البابلي
يزعم المسلمون بأن المسيحية قد نسبت للانبياء خطايا وذنوب .. وبأن هذا لا يجوز على الانبياء لأنهم معصومين !
ومع ان المسيحيين قد شرحوا الأمر لا بل فندوا كل شبهات المسلمين حوله ..
الا اننا سنطرح على المسلمين هذا الموضوع حول " يوسف " ابن يعقوب .. والذي يعتبرونه نبياً وله سورة في القرآن باسمه !
ولنرى هل التوراة من نسبت الخطية الى يوسف أم القرآن .. ؟!
لنقرأ شيئاً مشتركاً بين الكتابين وحادثة مشتركة ..
وبالتحديد حادثة وقعت مع الصديق يوسف عندما كان عبداً في بيت فوطيفار في مصر ..
وهي حادثة اغراء زوجة سيده له ليرتكب معها خطيئة الزنا ..
فالكتاب المقدس في سفر التكوين قد برأ يوسف من هذه التهمة تماماً ..
اذ اجاب يوسف تلك المرأة الفاسقة :
{ كَيْفَ أَصْنَعُ هذا الشَّرَّ العَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللّه } ( تكوين 9:39)
هذا واضح شديد البيان ..!
والان افتح يا مسلم على ذات الواقعة في قرانك وبالتحديد في سورة يوسف والعدد : 24
واقرأ قوله :
{ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا } ( يوسف : 24) !!
اي اراد يوسف ان يضاجعها ويزني معها .. لولا انه قد شاهد امرأ خارقاً حال بينه وبين مقارفته للزنا ..!!
همت به وهم بها ...
اذن يوسف في القران كان لديه الاستعداد للانحراف والزنا ..
ولكن تدخل اعجازي جعله يمتنع!
( وهذا الموقف لن يختلف فيه يوسف عن اي فاسق يريد الزنا , فإن رأى امراً خارقاً للطبيعة سيترك ما قد هم به خوفاً ورهبة ) !!
فأنت عزيزي المسلم ترى ان التوراة قد برأت يوسف من الزنا ومن حتى اشتهاء او الهم بتلك المرأة !
بينما القران قد اتهمه بأن قد " همّ " وحاول الزنا بتلك المرأة !
والان أية الواقعتين هي الصحيحة ..؟؟!!
وها هو يوسف قد " هم " بالزنا كما قدمنا اعلاه ..
لا بل ان الروايات الاسلامية تقول بأنه قد خلع سراويله وثيابه ليبدأ !!!
والمسلمين يؤمنون بـــ " انما الاعمال بالنيات " !!!
ففي التوراة المقدسة المراودة حدثت ليوسف مراراً .. والتجربة الحت عليه بثقلها كالجبال .. ولكنه لم يتأثر وبقى صامداً مثالاً للعفة والطهارة ..
لنقرأ :
{ وحدث بعد هذه الامور ان امرأة سيده رفعت عينيها الى يوسف وقالت اضطجع معي . فأبى وقال لامرأة سيده هوذا سيدي لا يعرف معي ما في البيت وكل ما له قد دفعه الى يدي . ليس هو في هذا البيت اعظم مني . ولم يمسك عني شيئا غيرك لانك امرأته . فكيف اصنع هذا الشر العظيم واخطئ الى الله . وكان اذ كلّمت يوسف يوما فيوما انه لم يسمع لها ان يضطجع بجانبها ليكون معها.} ( تكوين 7:39-10)
يعني بعد نصح يوسف لها ورده عليها ..
فقد حاولت معه مرات كثيرة بعدها لايام وايام ..
والمرة الاخيرة كانت عندما ترك ثوبه وهرب ..
بينما في القرآن , نجد انه من المحاولة الاولى ..
" هم " يوسف ليواقع المرأة ويزني بها !!
بينما في التوراة فقد حدثت المحاولات وتكررت التجربة على يوسف مرات عديدة ..
