For God so loved the world, that he gave his only begotten Son, that whosoever believeth in him should not perish, but have everlasting life.

الخميس، ٣١ ديسمبر ٢٠٠٩

الرد على شبهة : حتى طال شعره مثل النسور

الرد على شبهة : حتى طال شعره مثل النسور


Aghroghorios

تحرير ابراهيم القبطي

يقول المعترض الذي لم يقرء الكتاب المقدس من الاصل هذة الشبهة الساذجة

هل تعلم ان الكتاب المقدس يقول ان النسور لها شعر؟؟

(في تلك الساعة تم الأمر على نبوخذناصّر فطرد منبين الناس واكل العشب كالثيران وابتلّ جسمه بندى السماء حتى طال شعره مثل النسورواظفاره مثل الطيور) دانيال 4: 33

نرد ونقول له ونعطية نصيحة ان يقرء الكتاب المقدس كلمة الله الحية والفعالة فهو الكتاب الوحيد بين كتب الامم الوثنين ، فالايات تتكلم عن نبوخذ نصر الذي رفض ان يتوب علي الرغم من اعطاء الله سنة ليتوب ويصور لنا شكل الانسان الخاطي البعيد عن الله والمصر علي ذالك وما فعلة به الخطية وقد أصيب الملك بحالة جنون أفقدته وعيه كإنسان، صار كحيوان البرية يأكل العشب.

لكن لنرجع للشبهة :

1)  نحن نعلم ان الشعر في الانسان كالريش في الطائر ، فالريش هو كسوة الطائر وزينته ، وهو له بمنزلة الشعر ، وهذا اصلا ما قال به الاسلام أن الريش كالشعر

المغني - كتاب الطهارة : الريش كالشعر فيما ذكرنا لأنه في معناه

2) نلاحظ أيضا أن الكتاب المقدس لم يقل أطال شعرة مثل شعر النسر

بل قال مثل النسر ولم يذكر أن للنسر شعر

ولا اعلم من أين أتي المعترض بأن النسر له شعر هل يتوهم ؟!

الكتاب يقصد (فحتى شَعرِه نُمِى طال مثل ريشِ النسورِ بالإهمالِ والسهو الطويلِ)

فريش النسر عندما يطيل يسمر ويكون حاد وسميك ، فذكر الكتاب ان شعر نبوخذ نصر طال حتى صار كريش النسور

هل تريدون ان يقول الكتاب ان ريش نبوخذ نصر طال مثل النسر ؟

وهل نبوخذ نصر له ريش ؟!

أم أن جهلكم قد أعماكم حتى عن أبسط المعاني والتشبيهات

حق فيكم قول الشاعر

وإذا بُليتُ بجاهلٍ متحاملٍ ******* يجدُ المُحَالَ من الُأمُورِ صَوَاباَ

أوْلَيْتُهُ مِنِّي السكُوتَ وَرُبّمَا ***** كانَ السُّكُوتُ عَلَيه جواب

لكننا مازالنا نرد  لنوضح مدي هذيانكم  ، وحاجتكم الشديدة لترك دين الظلام

رد نقدي : اصغر البذور بين العلة و المعلول

رد نقدي :  اصغر البذور بين العلة و المعلول


فادى اليكساندر

هى ليست شبهة جديدة بأى حال، و لكن هناك كلام كثير يُثار حولها لدرجة بلغت بالتعقيد ما يدعو للملل. فكلهم (أي المسلمين) متخصص فى كل شىء ، و فى كل علوم الدنيا: علم آثار، علم نبات، علم حيوان، علم ميثولوجيا، بل و حتى علم النقد النصى!

أصبحت كلمة “التخصص” بالسهولة بمكان ليدعى كل من هب و دب أنه متخصص فى علوم الدنيا كلها، و يكرر كثيراً أنه لا يتكلم إلا بتخصص. و هل أحدهم ذكر كتاباً واحداً كمرجعاً؟ اللهم إعتماد رئيسى و كلى على مواقع الشبكة. و دخلنا فى دوائر مغلقة و تقسيمات و صور، و ذلك كله لأنه لا يوجد كتاب علمى واحد متخصص فى الدراسة النقدية للعهد الجديد تم الرجوع له. لو أى شخص قرأ تفسيراً نقدياً واحداً، و لو كلف نفسه عناء شراء أى تفسير نقدى أو قاموس لاهوتى للعهد الجديد، و هناك الكثير منهم متوفر فى مصر، لأدرك حل المشكلة ببساطة. و لكن لما القراءة و لسان حالهم يقول نحن المتخصصين فى علوم الدنيا بأكملها؟!

تحتاج العقلية الشرقية أن تتدرب فى كيفية فِهم المنهج التأويلى الهيرمونطيقى، حتى تستطيع أن تدرك أن “النص المُطلق” هو مجرد وهم و خرافة. لا يوجد نص غير تأويلى، و بالتالى لا يمكن الحكم فيه إلا فى ضوء الإحتمالات الممكنة لتفسير النص، و إختيار أفضل هذه الإحتمالات، و هو الإحتمال الذى يفسر كافة معطيات النص المتوفرة. نصر حامد ابو زيد كان قد ذكر مرة أن الثقافة العربية هى ثقافة نص، لا تستطيع العبور منه إلا ما وراء النص. و الغريب أن هذا هو بالضبط النقد الكتابى، فى الوقت الذى يدعى فيه الصاحب أنه دارس للنقد الكتابى!

إن آخر منظور قد يُنظر به للكتاب المقدس هو ما يسميه العرب “ظاهر النص”. هذا الكتاب بشكل عام لم يُكتب لكى نقرأه بحسب ظاهره. مؤلفى هذا الكتاب لم يريدوا أن يظهروا ما يريدونه بكل بساطة لكل من يقرأ. النقد الكتابى بأكمله هو مجموعة من الفروع المعرفية القائمة فقط، و أكرر فقط، لأجل فِهم النص.

حسناً لنأت لجدل المسلمين : هل حبة الخردل هى أصغر حبوب كوكب الأرض؟

لست “متخصص” فى النبات لكى أقول نعم أو لا، و لهذا يجب اللجوء للسلطة فى هذا المجال، أى لمن يملك سلطة القرار؛ العالم. و قد إتفق علماء العهد الجديد على أن حبة الخردل ليست هى أصغر الحبوب الموجودة على كوكب الأرض .( تعليق 1)

لكن هل هذا يعنى أن يسوع قد اخطأ؟

لا يرى المسلم ذلك، إنما يرى أن مؤلفى الأناجيل “حرفوا” نص كلام يسوع. بكلمات أخرى، لأن جنابه يرى أن أفضل تفسير لهذا النص هو أن مؤلفى الأناجيل قد غيروا نص كلام يسوع. السؤال الجوهرى إذن: هل هذا هو أفضل تفسير بالفعل؟

يحتاج المتخصص أن يعلم التالى: النص لا يُفسر إلا فى بيئته و فى مجتمعه و بمقاييسه، و ليس بمقاييس معاصرة. إذا خرج المُفسِر عن هذا الإطار فلا يُسمى ما يكتبه إلا عبثاً. لذلك لن تجد عالم يقول لك متى قد غيرّ فى شىء إقتبسه عن مرقس إلا و يذكر لك السبب. ما السبب الذى سيجعل الإنجيليين يغيروا كلام يسوع؟

الآن، لو كان لدى صديقنا هذا أدنى معرفة بالنقد التاريخى، لعرف أن التوثيق المتعدد للنص من خلال إنجيل مرقس و إنجيل توما يذهب بالنص ليسوع. النص لم يرد فى المصدر Q حيث أن متى و لوقا أخذا النص عن مرقس، و بتطبيق النقد التنقيحى نستطيع أن نفهم بعض الإشارات عند متى و لوقا. ليس هذا هو المهم الآن، لكن المهم هو أن النص وارد عند مرقس و وارد فى انجيل توما ، و كلاهما مصدران مستقلان عن بعضها،

و هذا يجعل العلماء يسألون: لماذا سيضع انجيل مرقس و انجيل توما نصاً ما دون أن يلتقيا إلا إذا كان النص أصلياً؟

لا يوجد سبب آخر بالتأكيد. و بالتالى، إدعاء الصاحب أن النص تغير شكله عن الشكل الذى قاله يسوع غير مُسند بالأدلة العلمية.

