ج » إن هدف هذه القصة هو التعبير عن أن إسرائيل بكامله, بمن فيه هوشع و عائلته, يخطئون وسوف يتلقون, بكل تأكيد, العقاب المناسب.
حتى نحاول إعطاء جوابنا الخاص على هذا السؤال القديم فلنبدأ بتفحص التعابير الفعلية المستعملة في النص العبري الأصلي.
ينصّ هوشع 1: 2 أَوَّّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: "اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى (وليس زانية) وَأَوْلاَدَ زِنًى (وليس أولاد زناة ... لم يكبروا بعد) لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ."
لاحظ ما يأتي:
1.لو كان قصد المؤلف أن يقول إن جومر كانت بالفعل زانية, لكان النص العبري أورد "أيشا زوناه" זנה (إمرأة/زوجة زانية). لكن بدلاً من ذلك نجد التعبير الفريد "ايشيت زونيئيم"(إمرأة/زوجة زنى). זנוּן
2.يُدعى نسلُ هوشع بمن فيه ابناه, (أولاد زنى) (زُنيئيم). لو كان مؤلف هذا النص عنى "بشخص زنى" مجرّد "زانٍ", لانطوى هذا التعبير على أن أولاد هوشع كانوا زناةً, بمن فيهم الصبيان!
ماذا يعني إذاً "شخص زنى"؟ إذا استعرضنا الأمثلة الأُخر لاستعمال "زُنيئيم" في هوشع يتضّح لنا أنها تشير كلها إلى تصرف إسرائيل الخائن تجاه الرب , ونزوعه إلى التخلي عنه و الذهاب وراء آلهة أُخر (2: 2, 4 / 4: 12/ 5: 4) تحمل كلمة "زنى" المعنى ذاته في حزقيال 23: 11, 19. و 2ملوك 9: 22. يأتي الاستشهاد الأول من كتاب نبوي , و الثاني من تاريخ التثنية المتأثر بالتقليد النبوي.
هل لهذه العبارة المعنى ذاته عندما تطبق على عائلة هوشع ؟ نعم تتورط زوجة هوشع وأولاده "بالزنى" بقدر ما هم جزء و قسم من الأمة "الزانية", إسرائيل بكاملها. فلا حاجة لنا إذاً أن نعتبر زواج هوشع و إنجابه استعاريين. أو أن نتصور أن الله أرغمه على الزواج بزانية. فالأشياء الوحيدة التي فرضت عليه هي أسماء أولاده, فرسالة الإصحاح الأول بكاملها تتمحور حول القيمة الرمزية لهذه الأسماء
عن كتاب : مدخل إلى العهد القديم للأب بولس نديم طرزي و من تعريب نقولا مراد"بتصرف"
الرد بقلم خادم الكلمة ROMANOS_777 بتصرف (عن موقع Christpal)