For God so loved the world, that he gave his only begotten Son, that whosoever believeth in him should not perish, but have everlasting life.

الثلاثاء، ٣١ يوليو ٢٠٠٧

حوار مع جبريل [2] ... السنوات الأولى في مكة

ابراهيم القبطي

و نستكمل الحوار....

ماذا عن بحيرا الراهب هل كان دوره أساسيا مثل ورقة بن نوفل ؟

جبريل (أكبر): بحيرا الراهب لم يكن دوره أساسيا و أنما كان عاملا مساعدا في تأكيد أن محمد نبي العرب الذي طال انتظاره ، و إن كنت لا أستبعد أن محمد ، هذا العفريت ، كان يذهب إليه سرا في أوائل الدعوة لينهل من علمه المنحرف المسيحي النسطوري (1).

 

كيف كانت الأيام الأولي من الخطة والدعوة للدين الجديد؟

جبريل (أكبر): كانت بدايتها تبشر بالأمل ، فبعد أن أملى عليه ورقة بن نوفل الآيات الأولى على محمد "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" (2) في محاولة لبدء الدعوة بقراءة ترجمات ورقة من التوراة و الانجيل ، بدأت مزيد من آيات ورقة تتوالى و تدعو محمد للتبشير بين أهل قومه "وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ" (3)

 

هل كان هناك ما يميز كتابات ورقة بن نوفل بين ثنايا القرآن؟

جبريل (أكبر): لم تكن تركيبات ورقة بن نوفل الكتابية تحتوي على "العزيز الرحيم" أو "السميع العليم" فهذا كان من ابتكارات محمد في السور المكية المتأخرة بعد وفاة ورقة بسنين (4).

 

هل استمرت الحال على ذلك أم تغيرت الظروف؟

جبريل (أكبر): بدات المشاكل تظهر عندما أحست قريش بأن محمد يقلب عليها العبيد ، و أنه قد يهدد بما يفعله مركز مكة و قريش كمركز ديني و تجاري في آن واحد ، و لكن محمد كان دائم التأكيد لهم أن ما يفعله هو لصالح العرب و قريش بالتحديد ، وكان يؤكد لهم أنهم إذا ما قبلوا دعوته سوف يخضعون العرب و العجم معا (5) ، فطموحه السياسي كان واضحا جليا منذ البداية.

 

وهل اقتنعت قريش بذلك؟

جبريل (أكبر): لا ، مما جعل محمد يثور في بعض الأحيان ، فهم كانوا لا يرون فوائد دعوته ، حتى أنه هددهم بالذبح في أوائل دعوته السلمية (6) ، مما جعلنا نعلم أن طموح هذا الرجل هو خير وعاء لخطتنا الشيطانية .

 

كيف ظل محمد بعيدا عن أنياب قريش على الرغم من العداء الشديد؟

جبريل (أكبر): هذا هو فائدة نسبه (المشكوك فيه) ، فقد كان ينتسب إلى فرع بني هاشم ، و على الرغم من الشك في هذا النسب إلى أنه كان تحت حماية عمه أبي طالب في معظم الوقت ، و زواجه من خديجة كانت له فوائد أخرى بجانب تشجيعها الديني ، فقد كانت صاحبة منعة و مال بين أهل مكة ، مما جعله تحت الحصانة الدبلومسية و المالية إن جاز التعبير و قد فقد هذه المنعة جزئيا بوفاة خديحة و أبي طالب قبل ثلاث سنوات من الهجرة إلى المدينة (7).

 

ماذا عن أتباعه ،هل نجح محمد في أن يحميهم ؟

جبريل (أكبر): هؤلاء الغلابة المساكين ، كانوا كما قلت من العبيد و أدنى طبقات العرب ، و لم يستطع محمد أن يوفر لهم أي حماية ، و قد تم التنكيل بهم طوال الفترة المكية ، حتى أن محمد شجعهم على الكذب لتفادي التعذيب (8) ، بل و ألف آية قرآنية بمساعدة ورقة من أجل أن يواسيهم (9). و بذلك أسس أول مبادئنا الشيطانية ، التقية ، و الكذب المحلل ، و أن الغاية التي تبرر الوسيلة ... فلا يهم أن تعلن إيمانك أو تهرب بهذا الايمان على الأقل بل يكفي أن تكذب . وقد صار هذا منهاجا للكثير من المجاهدين ، الذين يتقنون الكذب في لحظات الضعف ، حتى يمكلوا القوة الكافية للتنكيل بالعدو … رائع هذا الدين و هذه الدعوة لقد حققت لنا نحن الشياطين الكثير.

 

ماذا فعل محمد في خلال هذه الفترة الأولى الحرجة ليتفادى التصادم المحتوم مع قريش؟

جبريل (أكبر): الحقيقة أنه فعل كما يفعل أي شاعر أو فنان ، أن ينهمك في مزيد من التأليف ، و قد كان ورقة خير معين له في ذلك ، فألف في هذه الفترة سورتي الضحى و الانشراح ليواسي نفسه ، و لم يفته أن يكتب سورة الكافرون و التي توعد فيها أهل قريش من الكفار و التي اعترف فيها محمد بدين قريش و لكنه رفض الخضوع له (10) ، و أن يتبع ذلك بسورة الاخلاص ، و الذي يوضح فيها لقريش أنهم يشركون بالله و أن الله هو الأحد الصمد . ومن الملاحظ أن قريش كانت تؤمن بالله و لكنها كانت تتخذ الشفعاء الوسطاء مثل اللات و مناة و عزي للتقرب إلى هذا الإله ، وهذا ما كان محمحد يطمح لتغيره ، فهو كان من الذكاء ليعلم أن إله واحد يعني شعب واحد و هذا هو هدفه السياسي الأساسي.

ولكن القدر لم يمهله ، فقد توفى ورقة بن نوفل ، أستاذه العظيم ، و عانى بعدها من الشح في المصادر ، فتوقف عن الكتابة لمدة ثلاث سنوات كاد فيها أن يتنحر كما قلت من قبل (11).