لماذا يفترض إذن أن الخطأ تم من قِبل الإنجيليين؟

لأنه يعتبر يسوع نبياً لا يخرج منه خطأ.

حسناً، و أنا اؤمن أنه ابن الله نفسه، و لكن هذه المعتقدات لا علاقة لها بالبحث التاريخى.

فى أى بحث تاريخى لا يجب أن توجه البحث لما تريده أن ينتهى. عليك أن تضع كل الإحتمالات الممكنة و تقيمها بحسب الدليل المتوفر. هل هذا يعنى أنه هناك إحتمالية نظرية بحسب المنهج التاريخى أن يكون يسوع هو الذى ذكر هذا النص الذى يعتبره الصديق خطأ؟

نعم، لا يوجد أى أساس تاريخى يجعلك تستثنى يسوع، إنما أساس عقيدى فقط. هذا منهج مغلوط، لأنك إذا قررت البحث التاريخى يجب أن تخضع لقوانين البحث التاريخى دون تأثير من أى معتقدات. هذا لا يعنى أننى أقول أن يسوع قد اخطأ فى شىء، بل ولا حتى الإنجيليين قد أخطأوا فى شىء، فكما سنرى، إنعدام الدراسة النقدية هو الذى أدى إلى تخيل أنه خطأ! إنما ما أقوله هنا الآن هو نظرة فى منهجية الصديق، التى لو عرضها على أى عالم متخصص (متخصص حقيقى!) لما أعطاه أى إعتبار اصلاً!

ما الذى يقوله المتخصصين الحقيقيين إذن؟

أجمع علماء العهد الجديد، بلا أى إستثناء، أن صِغر حبة الخردل كان مثلاً فى اسرائيل.

بكلمات أخرى، كانت حبة الخردل مضرباً للمثل فى صغرها فى اسرائيل. دعونا نستعرض معاً ما توصل له المتخصصين الحقيقيين:

يقول العالم روبيرت جيلش الأستاذ بمعهد فولر اللاهوتى، و هو أكبر معهد لاهوتى فى العالم:”حبة الخردل κόκκ σινάπεως كان لها وضع مثلى فى الفولكلور اليهودى كأصغر حبة. و كرمز للصغر كان لها معنى سلبى كثانوية. و لهذا فإن موضوع هذا المثل يتضمن بتأصل فكرة الصِغر”[1].

ما معنى أنها أصغر حبة فى الفولكلور اليهودى؟ ببساطة، أنها كانت حبة متناهية الصِغر للدرجة التى جعلتها تكون مضرب المثل. هذا يعنى أن يسوع حينما قال أن حبة الخردل هى أصغر البذور كان يستخدم الثقافة اليهودية المحيطة به فى المجتمع الذى عاش فيه. و لهذا حينما نقول أن الكتاب المقدس ليس كتاباً علمياً، فإننا نعنى بذلك أنه لا يذكر تفاصيل كل علم المُطلقة (تعليق 2) . و حينما نقول أن الكتاب المقدس لا يخالف العلم، نحن نعنى أن تصريحاته تُفهم فى مجتمعه و سياقه. فكما رأينا، و سنرى تفصيلاً الآن، كان يسوع يتكلم بحسب الثقافة السائدة فى مجتمعه، لأنه يتعامل مع جماعة من البشر لها مقاييسها و مفاهيمها و ثوابتها.

قلت سابقاً أن هذا المفهوم توصل له العلماء و ليس عالم واحد فقط، لذلك دعونا نرى ما ورد فى أكبر قاموس للغة اليونانية فى العالم:

لا يرد ذكر للخردل فى العهد القديم، و لكن يبدو من الأدب اليهودى أنها كانت معروفة جيداً فى فلسطين. و بحسب المشنا، لم تكن تُزرع فى الحدائق و إنما فى المزارع. و كانت تنمو لكل من الحبوب و الأوراق. و لا يوجد ذكر للإستخدام الطبى لها. مدى صِغر الحبة كان مضرباً للمثل. ففى بعض قواعد التطهير، أقل كمية تنجس الإنسان هى “حتى لو مجرد صغيرة جداً كحبة الخردل” (المشنا: نيدا 5 و 2، و قارن التلمود البابلى: بيراخوت 31 أ). و هناك مثل آخر كالتالى: إذا كان شخصاً قد نذر أن يقبل بالنذر لمدة ثلاثين يوما كـ “سلة ممتلئة”، أى بالسعة التى تتحملها سلة، فإن أقسى إمكانية هى:”يجب أن ينتبه أن يجعل السلة مليئة بحبوب الخردل – و بهذا فقد نذر نفسه للرب طول حياته” (المشنا، نذير 1، 5). بل و حتى إلى اليوم يوجد المثل العربى:”لا يوجد حبة خردل تنزلق من يد البخيل“. النصوص اليهودية لا تقول أن النبات ينمو بشكل طبيعى لإرتفاع مفاجىء. و كما يمكن أن نرى من السياق، لا يجب علينا أن نأخذ بشكل جاد التعبيرات العرضية التى تتباهى بخصوبة ارض فلسطين و التى تذكر نباتات خردل غير عادية، مثل:”قال الراباى شيما عن خالفتا: كان عندى نبات خردل و جعلتها تنمو إلى علو شجرة التينة”. و مع ذلك، فإن الخردل فى الحقيقة ينمو إلى طول مترين و نصف إلى ثلاثة أمتار بالقرب من بحيرة جنيسارت”.

ثم يذكر فى الهامش:”ويلكين لاحظ أيضاً أن الطيور تستظل بأوراقها الكبيرة. و على أية حال، فإن الطيور كانت تتغذى بحبوبها“[2].

ما الذى يعنيه هذا الكلام إذن؟ بكل وضوح و بساطة يعنى التالى: أن الثقافة اليهودية إعتبرت حبة الخردل لصِغرها المتناهى أصغر الحبوب، و كانت مضرباً للمثل فى مدى الصِغر. و هو ما يعبر عنه العالم جيمس ادواردز، استاذ اللغة و الأدب الكتابى بكلية ويتورث فى واشنطن:”حبة الخردل، و هى الحبة التى تظهر سنوياً فى فصل الربيع، ليست فعلياً أصغر الحبوب، و إنما كان لها رؤية فى فلسطين تعتبرها الصغرى مثلياً”[3].

