رد نقدي : اصغر البذور بين العلة و المعلول
فادى اليكساندر
هى ليست شبهة جديدة بأى حال، و لكن هناك كلام كثير يُثار حولها لدرجة بلغت بالتعقيد ما يدعو للملل. فكلهم (أي المسلمين) متخصص فى كل شىء ، و فى كل علوم الدنيا: علم آثار، علم نبات، علم حيوان، علم ميثولوجيا، بل و حتى علم النقد النصى!
أصبحت كلمة “التخصص” بالسهولة بمكان ليدعى كل من هب و دب أنه متخصص فى علوم الدنيا كلها، و يكرر كثيراً أنه لا يتكلم إلا بتخصص. و هل أحدهم ذكر كتاباً واحداً كمرجعاً؟ اللهم إعتماد رئيسى و كلى على مواقع الشبكة. و دخلنا فى دوائر مغلقة و تقسيمات و صور، و ذلك كله لأنه لا يوجد كتاب علمى واحد متخصص فى الدراسة النقدية للعهد الجديد تم الرجوع له. لو أى شخص قرأ تفسيراً نقدياً واحداً، و لو كلف نفسه عناء شراء أى تفسير نقدى أو قاموس لاهوتى للعهد الجديد، و هناك الكثير منهم متوفر فى مصر، لأدرك حل المشكلة ببساطة. و لكن لما القراءة و لسان حالهم يقول نحن المتخصصين فى علوم الدنيا بأكملها؟!
تحتاج العقلية الشرقية أن تتدرب فى كيفية فِهم المنهج التأويلى الهيرمونطيقى، حتى تستطيع أن تدرك أن “النص المُطلق” هو مجرد وهم و خرافة. لا يوجد نص غير تأويلى، و بالتالى لا يمكن الحكم فيه إلا فى ضوء الإحتمالات الممكنة لتفسير النص، و إختيار أفضل هذه الإحتمالات، و هو الإحتمال الذى يفسر كافة معطيات النص المتوفرة. نصر حامد ابو زيد كان قد ذكر مرة أن الثقافة العربية هى ثقافة نص، لا تستطيع العبور منه إلا ما وراء النص. و الغريب أن هذا هو بالضبط النقد الكتابى، فى الوقت الذى يدعى فيه الصاحب أنه دارس للنقد الكتابى!
إن آخر منظور قد يُنظر به للكتاب المقدس هو ما يسميه العرب “ظاهر النص”. هذا الكتاب بشكل عام لم يُكتب لكى نقرأه بحسب ظاهره. مؤلفى هذا الكتاب لم يريدوا أن يظهروا ما يريدونه بكل بساطة لكل من يقرأ. النقد الكتابى بأكمله هو مجموعة من الفروع المعرفية القائمة فقط، و أكرر فقط، لأجل فِهم النص.
حسناً لنأت لجدل المسلمين : هل حبة الخردل هى أصغر حبوب كوكب الأرض؟
لست “متخصص” فى النبات لكى أقول نعم أو لا، و لهذا يجب اللجوء للسلطة فى هذا المجال، أى لمن يملك سلطة القرار؛ العالم. و قد إتفق علماء العهد الجديد على أن حبة الخردل ليست هى أصغر الحبوب الموجودة على كوكب الأرض .( تعليق 1)
لكن هل هذا يعنى أن يسوع قد اخطأ؟
لا يرى المسلم ذلك، إنما يرى أن مؤلفى الأناجيل “حرفوا” نص كلام يسوع. بكلمات أخرى، لأن جنابه يرى أن أفضل تفسير لهذا النص هو أن مؤلفى الأناجيل قد غيروا نص كلام يسوع. السؤال الجوهرى إذن: هل هذا هو أفضل تفسير بالفعل؟
يحتاج المتخصص أن يعلم التالى: النص لا يُفسر إلا فى بيئته و فى مجتمعه و بمقاييسه، و ليس بمقاييس معاصرة. إذا خرج المُفسِر عن هذا الإطار فلا يُسمى ما يكتبه إلا عبثاً. لذلك لن تجد عالم يقول لك متى قد غيرّ فى شىء إقتبسه عن مرقس إلا و يذكر لك السبب. ما السبب الذى سيجعل الإنجيليين يغيروا كلام يسوع؟
الآن، لو كان لدى صديقنا هذا أدنى معرفة بالنقد التاريخى، لعرف أن التوثيق المتعدد للنص من خلال إنجيل مرقس و إنجيل توما يذهب بالنص ليسوع. النص لم يرد فى المصدر Q حيث أن متى و لوقا أخذا النص عن مرقس، و بتطبيق النقد التنقيحى نستطيع أن نفهم بعض الإشارات عند متى و لوقا. ليس هذا هو المهم الآن، لكن المهم هو أن النص وارد عند مرقس و وارد فى انجيل توما ، و كلاهما مصدران مستقلان عن بعضها،
و هذا يجعل العلماء يسألون: لماذا سيضع انجيل مرقس و انجيل توما نصاً ما دون أن يلتقيا إلا إذا كان النص أصلياً؟
لا يوجد سبب آخر بالتأكيد. و بالتالى، إدعاء الصاحب أن النص تغير شكله عن الشكل الذى قاله يسوع غير مُسند بالأدلة العلمية.