 

كيف عاد إلى التأليف؟

جبريل (أكبر): عاد بعد أن شجعته بظهوري من جديد له ، فبدأ بتأليف سورة المدثر ، يشجع فيها نفسه على استكمال حلمه الطموح ، و يحفز نفسه على هجر الرجز و الأفكار الانتحارية (12). و بدأنا المسيرة من جديد.

 

هل لك أن تذكر لي بعض تعليقات قريش على محمد و ديانته الجديدة ؟

جبريل (أكبر): كان المكيون بقيادة الوليد بن المغيرة على رأس المعارضين لهذه الدعوة المشكوك فيها ، وهو الذي اتهم محمد بالسحر فرد عليه محمد بآيات قرآنية ، كلها تهديد ووعيد بكلمات لا تنفي الشبهة بقدر ما هي سجال من الشتائم المتبادلة بين خصمين ، فالمغيرة هو هو الذي أتهم محمد بأنه يستعين بأساطير الأولين في مؤلفاته (13).

وهناك معارض قوي آخر هو عم محمد "عبد عزي" و الذي عرف بعد ذلك بأبي لهب ، وهو الذي حرضته زوجته على رفض مؤلفات محمد ، فنالتها و زوجها تقريعات محمد الهجائية من الشتائم القرآنية (14) ، و الحقيقة أننا لم نفهم لماذا لم يؤمن به الكثير من أقاربه حتى أبي طالب (15) عمه الذي حماه من أهل قريش ، فقد كان بالأولى أن يؤمن به ، لكنه من الواضح أنه كان يعلم بالتمثيلية كلها فلم يقتنع .

وقد استمر محمد في كيل الشتائم القرآنية لكل من اعترض دون أن يبرهن على نبوته بشئ ، فقد كانت سورة الهمزة موجهة ضد "الأخنس بن شريق" الرجل الغني و المعترض على دعوة محمد

و سورة العلق 6-7 كانت هجوما على أبي جهل ، أحد أقطاب المعارضة القريشية.

وجاءت سورة القلم 2 ، لينفي محمد الجنون عن نفسه. بعد أن اتهمه المكيون به.

وتصاعدت حدة الصراع و الجدل إلى درحة كبيرة جعلت محمد يصرخ في الآيات " وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ" عشر مرات في سورة المرسلات الصغيرة ذات الخمسين جملة. فقد كان لا يملك إلا الكلام و الشتائم .

وتوالت الكثير من التهديدات تتوعد قريش بجهنم و بئس المصير (16)

 

ولماذا تركته كل هذا الوقت دون مساعدة ، أليس هذا هو مشروعك الوليد؟

جبريل (أكبر): كل هذا كان جزءا من الخطة ، فنحن نعرف تمام المعرفة أن هذا الضغط القبلي عليه كان الدافع الاساسي لتأسيسه مبادئ الحرب و الجهاد ، وهذا كان في خطتنا منذ البداية ، وقد تحقق ذلك بعد أن فقد محمد الأمل في نشر دعوته ، فهاجر و أنشأ مبادئ الكفاح المسلح ، و الذي سيحيل منطقة العالم القديم إلي آتون من النيران ، هل تعتقد أنه كان من الممكن أن يكتب له النجاح و لخطتنا معه دون السيف ؟!!

لذلك اقتصرت مساعداتي المحدودة على ظهورات متقطعة ليستمر في الاقتناع بأنه النبي الموعود لجزيرة العرب .

 

هل طالبه العرب ببرهان مادي على النبوة؟

جبريل (أكبر): نعم لقد طالبوه كثيرا ، و لم يجدوا ردا منه سوى أنه مُنع من المعجزات لأن الانبياء و الرسل قبله قد كذبهم قومهم حتى بعد المعجزات (17) . و الحقيقة أنه لم يعدم الوسيلة للتهرب من موضوع المعجزات هذا .

 

لماذا لم يساعده الشياطين أمثالك ببعض من الخوارق؟

جبريل (أكبر): حتى الشياطين يا عزيزي لهم حدودهم ، و نحن لم يكن مسموحا لنا أن نفعل خوارق و أعاجيب لنبي كاذب ، فكل لعبة و لها قوانينها ، و من اقتنع به بدون برهان سوى أفخاذ خديجة (18) ، فاللوم عليه لا علينا.

 

إذا كنتم لم تساعدوه بالخوارق ، فما قصة الاسراء و المعراج؟

جبريل (أكبر): هذه قصة أخرى طريفة ، إذا دلت على شئ فهي تدل على قدرة البشر على الخداع بما يفوق الشياطين ، و أيضا قابليتهم للإنخداع و التغرير بهم...!!!

 

ماذا تعني؟

جبريل (أكبر): عندما استمر الإلحاح على محمد بأن يأتي بمعجزة ، و عدم قدرته بالاتيان بشئ ملموس ، أخترع المعجزة ، فأدعى بأنه انتقل من مكة إلى أورشليم فيما أسماه بالاسراء ، ثم من أورشليم صعد إلى السماء فيما أسماه بالمعراج ليقابل بعض الأنبياء ، ثم يقابل الإله شخصيا (19).

 

ماذا تعني بأنه أدعى؟

جبريل (أكبر): لقد أكد على ان هذه الرحلة تمت أثناء نومه ، بل و أكدت عائشة أن الاسراء كان بالروح فقط (20) ، فهو كان نائما في حضن بنت عمه هند "أم هانئ" بنت أبي طالب و لم يغادر فراشها (21) ، ومن الواضح أن هذه الليلة كانت حمراء فألهبت الوحي عنده ، هاهاها .

 

ومن الذي صدق هذه الرحلة التي لم يراها أحد ، و كيف تكون معجزة إذا لم تكن معلنة أمام الناس؟

جبريل (أكبر): الحقيقة أن هذه القصة كانت كارثة على المشروع كله ، فالكثير من أتباعه تركوه بسبب هذه القصة المضحكة (22) ، و هنا كان لابد من التدخل السريع.