حسناً، إرجع خطوة للخلف، و تذكر: ما السياق الذى تكلم فيه يسوع عن حبة الخردل؟ إنه مثل!

يسوع كان يتكلم بمثل لكى يشبه كيف سيُولد ملكوت الله صغيراً لا يتعدى إثنى عشر فرداً، لكنه سيمتد إلى كافة أرجاء الأرض. الحبة هى أصغر الحبوب مثلياً فى اسرائيل فى ذلك الزمان، و يسوع كان يتكلم بمثل حينما تكلم عنها. (تعليق 3)

هل أدرك الصاحب هذا المنظور النقدى؟

هل بحث فى الكتب و المراجع؟

إذا كان لا يملكها، فليصمت ولا يتكلم ليعطى حكماً خائباً!

بهذا، نستدرك ونتساءل هل أخطأ الكتاب المقدس؟

يقول العالم جيمس بروكس، أستاذ العهد الجديد فى معهد معهد بيت إيل اللاهوتى:”حبة الخردل لم تكن أصغر البذور فى فلسطين، و لكنها كانت واحدة من أصغر الحبوب و كان مضرباً للمثل فى تناهى صغرها. و كعادة الكتاب المقدس، لا يعطى وصفاً علمياً أو تحليلياً إنما الوصف العام. و بهذا فإن الكتاب المقدس لا يوجد به أى خطأ كان“[4]. فالكتاب المقدس ليس كتاباً علمياً يتكلم عن علم نبات و علم حيوان و علم آثار، حتى يلتزم بالتقنية العلمية، إنما هو كتاباً لا يتعارض مع العلم، فيتكلم بثقافة المجتمع الذى كُتِب فيه كل سفر من أسفاره. و عقيدتنا فى عصمة الكتاب المقدس الدنيوية كالتالى: حينما نعرف كل البيانات و المعلومات عن نص معين، فسيتبين أنه لم يرد فيه خطأ. و هذا هو فكر كافة المسيحيين، و هو الفكر الذى عبر عنه بيان شيكاغو. لأننا إذا كنا سنتعامل مع الكتاب المقدس كنص، علينا أن نعرف الوسط و المجتمع الذى خرجه فيه هذا الكتاب. لا يوجد متخصص واحد فى النقد الكتابى يقول أننا يجب أن نفسر النص فى ضوء المقاييس المعاصرة.

الآن، إذا كان المجتمع اليهودى يعتبر حبة الخردل يُضرب بها المثل فى التناهى فى الصِغر، و إذا كان يسوع يستخدم حبة الخردل و يقول أنها أصغر البذور بينما يلقى “مثلاً” عن ملكوت الله، و إذا كان العلماء النقديين الذى ينظرون للتاريخ لا للعقيدة يؤكدون هذه الحقائق، فهل نقول أن يسوع قد اخطأ؟

أو هل هناك سبب واحد يجعلنا نقول أن أحد الإنجيليين قد حرفّ كلام يسوع؟

لقد بينا أنه لا يوجد أى سبب لأى إنجيلى يجعله يغير مفهوم الكلمة، و رأينا أن يسوع كان يتكلم بثقافة مجتمعه و البيئة التى وُلِد و عاش و مات و قام فيها. أين الخطأ إذن؟ أين العناوين البراقة “علم النبات يثبت تحريف الكتاب”؟

أكبر و أشهر تفسير نقدى خرج للكتاب المقدس منذ أن بدأ النقد الكتابى فى عصر التنوير يقول:”هذه المقارنة تقصد أن تبرز علو هذا النبات عن الآخرين فى تصنيف “لاخانا” λάχανα و الذى ينتمى له هذا النبات، و هو التصنيف الذى لا يوجد له أعواد خشبية مثل الشجر و الشجيرات، حتى أنه يتعدى التصنيف الأخير، و يصنع فروعاً كبيرة تستظل بها الطيور. و هذا يقابل مدى صِغر البذرة“[5]. بكلمات أخرى، يقول عزرا جولد، الذى كان أستاذاً للغة و أدب العهد الجديد بكلية اللاهوت الأسقفية فى ولاية فيلادلفيا، أننا يجب أن نفهم التعبير فى سياقه، لا بحسب المعايير المعاصرة. و هذه النقطة الأخيرة التى سألفت النظر لها، و هى أن كِبر النبات حينما ينمو لا يُقاس بحسب خبرة كل فرد الشخصية. هذا أمر نسبى بحت لا علاقة له بخبرة كل فرد، فحجم النبات حينما ينمو إلى ثلاثة أمتار بالنسبة لحبة متناهية الصغر للدرجة التى جعلتها مضرباً للمثل فى المجتمع اليهودى، هو بكل تأكيد حجم كبير و أعظم من حجم الحبة!

بإختصار:

1- حبة الخردل صغيرة جداً.

2- حبة الخردل كانت أصغر الحبوب فى الثقافة اليهودية.

3- حبة الخردل كانت مضرباً للمثل فى صِغرها.

4- يسوع إستخدم حبة الخردل فى مثل.

5- يسوع قال أن حبة الخردل أصغر الحبوب فى الأرض.

ما الذى نفهمه من ذلك؟ هذه هى قضيتى: أن يسوع إستخدم التعبير الملائم و المناسب جداً للمجتمع الذى عاش فيه، ولا يوجد أى خطأ فى كلامه بمقاييس عصره. أى ناقد كتابى لن يفسر النص خارجاً عن سياقه و عن بيئته التى خرج منها النص. و كل شخص لديه علم بمناهج التأويل الهيرمونطيقى لن يجازف و يفسر النص بمعايير عصره.

من إتضع رفعه الله، فهو الذى أنزل الأعزاء من على الكراسى و رفع المتضعين، و هو الذى جعل نبوخذ نصر ملك بابل الذى تبجح بجبروته يهبط ليصير حيواناً يأكل العشب من الأرض. إنما التفاخر و التكبر و الغرور فى التعامل مع المسيحيين قائلين مرددين “التخصص” مدعين أنهم متخصصين فى النقد النصى، فبنعمة الرب و قوة الروح، لو وضعنا لهم مصطلحاً فى النقد النصى لسهروا شهوراً على الشبكة ليفهموه سيضيع تعبهم هباء!

أخيراً، أحب أن أقول لماذا كتبت هذا الرد الآن. انا لا أنتبه كثيراً لشبهات قديمة، خاصةً ما يتعلق باللاهوت الدفاعى، و ذلك نظراً لتركيزى الشديد و المُكثف فى النقد الأعلى. و لكن أخبرنى الأصدقاء بالغرور من مدعى التخصص و بالقيل و القال و الردود على فلان و التفنيد على فلان و ما إلى ذلك! و لو لم أكن علمت بهذه البروبجاندا السطحية جداً لما كنت رددت عليها!