ومع ذلك لم يسقط .. لا بل لم يشتهيها بمجرد النظرة !!!
ولكي لا يشقلب المسلمين كلمة " همّ بها " .. على عادتهم في تحوير الكلام وتحريفه عن مواضعه ..
لنقرأ من لسان العرب عن معنى " الهم " :
يقول ابن منظور :
" أَي إذا عَزمت على أَمرٍ أَمْضَيْتَه. والهَمُّ: ما همّ به في نَفْسِه، تقول: أَهَمَّني هذا الأَمرُ. والهَمَّةُ والهِمَّةُ: ما هَمَّ به من أَمر ليفعله. وتقول: إِنه لَعظيمُ الهَمّ وإِنه لَصغيرُ الهِمّة، وإِنه لَبَعيدُ الهِمَّةِ والهَمّةِ، بالفتح."
راجع : لسان العرب – لابن منظور - با ب: همم
هذا كمعنى ..
ثم ان المرأة ايضاً قد قيل عنها ذات الفعل : { وهمت به } !!
نفس الفعل قيل عن الاثنان .. اذن فعلهما كان واحداً !
متعودة ..!
وحتى لو لم يقترف يوسف هذا الفعل .. فأن يوسف كان له استعداداً شهوانياً ليمارس معها المعافسة والوطء بنيته السيئة ..
وكاد يفعل لولا حدوث امر خارق حال بينه وبين الزنا ؟؟!!!
{ لولا ان رأى برهان ربه } ؟؟؟!!!
فماذا كان يوسف " القرآني " ينوي على فعله حين " همّ " بالمرأة ..؟
لنحيل المسلمين الى علماء القرآن واساطين الامة والتابعين الاجلاء ليقرأوا ما قالوه عن محاولة يوسف اقتراف الزنا مع زوجة سيده ..
بمن تحبون ان نبدأ ...؟؟
لينا ناخد الجلالين اولاً ..
لنقرأ في تفسير الجلالين :
"وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ" قَصَدَتْ مِنْهُ الْجِمَاع "وَهَمَّ بِهَا" قَصَدَ ذَلِكَ "لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَان رَبّه" قَالَ ابْن عَبَّاس مُثِّلَ لَهُ يَعْقُوب فَضَرَبَ صَدْره فَخَرَجَتْ شَهْوَته مِنْ أَنَامِله وَجَوَاب لَوْلَا لَجَامَعَهَا "كَذَلِكَ" أَرَيْنَاهُ الْبُرْهَان "لِنَصْرِف عَنْهُ السُّوء" لْخِيَانَة "وَالْفَحْشَاء" الزِّنَا "إنَّهُ مِنْ عِبَادنَا الْمُخْلِصِينَ" فِي الطَّاعَة وَفِي قِرَاءَة بِفَتْحِ اللَّام أَيْ الْمُخْتَارِينَ" .
راجع: تفسير الجلالين
اذن :
هي قصدت الجماع .. وهو ايضاً قصد ذلك !!!
وكاد ان يفعل .. لولا ان يعقوب ظهر له فضرب صدره !!
فيوسف ( القرآني ) اراد ونوى بالزنا ..
ولكنه لم يرجع عنه بسبب استيقاظ ضميره مثلاً ( لكي تكتب له حسنة ) انما ظهر له أمر خارق حال بينه وبين ما أراد اقترافه من خطية شنيعة وخيانة عظمى ..
برأته التوراة منها !!!!
ولنقرا من تفسير اخر .. وفيه ايضاً يرد على من انكر تفاسير التابعين والصحابة الاجلاء ..
لنقرأ من البغوي :
"وأمّا همُّه: فروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: حلّ الهميان وجلس منها مجلس الخاتن. وعن مجاهد قال: حلّ سراويله وجعل يعالج ثيابه. وهذا قول أكثر المتقدمين مثل سعيد بن جبير والحسن. وقال الضحاك: جرى الشيطان فيما بينهما فضرب بإحدى يديه إلى جيد يوسف وباليد الأخرى إلى جيد المرأة حتى جمع بينهما. قال أبو عبيد القاسم بن سلاّم: قد أنكر قوم هذا القول، والقول ما قال متقدّموا هذه الأمّة، وهم كانوا أعلم بالله أن يقولوا في الأنبياء من غير علم.