 

و ماذا فعلت هذه المرة أيها العبقري؟

جبريل (أكبر): أوعزت إلى صديقه المقرب أبي بكر أن يصدق على كلامه مهما كان لينقذه من هذه الورطة ، و كان أبو بكر ممن زاروا أورشليم من قبل في رحلاته التجارية ، فكان محمد يصف و أبو بكر يصدق على كلامه "صدقت يا رسول الله" (23) و هذا أنقذ ما يمكن انقاذه . ولهذا سمي أبا بكر بالصديق ... كما ترى فكل ورطة و لها حلولها الشيطانية !!!!

 

ومن أين أقتبس محمد هذه الفكرة :الاسراء و المعراج؟

جبريل (أكبر): جزء من هذه القصة مأخوذ من صاحبه سلمان الفارسي (24) ، حيث يوجد ما يشبهها في أساطير الزرادشتية للفرس ، و أما موضوع مقابلة الله و المفاوضة على الصلاة ، فهي مأخوذة من التوراة في قصة مماثلة لإبراهيم يحاول انقاذ سدوم و عمورة لينقذ ابن أخيه لوط (25).

 

هل كان هناك آثار أخرى للفرس و الثقافة الفارسية على محمد وقرآنه؟

جبريل (أكبر): نعم كلمة "الحور" (26) التي تملأ القرآن و موعود بها المؤمن ذات أصل فارسي ، كما أن كلمة "جن" و التي أفرد لها محمد سورة كاملة (27) جاءت من أساطير الفرس .

لقد كان اتهام قريش لمحمد بأنها أساطير الأولين (28) لا يخلو من الصحة .

 

يتبع في الجزء الثالث

 

-------------------------------

الهوامش و المراجع:

1) سيرة ابن هشام ج1 ص 181، 188

2) العلق 1

3) الشعراء 214

4) تطور القرآن التاريخي ص 8 كانون سل ترجمة مالك مسلماني

5) سنن الترمذي : 3539 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ - الْمَعْنَى وَاحِدٌ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ يَحْيَى قَالَ عَبْدٌ هُوَ ابْنُ عَبَّادٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَرِضَ أَبُو طَالِبٍ فَجَاءَتْهُ قُرَيْشٌ وَجَاءَهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- وَعِنْدَ أَبِى طَالِبٍ مَجْلِسُ رَجُلٍ فَقَامَ أَبُو جَهْلٍ كَىْ يَمْنَعَهُ وَشَكَوْهُ إِلَى أَبِى طَالِبٍ فَقَالَ يَا ابْنَ أَخِى مَا تُرِيدُ مِنْ قَوْمِكَ قَالَ « إِنِّى أُرِيدُ مِنْهُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ وَتُؤَدِّى إِلَيْهِمُ الْعَجَمُ الْجِزْيَةَ ». قَالَ كَلِمَةً وَاحِدَةً قَالَ « كَلِمَةً وَاحِدَةً ». قَالَ « يَا عَمِّ قُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ». فَقَالُوا إِلَهًا وَاحِدًا (مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِى الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلاَّ اخْتِلاَقٌ) قَالَ فَنَزَلَ فِيهِمُ الْقُرْآنُ (ص َالْقُرْآنِ ذِى الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِى عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ) إِلَى قَوْلِهِ (مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِى الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلاَّ اخْتِلاَقٌ ). قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

كذلك مسند أحمد 2038 ، 3481

6) مسند أحمد : 7233- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبِى عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ وَحَدَّثَنِى يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِى قَالَ قُلْتُ لَهُ مَا أَكْثَرَ مَا رَأَيْتَ قُرَيْشاً أَصَابَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا كَانَتْ تُظْهِرُ مِنْ عَدَاوَتِهِ. قَالَ حَضَرْتُهُمْ وَقَدِ اجْتَمَعَ أَشْرَافُهُمْ يَوْماً فِى الْحِجْرِ فَذَكَرُوا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالُوا مَا رَأَيْنَا مِثْلَ مَا صَبَرْنَا عَلَيْهِ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ قَطُّ سَفَّهَ أَحْلاَمَنَا وَشَتَمَ آبَاءَنَا وَعَابَ دِينَنَا وَفَرَّقَ جَمَاعَتَنَا وَسَبَّ آلِهَتَنَا لَقَدْ صَبَرْنَا مِنْهُ عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ. أَوْ كَمَا قَالُوا. قَالَ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَقْبَلَ يَمْشِى حَتَّى اسْتَلَمَ الرُّكْنَ ثُمَّ مَرَّ بِهِمْ طَائِفاً بِالْبَيْتِ فَلَمَّا أَنْ مَرَّ بِهِمْ غَمَزُوهُ بِبَعْضِ مَا يَقُولُ. قَالَ فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِى وَجْهِهِ ثُمَّ مَضَى فَلَمَّا مَرَّ بِهِمْ الثَّانِيَةَ غَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِى وَجْهِهِ ثُمَّ مَضَى ثُمَّ مَرَّ بِهِمْ الثَّالِثَةَ فَغَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا فَقَالَ « تَسْمَعُونَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَمَا وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ ». فَأَخَذَتِ الْقَوْمَ كَلِمَتُهُ حَتَّى مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلاَّ كَأَنَّمَا عَلَى رَأْسِهِ طَائِرٌ وَاقِعٌ حَتَّى إِنَّ أَشَدَّهُمْ فِيهِ وَصَاةً قَبْلَ ذَلِكَ لَيَرْفَئُوهُ بِأَحْسَنِ مَا يَجِدُ مِنَ الْقَوْلِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ انْصَرِفْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ انْصَرِفْ رَاشِداً فَوَاللَّهِ مَا كُنْتَ جَهُولاً. قَالَ فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى إِذَا كَانَ الْغَدُ اجْتَمَعُوا فِى الْحِجْرِ وَأَنَا مَعَهُمْ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ذَكَرْتُمْ مَا بَلَغَ مِنْكُمْ وَمَا بَلَغَكُمْ عَنْهُ حَتَّى إِذَا بَادَأَكُمْ بِمَا تَكْرَهُونَ تَرَكْتُمُوهُ فَبَيْنَمَا هُمْ فِى ذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَوَثَبُوا إِلَيْهِ وَثْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَأَحَاطُوا بِهِ يَقُولُونَ لَهُ أَنْتَ الَّذِى تَقُولُ كَذَا وَكَذَا. لِمَا كَانَ يَبْلُغُهُمْ عَنْهُ مِنْ عَيْبِ آلِهَتِهِمْ وَدِينِهِمْ قَالَ فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « نَعَمْ أَنَا الَّذِى أَقُولُ ذَلِكَ ». قَالَ فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً مِنْهُمْ أَخَذَ بِمَجْمَعِ رِدَائِهِ. قَالَ وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ دُونَهُ يَقُولُ وَهُوَ يَبْكِى ( أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّىَ اللَّهُ) . ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْهُ فَإِنَّ ذَلِكَ لأَشَدُّ مَا رَأَيْتُ قُرَيْشاً بَلَغَتْ مِنْهُ قَطُّ. تحفة 8884 معتلى 5317 مجمع 6/16