لقد قال داود قديماً لجليات حينما تجبر على شعب الرب:”مَنْ هُوَ هَذَا الْفِلِسْطِينِيُّ الأَغْلَفُ حَتَّى يُعَيِّرَ صُفُوفَ اللَّهِ الْحَيِّ؟” (1 صم 17 : 26). و بقوة الروح القدس، لا بقدرته هو الشخصية، قتل داود هذا الأغلف. إن كل إعتمادنا هو على الروح القدس، لأن الرب هو الذى وعد قائلاً:”لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ” (مت 10 : 20). و إننا نقول بقوة الروح الذى يتكلم فينا:

لا يوجد رد علمى بمنهج نقدى محترم يمكنه أن يثبت خطأ الإستدلال المبنى فى هذه المقالة!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] Robert W. Guelich, Word Biblical Commentary, Vol. 34a (Mark 1-8:26), Word Books: USA 1989, P. 249

[2] G. Kittel & G. Friedrich, ed., Theological Dictionary of The New Testament, Vol. 7, Translated by G. W. Bromiley, Eerdmans: USA 1964, P. 288

[3] James R. Edwards, The Gospel According To Mark, Eerdmans: USA 2002, P. 144

[4] James A. Brooks, The New American Commentary, Vol. 23 (Mark), Broadman Press: USA 1992, P. 85

[5] Ezra P. Gould, Critical & Exegetical Commentary on The GospelAccording To St. Mark, T&T Clark: USA 1989, P. 82

بعد الشكر العميق لهذا المستوى الراقي من التحليل للأخ الحبيب فادي لي (بعض التعليقات)

تعليق 1:

وضع أحد الأخوة الأفاضل (هولي بايبل 1) ردا على هذا بأن حبة الخردل بحسب المثل المطروح هي فعلا أصغر الحبوب الحقيقية (التي لها غلاف) المعروفة التي يمكن زراعتها في بحث شيق

حبة الخردل وأصغر البذور

وأيضا بحث شيق ورائع للأخ الحبيب حورس (أفهمتم هذا كله ؟)

تعليق 2:

من الجانب الإصطلاحي العربي الشرقي يمكن فهم ما يعنيه فادي ب "تفاصيل العلم المطلقة"

ولكن من الناحية العلمية وبثقافة التحليل والنقد لا يمكن أن نطلق على أي علم أو تكنولوجيا أو تفاصيلهما صفة الإطلاق ، إلا العلوم البحتة والنظرية مثل الرياضيات والهندسة التي تقترب من حقائق مطلقة ، ولكنها مازالت نسبيه بالنسبة لعالمنا ولا نعلم أي شئ عن حقيقتها في أي عوالم اخرى مادية أو افتراضية أو ميتافيزيقية

الخلاصة لا وجود لما يسمى بعلم مطلق إلا في عالم غير عالمنا

تعليق 3:

وهذا يشير وبقوة إلى تاريخية السياق الإنجيلي ، وأيضا إلى معرفة المسيح بمستقبل كنيسته وملكوته ، فالنص يحوي داخله شهادة تاريخية على تخطي التاريخ وتحقق النبوءات

الأحد، ٢٧ ديسمبر ٢٠٠٩

فضح تدليس المسلمين للتشكيك في ظهورات السيدة العذراء

فضح تدليس المسلمين للتشكيك في ظهورات السيدة العذراء


ابراهيم القبطي

ينتشر الآن في المواقع الإسلامية مجموعة أفلام فيديو قام بها أحدهم من المدلسين

في هذا الفيديو قمنا بفضحه وعرض ما أهم ما ادعاه وتوضيح كيف تلاعب بالحقائق وأخفي البعض الآخر ليثبت أن ظهور العذراء مجرد هولوجرام أو صورة ثلاثية الأبعاد تم عملها بتكنولوجيا قديمة متاحة للجميع

فيلم للرد على الإدعاء بأن الصورة هولوجرامية ليزرية

فيلم يتطرق إلى إحتمالات أخرى ويؤكد على ان الظهور ليس ليزر

فيلم لتوضيح أن هذا الظهور للعذراء بتحليل الطيف

فيلم يؤكد فيه عالم فيزياء على حقيقة ظهور العذراء

الخميس، ٢٤ ديسمبر ٢٠٠٩

العثور على منزل في الناصرة يرجع الى عهد المسيح

العثور على منزل في الناصرة يرجع الى عهد المسيح

الناصرة - رويترز وهاآرتز

أعلنت هيئة الآثار في إسرائيل يوم الإثنين أنه عثر على بقايا منزل يرجع إلى عهد المسيح في الناصرة وهو الاكتشاف الأول من نوعه في المكان الذي نشأ فيه المسيح ،

وعلى الرغم أن علماء الآثار لم يشيروا إلى وجود أي صلة مباشرة بين هذا المنزل في الناصرة وبين المسيح ، إلا أن ياردينا ألكسندر التي أدارت عمليات الحفر ترجح أن يسوع المسيح بكل تأكيد كان يعرف هذا المنزل ومن يسكن فيه ، بينما يعتقد المسيحيون أن المنزل الذي عاشت فيه العذراء مريم في طفولتها كان كهفا توجد فوقه الآن كنيسة البشارة.

وقالت ياردينا الكسندر التي أدارت عمليات الحفر قرب الكنيسة إنه تم الكشف عن جدران المنزل الذي يرجع إلى القرن الأول والذي يتألف من غرفتين وفناء.  ثم اكدت الكسندر في بيان صدر عن هيئة الآثار: "هذا الاكتشاف له أهمية قصوى لأنه يكشف للمرة الأولى منزلا من قرية الناصرة اليهودية." ، وقالت: "المبنى الذي عثرنا عليه صغير ومتواضع ومن المرجح بشدة انه كان نموذجا لاماكن المعيشة في الناصرة في تلك الفترة." ، ثم أضافت: "حتى الآن عثر على عدد من المقابر التي ترجع إلى عصر المسيح في الناصرة غير انه لم يتم اكتشاف بقايا أماكن معيشة تنسب إلى تلك الفترة."

ووصفت الكسندر الناصرة وهي الآن من أكبر المدن العربية ويبلغ عدد سكانها نحو 65 ألف نسمة بأنها كانت "قرية صغير" في زمن المسيح.

في الصور أدناه الأب جاكوب إكرام يتفحص الموقع ، بجانب علماء الأثار وأعمال التنقيب


 

الأربعاء، ٢٣ ديسمبر ٢٠٠٩

ظهور العذراء : بين الشك واليقين

ظهور العذراء : بين الشك واليقين


ابراهيم القبطي

في الأسبوع الماضي (بداية من 11-12-2009) اختبر مسلمون ومسيحيون على السواء ظهور طيف سماوي على شكل السيدة العذراء عدة أيام متوالية فوق قبة كنيسة العذراء بالوراق – الجيزة (1)

، الحدث لم يكن صغيرا ولا مهمشا ، بل تحدثت عنه وسائل الإعلام على تنوعها ، بين محايد في نقل الحدث ، وبين مُكذّب لما يظنه خزعبلات وهلوسات جماعية قبطية أوشعبية . لكن الحدث -في عيون كل مدقق- قد تخطى الهلوسة إلى خبرة حقيقية تم تصويرها من قبل العامة على كاميرات التليفونات المحمولة للمسلمين والمسيحيين على السواء ، وفي السطور التالية سوف أحاول منطقيا أن أحلل هذه الظاهرة النورانية وما تحمله من معاني وماقد تعنيه للمسيحي والمسلم والملحد على السواء

------------------------------------

لا أحد يستطيع أن ينكر حدوث الظهور النوراني ، فالكاميرات لا تكذب ولا تهلوس (2) ، ولكن الحدث بكل تأكيد يمثل تحدياً لكل عقيدة أو فكر أو دين أو حتى طائفة

