For God so loved the world, that he gave his only begotten Son, that whosoever believeth in him should not perish, but have everlasting life.

الاثنين، ٢٠ أكتوبر ٢٠٠٨

هل غيّر يسوع شريعة موسى ؟

هل غيّر يسوع شريعة موسى ؟

 Newman

اخوتي الاحباء ، اقوم اليوم بنعمة الله بالرد على شبهة أخرى من الشبهات المطروحة على الانترنت ، والتي يضعها بعض المسلمون باقتباس مبتور وفهم غير كامل ، اعتدت على تسميته بالاقتباس بطريقة (فويل للمصلين) أو ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة ) ، وبالطبع فان هذه الطريقة في الاقتباس ضالة ومضللة وتقود الى استنتاج شيء غير حقيقي .

الشبهة تقول ان الانجيل ينسب الى يسوع تغيير شريعة موسى ، والاخ المسلم يستشهد بعدد من الآيات الاخرى التي تثبت ان يسوع المسيح لم ينقض شريعة موسى مطلقا ، بل على العكس كان يثبتها ويؤكدها ، فاذا كان هذا هو استنتاجك يا اخي الكريم ، فاين المشكلة اذا ؟؟

اقصد ، اذا كان استنتاجك من الانجيل ان يسوع لم ينقض الشريعة او يبدلها او يغيرها ، فكيف تقول ان الانجيل يعلّم ان يسوع كان يناقض شريعة موسى ؟؟

الخلاصة ان هناك طرحان تم وضعهما في المقال :

انه يستنتج أن الانجيل يقول ان يسوع كان ينقض الناموس ، ويرد هو على نفسه من الانجيل ايضا قائلا بأن يسوع لم يكن يناقض الناموس ، فهو ينسب الى الانجيل التناقض ، والغرض من هذا طبعا غير خاف على الجميع ، فهل ما قاله في الطرح الاول هو الصحيح ام في الطرح الثاني ؟؟

هذا ما سوف نتناوله في هذه العجالة :

اقتباس

يقول متى: (27«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. 28وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: ...... 31«وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ 32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: ... ... 33«أَيْضاً سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:لاَ تَحْنَثْ بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. 34وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: ...... 38«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 39وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: ...... 43«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: ....) متى 5: 27-44

ويقول أيضاً: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5 : 17 – 19

فكيف يقول إنه لا يُغيِّر ولا يُبدِّل الناموس ، ثم يقول الإنجيل بأحكام جديدة تخالف الشريعة والناموس ؟

انتهى الاقتباس

وبنعمة الله نرد قائلين :

نلاحظ عندما نقرأ كلمات السيد يسوع المسيح في الموعظة على الجبل والتي اقتبس منها الفقرة الاولى ، نجد انه يقول بصورة واضحة ( سمعتم انه قيل .... ، اما انا فاقول لكم ) اذا هو هنا لا يعدّل ولا يغير من ناموس موسى ، ولكنه يصحح مفاهيم متداولة شفاهة ، واضح ان السيد المسيح كان يصحح التعليم الخاطيء للكتبة والفريسيين ، الذين طالما انتقدهم السيد يسوع المسيح ،( ويل لكم ايها الناموسيون لانكم اخذتم مفتاح المعرفة.ما دخلتم انتم والداخلون منعتموهم) (لوقا 11: 52) ، هذا المعنى نفهمه اكثر عندما جاء الناموسي الغني ليجربه ، فكان رد السيد المسيح : ما هو مكتوب في الناموس ، ماذا تقرأ

(واذا ناموسي قام يجربه قائلا يا معلّم ماذا اعمل لارث الحياة الابدية. فقال له ما هو مكتوب في الناموس.كيف تقرأ.)( لوقا 10: 25 – 26)

جدير بالذكر ان هذا الاقتباس موجود في بحث الاخ المسلم ، ولكنه يكتب بدون ان يقرأ او يدرس ما ينقله .