7) سيرة بن هشام ج1 ص 416

8) سنن البيهقي : 17350- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْجَلاَّبُ بِهَمَذَانَ حَدَّثَنَا هِلاَلُ بْنُ الْعَلاَءِ الرَّقِّىُّ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ أَبِى عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : أَخَذَ الْمُشْرِكُونَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ فَلَمْ يَتْرُكُوهُ حَتَّى سَبَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- وَذَكَرَ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ ثُمَّ تَرَكُوهُ فَلَمَّا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« مَا وَرَاءَكَ؟ ». قَالَ : شَرٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تُرِكْتُ حَتَّى نِلْتُ مِنْكَ وَذَكَرْتُ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ. قَالَ :« كَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ؟ ». قَالَ : مُطْمَئِنًا بِالإِيمَانِ. قَالَ :« إِنْ عَادُوا فَعُدْ ».

9) "مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (النحل 106)

10) " لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ" (الكافرون 6)

11) صحيح البخاري باب التعبير 6982 –" ..... ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّىَ ، وَفَتَرَ الْوَحْىُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَىْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ ، فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَىْ يُلْقِىَ مِنْهُ نَفْسَهُ ، تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا . فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ وَتَقِرُّ نَفْسُهُ فَيَرْجِعُ ، فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْىِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ ، فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ( فَالِقُ الإِصْبَاحِ ) ضَوْءُ الشَّمْسِ بِالنَّهَارِ ، وَضَوْءُ الْقَمَرِ بِاللَّيْلِ "

12) " يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ . قُمْ فَأَنذِرْ . وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ . وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ . وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ " (المدثر1- 5)

13) "إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ" (القلم 15)

14) " تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ . مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ . سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ . وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ. فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ " (سورة المسد)

15) سيرة بن هشام ج1:ص 418

16) النبأ 21-30 ، الشعراء 208-209 ، الحجر 4-5 ، الاسراء 90-92 ، الرعد 7.

17) " وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا" (الاسراء 59)

18) سيرة بن هشام ج1 ص 239 (امتحان خديجة برهان الوحي)

19) راجع سورة الأسراء ، سيرة ابن هشام ج1 ص 396-408

20) سيرة ابن هشام ج1 ص 399 (حديث عائشة عن مسراه صلى الله عليه وسلم )

21) سيرة ابن هشام ج1 ص 452

22) تقول السيرة لأبن هشام ج1 ص398-399:" فارتد كثير ممن كان أسلم ، وذهب الناس إلى أبي بكر ، فقالوا له هل لك يا أبا بكر في صاحبك ، يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس . وصلى فيه ورجع إلى مكة . قال فقال لهم أبو بكر إنكم تكذبون عليه فقالوا بلى ، ها هو ذاك في المسجد يحدث به الناس فقال أبو بكر : والله لئن كان قاله لقد صدق فما يعجبكم من ذلك فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه ( من الله ) من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه"

23) سيرة ابن هشام ج1 ص399

24) كان له أثر واصح على ثقافة محمد فهو الذي ألهمه حفر الخندق في موقعة الخندق 5 هجرية ، وهناك حامتال ان يكون هو صاحب فكرة المعراج كما جاء في كتاب »أرتاويراف نامك« المكتوب باللغة البهلوية (أي اللغة الفارسية القديمة) منذ 400 سنة قبل الهجرة، في أيام أردشير بابكان ملك الفرس. وبيان ذلك أنه لما أخذت ديانة زردشت في بلاد الفرس في الانحطاط، ورغب المجوس في إحيائها في قلوب الناس، انتخبوا شاباً من أهل زرشت اسمه »أرتاويراف« وأرسلوا روحه إلى السماء. ووقع على جسده سُبات. وكان الهدف من سفره إلى السماء أن يطَّلع على كل شيء فيها ويأتيهم بنبأ. فعرج هذا الشاب إلى السماء بقيادة وإرشاد رئيس من رؤساء الملائكة اسمه »سروش« فجال من طبقة إلى أخرى وترقى بالتدريج إلى أعلى فأعلى. ولما اطلع على كل شيء أمره »أورمزد« الإله الصالح (سند وعضد مذهب زردشت) أن يرجع إلى الأرض ويخبر الزردشتية بما شاهد، ودُوِّنت هذه الأشياء بحذافيرها وكل ما جرى له في أثناء معراجه في كتاب "أرتاويراف نامك"