وزعم بعض المتأخرين: أن هذا لا يليق بحال الأنبياء عليهم السّلام، وقال: تمّ الكلام عند قوله: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ}، ثم ابتدأ الخبرعن يوسف عليه السّلام فقال: {وَهَمَّ بِهَا لَوْلاۤ أَن رَّأَى}، (على التقديم والتأخير، أي: لولا أن رأى برهان ربه) لهمَّ بها، ولكنه رأى البرهان فلم يهم، وأنكره النحاة، وقالوا: إن العرب لا تُؤخّر لولا عن الفعل، فلا تقول:لقد قمت لولا زيد، وهو يريد لولا زيد لَقُمْتُ. وقيل: همت بيوسف أن يفترشها، وهمّ بها يوسف أي: تمنّى أن تكون له زوجة. وهذا التأويل وأمثاله غير مرضية لمخالفتها أقاويل القدماء من العلماء الذين أخذ عنهم الدين والعلم."
( معالم التنزيل - تفسير البغوي – يوسف : 24)
اذن القران اتهم يوسف صراحة بمحاول الزنا ..
اضافة الى اقوال العلماء الذين اخذ عنهم الدين والعلم .. بأن يوسف قد بدأ بخلع ثيابه وسراويله ليجامعها !
" وهذا قول أكثر المتقدمين " !!!!!
فمن الذي ينسب الزنا الى الانبياء ....!!!!!؟؟؟؟
ولنقرأ من تفسير الشوكاني :
"وقد ذهب جمهور المفسرين من السلف والخلف إلى ما قدّمنا من حمل اللفظ على معناه اللغوي، ويدل على هذا ما سيأتي من قوله
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {إِنَّهُ رَبّى } قال: سيدي ، قال: يعني زوج المرأة. وأخرج عبد الرزاق ، والفريابي ، وسعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، والحاكم وصححه عن ابن عباس قال: لما همت به تزينت ثم استلقت على فراشها، وهمّ بها جلس بين رجليها يحلّ ثيابه، فنودي من السماء يا ابن يعقوب لا تكن كطائر نتف ريشه فبقي لا ريش له، فلم يتعظ على النداء شيئاً حتى رأى برهان ربه جبريل في صورة يعقوب عاضاً على أصبعه، ففزع فخرجت شهوته من أنامله
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عليّ بن أبي طالب في قوله: {هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا } قال: طمعت فيه وطمع فيها، وكان فيه من الطمع أن همّ أن يحلّ التكة، فقامت إلى صنم لها مكلل بالدرّ والياقوت في ناحية البيت فسترته بثوب أبيض بينها وبينه، فقال: أيّ شيء تصنعين؟ فقالت: أستحي من إلهي أن يراني على هذه السوءة، فقال يوسف: تستحين من صنم لا يأكل ولا يشرب، ولا أستحي أنا من إلهي الذي هو قائم على كل نفس بما كسبت؟ ثم قال: لا تناليها مني أبداً، وهو البرهان الذي رأى."
( تفسير الشوكاني (فتح القدير) – يوسف : 24)
يا مسلمين .. يوسف جلس بين رجليها يخلع ثيابه !
فنودي من السماء ان يتعظ .. فلم يحرك ساكناً ..
الى ان ظهر له جبريل في صورة يعقوب عاضاً على اصبعه ( كخ كخ يا ولد ) ..
كل هذه المعجزات والخوارق تحدث ليمنعوا هذا اليوسف القراني من ركوب ومعافسة زوجة سيده التي استلقت وجلس بين رجليها !!!
هذا ما قاله القرآن عن يوسف , وعليه أكثر المتقدمين من السلف !!!