لماذا يفترض إذن أن الخطأ تم من قِبل الإنجيليين؟
لأنه يعتبر يسوع نبياً لا يخرج منه خطأ.
حسناً، و أنا اؤمن أنه ابن الله نفسه، و لكن هذه المعتقدات لا علاقة لها بالبحث التاريخى.
فى أى بحث تاريخى لا يجب أن توجه البحث لما تريده أن ينتهى. عليك أن تضع كل الإحتمالات الممكنة و تقيمها بحسب الدليل المتوفر. هل هذا يعنى أنه هناك إحتمالية نظرية بحسب المنهج التاريخى أن يكون يسوع هو الذى ذكر هذا النص الذى يعتبره الصديق خطأ؟
نعم، لا يوجد أى أساس تاريخى يجعلك تستثنى يسوع، إنما أساس عقيدى فقط. هذا منهج مغلوط، لأنك إذا قررت البحث التاريخى يجب أن تخضع لقوانين البحث التاريخى دون تأثير من أى معتقدات. هذا لا يعنى أننى أقول أن يسوع قد اخطأ فى شىء، بل ولا حتى الإنجيليين قد أخطأوا فى شىء، فكما سنرى، إنعدام الدراسة النقدية هو الذى أدى إلى تخيل أنه خطأ! إنما ما أقوله هنا الآن هو نظرة فى منهجية الصديق، التى لو عرضها على أى عالم متخصص (متخصص حقيقى!) لما أعطاه أى إعتبار اصلاً!
ما الذى يقوله المتخصصين الحقيقيين إذن؟
أجمع علماء العهد الجديد، بلا أى إستثناء، أن صِغر حبة الخردل كان مثلاً فى اسرائيل.
بكلمات أخرى، كانت حبة الخردل مضرباً للمثل فى صغرها فى اسرائيل. دعونا نستعرض معاً ما توصل له المتخصصين الحقيقيين:
يقول العالم روبيرت جيلش الأستاذ بمعهد فولر اللاهوتى، و هو أكبر معهد لاهوتى فى العالم:”حبة الخردل κόκκῳ σινάπεως كان لها وضع مثلى فى الفولكلور اليهودى كأصغر حبة. و كرمز للصغر كان لها معنى سلبى كثانوية. و لهذا فإن موضوع هذا المثل يتضمن بتأصل فكرة الصِغر”[1].
ما معنى أنها أصغر حبة فى الفولكلور اليهودى؟ ببساطة، أنها كانت حبة متناهية الصِغر للدرجة التى جعلتها تكون مضرب المثل. هذا يعنى أن يسوع حينما قال أن حبة الخردل هى أصغر البذور كان يستخدم الثقافة اليهودية المحيطة به فى المجتمع الذى عاش فيه. و لهذا حينما نقول أن الكتاب المقدس ليس كتاباً علمياً، فإننا نعنى بذلك أنه لا يذكر تفاصيل كل علم المُطلقة (تعليق 2) . و حينما نقول أن الكتاب المقدس لا يخالف العلم، نحن نعنى أن تصريحاته تُفهم فى مجتمعه و سياقه. فكما رأينا، و سنرى تفصيلاً الآن، كان يسوع يتكلم بحسب الثقافة السائدة فى مجتمعه، لأنه يتعامل مع جماعة من البشر لها مقاييسها و مفاهيمها و ثوابتها.