25) تكوين 18: 20-33

26) ورد في لغة »أفِستا« كلمة حوري (بمعنى الشمس وضوء الشمس). ووردت في اللغة البهلوية "هور" وفي لغة الفرس الحديثة »ضور« (أي الشمس وضوؤها). ولما أدخل العرب كلمة »حور« في لغتهم وكانوا لا يعرفون مصدرها واشتقاقها توهموا أنها مأخوذة من فعل »حار« وظنوا أن سبب تسميتهن بالحور هو سواد أعينهن. ولم يرد ذكر هاته الغانيات السماويات في كتب قدماء الفرس فقط، لأنه يوجد في كتب قدماء الهنود بعض القصص بخصوص الأشخاص الذين يسميهم المسلمون »الحور« و»الغلمان« ويسميهم الهنود »أَبْسَرسس« و»كندهروس«. وقال الهنود إن الذين يعاشرونهم في السماء هم الذين يظهرون البسالة في الحروب ويُقتَلون فيها، فإنهم كانوا يعتقدون في الأزمنة القديمة، كالمسلمين، أن كل من يُقتل في ساحة القتال جدير بالدخول إلى السماء. وقد ورد في كتاب »شرائع منوا« (فصل 5 بيت 89)

27) الكلمة مشتقة من لغة الفرس القديمة، لأنها وردت في كتاب »أفِستا« (وهو كتاب الزردشتية المقدس ودستور ديانتهم) بهذه الصورة والصيغة، وهي »جيني« ومعناها روح شرير، فأخذ العرب الاسم والمسمى من الزرادشتية.

28) الأنعام 25، الأنفال 31، النحل 24، المؤمنون 83، الفرقان 5، النمل 68، الأحقاف 17، القلم 15، المطففين 13.

الاثنين، ٣٠ يوليو ٢٠٠٧

حوار مع جبريل [1] ...حول بداية الاسلام

ابراهيم القبطي

بعد ليالى وأيام طوال ، و أخيرا نجحت في لقاء جبريل ، لم يكن العثور عليه سهلا ، و لم يكن من السهل أقناعه بالحوار ، و لكنني أقنعته -بعد جهد جهيد - بأن الآن هو زمان كشف الحجاب عما حدث منذ 14 قرن ، وأكدت له أن هذا الحوار لن يغير من الواقع شيئا ، فمهما قال لن يلقي المسلمون بالا إليه ، أو ما يقول ، و هذا ما طمأنه ، فقرر البوح بالحقيقة كاملة ، لتبقى قصة طريفة يحكيها الناس دون أن يدركوا واقعيتها ، و لم أكن أكذب عليه ، فهذا هو واقع الشرق ، من الممكن أن تقتل و تسرق و تكذب و تجاهد في سبيل الله بقتل الكفر ، و قطع الرؤس ، و لا مكان للحقيقة أو القراءة بين السطور ، أو الهروب من عشوائية الواقع المرير الذي نحياه . و بدأ الحوار الطريف

أسمك الحقيقي بالكامل و لقبك؟

جبريل: أكبر ، الشيطان الحاكم على منطقة شبه الجزيرة العربية قبل القرن السابع ، و الحاكم حاليا على أجزاء كبيرة من العالم القديم في أفريقيا و آسيا بعد القرن السابع الميلادي بتاريخكم ، و كان رمزي الهلال ... وهو الرمز الموضوع على الجوامع و المئاذن الآن.

 

إذا كان أسمك ليس جبريل لماذا سميت نفسك جبريل؟

جبريل (أكبر): الحقيقة أنني قررت أتخاذ اسم قريب الشبه من عدوي اللدود جبرائيل الذي بشر مريم العذراء (1) بميلاد المصلوب ، و لم أستطع اتخاذ الاسم نفسه فأنا لا قبل لي بهذا الملاك و لا بجنوده.

و مع ذلك فقد احتفظت باسم أكبر و جعلته من صفات الله ... في الاسلام ، شعور ممتع بعد كل هذه السنين ، أنا أرفع نفسي برتبه إله ..

 

ما الذي جاء بفكرة الدين الجديد الذي أنشأته في القرن السابع الميلادي؟

جبريل (أكبر): الحقيقة أن الفكرة جاءت بعد جدال طويل في مجمع الشياطين أستمر 7 قرون كاملة ، فبعد ميلاد المصلوب و صلبه و قيامته (2) ، و قائدنا العظيم أبليس تمت تحديد أمكانياته و إقامته ، بدأنا نفقد الكثير من ممالكنا السابقة في اليونان و آسيا ، و حتى أفريقيا تحت ضربات أتباع المصلوب ، و كنا في حالة من الانهيار التام.

و لحسن الحظ أن مملكتي في شبه الجزيرة العربية لم تتأثر كثيرا ، فقد كانت صحراء ، و بعيدة عن خطوط التبشير الجغرافية ، و التي تخترق الحضارات المعروفة ، فصارت جزيرة العرب ملاذا آمنا لكل أتباع المذاهب المنحرفة المنشقة عن ديانة المصلوب و كذا عبادة الأصنام ، و كانت هناك الكثير من الكعبات (البيوت المكعبة الشكل) (3)، و التي تعبد فيه الأصنام و التماثيل المختلفة ، و لعل أشهرها الكعبة التي في مكة و التي كان فيها حوالي 365 تمثال ، كل إله له تمثال على مدار السنة (4).

و هنا تفتق ذهني عن اقتراح ، و عرضته على مجمع الشياطين ، بما أننا لن نستطيع أن نواجه المصلوب ، و لن نستطيع أن ندعي بأنه لم يفعل معجزات أو يقيم موتى ، نستطيع أن نجعل البشر يخترعون دينا جديد ، فالمصلوب يحب البشر ، وهم يمكنهم أن يفعلوا ما لا نقدر على فعله نحن .

