وتفضح نفسك يامسلم..

 

اما قول الأعمي لجيرانه “ أنا هو ” فهذا كان جواب على سؤالهم عن شخصه ..

فإنجيل( يوحنا9: 8- 9) يقول: ( قالوا أليس هذا هو الذي كان يجلس و يستعطي،

أخرون قالوا هذا هو و أخرون أنه يشبهه و أما هو فقال أني أنا هو)

فجوابه”أني أنا هو” والتي تنطق أيضاً ( إيجو إيمي) ἐγὼ εἰμί

ولكن جوابه كان عن سؤالهم عن شخصه المطلوب

فإجابة الأعمي تختلف في المعني عن إجابة المسيح ( أنا هو الكائن)

للدلالة عن ازليته وليس عن تعريف شخصه

- كذلك القديس بطرس الرسول أجاب نفس الرد ( أنا هو ) في ( أعمال 10: 21)

( و قال ها أنا الذي تطلبونه )

فكانت إجابته بناء على سؤالهم وطلبهم له “ إيجو إيمي “أي “ ها أنا الذي تطلبونه”

 

ثانياً نأتي للمعني اللغوي للنص الأصلي باللغة اليونانية

( " إيجو " تعني “ أنا ” – إيمى وتعني “ كائن – هو ”

فعندما قال المسيح “انا كائن” ويعني انه موجود وكائن قبل ابراهيم

فإستخدم الفعل المضارع من الفعل ” إيمي ” والذي يعني ” الكائن “

ولم يقل “ أنا كنت ” ولم يقل “ أنا كنت في علم الله

بعكس بطرس الرسول و المولود الاعمى اللذان لم يقولا كالمسيح “ انا كائن “

بل استخدما الفعل ” إيمي ” للدلالة على أنهما الشخص المطلوب

والتي تعادل في الإنجليزية ” yes I am

 

ولكن المسيح إستخدمه كلقب إلهي في هذه الآية ،و هذا المعنى الذى فهمه اليهود جيدا فحاولوا رجمه

( فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هَكَذَا)(يو8: 59)

 

فلو كان المقصود كما قلت سيادتك ان المسيح يقصد “أنا هو“

فلماذا يرجمه اليهود ؟!!!

إلا لسبب إعلانه عن كينونته الأزلية في الآب “ أنا كائن “

ولم يكن يقصد كما تحاول أن توهم الناس أنه “ أنا هو الشخص المطلوب“

فلا يوجد اى إشارة أو سبب أخر يستدعيهم رجمه

سوى قوله هذا اللقب الإلهي ( أنا كائن) للدلالة على أنه الكائن الواجب الوجود الأزلي

 

فعبارة “ إيجو إيمي “ إستخدمت بثلاثة صور في الكتاب المقدس بعهديه

1-( إيجو إيمي - ) بمعنى” أنا هو ” لتعريف الشخص عن نفسه

كما قالها بطرس الرسول وكما قالها المولود أعمي

 

2- إيجو إيمي - “أنا هو ” عندما يريد الشخص إضافة صفة يصف بها نفسه

وهذا الإستخدام لعبارة “ إيجو إيمي” (ἐγὼ εἰμί) إستخدمها المسيح كثيراً في الإنجيل ..

مثلما قال : ( أنا هو الطريق والحق و الحياة )( إنجيل يوحنا 6:14 )

( أنا هو الراعي الصالح )( يو10:11)

( أنا هو نور العالم )(يو 8: 12)

( أنا هو خبز الحياة)(6: 35)

( أنا هو القيامة والحياة.من آمن بي ولو مات فسيحيا )( يو 11 : 25)

 

ومن الواضح انها جميعاً صفات لاتنطبق على إنسان ولا يستطيع إنسان ان ينطق بها ..