الملحدون في أغلبهم يقولون : هذه ظواهر طبيعية لابد لها من تفسير مادي لا علاقة له بما وراء الطبيعة

وبعض الطوائف المسيحية بدافع التعصب الطائفي أحيانا ، أو بدافع الإيمان المخلص أوقاتا أخرى ، يعترضون على هذه الظهورات الخارقة ، ويعللون تحفاظاتهم واعتراضاتهم  بأنها ربما كانت ظهورات شيطانية تحول الإيمان المسيحي عن المسيح وحده إلى شخوص إنجيلية أخرى لا ينبغي أن ترتفع فوق المسيح

والمسلمون ينقسمون بينهم إلى ثلاث فئات:

+ الفئة الأولى تشمل أفراداً رأوا بأعينهم العذراء أو طيفها النوراني  ، فلم يستطيعوا تكذيب الخبر ولم يجدوا له تفسيرا

+ والفئة الثانية تمثلها الأكثرية الصامتة ، التي ربما لم يمثل الظهور لها إلا خبر سمعوه ، ولا يريدون له أن يغوص في أعماق الوعي  ، فيسقطونه في دائرة النسيان بعد قليل خوفا على عقيدتهم

+ أما الفئة الاخيرة الذين أخذوا على عاتقهم الدفاع عن الدين الإسلامي ، فنسوا أو تناسوا عورات الإسلام الأخلاقية ، وقرروا أن يحملوا سيوف الجهاد الفكري وأنكروا باستمامة الحدث ، ليمسحوا عن ضمائرهم أي شبهة لتأييد سماوي ميتافزيقي  لعقيدة النصـــارى الكفار ، بل ويتهمون العقيدة المسيحية كلها على أنها تفتقر لأي تأييد عقلي وتعتمد على الخوارق فقط لإثبات صحتها (3)

وهذه الفئة الأخيرة تظهر اعتراضاتها في صيغ عديدة بعضها تقتبسه من مادية الإلحاد فتفسر الحدث بتفسيرات مادية ، أو هلوسات جماعية ، أو حيل من قادة الكنيسة القبطية يستعملون فيها أشعة الليزر  ، أو اعتراضات اخرى تستعيرها من الطوائف المسيحية الاخرى ، فتفسر الحدث بظهورات شيطانية ، أو تكتفي باعتراضات تشكك في كل ما يتعلق بتفصيل الحدث ، فيكتفون بالهجوم على شخصية الطيف ، ولماذا هي العذراء وليس آخر ، أو يركزون على دوافع العامة ممن رأوا الطيف ، فيشيرون في تعميم إلى الظهورات على أنها خوارق يبتدعها المسيحيون  لتعوضهم عن فقدان النصرانية لأساس عقلي متين .

فأين هي الحقيقة من كل هذه الاعتراضات ؟

------------------------------------

هل هناك ظواهر طبيعية تفسر هذه الظهورات ؟

لم يجد المعترضون من المسلمين والملحدين على السواء  إلا ظاهرة طبيعية واحدة لتفسير هذه الأطياف والظهورات ، فأرجعوها إلى ظاهرة طقسية معروفة تسمى (نيران أو أضواء سانت ألمو St. Elmo's fire) (4)  يحدث فيها تفريغ كهربائي بين سطح مدبب عال ، والهواء المتأين حوله ، في وقت الاعاصير المصاحب لها إنخفاض شديد في درجة الحرارة ، هذا التفريغ الكهربائي يظهر على شكل انبعاثات ضوئية زرقاء أو بنفسجية من الأسطح المدببة مثل أشرعة السفن في الاعاصير ، أو مانعات الصواعق ، أو أجنحة الطائرات ، وقد عزا إليه البعض في العصور القديمة المعجزات والخوارق ، ولكن هل هذا التفسير يكفي ؟

الحقيقية أن نيران سانت ألمو لا تقترب حتى من تفسير الظاهرة الموثقة على قبة كنيسة العذراء بالوراق ، فالطيف ظهر لفترات طويلة تتعدي مجرد فلاشات التفريغ الكهربائي ، وظهر على هيئة شخصية إنسانية متحركة ومتنقلة بين قباب الكنيسة وليست مجرد انبعاثات ضوئية عشوائية ، والظهور الطيفي لم يظهر فوق صلبان الكنيسة ذات الأسطح المدببة بل بجانبها فوق القباب المستديرة الغير مدببة .

ثم  أن الطيف لو كان مجرد ظاهرة جوية لسبق أن رصدناها في نفس المناخ او الجو في مصر فوق مئاذن الجوامع المدببة والاكثر علوا ، أو فوق برج القاهرة الذي يلائم أكثر هذه الظاهرة المثيرة  ، وهذا ما لم يحدث

فهل قررت الشحنات الكهربائية إذاً أن تتخذ شكلا بشريا بل وتعتنق الايمان المسيحي فلا تأبى إلا الظهور فوق الكنائس لا الجوامع أو المباني العادية؟

سؤال يبقى بلا إجابة !!!

------------------------------------

هل هناك أشعة ليزرية يستعملها النصارى لتضليل العامة ؟

هذا الاعتراض كثيرا ما تلوكه ألسنة المسلمين المعترضين ، ولكننا لم نجد احدهم يشرح لنا ماهية هذه التكنولوجيا الليزرية التي يمكن استعمالها في تكوين طيف بشري مجسم ومتحرك ينتقل بحرية بين القباب الكنسية بألوان متعددة منها الأبيض والازرق والذهبي

الصور الليزرية مثلها مثل أي ضوء تحتاج إلى أسطح لتنعكس الأشعة عليه فتتكون الصورة (5) ، فأين هو هذا السطح الخفي الموضوع فوق قباب الكنيسة ؟ ولماذا لم يكتشفه أحد حتى الآن  وسط هذا التجمع الجماهيري والأمني الضخم ؟

أما الصور الليزرية المجسمة (الثلاثية الأبعاد) او الهولوجرام (6) التي تحاول بعض الشركات حاليا على تحقيقها ، فليزمها إما مرايات ضخمة طوّافة (spinning mirrors)  (7) بحجم الصورة المطلوبة تدور بسرعات عالية جدا لتخلق سطحا ثلاثيا وهميا ، أو يلزمها بحسب بعض التكنولوجيات الحديثة منصات أسفل أو أعلى الصور المجسمة وبحجم الصور المطلوبة لتوليد أشعات ليزرية من جهات متعددة يخلق تقاطعها ايحاءا بالأشكال المجسمة (8)

هذه التكنولوجيات مازالت قيد التطوير والتجربة ولم تستعمل بعد على نطاق واسع ، ولا يمكن أن تفسر ظهور الطيف فوق قباب الكنيسة لأسباب عديدة ، فالمشككون يدعون استعمال المسيحيين لليزر من على مسافة بعيدة ، ولكنهم يفشلون في اثبات وجود أسطح خاصة لتكوين الصورة الليزرية عليها ، ثم يزداد فشلهم في اثبات وجود منصات ضخمة قريبة (ليست من مسافات بعيدة) فوق سطح الكنيسة لتنطلق منها  الصورة الليزرية ، والأعجب هو أن الطيف ينتقل بين القباب في حرية تامة ، فهل هناك منصات طائرة تنتقل بين القباب لتنقل معها الطيف ؟