و هذا الدين الجديد لابد ان يكون خليطا من الحقائق و الأكاذيب ، من المقدس و المدنس ، من الشيطاني و الإلهي حتى يتوه البشر .

و قد قوبل أقتراحي أولا بالغضب ، و لكن بعد مجادلات و مناقشات حامية ، توصلنا أن هذا يبدو هو الحل العملي الوحيد ، و لابد من سرعة التصرف قبل أن تصل جحافل المبشرين إلى جزيرة العرب و تضيع الفرصة ، و نفقد واحد من آخر المعاقل الباقية لنا .

 

أنا مازلت لا أفهم لماذا العرب بالتحديد ؟

جبريل (أكبر): بجانب أن جزيرة العرب كانت ملاذا آمنا لكل المنحرفين و أتباع الأوثان ، و لم تصلها أيد التبشير بعد ، إلا أنها كذلك لها الكثير من المميزات الآخرى.

 

مثل ماذا؟

جبريل (أكبر): العرب المستعربة و الذين جاءوا من الشمال ، كانوا من نسل أسماعيل الأبن المطرود ، ابن هاجر ، و أنضم له بعدها عيسو أخو يعقوب (أسرائيل) ، بعد أن باع بركة أبيه بأكلة عدس (5) ، و تزوج من قبيلة أسماعيل (6) ...

و لك أن تتخيل كم الحقد الهائل الذي جمع هؤلاء المطاريد ضد اليهودية ، و من بعدها ضد عبادة المصلوب ، فقد كانوا يشعرون باستمرار بأنهم خُدعوا من أبناء عمومتهم ، وأن أبناء عمومتهم صاروا أصحاب كتب مقدسة وأنبياء ، بل وخرج منهم ومن نسلهم المصلوب نفسه ، و الذي صارت تدين له الكثير من الشعوب.

وهذا الشعور الجارف بالحقد ، جعلهم تحت رحمتنا ، و في أشد الحاجة إلى نبوة ، و رسالة ، و إن كانت زائفة ، ليستعيدوا كرامتهم المهانة و المسلوبة ...

وهذا الشعور تغلغل فيهم عبر الأجيال ، حتى حانت اللحظة المناسبة في أواخر القرن السادس الميلادي و أوائل السابع.

 

لماذا محمد تحديدا؟ ما الذي كان يميزه؟

جبريل (أكبر): هذه قصة طريفة ، و بما أن كلامي لن يؤخر أو يقدم من الواقع سوف أحكي لك

محمد جاء من نسل قبيلة قريش فرع بني هاشم (7)، هم من ذوات الحسب و النسب و الرفعة بين العرب المستعربة ، و أنت تعرف أنهم كقبائل ، كان النسب يمثل بالنسبة لهم أهم من الحياة نفسها ، فالقبائل البدوية لا ترتبط بالأرض بل بالنسب ، في الوقت الذي كان محمد مجهول الهوية مشكوك في نسبه ، و على الرغم أن معظم المسلمين اليوم يعتقدون أنه ابن عبد الله ، ألا أن ميلاده جاء بعد 4 سنوات كاملة من وفاة عبد الله ، مما جعل الكثير من كتاب السيرة يخترعون الكثير من الحالات عن طول مدة الحمل ، لتفسير بنوة محمد إلى عبد الله ، بأنه بقى في رحم أمه 4 سنوات (8).

هذا الشاب تربى و داخله حلم كبير أن يلغي الانساب القبلية ، و من هذا الطموح بدأنا التحرك .

 

كيف كان هذا التحرك؟

جبريل (أكبر): بدأنا باشعال عواطف خديجة السيدة التي كانت في الأربعين من عمرها تجاه محمد و هو في الخامسة و عشرين من عمره (9).

 

و ما علاقة خديجة بالموضوع؟

جبريل (أكبر): هاهاهاها ، أنت لم تعرف فن الشياطين بعد ، كانت خديجة مسيحية الديانة على الطائفة الأبيونية ، مثل ابن عمها ورقة بن نوفل (10) (11) ، والأبيونية طائفة من الطوائف المنحرفة عن أتباع المصلوب ، و التي كانت لا تؤمن بلاهوته ، و تؤمن بانجيل واحد هو انجيل متى .

وكان لها ابن عم ، ورقة بن نوفل، قس عجوز تخطى التسعين من عمره ، وهو الذي قام بمراسم زواجها من محمد على النظام المسيحي .

 

أنت تريد أن تقنعني أن محمد تزوج على الطقس المسيحي ، هذا غريب جدا ، و ما دليلك على هذا ؟

جبريل (أكبر): الدليل الأول أن محمد لم يطلق خديجة طوال حياتها ، و لم يتزوج عليها (12) ، و الدليل الثاني أن كتب السيرة تؤكد أن ورقة بن نوفل هو من بارك الزواج (13) ، تفتكر لماذا يبارك قس زواج محمد من خديجة؟

 

و لكن السؤال يظل: ما علاقة كل هذا بالخطة التي تقول بها؟

جبريل (أكبر): ورقة بن نوفل كان طموحا جدا ، و كان يحلم هو الآخر بنشر المسيحية الأبيونية بين ربوع شبه الجزيرة العربية ، و لم يكن هناك أفضل من وضع محمد الشاب الذكي و الطموح ، و الشاعر برفض المجتمع له و شكه في نسبه ، مع القس المخضرم و الذي كان يملك الكثير من المعلومات عن التوراة و انجيل متى.

 

و لماذا تريد أن تستغل التوراة و الانجيل في خلق الدين الجديد؟

جبريل (أكبر): كما قلت لك ، بعد خبرة أكثر من سبعة قرون في الحرب مع المصلوب ، كان هناك اقتناع تام بين مجمع الشياطين ، أنه لا يمكن انكار قوة المصلوب على قلوب الناس و عقولهم .

و لذلك كان لابد من اختراع دين يحمل أنصاف الحقائق عن المصلوب ...