اذا فالسيد المسيح في تعليمه بالموعظة على الجبل كان يصحح تعليما خاطئا عن ما جاء في الناموس مكتوبا ، ونقله الناس شفاهة وسماع فقط ، فقد كان السيد المسيح دائما يعلّم بوجوب قراءة الكتب وعدم الركون الى الاستماع الشفاهي فقط (فتشوا الكتب لانكم تظنون ان لكم فيها حياة ابدية. وهي التي تشهد لي.)(يوحنا 5: 39)

في كل كلمات السيد المسيح ، والتي تبدأ بالقول (سمعتم انه قيل ... واما انا فاقول ) نجد ان السيد المسيح يعالج اصل المشلكة وليس اعراضها فقط ، فيعالج قضية القتل ، فيدخل الى اعماق واصول المشكلة التي تقود الى القتل وهي الكراهية والغضب ، وعن قضية الزنا فيترك العرض الظاهر وهو خطية الزنا ويصل مباشرة الى اصل المشكلة وهي طهارة النظر ، وهكذا .

ولنضرب من كلام السيد يسوع المسيح في الموعظة على الجبل مثلا سريعا للتوضيح :

(سمعتم انه قيل عين بعين وسن بسن. واما انا فاقول لكم لا تقاوموا الشر.بل من لطمك على خدك الايمن فحوّل له الآخر ايضا. ومن اراد ان يخاصمك وياخذ ثوبك فاترك له الرداء ايضا. ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين. من سألك فاعطه.ومن اراد ان يقترض منك فلا ترده) (متى 5: 38 – 42)) ء

هنا يصحح السيد يسوع المسيح مفهوما صار متداولا بالقول فقط ، (عين بعين وسن بسن ) ويصححه السيد المسيح للمستمعين بالارتقاء به درجة اعلى من مفهوم الكتبة والفريسيين .

فما هو مكتوب بالناموس عن هذا الامر هو كما يلي :

(لا يقوم شاهد واحد على انسان في ذنب ما او خطية ما من جميع الخطايا التي يخطئ بها.على فم شاهدين او على فم ثلاثة شهود يقوم الامر. اذا قام شاهد زور على انسان ليشهد عليه بزيغ . يقف الرجلان اللذان بينهما الخصومة امام الرب امام الكهنة والقضاة الذين يكونون في تلك الايام. فان فحص القضاة جيدا واذا الشاهد شاهد كاذب قد شهد بالكذب على اخيه . فافعلوا به كما نوى ان يفعل باخيه.فتنزعون الشر من وسطكم. ويسمع الباقون فيخافون ولا يعودون يفعلون مثل ذلك الامر الخبيث في وسطك. لا تشفق عينك.نفس بنفس.عين بعين.سن بسن.يد بيد.رجل برجل ) (التثنية 19: 15 – 21)

الفقرة واضحة ولا تحتاج الى كثير من الشرح ، انها تقول اذا قام شاهد زور على اخيه ، وتوضح ان الشهادة المقبولة والعادلة يجب ان تقوم على فم شاهدين او ثلاثة ، ولكن اذا قام واحد فقط فيجب في هذه الحالة ان لا يتجاهل الامر بل يرفع الى القضاء فيفحص القضاة الامر واذا ثبت ان في الامر خديعة فيحكم القضاة بالناموس ان العقوبة تكون على المشتكي زورا بمثل ما كان يود ان يقع القضاء على البريء .

اصبح التعليم الشائع لهذه الآيات (ربما حتى ايامنا هذه ) ان الانسان يأخذ حقه بيده فشاع الامر انه (عين بعين وسن بسن ) كل انسان يأخذ حقه بيده ، وهذا ما كان يصححه السيد المسيح ، فجاء كلامه على الصيغة التي ترونها في الموعظة على الجبل ، بتعليم التسامح اكثر من المحاولة بالحاق الضرر بالخصم .

هل في هذا التعليم تناقض او تبديل او تغيير لتعليم الناموس ؟؟

ام نرى تصحيحا للمفهوم الشائع ، يجب ان يقوم القضاء متمثلا في اولياء الامر ، بتحقيق العدالة وليس للانسان ان يقوم بأخذ حقه بيده ، مع تطوير وارتقاء بحالة المجتمع بدلا من تصيد الاخطاء الى تقديم التسامح والغفران ؟؟

جدير بالذكر انه اذا تم تطبيق هذا المفهوم لخلت ساحات القضاء من كثير من المشاكل الفرعية والتافهة والتي تشغل القضاة عن مناقشة القضايا الحقيقة والتي تحتاج الى وقتهم للتركيز فيها وتحقيق العدالة المرجوة .

