For God so loved the world, that he gave his only begotten Son, that whosoever believeth in him should not perish, but have everlasting life.

السبت، ١٢ ديسمبر ٢٠٠٩

الرحمن الآمر بالفسق

الرحمن الآمر بالفسق

أو

إشكالية آية [الإسراء: 16]


أبو لهب المصرى

"وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمّرْنَاهَا تَدْمِيراً " [الإسراء: 16]

هذه الآية من سورة الإسراء جعلت العلماء المسلمين يحاولون ترقيعها بشتى الطرق دون جدوى ، فمنهم من يفسرها بآية أخرى بعيدة كل البعد عن هذه الآية ومنهم من يأتي بكلام جديد على الآية دون دليل أو برهان .

وجميعهم (كل المفسرين ) فسر جزء من الآية وترك الجزء الباقى دون تفسير !!

فى حين أن كلام الآية مفسر وواضح للجاهل قبل العالم وللصبى قبل البالغ وللعجمى قبل العربى ولا يحتاج إلى تأويل ولا غيره .... .. وهى أن هذا الإله إذا أراد أن يهلك قرية بما فيها أمرهم بالفسق والفجور حتى يستحق عليهم قول التدمير "علشان ضميره يكون مرتاح" !!

وقبل أن أخوض معكم فيما أبتعد عنه العلماء من التفسير ولماذا لم يتطرقوا إليه .......

تعالوا نتعرف سويا على بعض التفاسير لهذه الآية .

--------------

تفسير ابن كثير

** وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمّرْنَاهَا تَدْمِيراً

اختلف القراء في قراءة قوله {أمرنا} فالمشهور قراءة التخفيف, واختلف المفسرون فيها معناها, فقيل: معناها أمرنا مترفيها ففسقوا فيها أمراً قدرياً, كقوله تعالى: {أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً} فإن الله لا يأمر بالفحشاء, قالوا: معناه أنه سخرهم إلى فعل الفواحش, فاستحقوا العذاب,

وقيل: معناه أمرناهم بالطاعات ففعلوا الفواحش, فاستحقوا العقوبة, رواه ابن جريج عن ابن عباس, وقاله سعيد بن جبير أيضاً. وقال ابن جرير: يحتمل أن يكون معناه جعلناهم أمراء, قلت إنما يجيء هذا على قراءة من قرأ {أمّرنا مترفيها}, قال علي بن طلحة عن ابن عباس قوله: {أمرنا مترفيها ففسقوا فيها} يقول: سلطنا أشرارها فعصوا فيها, فإذا فعلوا ذلك أهلكهم الله بالعذاب, وهو قوله: {وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها} الاَية, وكذا قال أبو العالية ومجاهد والربيع بن أنس.

وقال العوفي عن ابن عباس {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها} يقول, أكثرنا عددهم, وكذا قال عكرمة والحسن والضحاك وقتادة. وعن مالك, عن الزهري {أمرنا مترفيها} أكثرنا, وقد استشهد بعضهم بالحديث الذي رواه الإمام أحمد, حيث قال: حدثنا روح بن عبادة, حدثنا أبو نعيم العدوي عن مسلم بن بديل, عن إياس بن زهير, عن سويد بن هبيرة, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «خير مال امرىء له مهرة مأمورة, أو سكة مأبورة» قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله في كتابه الغريب: «المأمورة كثيرة النسل, والسكة الطريقة المصطفة من النخل, والمأبورة من التأبير» وقال بعضهم: إنما جاء هذا متناسباً كقوله «مأزورات غير مأجورات».

تفسير الطبرى

القول فـي تأويـل قوله تعالـى:{وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمّرْنَاهَا تَدْمِيراً }.

اختلف القرّاء فـي قراءة قوله أمَرْنا مُتْرَفِـيها فقرأت ذلك عامة قرّاء الـحجاز والعراق أمَرْنا بقصر الألف وغير مدها وتـخفـيف الـميـم وفتـحها. وإذا قرىء ذلك كذلك، فإن الأغلب من تأويـله: أمرنا مترفـيها بـالطاعة، ففسقوا فـيها بـمعصيتهم الله، وخلافهم أمره، كذلك تأوّله كثـير مـمن قرأه كذلك. ذكر من قال ذلك:

16732ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عبـاس أمَرْنا مُتْرَفـيها قال: بطاعة الله، فعصوا.

16733ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: حدثنا شريك، عن سلـمة أو غيره، عن سعيد بن جبـير، قال: أمرنا بـالطاعة فعصوا.

وقد يحتـمل أيضا إذا قرىء كذلك أن يكون معناه: جعلناهم أمراء ففسقوا فـيها، لأن العرب تقول: هو أمير غير مأمور. وقد كان بعض أهل العلـم بكلام العرب من أهل البصرة يقول: قد يتوجّه معناه إذا قرىء كذلك إلـى معنى أكثرنا مترفـيها، ويحتـجّ لتصحيحه ذلك بـالـخبر الذي رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خَيْرُ الـمَالِ مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ أوْ سِكّةٌ مَأْبُورَةٌ» ويقول: إن معنى قوله: مأمورة: كثـيرة النسل. وكان بعض أهل العلـم بكلام العرب من الكوفـيـين ينكر ذلك من قـيـله، ولا يجيزنا أمرنا، بـمعنى أكثرنا إلا بـمدّ الألف من أمرنا. ويقول فـي قوله «مهرة مأمورة»: إنـما قـيـل ذلك علـى الاتبـاع لـمـجيء مأبورة بعدها، كما قـيـل: «ارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غيرَ مَأْجُورَات» فهمز مأزورات لهمز مأجورات، وهي من وزرت إتبـاعا لبعض الكلام بعضا. وقرأ ذلك أبو عثمان «أمّرْنا» بتشديد الـميـم، بـمعنى الإمارة.