هذه كتبكم وهؤلاء علماؤكم وعلماء القران ..!
تريدون المزيد ...؟؟
ذن اقرأ يا مسلم تفاصيل اخرى عن محاولة زنا يوسف بالمرأة ..
من تفسير القرطبي
اقرأ :
" وقيل إن هم يوسف كان معصية وأنه جلس منها مجلس الرجل من امرأته وإلى هذا القول ذهب معظم المفسرين وعامتهم فيما ذكر القشيري أبو نصر وابن الأنباري والنحاس والماوردي وغيرهم قال ابن عباس حل الهميان وجلس منها مجلس الخاتن وعنه استقلت على قفاها وقعد بين رجليها ينزع ثيابه وقال سعيد بن جبير أطلق تكة سراويله وقال مجاهد حل السراويل حتى بلغ الأليتين وجلس منها مجلس الرجل من امرأته ....
قلت وهذا كان سبب ثناء الله تعالى على ذي الكفل حسب مايأتي بيانه في ص إن شاء الله تعالى وجواب لولا على هذا محذوف أي لولا أن رأى برهان ربه لأمضى ماهم به ومثله كلا لو تعلمون علم اليقين وجوابه لم تتنافسوا قال ابن عطية روي هذا القول عن ابن عباس وجماعة من السلف وقالوا الحكمة في ذلك أن يكون مثلا للمذنبين ليروا أن توبتهم ترجع إلى عفو الله تعالى كما رجعت ممن هو خير منهم ولم يوبقه القرب من الذنب وهذا كله على أن هم يوسف بلغ فيما روت هذه الفرقة إلى أن جلس بين رجلي زليخاء وأخذ في حل ثيابه وتكته نحو ذلك وهي قد استلقت له حكاه الطبري وقال أبو عبيد القاسم بن سلام وابن عباس ومن دونه لا يختلفون في أنه هم بها وهم أعلم بالله وبتأويل كتابه وأشد تعظيما للأنبياء من أن يتكلموا فيهم بغير علم ....
... قوله تعالى لولا أن رأى برهان ربه أن في موضع رفع أي لولا رؤية برهان ربه والجواب محذوف لعلم السامع أي لكان ماكان وهذا البرهان غير مذكور في القرآن فروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن زليخاء قامت إلى صنم مكلل بالدر والياقوت في زاوية البيت فسترته بثوب فقال ماتصنعين قالت أستحي من إلهي هذا أن يراني في هذه الصورة فقال يوسف أنا أولى أن أستحي من الله وهذا أحسن ماقيل فيه لأن فيه إقامة الدليل وقيل رأى مكتوبا في سقف البيت ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا وقال ابن عباس بدت كف مكتوب عليها وإن عليكم لحافظين قال قوم تذكر عهد الله وميثاقه وقيل نودي يايوسف أنت مكتوب في ديوان الأنبياء وتعمل عمل السفهاء وقيل رأى صورة يعقوب على الجدران عاضا على أنملته يتوعده فسكن وخرجت شهوته من أنامله قاله قتادة ومجاهد والحسن والضحاك وأبو صالح وسعيد بن جبير وروى الأعمش عن مجاهد قال حل سراويله فتمثل له يعقوب وقال له يايوسف فولى هاربا وروى سفيان عن أبي حصين عن سعيد بن جبير قال مثل له يعقوب فضرب صدره فخرجت شهوته من أنامله "
(الجامع لأحكام القرآن - للقرطبي - يوسف :24)
اقرأتم اقوال كبار التابعين والعلماء !؟
" أطلق تكة سراويله " !!!
يا عيني عالشرف !
" حل السراويل حتى بلغ الأليتين وجلس منها مجلس الرجل من امرأته " ..!!!!
يا عيب الشوم على الخيال الجنسي الاسلامي ..!
يوسف حل سراويله حتى بلغ الاليتين ..!
