تحريف القرآن : مخطوطات صنعاء
اكتشاف قرآن صنعاء (*)
كان جيرد بوين Gerd Puin (1) رئيسا لمشروع ترميم موكل من قبل الحكومة اليمنية وقد قضى وقتا طويلا في فحص المخطوطات القرآنية القديمة المكتشفة في صنعاء في اليمن في عام 1972. وقد كشف فحصه عن تسلسل غير شرعي للآيات القرآنية و اختلافات في النص و خط نادر من الأملاء يفترق عن النسخ الشرعية اللاحقة, وهذا ينفي التأكيد على القرآن هو كلام الله الأصلي غير المحرف. كتبت الآيات بخط عربي حجازي مبكّر وهذا ما يطابق النسخ الأقدم المعروفة من لأجزاء من القرآن. وهنالك أيضا (في المخطوطة)و بشكل واضح صورا للنص كتبت فق صور ممحية أقدم . وما أكده القرآن اليمني هو وجود نص متطور (للقرآن) بدلا من نص ثابت وذلك منذ وفاة محمد عام 632 للميلاد.
صورة من مخطوطات صنعاء توضح أن سورة الأعراف كانت 165 آية وليست 206
لقد نظفت و عوملت و صنفت وصوّرت بصورة مضنية أكثر من 15000 رقّا من القرآن اليمني , كما ان 3500 صورة مكروفلمية قد استنسخت من المخطوطة. توجد بعض ملاحظات بوين الابتدائية عن اكتشافاته في مقاله المعنون " نتائج فحص لمخطوطات قرآنية مبكرة في صنعاء" والتي قد نشرت في كتاب " ماذا يقول القرآن حقيقة" لابن الورّاق.
تقييم القرآن
يدعم بحث بوين استنتاج جون وانسبرو وتلاميذه أن القرآن الذي نعرفه لا يعود إلى زمن محمد.
في عام 1999 تقتبس مقالة في شهرية أتلانتيك عن جيرد بوين انه قال:
" فكرتي هي أن القران هو نوع من الكوكتيل المصنوع من خلط النصوص والتي لم تكن كلها مفهومة حتى في زمن محمد. العديد منها ربما كانت أقدم بمائة عام من الإسلام نفسه. حتى ضمن التقاليد الإسلامية هنالك كم ضخم من المعلومات المتناقضة, المتضمنة طبقة مسيحية مهمة, ومن الممكن للمرء أن يكوّن تاريخا مناظرا للإسلام منها (المعلومات) إذا شاء. يدعي القرآن لنفسه انه مبين أي واضح, ولكنك إن نظرت إليه ستجد أن بعد كل عبارة رابعة تقريبا , عبارة خامسة لا معنى لها. بالتأكيد, العديد من المسلمين قد يخبروك بالعكس, ولكن الحقيقة هي أن خمس القرآن هو في الواقع غير مفهوم, فإذا كان لا يفهم بالعربية, فهو إذن غير قابل للترجمة. وهذا ما يجعل المسلمين خائفين, فبما أن القرآن يدعي تكرارا انه مبين ولكنه ليس كذلك, أذن هنالك تعارض واضح وجديّ. فهنالك شيء ما مشكل في المسألة". مع ذلك ففي مقالة اختصاصية سابقة ( بوين , عام 1996), يصف بوين الاختلافات التي وجدها, وعادة ما كانت في تسلسل النص, ويقارنها مع الاختلافات المذكورة سلفا من قبل فقهاء المسلمين.
من وجهة نظر إسلامية دينية من الممكن للمرء أن يعترض بأن المصادر الإسلامية قد ذكرت أن عددا من صحابة محمد الأولين قد امتلكوا نصوصا قرآنية مختلفة عن تلك المفروضة من الخليفة عثمان بن عفان (650-656), وان هؤلاء الصحابة كانوا ممانعين في التخلي عن نسخهم.
