For God so loved the world, that he gave his only begotten Son, that whosoever believeth in him should not perish, but have everlasting life.

الثلاثاء، ١٠ يوليو ٢٠٠٧

كيف رأوا وجه الله وعاشوا ؟

1) يخبرنا النص المقدس بأن يعقوب رأى الله وجها لوجه

فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلا: «لانِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْها لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».

ויקרא יעקב שׁם המקום פניאל כי־ראיתי אלהים פנים אל־פנים ותנצל נפשׁי׃ (Gen 32:30)

ولكن يعقوب لم ير الذات الإلهية نفسها بل في صورة إنسان

" فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ انْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ." (Gen 32:24)

إذن هنا كانت الرؤية لتجسد مؤقت لله (أحد ظهورات العهد القديم لأقنوم الإبن من وراء حجاب الجسد الإنساني)

---------------------------------------

2) وأما موسى فيخبرنا سفر الخروج أنه رأى الله أيضا وجها لوجه

" وَيُكَلِّمُ الرَّبُّ مُوسَى وَجْها لِوَجْهٍ كَمَا يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ. وَاذَا رَجَعَ مُوسَى الَى الْمَحَلَّةِ كَانَ خَادِمُهُ يَشُوعُ بْنُ نُونَ الْغُلامُ لا يَبْرَحُ مِنْ دَاخِلِ الْخَيْمَةِ." (Exo 33:11)

" ודבר יהוה אל־משׁה פנים אל־פנים כאשׁר ידבר אישׁ אל־רעהו ושׁב אל־המחנה ומשׁרתו יהושׁע בן־נון נער לא ימישׁ מתוך האהל׃" (Exo 33:11)

فهل رأى موسى جوهر اللاهوت ؟

لا لأن موسى وإنا كان يتكلم مع الله فمن وراء حجاب النور والنار ، ولم يرى لاهوت الله لأنه سأل بعد هذا

فَقَالَ: «ارِنِي مَجْدَكَ». (Exo 33:18)

وفي سفر العدد يوضح أيضا أن ما رآه موسى لم يكن الجوهر الإلهي بل شبه الرب

"فماً إِلى فَمٍ وَعَيَاناً أَتَكَلمُ مَعَهُ لا بِالأَلغَازِ. وَشِبْهَ الرَّبِّ يُعَايِنُ. فَلِمَاذَا لا تَخْشَيَانِ أَنْ تَتَكَلمَا عَلى عَبْدِي مُوسَى؟». (عدد12: 8)

فكان رد الله عليه

فَقَالَ: «اجِيزُ كُلَّ جُودَتِي قُدَّامَكَ. وَانَادِي بِاسْمِ الرَّبِّ قُدَّامَكَ. وَاتَرَافُ عَلَى مَنْ اتَرَافُ وَارْحَمُ مَنْ ارْحَمُ».

وَقَالَ: «لا تَقْدِرُ انْ تَرَى وَجْهِي لانَّ الْانْسَانَ لا يَرَانِي وَيَعِيشُ». (Exo 33:19-20)

وكأن ما كان يراه موسى ليس وجه الله بل قناع ، جودة الله وليس ذاته ، لأن وجه اللاهوت أو الذات الإلهية أو المجد الإلهي لا يرى

 -------------------------

فكيف نستنتج هذا بمزيد من الإيضاح للنص المقدس ؟

وَقَالَ: «لا تَقْدِرُ انْ تَرَى وَجْهِي لانَّ الْانْسَانَ لا يَرَانِي وَيَعِيشُ». (Exo 33: 20)

ما الفارق بين الوجه في النصوص الأولى والوجه في هذا النص

ויאמר לא תוכל לראת את־פני כי לא־יראני האדם וחי׃ (Exo 33: 20)

الاختلاف في ضمير الملكية ... في كلمة وجهي

את־פני

فالكلمة التي تسبق وجه هي

H853: את ( 'êth ، ayth)

وتعني :

Apparently contracted from H226 in the demonstrative sense of entity; properly self (but generally used to point out more definitely the object of a verb or preposition, even or namely): - (As such unrepresented in English.(

وهذا الضمير لا يعني في العبرية ضمير ملكية ، بل يعني الذات أو الكيان ، ولا يوجد له مثيل في بقية اللغات

ومن هنا نفهم أن موسى لم يرى وجه الذات الإلهية بل مجرد إعلان من وراء حجاب ، وكان يتكلم معه كما يكلم الرجل صاحبة ، ولكن دون أن يرى جوهر اللاهوت (المعين بكلمة وجه ــــي)

وما يدل على هذا أيضا استعمال هذه الكلمة حيث تصف الذات الإلهية في مرحلة الخلق

ויתן אתם אלהים ברקיע השׁמים להאיר על־הארץ׃ (Gen 1:17)

وَجَعَلَهَا اللهُ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الارْضِ (Gen 1:17)

فهي تشير إلى ذات الله (الجوهر الإلهي)

والكلمة تتعدد استعمالاتها لتصف الشئ في ذاته أو جوهره ... جوهر النور أو جوهر المادة أو جوهر الإنسان ... إلخ

إذًا عندما تكلم يعقوب أو موسى مع ألوهيم لم يكن مع الجوهر الإلهي لأن وجه أو شكل الجوهر الإلهي في ذاته لا يرى ، لأن الإنسان بطبيعته الحالية لا يمكن أن يحتمل رؤيتها

ولكن يوحنا الحبيب يؤكد لنا أنه يأتي الوقت الذي سنراه فيه كما هو بأجسامنا النورانية

 

"أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلَكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ. " (1 يوحنا 3: 2)

وكذا بولس الحبيب

" فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ." (1 كرونثوس 13: 9)

ومن هنا نعرف أن رؤية الظهروات الإلهية لا تعني رؤية الذات الألهية

---------------------------------

وماذا عن المسيح

يخبرنا الوحي على لسان يوحنا الحبيب

اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ (μονογενής الوحيد الجنس Sole) الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ. (يو 1: 18)

وهو ما يناسب المنطق

فجوهر الكائن (أي كائن) لا يُدرك في ذاته ، وإنما يدرك من أعماله وصفاته (أو خواص هذا الجوهر أو شكل الجوهر كمصطلح معرفي)

والابن هو رسم جوهر الآب

(الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ  (χαρακτήρ = نحت جوهره أو شكل جوهره) ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي) "عب 1: 3"

فالابن هو شكل جوهر الآب والجامع لكل صفاته ، وبه يُعرف الآب

ومن خلال المسيح (الابن) والوحدة معه يتم التعرف تدريجيا على الآب ...

كان المسيح هو الاعلان الحقيقي للآب لأنه الوحيد الذي يعرف جوهر الآب

وهو الوحيد القادر أن يعلنه لنا بقدر استطاعتنا وايماننا واقترابنا منه

وَالْتَفَتَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي. وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ الاِبْنُ إِلاَّ الآبُ وَلاَ مَنْ هُوَ الآبُ إِلاَّ الاِبْنُ وَمَنْ أَرَادَ الاِبْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ». (لوقا 10: 22)

ابراهيم القبطي

+ سلام المسيح لأهل السلام +