هل من المعقول أن يأخذ يعقوب النبوة عن طريق الخداع؟
بقلم :الحمامة الحسنة
يقول السائل: هل من المعقول أن يأخذ يعقوب النبوة عن طريق الخداع، حينما خدع أباه إسحق ؟!
الجواب: أولاً يعقوب لم يأخذ النبوة عن طريق الخداع بل أخذ البركة.
إذ قال لأبيه " كل من صيدي لكي تباركني نفسك "(تك27 :19 )
هذه هي البركة التى حُرم منها عيسو. وبكى قائلاً " باركني أنا أيضاً يا أبي"
فرد عليه أبوه قائلاً:" قد جاء أخوك بمكر وأخد بركتك"(تك27: 34-35)
- ومع ذلك فهذه البركة كانت معدة من الله أصلاً ليعقوب وليس لعيسو
وهذا ماقاله الرب في نبوءة لأمه رفقة أثناء حملها :
" قال لها الرب: في بطنك أمتان ، ومن أحشائك يفترق شعبان، شعب يقوى على شعب
وكبير يستعبد لصغير "(تك25: 23)
- كان الله بسابق علمه الإلهي يعرف أفضلية يعقوي على عيسو، فإختاره لتلك البركة .
وهكذا قال القديس بولس الرسول في الرسالة الأولى إلى رومية بخصوص الإختيار
الإلهي :
" بل رفقة أيضاً وهى حبلى..... لأنه وهما لم يولدا بعد، ولافعلى خيراً ولا شراً
لكي يثبت قصد الله حسب الإختيار..... قيل لها أن الكبير يٌستعبد للصغير.
كما هو مكتوب:" أحببت يعقوب وأبغضت عيسو "( رومية9: 10- 13 )
ومع هذا لاننكر أن أبونا يعقوب وقع في خطية الخداع بشأن نيَّل البركة
ونال الجزاء على خداعه.. فقد خدعه خاله لابان عند زواجه وقدم له ليئة بدلاً من راحيل(تك29: 23- 25)
وخدعه أيضاً لابان من جهة أجرته فغيرها له عشرة مرات(تك31: 41)
كذلك خدعه أبناؤه عندما باعوا يوسف أخاهم وأوهموا يعقوب أباهم بأن وحشاً قد إفترسه :
" فمزق يعقوب ثيابه ووضع مسحاً على حقويه وناح على إبنه أياماُ كثيرة...ورفض أن يتعزى "(تك37: 31-35)
- ولكن خطأ يعقوب وخداعه لأبيه في نيَّل البركة بدلاً من أخيه عيسو لم يمنع تنفيذ المقاصد الإلهية.
وكان القصد الإلهي هو أن يأخذ يعقوب البركة، فأخذها من عيسو الذى تهاون من قبل
وباع بكوريته وإحتقرها :" فإحتقر عيسو البكورية "(تك25: 33) مقابل حصوله على الطعام من أخيه يعقوب
أما كون يعقوب قد قلق وأسرع لينال البركة بطريقة الخداع كما نصحته أمه رفقة،
فهذا لايمنع أنه كان لابد من نوال هذه البركة بطريقة شرعية وروحية حسب قول الرب في النبوءة لأمه رفقة