بل يبقى السؤال الأكثر إحراجا : مع فرض وجود تكنولوجيا ليزرية ضوئية تفسر الحدث وهذا غير متاح واقعيا – كيف دخلت هذه التكنولوجيا بدون علم الحكومة المصرية المتأسلمة إلى داخل مصر ؟ وكيف انتقلت أمام سمع وبصر المسلمين إلى داخل الكنيسة ؟ ولماذا لم يكشفها الأمن المصري حتى الآن ؟

كل هذه التفسيرات إذاً لا تعني أكثر من محاولات مستميتة تستعمل مزيج من الخيال العلمي والجهل بتطور التكنولوجيا وامكانياتها لأهداف غير سوية

وتبقى  ظاهرة الطيف النوراني المشخصن المتحرك بلا تفسير مادي حقيقي معروف ، بينما ارتباطها برموز دينية وكنسية وظهورها الاستثنانئ فوق الكنائس لا الجوامع أو المعابد أو الأبراج  لا يجد تفسيرا حقيقيا إلا أنها بالفعل ظاهرة ميتافيزقية ذات بعد ايمانّي مسيحي يتخطى التفسيرات المادية المعتادة

-----------------------------------

هل هي ظهورات شيطانية ؟

من أهم الاعتراضات المثارة هو اعتراض يفسر الحدث بصورة تستبعد التفسير المادي ، ولكن يخصصه بالشر الروحي أي الشيطان . هذا الاعتراض يستبعده الملحدون بينما يثيره بعض المسلمين وبعض أعضاء الطوائف المسيحية الأخرى ، ويلجأون إلى نص من الكتاب المقدس على لسان بولس الرسول الذي يقول فيه مهاجما بعض الرسل الكذبة

(لأَنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ هُمْ رُسُلٌ كَذَبَةٌ، فَعَلَةٌ مَاكِرُونَ، مُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ إِلَى شِبْهِ رُسُلِ الْمَسِيحِ. وَلاَ عَجَبَ. لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ!) (9)

فهل حقا ظهر شيطان من نور  فوق الكنيسة ؟

بالنسبة للمسلم المعترض فالاعتراض موجه ضده لا معه ، لأن الطيف النوراني ظهر فوق كنيسة مسيحية تقبل أقوال بولس وتعترف برسوليته  وتقبل تعاليم الكتاب المقدس الذي يحتوي على هذا النص ، على عكس المسلمين الذين يهاجمون بولس الرسول بضراوة ، ويستنكرون رسوليته ، ربما لو كانت الكنيسة القبطية قد هاجمت تعاليم بولس وأنكرت رسوليته او رفضت الكتاب المقدس بأناجيله ورسائله ، لكان كلام بولس الرسولي حكما ضدهم وموجها لهم ولكل المظاهر الخارقة المصاحبة لكنائسهم ، أما وجود التوافق بين الكنيسة والكتاب المقدس وبولس الرسول فينفي شيطانية الطيف ، ويثبت شيطانية المعترض ، فالمسلم لا يملك هذا الحق والمنطق ، لأنه يلفظ تعاليم بولس وينفي رسالته من أساسها ، فبأي منطق يستعمل المسلم كلام الرسول بولس وهو منكر لرسوليته لنفي معجزات كنيسة تعترف برسوليته؟

وعلى الجانب الآخر ، ربما لو كان الطيف النوراني عدوانيا ، يخنق المتجمهرين ويرعبهم فيرتعشون طالبين التدثر والتزمل كما فعل قرين محمد الجبريلي به في الغار (10) لتشككنا في شيطانيته ، أما كان بالأولى على أتباع محمد أن يمتحنوا  ظهورات جبريل لنبيهم في غار حراء ؟  حينما هاجمه كائن الكهوف وكاد يخنقه ، فهرب محمد مرتعبا وخائفا من كونه شيطان ، ولم يجد إلا أفخاذ خديجة لتبرهن له كونه ملاك لا شيطان (11)

ترى أيهما يثير الشك : طيف نوراني يظهر أمام الجميع وتصوره عدسات الكاميرا ، وتتبعه معجزات شفاء موثقة ، أم كائن مجهول يختفي بين الجبال والشقوق ، ويصرع البشر ويجثم فوق صدورهم ؟

أترك الإجابة لفطنة القارئ

أما بالنسبة للطوائف المسيحية التي تظن أن الظهور النوراني فوق الكنيسة هو ظهور شيطاني ، فنحن نسألهم على أي أساس بنوا هذا الحكم ؟

هل جاء الطيف ليحرض المسيحيين على تقديم الذبائح للأوثان ؟

أم جاء ليدعوهم إلى إنجيل آخر غير إنجيل المسيح المعلن في كتابنا المقدس؟

بل نزيد في التساؤل : هل رفض المسيح أن يصاحبه كلا من موسى وإليليا في لحظات تجليه ؟ (12)

أم هل منع الرب تجلي  وجه موسى عندما نزل على الجبل من حضرته ؟ (13)

ألم يعلن المسيح شركتنا معه في مجده قائلا (14):

وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.

ثم ألم يؤكد بولس الرسول على هذه الحقيقة المسيانية بان المسيح سوف يهبنا معه كل شئ (15)؟

فهل يستحي المسيح إذاً أن يعلن مجده في قديسيه ؟

وبالأولى في والدته المطوبة القديسة العذراء مريم ؟

من الناحية اللاهوتية المسيحية إذاً لا مجال للاعتراض  إلا لو كان يحق لنا الاعتراض على الفكر الإنجيلي ذاته

أما إذا كان الاعتراض على أن الظهور النوراني يشجع عامة الشعب القبطي على ان يكرم القديسين أكثر من السيد المسيح ذاته ، فهذا الاعتراض منطقيا ساقط لأنه يحكم على طبيعة الظهور بنتائج مفترضة غير موثقة ، فنحن لا نملك أن نحكم على الضمائر ونختبر التغير الداخلي في حياة كل من عاين الظهور وهم عشرات الآلاف وأكثر .

ولكن من أجل الحقيقة  لنطرح الفكرة للنقاش ، بدءاً لا ينكر محايد أن ثقافة فئة ليست قليلة من الشعب القبطي الأورثوذكسي تحمل تقديرا قد يبدو مبالغ فيه للقديسين ، بل وبعضهم يتطرف في تقديره للقديسين حتى الثمالة ، فيبدو وكأنه لا يكرم إلا القديسين متجاهلا ربهم وإلههم المسيح ، ولكن المدقق يدرك أن هذا الإكرام المبالغ فيه ليس إحلالا للمسيح بقديسيه ، بل تأثرا بثقافة إسلامية غالبة على المجتمع المصري أظهرت الإله بعيدا عن بني البشر يسكن سماءه ويستوي على عرشه ولا يتعامل مباشرة مع البشر ، فأسقط بعض المسيحيين هذا الفكر الإسلامي على علاقتهم بالمسيح الرب الإله المتجسد ، واعتبروه ربا وإلها بعيدا يسكن سماء السماوات ، ولا يمكن الوصول إليه والتعامل معه إلا من خلال قديسيه ، فجاء إكرامهم الشديد للقديسين رغبة أعمق في التواصل مع مسيح يرونه بعيدا

