الرد على شبهة : لعن شجرة التين بعد أم قبل دخول الهيكل؟
ابراهيم القبطي
يعترض بعض المسلمين على ترتيب الأحداث بين بشائر متى ومرقس فيما يتعلق بدخول السيد المسيح إلى الهيكل ولعن شجرة التين
لقد أورد كل من متى ومرقس رواية لعن يسوع لشجرة التين فقد وردت عند متى في [ 21 : 18 ] ووردت عند مرقـس في [ 11 : 12 ]
لكنهما وقعا في تناقض واضح وهو :
قول متى أن المسيح لعن شجرة التين [ بعد ] أن قام بتطهير الهيكل وطرد الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه ونجد عكس ذلك في انجيل مرقس الذي يذكر أن المسيح لعن شجرة التين [ قبل ] ان يكون قد طهر الهيكل من الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه !!
ورواية تطهير الهيكل أوردها متى في [ 21 : 12 ] وأوردها مرقس في [ 11 : 15 ] وهي قصة واحدة لحدث واحد تناقض في روايتها متى ومرقس .
الرد بنعمة المسيح رب المجد
حتى نوضع النقاط في نصابها الصحيح نقول بأنه لم يحدد أي من البشيرين ترتيب معين للأحداث بلفظ صريح ، فالراوية في متى 21 مضغمة بدون تفصيل ، بينما الرواية في مرقس 11 أكثر تفصيلا وتوضيحا
تابع الرسم التوضيحي
في بشارة القديس مرقس يذكر التفاصيل ، فذكر دخول السيد المسيح مرتين إلى أورشليم ، وخروجه منها مرتين ، ولعنه شجرة التين في اليوم الثاني فيبست آنيا (من الظاهر أو الخارج) ، ثم مروره عليها في اليوم الثالث فإذا قد جفت شجرة التين من أصولها (من الجذور)
بينما القديس متى في بشارته يضغم الاحداث ، فيذكر دخول السيد المسيح أورشليم ، ثم يضغم معه طرد الباعة في الهيكل دون ترتيب
10 ولما دخل اورشليم ارتجّت المدينة كلها قائلة من هذا.
11 فقالت الجموع هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل
12. ودخل يسوع الى هيكل الله واخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام
13 وقال لهم: مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعى وانتم جعلتموه مغارة لصوص
فحرف العطف في "ودخل يسوع إلى هيكل الله" لا يفيد الترتيب الزمنى بل فقط التلازم المكاني للحدث
ثم يعود القديس متى ليضغم حدث لعن الشجرة وتعليق التلاميذ عليه
19 فنظر شجرة تين على الطريق وجاء اليها فلم يجد فيها شيئا الا ورقا فقط. فقال لها لا يكون منك ثمر بعد الى الابد. فيبست التينة في الحال.
20 فلما رأى التلاميذ ذلك تعجبوا قائلين كيف يبست التينة في الحال.
فبينما القديس مرقس يفصل الأحداث ، يختصر القديس متى الأحداث ، مع الاحتفاظ بالترتيب العام
لأن الملاحظ أن دخول اورشليم في المرتين كان يسبق مواجهة شجرة التين دائما في المرتين ، فلا تعارض إذاً إلا في عقل المسلم
ومن العجيب أنه يثيرون هذه الشبهة ويحددون بعد وقبل ، بينما النص المقدس الإنجيلي لم يحدد تريتب معين للأحداث الرئيسية ، أما الأعجب أنهم لا يعرفون ترتيب نزول قرآنهم ، مما يتبع مشاكل لا حصر لها في الناسخ والمنسوخ ثم يتساءلون عن تريتب أحداث كتابنا المقدس.
أما كان الأجدى أن يتعرفوا على ترتيب نزول قرآنهم بسوره قبل ان يمتحنوا كتابنا المقدس ؟
المسيح إلهنا يفتح أعينهم ليدركوا النور الحقيقي ويقبلوا المسيح مخلصا