قلت سابقاً أن هذا المفهوم توصل له العلماء و ليس عالم واحد فقط، لذلك دعونا نرى ما ورد فى أكبر قاموس للغة اليونانية فى العالم:
“لا يرد ذكر للخردل فى العهد القديم، و لكن يبدو من الأدب اليهودى أنها كانت معروفة جيداً فى فلسطين. و بحسب المشنا، لم تكن تُزرع فى الحدائق و إنما فى المزارع. و كانت تنمو لكل من الحبوب و الأوراق. و لا يوجد ذكر للإستخدام الطبى لها. مدى صِغر الحبة كان مضرباً للمثل. ففى بعض قواعد التطهير، أقل كمية تنجس الإنسان هى “حتى لو مجرد صغيرة جداً كحبة الخردل” (المشنا: نيدا 5 و 2، و قارن التلمود البابلى: بيراخوت 31 أ). و هناك مثل آخر كالتالى: إذا كان شخصاً قد نذر أن يقبل بالنذر لمدة ثلاثين يوما كـ “سلة ممتلئة”، أى بالسعة التى تتحملها سلة، فإن أقسى إمكانية هى:”يجب أن ينتبه أن يجعل السلة مليئة بحبوب الخردل – و بهذا فقد نذر نفسه للرب طول حياته” (المشنا، نذير 1، 5). بل و حتى إلى اليوم يوجد المثل العربى:”لا يوجد حبة خردل تنزلق من يد البخيل“. النصوص اليهودية لا تقول أن النبات ينمو بشكل طبيعى لإرتفاع مفاجىء. و كما يمكن أن نرى من السياق، لا يجب علينا أن نأخذ بشكل جاد التعبيرات العرضية التى تتباهى بخصوبة ارض فلسطين و التى تذكر نباتات خردل غير عادية، مثل:”قال الراباى شيما عن خالفتا: كان عندى نبات خردل و جعلتها تنمو إلى علو شجرة التينة”. و مع ذلك، فإن الخردل فى الحقيقة ينمو إلى طول مترين و نصف إلى ثلاثة أمتار بالقرب من بحيرة جنيسارت”.
ثم يذكر فى الهامش:”ويلكين لاحظ أيضاً أن الطيور تستظل بأوراقها الكبيرة. و على أية حال، فإن الطيور كانت تتغذى بحبوبها“[2].
ما الذى يعنيه هذا الكلام إذن؟ بكل وضوح و بساطة يعنى التالى: أن الثقافة اليهودية إعتبرت حبة الخردل لصِغرها المتناهى أصغر الحبوب، و كانت مضرباً للمثل فى مدى الصِغر. و هو ما يعبر عنه العالم جيمس ادواردز، استاذ اللغة و الأدب الكتابى بكلية ويتورث فى واشنطن:”حبة الخردل، و هى الحبة التى تظهر سنوياً فى فصل الربيع، ليست فعلياً أصغر الحبوب، و إنما كان لها رؤية فى فلسطين تعتبرها الصغرى مثلياً”[3].
حسناً، إرجع خطوة للخلف، و تذكر: ما السياق الذى تكلم فيه يسوع عن حبة الخردل؟ إنه مثل!
يسوع كان يتكلم بمثل لكى يشبه كيف سيُولد ملكوت الله صغيراً لا يتعدى إثنى عشر فرداً، لكنه سيمتد إلى كافة أرجاء الأرض. الحبة هى أصغر الحبوب مثلياً فى اسرائيل فى ذلك الزمان، و يسوع كان يتكلم بمثل حينما تكلم عنها. (تعليق 3)
هل أدرك الصاحب هذا المنظور النقدى؟
هل بحث فى الكتب و المراجع؟
إذا كان لا يملكها، فليصمت ولا يتكلم ليعطى حكماً خائباً!