" حل الهميان وجلس منها مجلس الخاتن " !!
" استقلت على قفاها وقعد بين رجليها ينزع ثيابه " !!!
كان يريد ان يعلمها الوضوء ..!!!
فضائح شديدة ورائحة الجنس تملأ كتبهم , عن يوسف الصديق الطاهر النزيه ..
وكيف لا يحلقون بخيالهم ان كان القرآن قد نسب الى يوسف " الهم " بالزنا !!!!
استلقت .. !
ولتقرأ ما قاله الشيخ الالوسي :
"وممن ذهب إلى تحقق الهمّ القبيح منه عليه السلام الواحدي فإنه قال في كتاب «البسيط»: قال المفسرون الموثوق بعلمهم المرجوع إلى روايتهم الآخذون للتأويل عمن شاهد التنزيل: هم يوسف عليه السلام أيضاً بهذه المرأة هما صحيحا وجلس منها مجلس الرجل من المرأة فلما رأى البرهان من ربه زال كل شهوة عنه.
وعن ابن عباس أنه حل الهميان وجلس منها مجلس الخاتن، وعنه أيضاً أنها استلقت له وقعد بين رجليها ينزع ثيابه"
( تفسير روح المعاني - للآلوسي – يوسف 24)
يا سلام على عفة يوسف !
قعد بين رجلي المرأة وهو يحل ثيابه !!!
وهذا التفسير كما قرأنا هو مأخوذ من :
" المفسرون الموثوق بعلمهم المرجوع إلى روايتهم الآخذون للتأويل عمن شاهد التنزيل " !!!
فلا أحد من المسلمين يجرؤ على الطعن بهم ..!!!
وكمان تفسير يا مسلمين :
اقرأ يا مسلم :
" { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ } بمخالطته إذِ الهمُّ لا يتعلق بالأعيان أي قصدتْها وعزمت عليها عزماً جازماً لا يَلويها عنه صارفٌ بعد ما باشرت من مباديها وفعلت ما فعلت من المراودة وتغليقِ الأبواب ودعوتِه عليه السلام إلى نفسها بقولها: هيتَ لك، ولعلها تصدّت هنالك لأفعال أُخَرَ من بسط يدِها إليه وقصدِ المعانقة وغير ذلك مما يَضْطره عليه السلام إلى الهرب نحوَ الباب، والتأكيدُ لدفع ما عسى يُتوهم من احتمال إقلاعِها عما كانت عليه بما في مقالته عليه السلام من الزواجر { وَهَمَّ بِهَا } بمخالطتها أي مال إليها بمقتضى الطبـيعةِ البشرية وشهوةِ الشباب وكونه ميلاً جبلياً لا يكاد يدخل تحت التكليفِ لا أنه قصدها قصداً اختيارياً
وقد فُسّر همُّه عليه السلام بأنه عليه السلام حلّ الهَمَيان وجلس مجلسَ الخِتان وبأنه حل تِكّة سراويلِه وقعد بـين شُعَبها، ورؤيتُه للبرهان بأنه سمع صوتاً: إياك وإياها فلم يكترثْ ثم وثم إلى أن تمثّل له يعقوبُ عليه السلام عاضًّا على أنملته وقيل: ضرب على صدره فخرجت شهوتُه من أنامله، وقيل: بدت كفٌّ فيما بـينهما ليس فيها عضُدٌ ولا مِعصمٌ مكتوبٌ فيها: { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَـٰفِظِينَ * كِرَاماً كَـٰتِبِينَ } فلم ينصرف، ثم رأى فيها: { وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً } فلم ينتهِ ثم رأى فيها: { وَٱتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِ } فلم يَنْجَع، فقال الله عز وجل لجبريل: «أدرك عبدي قبل أن يصيب الخطيئة» فانحط جبريل عليه السلام وهو يقول: يا يوسفُ أتعملُ عملَ السفهاء وأنت مكتوبٌ في ديوان الأنبـياء؟
( تفسير ارشاد العقل السليم - لأبي السعود – يوسف : 24)
اذن المسألة هي " شهوة شباب " ..