ربما لهذا السبب رفض السيد المسيح التحكيم بين الاخوين في قضية الميراث ( وقد اقتبسها الكاتب المسلم في مقاله للتدليل ان اليهود كانوا يطلبون من السيد المسيح الحكم تبعا للشريعة الموسوية ) فالقضية لم تكن تقسيم الميراث ، هذا هو عرض من اعراض المشكلة ، ولكن المشكلة الحقيقة كانت في المحبة المفقودة بين الاخوين ، او على اقل تقدير في الاخ الاكبر الذي انتزع الميراث لنفسه وفقد محبته لاخيه ومحبته لله

( وقال له واحد من الجمع يا معلّم قل لاخي ان يقاسمني الميراث. فقال له يا انسان من اقامني عليكما قاضيا او مقسّما. وقال لهم انظروا وتحفّظوا من الطمع . فانه متى كان لاحد كثير فليست حياته من امواله. وضرب لهم مثلا قائلا.انسان غني اخصبت كورته. ففكر في نفسه قائلا ماذا اعمل لان ليس لي موضع اجمع فيه اثماري. وقال اعمل هذا.اهدم مخازني وابني اعظم واجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي. واقول لنفسي يا نفس لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة.استريحي وكلي واشربي وافرحي . فقال له الله يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك.فهذه التي اعددتها لمن تكون. هكذا الذي يكنز لنفسه وليس هو غنيا للّه ) (لوقا 12: 13 – 20)

ضرب الاخ المسلم ايضا في مقاله دليلا على ان السيد يسوع المسيح كان متبعا للشريعة بقوله (اقتباس : الم يطالبه اليهود برجم المرأة - تبعا للشريعة الموسوية - التي ادعوا عليها الزنى ؟)

وهنا يجب ان اشكره على اعترافه بأن السيد المسيح كان بالفعل مطبقا للشريعة ، ولكن القصة في الانجيل تقول ابعد من ذلك ، فهم جاءوا ليجربوه في مسألة بالناموس

(وقدم اليه الكتبة والفريسيون امرأة أمسكت في زنا.ولما اقاموها في الوسط . قالوا له يا معلّم هذه المرأة أمسكت وهي تزني في ذات الفعل. وموسى في الناموس اوصانا ان مثل هذه ترجم.فماذا تقول انت. قالوا هذا ليجربوه لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه.) ( يوحنا 8: 3 – 6)

وهنا وقع الاخ المسلم في امتحان كبير ، هل يعرف فعلا الموضوع الذي يتكلم عنه ، ام انه يكتب بلا دراية ولا دراسة ؟؟ كالكثيرين غيره من المسلمين الذي ينقلون عن بعضهم البعض ، ونتيجة الامتحان للآسف اثبتت فشله فشلا ذريعا ، فالقصة هنا لم تكن رغبة اليهود في تطبيق الناموس ، ولم يطلبوا من السيد المسيح تطبيق الناموس ، بل ليقيموا عليه الحجة ليشتكوا عليه ، فقاموا بهذه الخدعة ، والتي سوف ابينها لك الآن ، وترى كيف استطاع السيد المسيح بحكمة ان يجاوب ، وكيف لا وهو (المذّخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم) (كولوسي 2: 3) .

جاء في الناموس بخصوص شريعة الزنا (التثنية 22) : عدة حالات مختلفة

+ حالة اذا كانت الفتاة عذراء

+ واخرى اذا كانت متزوجة او مخطوبة

+ وثالثة اذا كانت حالة اغتصاب للفتاة في الحقل او في منطقة مهجورة

+ ورابعة اذا كانت الحالة اغتصاب في المدينة حيث يمكن للفتاة الاستغاثة او السكوت

وباختصار فان حالات الزنا تحت بند الاغتصاب يحكم فيها على الرجل فقط ، وفي حالات الزنا برضا الطرفين يتم رجم الرجل والمرأة ، طبعا في الحالة التي جاءوا بها الى السيد المسيح كانت امرأة المفترض انها ( امسكت وهي تزني في ذات الفعل )

وللغريب انهم جاءوا بالمرأة فقط ، فأين الرجل الذي كان معها (في ذات الفعل ) ؟؟

وهذا هو الاختبار الذي ارادوا ان يوقعوا به السيد المسيح ، فاذا اطلقها بمحبته وغفرانه فقط خالف الناموس ، واذا اقام عليها حكم الزنى ، فقد خالف ايضا الناموس القائل بوجوب معاقبة الرجل والمرأة معا .