يؤكد على أنه نبي (14) ، لكنه ليس إله (15)

يؤكد على معجزاته و صفاته الإلهية من القدرة على الخلق (16) ، و لكنه ينكر أهم شئ في حياته ، صلبه و قيامته (17) .

يؤكد على أنه كلمة الله و روح منه (18) ، و ينكر أنه الله الظاهر في الجسد (19).

و بهذا تنتفي شبهة هجومنا على المسيح و لكننا نفسد صورته التي رسمتها الأناجيل الأربعة.

 

يا لها من خطة شيطانية !!!

و الآن إلى مزيد من الأسئلة :كيف بدأت علاقتك بمحمد؟

جبريل (أكبر): كما قلت لك كانت الخطة مرسومة منذ زواجه من خديجة ، و لكنني بدأت في الظهور له في غار حراء (20) وهو في سن الأربعين .

 

وماذا كان رد فعله لرؤياك؟

جبريل (أكبر): الحقيقة أنه فزع أيما فزع ، و قدم إلى أهل بيته يسألهم أن يدثروه و يزملوه (21)، فقد كان يشعر بالرعب ... و كان يشك في أنني شيطان ، و هذا كان كفيل بأن يفسد كل شئ.

 

كيف؟

جبريل (أكبر): إذا لم يقبل محمد بإرادته كلماتي و ظهوراتي ، لا يمكن أن تنجح الخطة ، فالانسان قد خلقة الله على صورته و مثاله ، و هو يملك من حرية الإرادة ما يجعله يرفض الشيطان ، وعندها لن يتمكن الشيطان أن يؤثر عليه.

 

ماذا فعلت للتغلب على هذه المشكلة؟

جبريل (أكبر): هذه قصة كلما أتذكرها لا أملك نفسي من الضحك .

 

ما هي هذه القصة المضحكة؟

جبريل (أكبر): عندما عاد محمد إلى بيته ، و كان في حالة الرعب المعتادة لأنه رآني ، أوعزت إلى خديجة بأن تطمئنه .

 

كيف فعلت ذلك ؟

جبريل (أكبر): فعلت ذلك بأن اخترعت برهان الوحي على أفخاذها (22)..... ها هاهاهاهاهاها

 

ماذا تقصد ؟

جبريل (أكبر): قالت خديجة لمحمد إذا جاءك هذا الملاك فقل لي ، وهنا ظهرت له ، فأبلغها بأنه يراني ، فبدأت تسأله أن يجلس على فخذها الأيسر ، ثم على فخذها الأيمن ، ثم بين فخذيها ، و أنا مازلت واقف أمام محمد يراني و هي لا تراني ، ثم عندما تحسرت و أزالت ملابسها ، اختفيت أنا...

وهنا قالت خديجة لمحمد أن يبشر بأنني ملاك و لست شيطان ، فقد استحيت على حد كلامها من رؤية وجهها ، هاهاهاهاهاهاهاها.

 

وهل صدق محمد و الناس بهذا أنه نبي ؟

جبريل (أكبر): لا تستعجب يا عزيزي ، فلم يؤمن بمحمد الكثيرين وهو في مكة ، فلم يتعد المؤمنون به أكثر من تسعة و سبعين فردا (23) ، كثيرا منهم من العبيد .

 

و لماذا العبيد ؟

جبريل (أكبر): لأنه وعدهم في بداية دعوته بالتحرر و إلغاء الرق. بل أنه تبنى واحد من العبيد هو زيد بن ثابت ، و لكنه عندما انتقل إلى المدينة ، وبدأت ظروف الحياة تختلف ، أمتلك هو نفسه العبيد من سبايا القبائل التي غزاها ، بل أنه ألغي التبني كليةً ليستطيع أن يتزوج أمراة زيد بن ثابت ... و لكن هذه قصة ثانية ..

 

لماذا فتر الوحي بعد موت ورقة (24)؟

جبريل (أكبر): هل تعتقد أنه كان هناك وحي بالفعل ، ما هي إلا أملاءات ورقة بن نوفل على بعض أشعار قديمة ، و الحقيقة أنني لم أملي عليه أي شئ ، أنا لست متفرغا لمثل هذا الكلام .

 

ماذا تقول ، ألم تساهم أنت في الوحي؟

جبريل (أكبر): لا و ألف لا ، ألم أقل لك أنه يكفي أن نحرك النوازع و الأطماع في القلوب البشر ، و هم يقومون بما يفوق الشياطين . لقد كان على محمد فقط أن يقتنع بانني أظهر له ، و أنه نبي مكرم ، و كان يقوم هو بالباقي مدفوعا بطموحه الجبار ، فكان يقوم بحفظ جمل مسجوعة على يد ورقة بن نوفل ثم يتلوها على أنها وحي مني ، و لم يشعر للحظة أنه يكذب ، فقد أعماه طموحه ، و اعتقاده بنبل رسالته في توحيد العرب ، و هذا ما جعل الوحي المزعوم يفتر بعد موت ورقة ، و لكن محمد تعلم أن يكتب شعره بنفسه ، بل أن أهل قريش أتهموه صدقا بذلك (25) .