بل صفات لإله ولا تصلح لأن يصف إنسان لذاته

 

3- الإستخدام المطلق للقب ( إيجو إيمي ) (ἐγὼ εἰμί) وهو بمعني ( أنا يهوه – أنا الكائن - أنا هو )

 

وهو إستخدام بدون أي إضافات أخري، مثلما قال المسيح في بعض آياته :

(فقال لهم يسوع متى رفعتم إبن الانسان فحينئذ تفهمون إني أنا هو )( يو8: 28)

( أقول لكم الآن قبل ان يكون حتى متى كان تؤمنون إني أنا هو )( يو13: 19)

(فقلت لكم أنكم تموتون في خطاياكم لأنكم إن لم تؤمنوا إني أنا هو، تموتون في خطاياكم)( يو8: 24)

 

وهذا الإستخدام المطلق لهذه العبارة لم يستخدمه أحد في الكتاب المقدس

بعهديه التوراة والإنجيل سوي فقط الرب الإله يهوه في التوراة

والأبن الكلمة المتجسد في الإنجيل،لأنه لقب إلهي لايستطيع إنسان أن يصف نفسه به

وهو لقب يعني : ( أنا الكائن- أنا يهوه – انا الرب )

ففي التوراة نرى الرب الإله – يهوه – وإستخدامه لنفس هذا الإسم

والذي هو عبارة عن (إسم و لقب الإلهي ) في التوراة

يستخدمه كلقب له للدلالة على كينونته الألهية وأنه ( الموُجِد وأصل الوجود)

 

فعندما طلب موسي من الرب الذي ظهر له في العليقة وأراد موسى أن يعرف إسمه :

فقال موسى لله ها أنا آتي الى بني اسرائيل و اقول لهم إله ابائكم ارسلني إليكم فاذا قالوا لي ما اسمه فماذا أقول لهم) ( خروج3: 13)

 

( فقال الله لموسى أهيه الذي أهيه و قال هكذا تقول لبني اسرائيل أهيه أرسلني إليكم …. هذا إسمي إلى الأبد و هذا ذكري إلى دور فدور )( خروج3: 14)

 

و” أهيه الذي أهيه ” تعني ( أنا الكائن الذي أكون ) وهي تساوي لقب الرب الإله وينطق بالعبرية ( يهوه )

وإستخدم الرب في التوراة هذا اللقب في كثير من الآيات :

كذلك: ( أنا أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي و خطاياك لا اذكرها)( أشعياء43: 25)

 

نلاحظ في هذه الآية تكرار ( إيجو إيمي ) في النسخة اليونانية للتوراة

لتأكيد الرب الإله أن هذا لقبه وألقاب الرب ألقاب إلهية لايعطيها الرب لإنسان..

 

لأنه كما قال أن مجده لايعطيه لأخر

( أنا الرب و ليس أخر)(إش45: 18)

هنا في هذا النص الأخير قال الرب الإله ( أنا الرب )

والتي في التوراة العبرية ( أنا يهوه – אני יהוה) وهذا هو النص العبري لهذه الآية :

אני יהוה ואין עוד

فُترجمت هذه الآية العبرية (أنا يهوه – أنا الرب) إلى ( إيجو إيمي – egw eimi)

وكتبت هكذا: ( Isaiah 45: 18)

γ εμι, κα οκ στιν τι

 

هكذا نجد أن إسم الرب الإله في التوراة اليونانية (γ εμι)

والذي يعني بالعبرية ( أنا الرب يهوه – انا الكائن )

وترجم من إسم” الرب يهوه - יהוה” في التوراة العبرية والذي يعني ( أنا الرب يهوه)

 

إذاً نفهم من عرض نصوص التوراة العبرية وترجمتها اليونانية أن :

 

( يهوه = الرب = أنا هو = أنا الكائن =egw eimi = אני יהוה= γ εμι)

 

لذلك المسيح عندما أستخدم نفس الإسم الإلهي egw eimi

فهم اليهود ماذا يقصد السيد المسيح جيداُ وماذا يعني

لما لهذا الإسم من دلالة وقدسية كبيرة لدرجة أن اليهود حتي يومنا هذا

 