و بينما يقال آن بوين هو الآن يعمل على تأليف كتاب عن مخطوطات صنعاء, فهو قد وضح سلفا الفجوة الضاهرية بين تصريحاته الى شهرية اتلانتيك وأبحاثه الأكاديمية المنشورة في مجموعة دي دنكلين انفانج Die dunklen Anfänge (برلين 2005). وفي هذا المجلد يناقش عد من الباحثين الإسلاميين بصورة أكاديمية نقاط غير واضحة في الإسلام. (2)
--------------------------
ما تقوله الصحف (3)
بعد حوالي 30 سنة من العثور عليها، اصبحت قصاصات الجامع الكبير في العاصمة اليمنية صنعاء موضوع دراسة وجدل ونقاش حاد بين الباحثين، وكانت صفحة آثار ومقتنيات في «الشرق الأوسط» قد نشرت في أول عدد لها في 1999/2/18 قصة القصاصات التي عثر عليها بالجامع الكبير في مخبأ سري سنة 1972 بين السقف الداخلي والسقف الخارجي للجامع ـ على اثر سقوط امطار غزيرة.
وكانت مفاجأة عندما اخرج العمال من هذا المخبأ آلافا من القصاصات والدفاتر والكتب البالية الى جانب كميات هائلة من الرقوق الجلدية مكتوب عليها بخطوط عربية قديمة، في خليط غريب تأثر بفعل الرطوبة والحشرات والفئران. وتبين بعد ذلك ان ما عثر عليه يمثل مكتبة قرآنية قديمة ترجع في تدوينها الى القرون الاولى للهجرة.
كان الجامع الكبير هو المركز الرئيسي لنشر وتعليم القرآن الكريم في صنعاء منذ السنوات الأولى للقرن الهجري الاول، وكان المشرفون عليه يقومون بحفظ الاجزاء التي تتلف أو تتمزق من المصاحف في اماكن خاصة تكريما لها. ولقد طلبت اليمن من الحكومة الالمانية المساعدة في ترميم القصاصات وصيانتها، ووافقت المانيا عام 1979 على تنفيذ مشروع صيانة المكتبة الذي بلغت تكاليفه 2.2 مليون مارك الماني، وبالفعل اعد مشروع يمني ـ الماني مشترك لترميم وتوثيق هذه المخطوطات القرآنية، وبدأ تنفيذ المشروع عام 1983 واستمر حتى عام 1996 حين تمكن الفريق من ترميم 15 الف صفحة من نسخ القرآن الكريم من مجموع المخطوطات المكتشفة التي بلغ عددها نحو 40 الف مخطوطة، بينها 12 الف رق جلدي قرآني، جرى فتحها وتنظيفها ومعالجتها وتصنيفها وتجميعها.
كذلك انجزت فهرسة الرقوق القرآنية وصورت حتى تسهل على الباحثين دراستها، ثم وضعت في دار المخطوطات في صنعاء للعرض امام الزائرين. وصورت 35 الف صورة صغيرة ميكرو فيلم ـ ارسلت الى المانيا لعرضها على الخبراء العالميين لدراستها والتعليق عليها.
وسرعان ما تبين للخبراء الألمان الذين فحصوا الاوراق وجود عشرات الآلاف من القصاصات القرآنية ضمن المكتبة، جمعت على مدى قرون طويلة من نسخ متعددة من القرآن الكريم. وعند فحص طريقة الكتابة ونوع الحروف المستخدمة، تبين للخبراء ان بعض القصاصات التي عثر عليها ترجع الى نسخ قديمة من القرآن مكتوبة بالخط الحجازي النادر في القرنين السابع والثامن، اي القرنين الأولين من التاريخ الهجري، مما يجعلها من اقدم النسخ القرآنية التي عثر عليها حتى الآن.