 

لماذا حاول محمد الانتحار (26)؟

جبريل (أكبر):  محمد شعر باليأس بعد وفاة ورقة بن نوفل ، ففقد مصدر معلوماته الاساسي ، و أنا كنت قد انشغلت ببعض الأمور الشيطانية ، فلم أظهر له لفترة طويلة ، وهنا انهار و بدات محاولات الانتحار ، مما جعلني أسرع بالعودة إليه حتى لا يفسد المشروع كله ، لقد نلت نصيبي من التقريع الشيطاني من مجلس الشياطين بسبب هذا الحادث ، فبعضهم لاموني على اختيار شخص ضعيف ، و الآخرون لاموني على تجاهله طوال هذه الفترة ، المهم أن ظهوراتي الشيطانية أعادت إلى قلبه الأمل ، و إن كان ستأتي لحظات في تاريخ محمد سيستغني فيها عن ظهوراتي كليتة ، بعد أن يثق في نفسه ، و يكتب آياته بنفسه

يتبع في الجزء الثاني

-----------------------------

الهوامش و المراجع:

(1) لوقا 1: 26

(2) راجع قصة المسيح في الاناجيل الأربعة

(3) راجع في ذلك المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام :د. جواد على ج5/ص 214، 215 ،217، 223

(4) راجع كتاب الاصنام لابن الكلبي

(5) تكوين 25: 32-34

(6) تكوين 28: 9

(7) سيرة ابن هشام ج1 ص1-4

(8) هذه من القصص المعتم عليها في التاريخ الاسلامي ، حيث أن عبد الله و آمنة بنت وهب (والدا محمد) تزوجا في نفس اليوم الذي تزوج فيه أبوه عبد المطلب (جد الرسول) من هالة بنت وهيب لينجبا حمزة (عم الرسول) ، و لكن عبد الله مات في أول سنة من زواجه ، فكان من المنطقي أن يكون محمد في عمر حمزة عمه أو أكبر باعتبار حمزة ولد بعد محمد ، و لا يصح أن يكون حمزة أكبر

و لكن كتب التاريخ و السيرة تشير إلى أن حمزة أكبر من محمد ب 4 سنوات ، مما يعني أن محمد ولد بعد وفاة أبوه بأربع سنوات ، بل و تؤكد أن حمزة قتل في موقعة أحد و عمره 59 عام في الوقت الذي كان عمر محمد 55 عام (ولد 570 م وموقعة أحد عام 625 م بفارق 55 عام) ، و قد قالت قريش عن محمد أنه الكنخلة في ربوة أي لا أصل له ، بل أن قبيلة كندة زعمت أنه منهم و لم يعترض محمد ، بل و تؤكد السيرة الحلبية أن آمنة تقول بأن حمل محمد كان أخف حمل لها ، مما يشير إلى أنها حملت أكثر من مرة و أن محمد لم يكن الأول !!!

المصادر: السيرة الحلبية (باب تزوج عبد الله من آمنة) ، الاستيعاب في تمييز الأصحاب لأبن عبد البر (باب محمد رسول الله) ، الطبقات الكبرى لأبن سعد (باب وفاة عبد الله بن عبد المطلب ، و كذا في الطبقة الأولى باب قتل حمزة) ، كتاب عيون الأثر في المغزي و السير لأبن سيد الناس ، الاصابة في تمييز الصحابة لأبي حجر العسقلاني (باب حمزة) ، البداية و النهاية لأبن كثير (باب تزويج عبد المطلب لأبنه عبد الله ج2 ص 316) ، دلائل النبوة للحافظ بن نعيم الاصبهاني .

(9) سيرة بن هشام ج1 ص 187-191

(10) الروض الأنف ج1 ص 380

(11) كتاب قس و نبي لأبي موسى الحريري ص 20

(12) سيرة بن هشام ج1 ص 190

(13) السيرة الحلبية ج1 ص 147-156

(14) المائدة 75

(15) المائدة 17، 72

(16) المائدة 110

(17) النساء 157

(18) النساء 171

(19) المائدة 72

(20) صحيح البخاري 3 باب بدء الوحي:

"3 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْوَحْىِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِى النَّوْمِ ، فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلاَّ جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلاَءُ ، وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ - وَهُوَ التَّعَبُّدُ - اللَّيَالِىَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ ، فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا ، حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِى غَارِ حِرَاءٍ ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ اقْرَأْ . قَالَ « مَا أَنَا بِقَارِئٍ » . قَالَ « فَأَخَذَنِى فَغَطَّنِى حَتَّى بَلَغَ مِنِّى الْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِى فَقَالَ اقْرَأْ . قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ . فَأَخَذَنِى فَغَطَّنِى الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّى الْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِى فَقَالَ اقْرَأْ . فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ . فَأَخَذَنِى فَغَطَّنِى الثَّالِثَةَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِى فَقَالَ ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ ) » . فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَرْجُفُ فُؤَادُهُ ، فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رضى الله عنها فَقَالَ « زَمِّلُونِى زَمِّلُونِى » . فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ ، فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ « لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِى » . فَقَالَتْ خَدِيجَةُ كَلاَّ وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا ، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ ، وَتَقْرِى الضَّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ . فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ - وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِى الْجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِىَّ ، فَيَكْتُبُ مِنَ الإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِىَ - فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ يَا ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ . فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ يَا ابْنَ أَخِى مَاذَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَبَرَ مَا رَأَى . فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِى نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى - صلى الله عليه وسلم - يَا لَيْتَنِى فِيهَا جَذَعًا ، لَيْتَنِى أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « أَوَمُخْرِجِىَّ هُمْ » . قَالَ نَعَمْ ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلاَّ عُودِىَ ، وَإِنْ يُدْرِكْنِى يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا . ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّىَ وَفَتَرَ الْوَحْىُ "

(21) الحديث السابق و أيضا صحيح البخاري 4953

(22) سيرة بن هشام ج1 ص 239 (امتحان خديجة برهان الوحي)

(23) سيرة بن هشام ج1 ص 469- 472

(24) راجع الحديث في (20)

(25) الانبياء 5

(26) صحيح البخاري باب التعبير 6982 –" ..... ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّىَ ، وَفَتَرَ الْوَحْىُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَىْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ ، فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَىْ يُلْقِىَ مِنْهُ نَفْسَهُ ، تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا . فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ وَتَقِرُّ نَفْسُهُ فَيَرْجِعُ ، فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْىِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ ، فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ( فَالِقُ الإِصْبَاحِ ) ضَوْءُ الشَّمْسِ بِالنَّهَارِ ، وَضَوْءُ الْقَمَرِ بِاللَّيْلِ "