لايستطيعون أن ينطقوا هذا الإسم الإلهي لهيبته ولأن الرب قال لهم في توراته

( لا تنطق باسم الرب إلهك باطًلا لأن الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلاً ) ( تثنية5: 11)

لذلك لم يحتمل اليهود ان يسمعوا أن يطلق السيد المسيح هذا الإسم الإلهي على ذاته

وإعتبروه مجدفاً على الذات الإلهية فحاولوا رجمه مرات عديدة .. قائلين له :

( أجابه اليهود قائلين لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديفٍ فإنك و أنت إنسان تجعل نفسك إلهاً )

 

+ كذلك في سفر الرؤيا نجد السيد المسيح استخدم” ” بعد صعوده

لوصف ذاته بصفات إلهية لم يستخدمها غير الرب الإله يهوه الذي قال في التوراة:

(اسمع لي يا يعقوب و إسرائيل الذي دعوته أنا هو أنا الأول و أنا الأخر)

( إش48: 12)

 

κου μου, Ιακωβ κα Ισραηλ ν γ καλ· γ εμι πρτος, κα γ εμι ες τν αἰῶνα,

 

 

فنفس هذه الآية التوراتية قالها السيد المسيح في أكثر من موضع لسفر الرؤيا ليوحنا الرائي:

(أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ. الأَوَّلُ وَالآخِرُ ….) (رؤ1 : 11)

(أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّاناً ) (رؤ21 : 6)

( أنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ )(رؤ22 : 13)

(لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِر ) (رؤ1 : 17))

(يوحنا الى السبع الكنائس التي في آسيا نعمة لكم و سلام من الكائن و الذي كان و الذي يأتي)( رؤيا1: 4)

 

السيد المسيح أعلن بعد صعوده أنه الكائن والذي كان والذي يأتي

فمن هو الكائن الأزلي الأول والأخر والبداية والنهاية غير الله الذي لابداية ولانهاية لكينونته ؟

أظن واضح جداً أنه من العيب أن تقحم نفسك فيما تجهله فينكشف جهلك أكثر

 

- نعود ثانية لكلامك يامعاذ.. ومساواتك بين قول المسيح ( أنا كائن )

و بين وقول الآية التي تقول والكلام كان على لسانك قرأته أيضاً هكذا:

 

( الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح كما إختارنا الله ::::: قبل تأسيس العالم) ( أفسس1: 4)

 

والنص الصحيح للآية يقول أيها المسلم

 

( الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح ،كما إختارنا فيه قبل تأسيس العالم)

 

لماذا أسقطت من قرائتك حرف الجر ( فيه )؟!

 

فيه.. فيه … فيه = أي إختارنا الآب في المسيح

 

الله الآب إختارنا في المسيح قبل تأسيس العالم

إذاً المسيح كائن قبل تأسيس العالم ،وبالتالي الله إختارنا فيه قبل تأسيس العالم

الآية تدينك ياأخ معاذ لأنها توضح جلياً أزلية الإبن والذي إختارنا الله فيه قبل تأسيس العالم

لذلك نجد الإنجيل يقول بخصوص هذه النقطة في رسالة ( كولوسي1: 16- 17):

( فإنه فيه خلق الكل ما في السماوات و ما على الارض ما يرى و ما لا يرى سواء كان عروشا ام سيادات أم رياسات أم سلاطين الكل به و له قد خلق، الذي هو قبل كل شيء و فيه يقوم الكل)

 

فإنه فيه خلق الكل ..الكل به و له قد خلق ..الذي هو قبل كل شيء و فيه يقوم الكل

نحن خلقنا فيه وبه وله .. الذي هو قبل كل شيئ

 

وكذلك تجاهلت أيها الشيخ ان معني الآيتين مختلف تماماً

بين ان يعلن المسيح عن أنه كائن قبل إبراهيم

وبين أن يعلن بولس عن إختيار الله لنا في المسيح قبل تأسيس العالم !