فكيف حكم السيد المسيح بحكمته ؟؟ (من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر )

ان من يطالب بتحقيق الناموس يجب عليه ان يكون كاملا بغير خطية ، من يريد ان يقول ان هذا الانسان خاطيء ويجب ان يعاقب يجب ان يكون هو نفسه بلا خطية، ومن هو الذي بلا خطية الا الرب يسوع المسيح نفسه ؟؟

ولهذا قال لها السيد المسيح (ها يا امرأة اين هم اولئك المشتكون عليك.أما دانك احد. فقالت لا احد يا سيد.فقال لها يسوع ولا انا ادينك.اذهبي ولا تخطئي ايضا) ( يوحنا 8: 10 -11)

أما لماذا فعل المسيح هذا ، ولماذا اطلقها وهو الوحيد الذي كان قادرا على دينونها ، فقد اوضحه في كلامه ايضا (لان ابن الانسان لم يأت ليهلك انفس الناس بل ليخلّص) (لوقا 9: 59)

نأتي الآن للقضية الرئيسية في هذا الموضوع كله ، فقد اوضحنا ان الانجيل لم يقل بأن السيد المسيح كان يغير ويبدل من شريعة موسى ، ولكن يجب علينا ان نفهم قول المسيح (ما جئت لانقض بل لأكمل) (متى 5: 17)

ونرد على الجزئية الاهم في هذا السؤال المطروح من الاخ المسلم :

اقتباس ( فكيف يقول إنه لا يُغيِّر ولا يُبدِّل الناموس ، ثم يقول الإنجيل بأحكام جديدة تخالف الشريعة والناموس ؟

هل قال الانجيل حقا احكام جديدة تخالف الشريعة والناموس ، ام ما قاله الانجيل هو ما فعله السيد المسيح لتكميل الناموس ؟؟) انتهى الاقتباس

فهل كان الناموس ناقصا او قاصرا ويحتاج الى تكميل ؟؟؟

الحقيقة ان الكتاب المقدس يقول ان الناموس عاجز لانه ليس فيه خلاص

(لانه ما كان الناموس عاجزا عنه في ما كان ضعيفا بالجسد) (روميه 8: 3)

ولكن بالناموس يظهر عجز الانسان عن تتميم متطلباته ، او كما يقول الكتاب بالناموس معرفة الخطية وليس الخلاص منها ، وهذا هو الامر الذي تطلب ان يأتي المسيح متجسدا كانسان فيكمل متطلبات الناموس ، ثم يقدم هذا العمل كاملا لنا بالايمان .

( ونحن نعلم ان كل ما يقوله الناموس فهو يكلم به الذين في الناموس لكي يستد كل فم ويصير كل العالم تحت قصاص من الله. لانه باعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر امامه.لان بالناموس معرفة الخطية واما الآن فقد ظهر بر الله بدون الناموس مشهودا له من الناموس والانبياء. بر الله بالايمان بيسوع المسيح الى كل وعلى كل الذين يؤمنون.) (روميه 3: 19 – 22)

قد يتبادر الى الذهن الآن سؤالا يقول ، اذا كان الناموس عاجزا عن الخلاص فلماذا قال السيد المسيح لسائله افعل ما يقوله لك الناموس لترث الحياة الابدية ؟؟

والحقيقة ان الحادثة تكررت مرتين لشخصين مختلفين بمتطلبات مختلفة :

الاولى :

(واذا ناموسي قام يجربه قائلا يا معلّم ماذا اعمل لارث الحياة الابدية. فقال له ما هو مكتوب في الناموس . كيف تقرأ. فاجاب وقال تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك. فقال له بالصواب اجبت.افعل هذا فتحيا. واما هو فاذ اراد ان يبرر نفسه قال ليسوع ومن هو قريبي) (لوقا 10 : 25 – 28)

والثانية :

(وفيما هو خارج الى الطريق ركض واحد وجثا له وسأله ايها المعلّم الصالح ماذا اعمل لارث الحياة الابدية.