16734ـ حدثنا أحمد بن يوسف، قال: حدثنا القاسم، قال: حدثنا هشيـم عن عوف، عن أبـي عثمان النهدي أنه قرأ: «أمّرْنا» مشدّدة من الإمارة.

وقد تأوّل هذا الكلام علـى هذا التأويـل، جماعة من أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:

16735ـ حدثنا علـيّ بن داود، قال: حدثنا أبو صالـح، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: «أمّرْنا مُترَفِـيها» يقول: سلطنا أشرارها فعصوا فـيها، فإذا فعلوا ذلك أهلكتهم بـالعذاب، وهو قوله: وكذلكَ جَعَلنا فِـي كُلّ قَرْيَةٍ أكابِرَ مُـجْرِمِيها لِـيَـمْكُرُوا فِـيها.

16736ـ حدثنـي الـحرث، قال: حدثنا القاسم، قال: سمعت الكسائي يحدّث عن أبـي جعفر الرازي، عن الربـيع بن أنس، أنه قرأها: «أمّرْنا» وقال: سلّطنا.

16737ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن أبـي حفص، عن الربـيع، عن أبـي العالـية، قال: «أمّرْنا» مثقلة: جعلنا علـيها مترفـيها: مستكبريها.

-------------

ملحوظة :حتى لا نتهم بالانتقائية نقول أن جميع التفاسير الأخرى تدور حول هذا الفلك من التفسير بلا زيادة ولا نقصان .

مما سبق يتضح أن جميع المفسرين بلا استثناء عند تفسيرهم لهذه الآية أغفلوا الشطر الأول منها وهى "إذا أردنا أن نهلك قرية" فلم يتطرقوا إليها مطلقا

ومن المعلوم أن تفسيرها واضح لا يحتاج لتأويل ولكن عدم ذكرها مطلقا أثناء التفسير يفضح لماذا هم تجاهلوا ذكره.

وطالما هم أغفلوا تفسير هذا الشطر ، سوف نفسره نحن كما جاء فى الآية وهى أن إله الإسلام أراد أن يهلك قرية بما فيها .

أى أن نيه هذا الإله أن يهلك أهل القرية بغض النظر عما يفعلوه.

---------

ومن ضمن التفسيرات السابقة يقولون "أمرنا مترفيها " تعنى أمرنا مترفيها بالطاعة.

إذا تعالوا نكتب الآية من جديد مع هذا التفسير الضليع ...

"إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها بالطاعة"

..... هل هذا معقول !!!

المفروض لكى يتم استقامة معنى الآية أن تتغير كلمة " نهلك" ونضع بدلا منها " نخلص أو نفرج كرب أو نيسر أو نسامح أو .......... الخ "

وتكون كالتالى : "إذا أردنا أن نخلص قرية أمرنا مترفيها بالطاعة" .هنا يستقيم المعنى

وحتى إن سلمنا بهذا المقصد واستقام المعنى ستجد أنها وقفت بإشكالية أخرى مع نهاية الآية المأساوية لأهل القرية المنكوبة .

..............

خلاصة الكلام أن العلماء المسلمون حاولوا جاهدين ترقيع هذه الآية دون جدوى وذلك لأن كاتب هذه الآية ليس بإله ....... وإنما هو شخص يتمنى و يريد الهلاك للجميع بلا سبب وبلا أى ذنب .

سامحونى إن أخطأت فى النحو أو الإملاء خصوصا أننى لست من أبناء لغة الضاد "خير أمة أخرجت للناس" بل أنا من أبناء القبط أحفاد القردة والخنازير ولله الحمد .

تحياتى .

----------------

تعليقات :

عليّ: الغريب العجيب في تفاسير القرآن أنها جميعا عن غير محمد رسول القرآن أي أن أي من التفاسير لا ينسب لمحمد وهو الأدرى بقرآنه أليس هذا عجيبا وغريب فهل من مجيب ؟

فوزى الفيل : الأستاذ الفاضل أبو لهب ، شكرا لملاحظتك الذكية الكاشفة ، إن كل المفسرين و الجهابذة و الفقهاء و النبهاء قد حصروا تفسيراتهم فى النصف الثانى من الآية و تجنبوا تماما بدايتها ، وقد نحا نحوهم أيضا السيد الفقيه طلعت خيرى فى تعليقه على المقال ، كل عارف بأصول اللغة العربية من نحو و صرف و بلاغة يعرف استخدامات أدوات الشرط ( إذا - إن - لو ) و غيرها ، فيقولون فى الإعراب : ( إن ) أداة شرط تفيد الشك ، و ( لو ) أداة شرط تفيد الاستحالة ، و ( إذا ) أداة شرط تفيد التقرير -- أى أن أداة الشرط ( إذا ) تؤكد أن فعل الشرط ( أردنا )الذى يأتى بعدها سوف يحدث حيث تقرر مسبقا و تحققت شروطة التى أتت لاحقا بجواب الشرط ( أمرنا) أى أن المعنى واضح و لاتفيد معه المراوغة - هذه هى قواعد اللغة العربية ، و هذا هو القرآن الذى أتى بلسان عربى مبين