فما يبدو لأول وهله إحلالا للمسيح بقديسيه أوتحقيرا واستبعادا للمسيح (حاشا) ، ليس إلا نقيض ذلك ، فهو شعور بالدونية الشديدة أمام عظمة المسيح ولاهوته ومجده ، والسعي للتقرب منه بواسطة قديسيه لعدم استحقاقهم المثول كبشر خطائين أمام قداسته وعظمته .... والحقيقة أن المسيح بتواضعه وتجسده المحيي قريب لا يحتاج إلى حواجز أو وسائط ، ولا يستحي من الخاطئ بل يريد له الحياة (16) ، ولم يأت للأصحاء بل للمرضى الخطاة (17)

فماذا إذاً ؟ هل يمكن أن ننعت الظهورات النورانية بطبيعة شيطانية بناءا على تأثير مفترض ومفاهيم شعبية خاطئة ؟

لا ، لأن هذه المفاهيم الخاطئة التي تؤثر على بعض المسيحيين ، والتي تلزمها مراجعات لاهوتية وإعلان أوضح لحقيقة المسيح الخلاصية ، لا يمكن تحكم على الطبيعة الأخلاقية (خيرا أو شرا) للظهور النوراني فوق قباب الكنيسة بالوراق ، كما لا يمكن أن نحكم كمثال على الشمس بالشر لأن التعرض لأشعتها كثيرا قد يحرق

-----------------------------------

هل هي العذراء ؟

اخيرا يتساءل البعض ، أحيانا بهدف التشكيك ، وأحيانا بدافع الفضول ، لماذا هي العذراء وليس أي كائن آخر؟

أدق ما نملكه هو إجابة تقترب من اليقين ، بأن الطيف النوراني هو طيف السيدة العذراء وهذا لعدة أسباب

+ أولها أن الكنيسة القبطية التي ظهر على قبابها الطيف النوراني هي كنيسة قد تم تكريس هيكلها الرئيسي للعذراء في عهد قداسة البابا شنودة الثالث

+ وثانيها أن الطيف النوارني يحمل تفاصيل وملامح تقترب  كثيرا من صور العذراء بملابسها في أيقونات الكنيسة على مدار العصور قديمها وحديثها

+ وثالثها أن الظهورات السابقة للعذراء سواء في مصر (18) أو بقية أنحاء العالم (19) تحمل نفس الخصائص وغالبا ما ترتبط بكنائس السيدة العذراء

+ وآخرها أننا لا نستطيع أن نستبعد مع تعدد الأطياف النورانية المصاحبة أن الظهور لم يكن للعذراء فقط ، بل مصحوبا بكائنات نورانية أخرى

فالأقرب للحقيقة أن الظهور النوراني لم يكن إلا السيدة العذراء في روحانيتها

-----------------------------------

ما الذي يعينه ظهور العذراء ؟

بدءا لأن طبيعة الظهور النوراني لا يجد تفسيرا ماديا مقبولا ، فلا جدوي من دراسة او تحليل ماهيته أو طبيعة تكوينه ، لأننا لا نملك إلا أدوات مادية ، أما  تلك الادوات التي تفحص الروحانيات تحت المجهر فلا نملكها ، لكننا نستطيع فكريا ان نحلل تاثير الظاهرة ومعناها ، ولعل أول الامور التي نريد استبعادها هي التفسيرات الطائفية التي تخرج عن روح المسيح ، فكما أنكرنا ونقضنا فكرة الظهور الشيطاني ، لا يسعنا إلا ان نستنكر ظهور الفكر المقابل الذي استعمل  – مع الأسف - ظهور العذراء كعلامة قبول السماء للكنيسة الأرثوذكسية واستبعاد للكنائس الأخرى ،  فهل ظهور العذراء في كنائسنا مدعاه لتحقير إيمان اخوتنا الآخرين في المسيح ؟

... حاشا ، فوحي السماء يؤكد على أن فخرنا وفرحنا الحقيقي هو مسيحنا  كما يقول بولس الرسول بوحي الروح (إِذًا لاَ يَفْتَخِرَنَّ أَحَدٌ بِالنَّاسِ! فَإِنَّ كُلَّ شَيْءٍ لَكُمْ: أَبُولُسُ، أَمْ أَبُلُّوسُ، أَمْ صَفَا، أَمِ الْعَالَمُ، أَمِ الْحَيَاةُ، أَمِ الْمَوْتُ، أَمِ الأَشْيَاءُ الْحَاضِرَةُ، أَمِ الْمُسْتَقْبَِلَةُ. كُلُّ شَيْءٍ لَكُمْ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلِلْمَسِيحِ، وَالْمَسِيحُ ِللهِ.) (20) ، وكما يؤكد قائلا (وَأَمَّا:«مَنِ افْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ».) (21)

بل أن السيد المسيح نفسه عندما اتي إليه تلاميذه ورسله مفتخرين بمعجزاتهم قائلين : «يَارَبُّ، حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ!»

أجابهم وقال : لاَ تَفْرَحُوا بِهذَا: أَنَّ الأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ، بَلِ افْرَحُوا بِالْحَرِيِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ. (22)

إذاً فخر الكنيسة الحقيقي وفرحها الأسمى لا يستعلن بظهور العذراء ولا بمعجزات القديسين فيها ، بل بحضور المسيح ذاته فيها ليقودها إلى ينابيع الحياة الأبدية ، لأن الكنيسة هي جسده واعضاؤه الممجدة فيه

أما عن ظهورات العذراء فهو في عمقه استعلان لحقيقة طالما عاشتها الكنيسة ، وهي اننا أعضاء جسد المسيح الواحد نتواصل بلا حواجز ولا قيود ، حتى حاجز الموت لم يقدر أن يمنع السيدة العذراء بطوباويتها أن تزور أعضاء كنيستها وتستعلن لهم مجد المسيح فيها

وظهور العذراء ايضا هو استعلان لوحدانية الكنيسة الجامعة ، وحدة بين أرواح القديسين ممن انتقلوا من عالمنا على رجاء القيامة ، وبين من يجاهدون بنعمة المسيح في عالمنا

وهو ظهور استعلان تأييد السمائيين لكنيستنا المضطهدة بسيوف الإسلام ، وربما ظهور استجابة لصرخات الألم والاضطهاد الإسلامي الذي حرق وسلب واستباح وقتل المسيحيين في قرى الصعيد (23)

وهو أيضا ظهور سماوي يواجه ألم المرض بالشفاء وأعمال الشر بمراحم وأمجاد تقهر الشر بالخير وقوى الظلام بالنور

وهو ظهور يَكمُل في ضعف كنيستنا المضطهدة التي لم تعد قادرة على التبشير في مجتمع إسلامي يكمم الأفواه ، فخرج الظهور ليعين ضعف الكنيسة ويبشر بحقيقة وعد الحياة الأبدية الكامن في المسيح والمفقود ممن تبعوا أرواح الكهوف الجبريلية

ظهور العذراء جاء اشتراكاً منها معنا في ذكرى ميلاد مخلصنا ومخلصها وابنها "يسوع المسيح"

لقد وقفت العذراء تحت صليب قبة الكنيسة بالوراق لتستعيد لحظات تاريخية أليمة ومفرحة عندما وقفت منذ ما يقرب من 2000 عام تحت صليب ابنها فوق الجلجثة تتألم كأم صارخة : أما العالم فيفرح لقبوله الخلاص وأما أحشائي فتلتهب عند نظري إلى صلبوتك الذي أنت صابر عليه من أجل الكل يا أبني وإلهي.