بهذا، نستدرك ونتساءل هل أخطأ الكتاب المقدس؟
يقول العالم جيمس بروكس، أستاذ العهد الجديد فى معهد معهد بيت إيل اللاهوتى:”حبة الخردل لم تكن أصغر البذور فى فلسطين، و لكنها كانت واحدة من أصغر الحبوب و كان مضرباً للمثل فى تناهى صغرها. و كعادة الكتاب المقدس، لا يعطى وصفاً علمياً أو تحليلياً إنما الوصف العام. و بهذا فإن الكتاب المقدس لا يوجد به أى خطأ كان“[4]. فالكتاب المقدس ليس كتاباً علمياً يتكلم عن علم نبات و علم حيوان و علم آثار، حتى يلتزم بالتقنية العلمية، إنما هو كتاباً لا يتعارض مع العلم، فيتكلم بثقافة المجتمع الذى كُتِب فيه كل سفر من أسفاره. و عقيدتنا فى عصمة الكتاب المقدس الدنيوية كالتالى: حينما نعرف كل البيانات و المعلومات عن نص معين، فسيتبين أنه لم يرد فيه خطأ. و هذا هو فكر كافة المسيحيين، و هو الفكر الذى عبر عنه بيان شيكاغو. لأننا إذا كنا سنتعامل مع الكتاب المقدس كنص، علينا أن نعرف الوسط و المجتمع الذى خرجه فيه هذا الكتاب. لا يوجد متخصص واحد فى النقد الكتابى يقول أننا يجب أن نفسر النص فى ضوء المقاييس المعاصرة.
الآن، إذا كان المجتمع اليهودى يعتبر حبة الخردل يُضرب بها المثل فى التناهى فى الصِغر، و إذا كان يسوع يستخدم حبة الخردل و يقول أنها أصغر البذور بينما يلقى “مثلاً” عن ملكوت الله، و إذا كان العلماء النقديين الذى ينظرون للتاريخ لا للعقيدة يؤكدون هذه الحقائق، فهل نقول أن يسوع قد اخطأ؟
أو هل هناك سبب واحد يجعلنا نقول أن أحد الإنجيليين قد حرفّ كلام يسوع؟
لقد بينا أنه لا يوجد أى سبب لأى إنجيلى يجعله يغير مفهوم الكلمة، و رأينا أن يسوع كان يتكلم بثقافة مجتمعه و البيئة التى وُلِد و عاش و مات و قام فيها. أين الخطأ إذن؟ أين العناوين البراقة “علم النبات يثبت تحريف الكتاب”؟
أكبر و أشهر تفسير نقدى خرج للكتاب المقدس منذ أن بدأ النقد الكتابى فى عصر التنوير يقول:”هذه المقارنة تقصد أن تبرز علو هذا النبات عن الآخرين فى تصنيف “لاخانا” λάχανα و الذى ينتمى له هذا النبات، و هو التصنيف الذى لا يوجد له أعواد خشبية مثل الشجر و الشجيرات، حتى أنه يتعدى التصنيف الأخير، و يصنع فروعاً كبيرة تستظل بها الطيور. و هذا يقابل مدى صِغر البذرة“[5]. بكلمات أخرى، يقول عزرا جولد، الذى كان أستاذاً للغة و أدب العهد الجديد بكلية اللاهوت الأسقفية فى ولاية فيلادلفيا، أننا يجب أن نفهم التعبير فى سياقه، لا بحسب المعايير المعاصرة. و هذه النقطة الأخيرة التى سألفت النظر لها، و هى أن كِبر النبات حينما ينمو لا يُقاس بحسب خبرة كل فرد الشخصية. هذا أمر نسبى بحت لا علاقة له بخبرة كل فرد، فحجم النبات حينما ينمو إلى ثلاثة أمتار بالنسبة لحبة متناهية الصغر للدرجة التى جعلتها مضرباً للمثل فى المجتمع اليهودى، هو بكل تأكيد حجم كبير و أعظم من حجم الحبة!
بإختصار:
1- حبة الخردل صغيرة جداً.
2- حبة الخردل كانت أصغر الحبوب فى الثقافة اليهودية.
3- حبة الخردل كانت مضرباً للمثل فى صِغرها.
4- يسوع إستخدم حبة الخردل فى مثل.
5- يسوع قال أن حبة الخردل أصغر الحبوب فى الأرض.
ما الذى نفهمه من ذلك؟ هذه هى قضيتى: أن يسوع إستخدم التعبير الملائم و المناسب جداً للمجتمع الذى عاش فيه، ولا يوجد أى خطأ فى كلامه بمقاييس عصره. أى ناقد كتابى لن يفسر النص خارجاً عن سياقه و عن بيئته التى خرج منها النص. و كل شخص لديه علم بمناهج التأويل الهيرمونطيقى لن يجازف و يفسر النص بمعايير عصره.