لأن كلمة ( كائن) في اللغة العربية من كينونة .. والكينونة تعني قائم بذاته وموجود فعلاً..

 

وهناك كثير من الآيات التي أعلن فيها المسيح أزليته:

 

( الآن مجدني أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم)( يو17: 5)

هذا المجد الذي للمسيح مع الآب قبل كون العالم هو مجد أزلي مساوي بين الآب والأبن

 

وهو مجد تكلم عنه المسيح عند إقامته لعازر من الموت جيث قال :

( هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد إبن الله )

 

فهو مجد إلهي واحد بين الآب والأبن .. مجد الله الذي تكلم عنه في التوراة قائلا :

( أنا الرب هذا اسمي، ومجدي لا أعطيه لأخر ){أش 42 : 8}

 

فلو كان المسيح مجرد انسان فكيف يساوي ذاته بالمجد الإلهي لله الآب ؟!!!

وهو يعلم جيداً من توراته ان الله لايعطي مجده لمعبود سواه أو لأي بشر ؟!

فالكينونة الأزلية للمسيح تختلف عن إختيار الله للمؤمنين قبل تأسيس العالم

لأن الإختيار يكون بحسب فكر وعلم الله الأزلي ولكن لم يكن قد خلق الله العالم بعد.

بينما ( كائن) أي حيٌ وموجود وقائم فعلاً منذ الأزل .

- ونفس الشيء بالنسبة للآية التي إستشهدت بها من ( إرميا 1: 5)

( قبلما صورتك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك )

 

في هذه الآية ” صورتك.. عرفتك.. قدستك ..

فهي معرفة وتقديس إلهي أزلي بحسب العلم الإلهي المسبق

ولكن لم يكن هناك كينونة قائمة ولا وجود فعلي للنبي إيليا !

مشكلتك ياشيخ معاذ ومشكلة كل مسلم أنكم تريدون أن تغيروا لغوياً معني كلمة ” كائن“

فهذه الآية عقبة في حلقك وحلق كل مسلم!

 

+ ننتقل لنقطة أخري مع تفسيراتك البهلونية لآيات الكتاب المقدس وإستشهادك بالآية التي قالها المسيح:

( أنا والآب واحد ) ( متى10: 30 )

 

وتعلق على قول الأخ وحيد أنه قال في هذه الآية “ انا والله واحد “

وإعترضت بشدة قوله أن الآب هو الله

ولم تعطينا إثبات واحد بفكرك العبقري أن الله ليس هو الآب يا أخ معاذّ

في حين ان كل العالم المسيحي وغير المسيحي يعرف ان كلمة الآب في الكتاب المقدس تعني الله

فهذه الآية تتساوي في المعني مع قول إنجيل يوحنا عن الإبن المتجسد: ( وكان الكلمة الله )

إذاً الله الآب هو نفسه الكلمة المتجسد لأن: ( في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله)

( أنا والآب واحد ) = ( وكان الكلمة الله)

وانت كمسلم تجاهد وتقتطع الآية من مناسبتها وسياقها لتثبت بها تحريفك

فلماذا لم تذكر أن اليهود أرادوا رجم المسيح بسبب قوله هذه الآية ؟!

( فتناول اليهود أيضاً حجارة ليرجموه فقال لهم يسوع بسبب أي عمل ترجمونني)

أجاب اليهود الذين فهموا إعلانه عن لاهوته بقوله “ أنا والآب واحد”

 

فقالوا له: ( فإنك وانت إنسان تجعل نفسك إلهاً … فأجاب يسوع قائلاً : ” فالذي قدسه الله الآب وأرسله إلى العالم أ تقولون إنك تجدف لأني قلت إني إبن الله …. لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب فيَّ وأنا فيه )

 

إذاً اليهود فهموا أن الله هو الآب وأن المسيح يعادل ذاته بالله الآب

فأين انت أيها المسلم من هذه الإعلانات الإلهية

لتفسر الآيات بحسب فهمك البهلواني العقيم !