--------------------------------------

الهوامش والمراجع :

(1) في توثيق بالفيديو لأحداث الظهور وأول معجزة شفاء ، يمكن الرجوع إلى هذه المواقع

فيديو يصور الحدث: http://blip.tv/file/2982431

وتوثيق كامل للحدث هنا:

http://mechristian.wordpress.com/2009/12/15/virgin-mary-apparition/

http://mechristian.wordpress.com/2009/12/18/virigin-mary-miracle/

http://ibrahim-al-copti.blogspot.com/2009/12/blog-post_2396.html

http://ibrahim-al-copti.blogspot.com/2009/12/blog-post_18.html

(2) نظرية الهلوسة لا تفيد في هذه الحالة ، لأن الهلوسة بطبيعتها إنفعلات شخصية لا يمكن أن ترصدها عدسات الكاميرا الموضوعية

(3) لا نستطيع إلا نتأمل عجبا من دين يمتلئ بخرافات ذي القرنين والشمس الغاربة في بئر الطين ومسح الخراءة بثلاث حصوات ، وشرب بول البعير وغمس الذباب في الشراب ، والتبرك ببول الرسول ، ومدة الحمل التي تمتد غلى أربعة سنوات ، ثم يمتلك أتباعه الجرأة على نقد منطقية دين ترتفع وتسمو تعاليمه إلى عالم الحب والروح ... ولكنه الإسقاط لا أكثر

(4) المزيد من التفاصيل عن نيران سانت ألمو

http://en.wikipedia.org/wiki/St._Elmo's_fire

http://www.britannica.com/EBchecked/topic/517052/Saint-Elmos-fire

(5) للمزيد راجع :

http://en.wikipedia.org/wiki/Orthographic_projection

http://en.wikipedia.org/wiki/3D_projection

(6) للمزيد راجع :

http://en.wikipedia.org/wiki/Holography

http://en.wikipedia.org/wiki/Volumetric_display

(7) راجع هذا الفيلم من اليوتيوب

http://www.youtube.com/watch?v=FF1vFTQOWN4

(8) لاحظ ان التقنية مازالت قيد الاختبار في شركات كبرى ومسارح

هنا : المنصة من أعلى

http://flyawaysimulation.com/article3630.html

وهنا المنصة من أسفل في فيلم اليوتيوب

http://www.youtube.com/watch?v=xtpQloAn_3w

ولاحظ أن الفكرة مازلات قدي التطوير في شكرات كبيرة مثل apple كما في هذا الفيديو

http://www.youtube.com/watch?v=_n83XjFSSvM

فأين هذه المنصة الضخمة الموازية لحجم الصورة فوق قباب الكنائس؟

(9) 2 كورنثوس 11: 13-14

(10) راجع أسباب نزول سورتي المزمل والمدثر في القرآن

وصحيح البخاري – كتاب التعبير ح 6982 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ . وَحَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ قَالَ الزُّهْرِىُّ فَأَخْبَرَنِى عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - أَنَّهَا قَالَتْ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْوَحْىِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِى النَّوْمِ ، فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلاَّ جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ، فَكَانَ يَأْتِى حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ - وَهْوَ التَّعَبُّدُ - اللَّيَالِىَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا ، حَتَّى فَجِئَهُ الْحَقُّ وَهْوَ فِى غَارِ حِرَاءٍ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فِيهِ فَقَالَ اقْرَأْ . فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِى فَغَطَّنِى حَتَّى بَلَغَ مِنِّى الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِى . فَقَالَ اقْرَأْ . فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ . فَأَخَذَنِى فَغَطَّنِى الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّى الْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِى فَقَالَ اقْرَأْ . فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ . فَغَطَّنِى الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّى الْجَهْدُ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِى فَقَالَ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ » . حَتَّى بَلَغَ ( مَا لَمْ يَعْلَمْ ) فَرَجَعَ بِهَا تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ فَقَالَ « زَمِّلُونِى زَمِّلُونِى » . فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ فَقَالَ « يَا خَدِيجَةُ مَا لِى » . وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ وَقَالَ « قَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِى » . فَقَالَتْ لَهُ كَلاَّ أَبْشِرْ ، فَوَاللَّهِ لاَ يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا ، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ ، وَتَقْرِى الضَّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ . ثُمَّ انْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَىٍّ - وَهْوَ ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أَخُو أَبِيهَا ، وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِى الْجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِىَّ فَيَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ مِنَ الإِنْجِيلِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِىَ - فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ أَىِ ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ . فَقَالَ وَرَقَةُ ابْنَ أَخِى مَاذَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - مَا رَأَى فَقَالَ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِى أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى ، يَا لَيْتَنِى فِيهَا جَذَعًا أَكُونُ حَيًّا ، حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « أَوَمُخْرِجِىَّ هُمْ » . فَقَالَ وَرَقَةُ نَعَمْ ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمَا جِئْتَ بِهِ إِلاَّ عُودِىَ ، وَإِنْ يُدْرِكْنِى يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا . ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّىَ ، وَفَتَرَ الْوَحْىُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَىْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ ، فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَىْ يُلْقِىَ مِنْهُ نَفْسَهُ ، تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا . فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ وَتَقِرُّ نَفْسُهُ فَيَرْجِعُ ، فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْىِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ ، فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ( فَالِقُ الإِصْبَاحِ ) ضَوْءُ الشَّمْسِ بِالنَّهَارِ ، وَضَوْءُ الْقَمَرِ بِاللَّيْلِ . أطرافه 3 ، 3392 ، 4953 ، 4955 ، 4956 ، 4957 - تحفة 16540 ، 16637 - 38/9

(11) [امتحان خديجة برهان الوحي] http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=hes1250.htm

(12) متى 17: 3 و لوقا 9: 30

(13) خروج 34: 29

(14) يوحنا 17 22-23

(15) اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟ " رومية 8: 32

(16) المسيح يقول : فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ. (يوحنا 10: 10)

(17) المسيح يقول : لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَة (متى 9: 12 و مرقس 2: 17)

(18) توثيق ظهورات العذراء فوق كنيستها بحي الزيتون في القاهرة 1968 م

http://www.coptichistory.org/new_page_261.htm

وفيلم من اليوتيوب يوثق الحدث

http://www.youtube.com/watch?v=TqXiSUmf9W0

(19) راجع كتاب القمص عبد المسيح : ظهورات العذراء حول العالم ودلالاتها

http://fatherbassit.com/shobohat/3abd_almasi7/book_33/index.htm

(20) 1 كور 3: 21- 23

(21) 1 كور 10: 27

(22) لوقا 10: 20

(23) للمزيد راجع الاحداث الأخيرة في قرية فرشوط بالصعيد ، وكيف هاجم المسلمون محلات الأقباط ونهبوها (موثقة بالفيديو)

http://mechristian.wordpress.com/2009/12/05/copts-persecution-in-farshoot/

http://ibrahim-al-copti.blogspot.com/2009/12/blog-post_05.html