من إتضع رفعه الله، فهو الذى أنزل الأعزاء من على الكراسى و رفع المتضعين، و هو الذى جعل نبوخذ نصر ملك بابل الذى تبجح بجبروته يهبط ليصير حيواناً يأكل العشب من الأرض. إنما التفاخر و التكبر و الغرور فى التعامل مع المسيحيين قائلين مرددين “التخصص” مدعين أنهم متخصصين فى النقد النصى، فبنعمة الرب و قوة الروح، لو وضعنا لهم مصطلحاً فى النقد النصى لسهروا شهوراً على الشبكة ليفهموه سيضيع تعبهم هباء!
أخيراً، أحب أن أقول لماذا كتبت هذا الرد الآن. انا لا أنتبه كثيراً لشبهات قديمة، خاصةً ما يتعلق باللاهوت الدفاعى، و ذلك نظراً لتركيزى الشديد و المُكثف فى النقد الأعلى. و لكن أخبرنى الأصدقاء بالغرور من مدعى التخصص و بالقيل و القال و الردود على فلان و التفنيد على فلان و ما إلى ذلك! و لو لم أكن علمت بهذه البروبجاندا السطحية جداً لما كنت رددت عليها!
لقد قال داود قديماً لجليات حينما تجبر على شعب الرب:”مَنْ هُوَ هَذَا الْفِلِسْطِينِيُّ الأَغْلَفُ حَتَّى يُعَيِّرَ صُفُوفَ اللَّهِ الْحَيِّ؟” (1 صم 17 : 26). و بقوة الروح القدس، لا بقدرته هو الشخصية، قتل داود هذا الأغلف. إن كل إعتمادنا هو على الروح القدس، لأن الرب هو الذى وعد قائلاً:”لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ” (مت 10 : 20). و إننا نقول بقوة الروح الذى يتكلم فينا:
لا يوجد رد علمى بمنهج نقدى محترم يمكنه أن يثبت خطأ الإستدلال المبنى فى هذه المقالة!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] Robert W. Guelich, Word Biblical Commentary, Vol. 34a (Mark 1-8:26), Word Books: USA 1989, P. 249
[2] G. Kittel & G. Friedrich, ed., Theological Dictionary of The New Testament, Vol. 7, Translated by G. W. Bromiley, Eerdmans: USA 1964, P. 288
[3] James R. Edwards, The Gospel According To Mark, Eerdmans: USA 2002, P. 144
[4] James A. Brooks, The New American Commentary, Vol. 23 (Mark), Broadman Press: USA 1992, P. 85
[5] Ezra P. Gould, Critical & Exegetical Commentary on The GospelAccording To St. Mark, T&T Clark: USA 1989, P. 82
بعد الشكر العميق لهذا المستوى الراقي من التحليل للأخ الحبيب فادي لي (بعض التعليقات)
تعليق 1:
وضع أحد الأخوة الأفاضل (هولي بايبل 1) ردا على هذا بأن حبة الخردل بحسب المثل المطروح هي فعلا أصغر الحبوب الحقيقية (التي لها غلاف) المعروفة التي يمكن زراعتها في بحث شيق
وأيضا بحث شيق ورائع للأخ الحبيب حورس (أفهمتم هذا كله ؟)
تعليق 2:
من الجانب الإصطلاحي العربي الشرقي يمكن فهم ما يعنيه فادي ب "تفاصيل العلم المطلقة"
ولكن من الناحية العلمية وبثقافة التحليل والنقد لا يمكن أن نطلق على أي علم أو تكنولوجيا أو تفاصيلهما صفة الإطلاق ، إلا العلوم البحتة والنظرية مثل الرياضيات والهندسة التي تقترب من حقائق مطلقة ، ولكنها مازالت نسبيه بالنسبة لعالمنا ولا نعلم أي شئ عن حقيقتها في أي عوالم اخرى مادية أو افتراضية أو ميتافيزيقية
الخلاصة لا وجود لما يسمى بعلم مطلق إلا في عالم غير عالمنا
تعليق 3:
وهذا يشير وبقوة إلى تاريخية السياق الإنجيلي ، وأيضا إلى معرفة المسيح بمستقبل كنيسته وملكوته ، فالنص يحوي داخله شهادة تاريخية على تخطي التاريخ وتحقق النبوءات