For God so loved the world, that he gave his only begotten Son, that whosoever believeth in him should not perish, but have everlasting life.

الجمعة، ٢١ سبتمبر ٢٠٠٧

تحريف القرآن عند السنة (1): الفرقان لأبن الخطيب

الشيخ ابن الخطيب هو أحد من ماثل عمله عمل الشيخ النوري في تأليف كتاب يثبت فيه تحريف القرآن المزعوم ، فجمع الروايات وأقوال الصحابة في تحريف القرآن وكافح ابن الخطيب ونافع في كتابه الفرقان – الذي حصلنا عليه مؤخرا- عن فكرة التحريف وصار يرد على بعض علماء الأزهر ، وسننقل بعض الموارد من كتابه .

قال ابن الخطيب في كتابه  : " وليس ما قدمناه من لـحن الكُتّاب في المصحف بضائره ، أو بمشكك في حفظ الله تعالى له ، بل إن ما قاله ابن عباس وعائشة وغيرهما من فضلاء الصحابة وأجلاء التابعين ، أدعى لحفظه وعدم تغييره وتبديله.

 

جواز الخطأ على كُتّاب المصحف : ومما لا شك فيه أن كُتّاب المصاحف من البشر ، ويجوز عليهم ما يجوز على سائرهم من السهو والغفلة والنسيان ، والعصمة لله وحده . وقد اختلفوا في عصمة الأنبياء ، والقول الراجح أنـهم معصومون فيما يتعلق برسالاتـهم فقط ، أما ما عداها فشأنـهم كشأن بقية البشر . ومثل لـحن الكُتّاب كلحن المطابع ، فلو أن إحدى المطابع طبعت مصحفا به بعض الخطأ – وكثيرا ما يقع هذا - وسايرها على ذلك بعض قرّاء هذا المصحف ، لم يكن ذلك متعارضا مع حفظ الله تعالى له وإعلائه لشأنه " (ص45-46) .



---------------------------------

 

وأيضا قال في فصل ( ما غيّره الحجاج في المصحف ) من كتابه الفرقان :

" قد غيّر الحجاج بن يوسف الثقفي في الصحف (وهو المصحف الذي كتب في عهد عثمان . والحجاج أول من نقط المصحف وشكله ، بأمر من الخليفة عبد الملك بن مروان) ، إثنا عشر موضعا :

كانت في سورة البقرة (لم يتسنّ) فغيرها {لَمْ يَتَسَنَّهْ}(البقرة/259) بالهاء .

وكانت في سورة المائدة ( شريعة ومنهاجا ) فغيرها {شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا}(المائدة/48).

وكانت في سورة يونس ( هو الذي ينشركم ) فغيّرها {يُسَيِّرُكُمْ}(يونس/22).

وكانت في سورة يوسف ( أنا آتيكم بتأويله ) فغيرها {أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ }(يوسف/45).

وكانت في سورة المؤمنين ( سيقولون لله ) فغيرها ِ{سيقولون الله} (المؤمنون/87). وفي نفس السورة أيضا ( سيقولون لله ) فغيرها {سيقولون الله} (المؤمنون/89) .

 

وكانت في سورة الشعراء  -في قصة نوح عليه السلام- ( من الخرجين ) وفي نفس السورة - وفي قصة لوط عليه السلام- ( من المرجومين ) فغير التي في قصة نوح وجعلها {مِنْ الْمَرْجُومِينَ}(الشعراء/116). وجعل التي في قصة لوط {مِنْ الْمُخْرَجِينَ}(الشعراء/167).

 

وكانت في سورة الزخرف ( نحن قسمنا بينهم معايشهم ) فغيرها {مَعِيشَتَهُمْ }(الزخرف/32).

وكانت في سورة الذين كفروا ( من ماء غير ياسن ) فغيرها { آسِنٍ }(محمد/15).

وكانت في سورة الحديد ( فالذين آمنوا واتقوا ) فغـيّرها {وَأَنْفَقُوا}(الحديد/7).

وكانت في سورة التكوير ( وما هو على الغيب بظنين ) فغيرها {بِضَنِينٍ}(التكوير/24) .

سبب ما فعله الحجاج من التغيير : ولم يصنع الحجاج ما صنع إلا بعد اجتهاده وبحثه مع القرّاء والفقهاء المعاصرين له . وبعد اجماعهم على أن جميع ذلك قد حدث من تحريف الكُتّاب والناسخين ، الذين لم يريدوا تغييرا ولا تبديلا ، وإنما حدث بعض ما حدث لجهلهم بأصول الكتابة وقواعد الإملاء والبعض الآخر لخطأ الكاتب في سماع ما يملى عليه ، والتباسه فيما يتلى عليه .

 

ولا يتنافى هذا مع قوله جل شأنه {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(الحجر/9). لأن المراد بالحفظ مفهوم الألفاظ لا منطوقها (!!) لأن الألفاظ ما صيغت إلا ليستدل بـها على معان مخصوصة قصد بـها أوامر ، ونواه ، وعبادات ، ومعاملات ، وجميعها مصان محفوظ ، مهما تقادم الدهر ، وتطاول العمر " (ص50-52) .




-----------------------------

وقال ابن الخطيب في فصل ( التناقض الموجود في رسم المصحف ) من كتابه الفرقان :

" قصور كاتب المصحف في الهجاء : وعلم الله تعالى أن هذا الرسم لم يناقض بعضه بعضا إلا لتوهم الكاتب للمصحف الأوّل (الصحابة الذين كتبوا المصحف ؟؟) وقصوره في فن الـهجاء وخطئه -نعم أقوالها واضحة جلية بدون مواربة ، فالحق لا يقبل المحاباة ، ولا المداجاة- لأن ذلك الكاتب من البشر ، وسائر البشر يجوز في حقهم السهو ، والخطأ ، والنسيان ، والقصور ، وقد قال بذلك ، عائشة ، وابن عباس ، وغيرهما من فضلاء الصحابة الذين أخذنا عنهم الشريعة ، الدين ، والقرآن " (ص83-84) .



-------------------------------

قال ابن الخطيب في الفرقان : " قول عثمان بأن في كتابة المصحف لـحنا : وقد جاء أن عثمان قال – حين عرض عليه المصحف في كَتْـبَتِهِ الأخيرة - : أرى فيه لـحنا ، وستقيمه العرب بألسنتها . ولا شك أن عثمان يقصد بذلك اللحن الذي ستقيمه العرب بألستنها : الخطأ البادي في الهجاء ، والتناقض الموجود في رسم المصحف القديم .

 

قول عائشة بخطأ كاتب المصحف الأول : روى أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين أنـها قالت : ثلاثة أحرف في كتاب الله هي خطأ من الكاتب { إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}(طه/63). و {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ}(المائدة/69). و{لَكِنْ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ }(النساء/162).

 

أما وقد ثبت لنا الآن من قول عائشة (رضها) ومن قول كثير من فضلاء الصحابة : خطأ الكاتب للمصحف الأول ، فلا معنى للتمسك بـهذا الرسم ، الذي ثبت خطؤه بقول الرسول عليه الصلاة والسلام ، وقول عثمان (رض) ، وقول عقلاء الأمة وأدبائها ومفكريها . وقد كان هذا الرسم سببا في خطأ بعض القراء المشهورين ، كما سنبينه في الفصول القادمة إن شاء الله تعالى " (ص90-91) .