-------------------------------------
أكتشفت أقدم اقتباسات قرآنية على عملات أثرية قديمة كانت متداولة في عام 685 م، وفي المسجد الأقصى الذي بناه عبد الملك بن مروان في القدس في 691 م (Crone-Cook, 1977, p. 18 ). تختلف هذه الاقتباسات القرآنية كثيرا عن النص القرآني المتداول في العصر الحالي. إستنتج فان برشم وجرومان بعد دراسات تفصيلية لأقدم نقوش وكتابات في المسجد الأقصى أنها تختلف كثيرا عن القرآن الحالي في تصريف الأفعال وفي تركيب الجمل ومعانيها كما أنها تحذف بعض ما يحتويه قرآن اليوم (4)
أقدم شاهد غير إسلامي لكتاب يدعى القرآن يرجع إلى منتصف القرن الثامن م. بين رجل عربي وراهب من بيت هيل (5). لكن هذا الشاهد لا يصف محتويات الكتاب. ليست لدينا أية مخطوطات قرآنية كاملة من القرن السابع م (6)
في الواقع، معظم المخطوطات لأجزاء من القرآن قد كُتبت بعد موت محمد بأكثر من مئة سنة. لا يوجد أي دليل في الآثار القديمة على وجود النسخة القرآنية التي نقحها وأصدرها الخليفة عثمان ابن عفان (7)
-----------------------
أقدم المخطوطات القرآنية هي الآتي:
1. مخطوطة سمرقند (بمكتبة تشقند، أزبخستان). تحتوي هذه المخطوطة فقط على أجزاء غير كاملة من 42 سورة—من سورة البقرة 2 إلى سورة الزخرف 43. تحتوي على آيات قرآنية تختلف عن النصوص القرآنية الحالية (8)
2. مخطوطة توبكابي (بمتحف توبكابي باستانبول، تركيا). غير مسموح للخبراء بتصوير ودراسة هذه المخطوطة.
هذين المخطوطتين مكتوبتين بالخط الكوفي الذي أستخدم في أواخر القرن الثامن م.، ولم يكن مستخدما في مكة والمدينة في القرن السابع م (9)
كتبت هذان المخطوطتان في أواخر القرن الثامن أو أوائل القرن التاسع م.، أي أكثر من 150 سنة بعد إصدار النسخة العثمانية المزعومة للقرآن (10)
3. مخطوطة قرآنية مكتوبة بالخط المائل الذي كان مستخدما في الحجاز (بالمتحف البريطاني بلندن، بريطانيا). بحسب د. مارتن لنجز (يمارس الإسلام)، كتبت هذه المخطوطة في أواخر القرن الثامن م.
4. مخطوطات صنعاء (اليمن). هذه المخطوطات المتناثرة تحتوي على بعض أجزاء من القرآن وتعود إلى الفترة من أواخر القرن السابع م. إلى القرن الثامن م. القرآن الذي تحتويه يختلف عن النص القرآني الحالي. يتضح عند فحص هذه المخطوطات أن النص القرآني بها قد تغير. فالقرآن الذي بها مكتوب فوق نص قرآني أقدم منه قد تم محوه غير أن آثارا منه مازالت باقية (11)
---------------------
الشواهد
(*) شكر خاص للأخ ماران آثا على الفيديو المترجم
(1) جيرد روديجر بوين (ولد عام 1940) هو متخصص ألماني و المستشار الأهم في العالم في مجال المخطوطات القرآنية القديمة qur''anic paleontology , وهو علم دراسة وتفسير المخطوطات القديمة. وهو أيضا اختصاصي في فن الخط العربي. وقد كان محاضرا ثابتا في جامعة السار Saarland في ٍساربروكن Saarbrucken في ألمانيا.
(2) المصدر
بوين آر جيرد: " نتائج فحص لمخطوطات قرآنية مبكرة في صنعاء", في "القرآن كنص" تأليف وجمع ستيفان وايلد و أي جاي بريل 1996 الصفحات من 107 الى 111. معاد طبعها في كتاب " ماذا يقول القرآن حقيقة ,تأليف وجمع أبن الورّاق, دار بروميثيوس للكتب 2002
http://en.wikipedia.org/wiki/Gerd_R._Puin
المترجم :ابن المقفّع
(3) نقلا عن جريدة الشرق الاوسط 31/8/2003
(4) Cook, Muhammad, 1983, p. 74; Crone-Cook 1977, pp. 167-168; see Van Berchem, part two, vol. ii, 1927, pp. 215-217 and Grohmann’s Arabic Papyri form Khirbet el-Mird, no. 72
(5) Nau 1915, pp. 6f
(6) A. Schimmel, Calligraphy and Islamic Culture, 1984, p. 4
(7) Gilchrist, Jam’ al-Qur’an, 1989, pp. 140-154; Martin Lings and Yasin Hamid Safadi, The Qur’an, 1976, pp. 11-17
(8) Brother Mark, A Perfect Qur’an, p. 67
(9) Martin Lings and Yasin Hamid Safadi, The Qur’an, 1976, pp. 12-13, 17
(10) Gilchrist, Jam’ al-Qur’an, 1989, pp. 144-147
(11) Toby Lester, What Is the Koran, The Atlantic Monthly, Jan. 1999