فقال له يسوع لماذا تدعوني صالحا.ليس احد صالحا الا واحد وهو الله. انت تعرف الوصايا.لا تزن.لا تقتل.لا تسرق.لا تشهد بالزور.لا تسلب.اكرم اباك وامك.

فاجاب وقال له يا معلّم هذه كلها حفظتها منذ حداثتي. فنظر اليه يسوع واحبه وقال له يعوزك شيء واحد.اذهب بع كل مالك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني حاملا الصليب.

فاغتم على القول ومضى حزينا لانه كان ذا اموال كثيرة

فنظر يسوع حوله وقال لتلاميذه ما اعسر دخول ذوي الاموال الى ملكوت الله. فتحيّر التلاميذ من كلامه.فاجاب يسوع ايضا وقال لهم يا بنيّ ما اعسر دخول المتكلين على الاموال الى ملكوت الله. مرور جمل من ثقب ابرة ايسر من ان يدخل غني الى ملكوت الله. فبهتوا الى الغاية قائلين بعضهم لبعض فمن يستطيع ان يخلص. فنظر اليهم يسوع وقال.عند الناس غير مستطاع.ولكن ليس عند الله.لان كل شيء مستطاع عند الله. ) (مرقس 10 : 17 – 27)

فهل هناك تعارضا بين اقوال الكتاب المقدس ان الناموس عاجزا عن الخلاص ويحتاج الى تكميل المسيح ، وبين كلام السيد المسيح لسائليه ان افعلوا ما يقوله الناموس ؟

الحقيقة انه ليس هناك اي تعارض بل على العكس ، توضيح الفكرة بالاثبات العملي ، فكل من الشخصين السائلين لم يستطيعا تحقيق متطلبات الناموس كما اجابهم السيد المسيح ، بل اثبتت الفكرة ان الناموس عاجز وهو فقط لاظهار الخطية في الانسان والحاجة الى ما هو اعظم واقوى من الناموس ( لان بالناموس معرفة الخطية ) ( روميه 3: 20)

والاجابة الاكيدة والصريحة كانت في اجابة السيد المسيح عندما سأله اليهود ( فقالوا له ماذا نفعل حتى نعمل اعمال الله. اجاب يسوع وقال لهم هذا هو عمل الله ان تؤمنوا بالذي هو ارسله. )( يوحنا 6 : 28 – 29)

اذا فالعمل المطلوب ليس هو الناموس بل هو الايمان في المسيح نفسه وفي عمله على الصليب .

نعم فالصليب كان هو تتميم الناموس ، فكل فرائض الناموس من ذبائح وتقدمات ، ما كانت الا رمزا يشير الى ما سوف يفعله المسيح ، ولهذا انشق حجاب الهيكل وتم تدميره بالكامل بعد تقديم الذبيح الحقيقي الذي كانت تشير اليه الرموز ، تم تقديم الذبيح الحقيقي الاصل فانتهى الرمز .

كان الانبياء يخبرونا بان الذبائح الحيوانية غير كافية للتكفير عن الخطية

(اسمع يا شعبي فاتكلم . يا اسرائيل فاشهد عليك.الله الهك انا. لا على ذبائحك اوبخك.فان محرقاتك هي دائما قدامي. لا آخذ من بيتك ثورا ولا من حظائرك اعتدة. لان لي حيوان الوعر والبهائم على الجبال الالوف.) (مزمور 50: 7)

(لانك لا تسرّ بذبيحة والا فكنت اقدمها.بمحرقة لا ترضى) (مزمور 51: 16)

قال السيد المسيح : ( ما جئت لانقض بل لاكمّل) ( متى 5: 17)

ولهذا كانت كلمة المسيح على الصليب :(قد اكمل ) (يوحنا 19 : 30)

وفي هذا يقول الوحي المقدس :

(لانه بقربان واحد قد اكمل الى الابد المقدّسين. )(عبرانيين 10: 14)

وهذا موضوع آخر يطول الكلام فيه