يقصد ان يقول بأن فعلة يوسف تلك كانت " طيش " شباب !!!
ولقد حدثت الكثير من الظواهر الخارقة امام يوسف لكي يتمنع عن الزنا , فظهرت له يد دون معصم طائرة في الجو مكتوب عليها كلام ..!
ولم يمتنع , لدرجة ان ظهرت له اية قرآنية { لا تقربوا الزنى ..} .. واية اخرى فضربها عرض الحائط !
الى ان اضطر رب الاسلام ان يستنجد بجبريل لكي ينزل ويمسك يوسف بالعافية من فوق الولية .. { أدرك عبدي قبل أن يصيب الخطيئة } ..!!!!!
ياعيني على اكرام الانبياء في القران !!!
وكل تلك الروايات منقولة من العلماء السلف الاجلاء والتابعين الكبار وعلى رأسهم " ابن عباس " ترجمان القران وحبر الأمة !
ونطرح هذا السؤال على المسلم :
يعني لو ان اي داعر فاسق كان في موقف يوسف لكان قد توقف عن المعصية لوجود برهان مرئي خارق ..؟؟!!!
فما الفرق بين يوسف وبين اي زاني ( حاشا له مما اتهمه به القران )؟؟!!!
تصوروا اعزائي القراء بأن بعض المسلمين قد برروا فعلة يوسف القبيحة تلك في القرآن , بأنها تثبت " فحولة " يوسف وانه لم يكن مخصياً ..!!
وقال شو .. ان يوسف كان قادر وجدع وميت فل وزي الحصان وان هذا اعجاز ما بعده اعجاز !
يعني عشان القرآن يقول بان يوسف لم يكن مخصياً ..
يقوم يلبسه جناية .. وبأنه كاد ان يطأ ويعافس تلك المرأة لولا امر خارق !!!؟؟؟
ونقول :
1- لا وجود لاي معجزة في كلام القرآن .. الاعجاز الوحيد الذي حدث قد وقع فقط " ليمنع " يوسف من اتمام ما تحركت به شهوته ونفسيته الامارة بالسوء .. وهو :
{ لولا ان رأى برهان ربه} يوسف : 24
وهذه تدل على انه كاد ان يقترف الفعل الاثيم الفاسق لدرجة انه حل سراويله ووصل الى الاليتين ! ..
الى ان اضطر ربه ان يستخدم معه اسلوب التخويف بمعجزة ليترك ما في يده !!!!
بربكم هل هذا رسول تنسبون اليه ما نسبه القران ؟؟!!!
2- لا ادري ما العلاقة بين قدرة يوسف على اتيان النساء.. وبين تعففه من المعصية !
فالتعفف يا مسلم هو ان تمتنع عن الفعل وتلغيه من عقلك ونفسيتك التي تأمرك به .. ثم تهرب من الموقف ( كما قصت علينا رواية التوراة المقدسة ) ..
وليس ان تحاول الهم بالزنا مع المرأة .. فيتدخل ربك بمعجزة ليفكك ويمنعك بالقوة من اقتراف الزنا !!
فيوسفكم لم يمتنع من ارادة داخلية منه .. انما المانع قد اتاه خارجياً بفعل خارق فعله ربه !
اذن يستوى يوسفك مع اي فاسق ..!
وقد ثبت لنا بأن التوراة هي الصحيحة والمعول عليها حين ذكر الوقائع والتواريخ ..
وقد ثبت بأن مصنف القران لم يستطع ان يقتنع بأن يتواجد رجل وامرأة بين جدران غرفة مغلقة .. دون ان يحدث بينهما شيئ ..
ولو كان ذلك الرجل نبياً وصديقاً باراً مثل يوسف الذي برأته التوراة من الشهوة الدنسة !
تعالوا الى النور واتركوا ظلام الاسلام ..
البابلي