 

وايضاً أضيف لك آيات عن إعلان المسيح عن أزليته..

عندما طلب منه فيلبس أن يريه الله الآب وكفا .. فقال له يسوع

(أنا معكم زمانا هذه مدته ولم تعرفني يافيلبس الذي رآني فقد رأي الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب ألست تؤمن أني في الآب والآب فيَّ ….) ( يو14: 11)

 

الذي رآني فقد رأي الآب = لأن المسيح الكلمة هو صورة الله الآب المنظور لجوهره الإلهي الغير منظور

أني في الآب والآب فيَّ= وحدة الجوهر الإلهي بين الله الآب والإبن الكلمة المتجسد

 

- وأيضاً يخبرنا يوحنا الإنجيلي أن اليهود أرادوا رجمه في معجزة شفاء المفلوج فقال لهم يسوع :

 

( أبي يعمل حتى الآن وانا أعمل … فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه لأنه لم ينقض السبت فقط بل قال لليهود أن الله أبوه معادلاً نفسه بالله)(يو4: 17- 18)

 

أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل

هنا فهم اليهود أن الله الآب مساوي للإبن في العمل الإلهي

لأن اللاهوت الإلهي واحد في العمل والمشيئة ..

لذلك أرادوا رجمه لأنهم فهموا أنه يعادل ذاته بالله الآب

 

+ ثم استشهدت سيادتك بآية من إنجيل (يوحنا17: 20):

( ولست أسأل من أجل هؤلاء فقط بل أيضاً من أجل الذين يؤمنون بكلامهم  ليكون الجميع واحداً كما أنك أنت أيها الآب فيَّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا ليؤمن العالم إنك أرسلتني وأنا قد أعطيتهم المجد الذي اعطيتني ليكونوا واحداً كما اننا نحن واحد وأنا فيهم وأنت فيَّ ليكونوا مكملين إلى واحدٍ )

 

لو كنت فهمت قول المسيح هذا أيها المعاذ ما كنت وضعته لأنه يدينك!

( ليكون الجميع واحداً )….( كما أنك أنت أيها الآب فيَّ وأنا فيك) ….

( ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا )….. ( ليكونوا واحداً كما اننا نحن واحد)

نلاحظ في هذه الآيات الوحدة بين المؤمنين في طرف.. ووحدة الآب والإبن في طرف أخر

فوحدة المؤمنين هي وحدة جائت نتيجة إيمانهم بالآب والإبن فهي وحدة إيمانية

نتيجتها تبني الله للمؤمنين بإبنه وبفدائه المقدم لهم

لأن كما قال الإنجيل عن المؤمنين أنهم أبناء الله :

( وأما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا أولاد الله اي المؤمنون بإسمه)( يو1: 12)

(لانكم جميعا أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع )( غلاطية3: 26)

( أن يسوع مزمع أن يموت عن الأمة وليس عن الأمة فقط بل ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحدٍ )

(يو11: 52)

فالمؤمنين بفداء المسيح يصيروا واحدٍ في الإيمان بالسيد المسيح

بينما وحدة الآب والإبن هي وحدة إلهية بحسب طبيعة الآب والإبن في جوهر إلهي واحد

وليست وحدة بالتبني كالتي بين المؤمنين

والتي تحاول أن تظهر المسيح كأنه يتكلم عن وحدة إعتبارية مكتسبة بالإيمان بينه وبين الله الآب

لذلك يعلن المسيح بقوله :” ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد

فوحدة المؤمنين بالتبني نتيجة إيمانهم ليست هي نفسها الوحدة بحسب اللاهوت الإلهي الواحد بين الآب والإبن

لذلك نجد المسيح يقول في نفس الإصحاح :

( كل ماهو لي فهو لك وما هو لك فهو لي وأنا ممجد فيهم …. أيها الآب القدوس احفظهم في إسمك الذي أعطيتني ليكونوا واحداً كما نحن )(يو17: 10- 11)

 

( وأنا فيهم و انت فيَّ ليكونوا مكملين الى واحدٍ)=

لم يقل المسيح “ ونحن في بعضنا” ولم يقل “ ونحن فيك

لأن طبيعة الآب والإبن هي طبيعة إلهية واحدة لذلك قال “ وأنت فيَّ” ولم يقل “ وأنت فينا

فالمسيح يكلم الآب على أساس وحدة جوهر اللاهوت الواحد بين الآب والإبن

لذلك لايعُدّ المسيح نفسه في وحدة التبني بالإيمان

بل بحسب وحدة جوهر اللاهوت الإلهي بين الآب والإبن

بينما قول المسيح: ( وانا فيهم ) = هو إتحاد بين المؤمنين والمسيح بحسب بنوة التبني التي صارت لنا بالإيمان ..

فيصير المسيح بروحه القدوس متحداً بأجسادنا وارواحنا وهو الروح القدس

الذي أرسله المسيح للمؤمنين في اليوم الخمسين لقيامته من الموت

وهو الروح القدس الذي يناله المؤمنين الآن في سرِّ المعمودية المقدس

فهذا هو الإتحاد بين المؤمنين والمسيح ويصير المسيح بداخلنا كما قال: ( أنا فيهم )

الوحدة بين الله الآب والأبن هي وحدة حقيقية وليست إعتبارية والدليل :

 

(أبي يعمل حتى الآن وانا أعمل ) = وحدة حقيقية بين الله الآب والإبن في المشيئة والعمل

(كل ماهو لي فهو لك وما هو لك فهو لي) = وحدة حقيقية بين الله الآب والإبن في السلطان الإلهي على مُلك العالم

( الذي رآني فقد رأي الآب )= الإبن الكلمة المتجسد هو صورة جوهر الله الغير منظور

( الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة)( كولوسي1: 15)

( أني في الآب والآب فيَّ ) = وحدة الجوهر الإلهي بين الله الآب والإبن الكلمة المتجسد

( لأجل مجد الله ليتمجد إبن الله )= وحدة في المجد الإلهي الأزلي بين الله الآب وبين إبن الله الكلمة المتجسد

الوحدة بين الله الآب والإبن الكلمة هي وحدة أزلية وجوهرية لأنها وحدة حقيقية

ومساواة بين الله الآب وإبنه في العمل والمشيئة والسلطان والمجد الإلهي الأزلي

- أزلية المسيح هي أزلية فوق الزمان والمكان وفوق عالمنا الأرضي

لذلك لايستطيع أي إنسان حتى ولو كان هذا الإنسان نبياً

ومهما كانت عظمة هذا النبي لايستطيع ان يقول مثلما قال المسيح في ( متي 18: 20):

(لأنه حيثما إجتمع إثنان أو ثلاثة بإسمي فهناك أكون في وسطهم)

فهو الله الظاهر في الجسد وظهوره في الجسد لايمنع وجوده بلاهوته الواحد مع الآب

 

في كل مكان لأن لاهوت الله بأقانيمه فوق المكان

- كما أن المسيح بلاهوته الإلهي أيضاً فوق الزمان لأنه القائل ( متى29: 20) :

( و ها أنا معكم كل الأيام الى إنقضاء الدهر آمين)

أزلية المسيح أعلنها المسيح بذاته وكلمته هي الحق والوحي الإلهي المباشر لنا

شهد لأزليته أنبياء التوراة ونبوآتهم

وشهد لأزليته جميع تلاميذه الذين كتبوا إنجيلهم ورسائلهم وشهد له العالم على مدار ألفين عاماً

إلا إبليس وأبناء الهلاك الذين يحاولون هدم أزلية المسيح بتحريفهم نصوص وتفسيرات الكتاب المقدس

والتي شهد لها جميع المخلوقات في السماء وعلى الأرض

ولنا لقاء أخر في الرد على الجزء الثالث بنعمة الرب يهوه