ابراهيم القبطي
يطالعا العرب والمسلمون باسطورة أن بئر زمزم هي البئر التي استقت منها هاجر وابنها اسماعيل
فهل تصمد هذه الاسطورة أمام ما ترصده كتبهم من وقائع
لنرى من هو الذي حفر بئر زمزم ؟
وكيف حفرها ؟
ومن أوحى له ؟
ذكر حفر زمزم وما جرى من الخلف
فيها ثم إن عبد المطلب بينما هو نائم في الحجر إذ أتي فأمر بحفر زمزم .
قال ابن إسحاق :
وكان أول ما ابتدئ به عبد المطلب من حفرها ، كما حدثني يزيد بن أبي حبيب المصري عن مرثد بن عبد الله اليزني عن عبد الله بن زرير الغافقي : أنه سمع علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه يحدث حديث زمزم حين أمر عبد المطلب بحفرها ،
قال قال عبد المطلب : إني لنائم في الحجر إذ أتاني آت فقال احفر طيبة .
قال قلت : وما طيبة ؟ قال ثم ذهب عني . فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه فجاءني فقال احفر برة .
قال فقلت : وما برة ؟ قال ثم ذهب عني ، فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي ، فنمت فيه فجاءني فقال احفر المضنونة .
قال قلت : وما المضنونة ؟ قال ثم ذهب عني . فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي ، فنمت فيه فجاءني فقال احفر زمزم .
قال قلت : وما زمزم ؟ قال لا تنزف أبدا ولا تذم ، تسقي الحجيج الأعظم وهي بين الفرث والدم عند نقرة الغراب الأعصم عند قرية النمل .
ثم ها هو الشيخ الأباني يصحح الحديث مع اختلافات طفيفة في المتن
سمعت علي بن أبي طالب وهو يحدث حديث زمزم قال : بينا عبد المطلب نائم في الحجر أتي فقيل له : احفر برة ، فقال : وما برة ؟ ثم ذهب عنه ، حتى إذا كان الغد نام في مضجعه ذلك فأتي فقيل له : احفر المصونة ، قال : وما المصونة ؟ ثم ذهب عنه ، حتى إذا كان الغد فنام في مضجعه ذلك فأتي فقيل له : احفر طيبة ، فقال : وما طيبة ؟ ثم ذهب عنه ، فلما كان الغد عاد لمضجعه فنام فيه فأتي فقيل له : احفر زمزم ، فقال : وما زمزم ؟ فقال : لا تنزف ، ولا أبينا . ثم نعت له موضعها فقام يحفر حيث نعت . فقالت له قريش : ما هذا يا عبد المطلب ؟ فقال : أمرت بحفر زمزم ، فلما كشف عنه وبصروا بالطي قالوا : يا عبد المطلب إن لنا حقا فيها معك ، إنها لبئر أبينا إسماعيل . فقال : ما هي لكم ، لقد خصصت بها دونكم . قالوا : أتحاكمنا ؟ قال : نعم . قالوا : بيننا وبينك كاهنة بني سعد بن هذيم ، وكانت بأطراف الشام ، فركب عبد المطلب في نفر من بني أمية ، وركب من كل بطن من أفناء قريش نفر ، وكانت الأرض إذ ذاك مفاوز فيما بين الحجاز والشام ، حتى إذا كانوا بمفازة من تلك البلاد فني ماء عبد المطلب وأصحابه حتى أيقنوا بالهلكة ، ثم استقوا القوم فقالوا : ما نستطيع أن نسقيكم ، وإنا نخاف مثل الذي أصابكم . فقال عبد المطلب لأصحابه : ماذا ترون ؟ قالوا : ما رأينا إلا تبع لرأيك . قال : فإني أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرته ، فكلما مات رجل منكم دفعه أصحابه في حفرته حتى يكون آخركم يدفعه صاحبه ، فضيعة رجل أهون من ضيعة جميعكم ، ففعلوا ثم قال : والـــــــــــــــــله إن إلقاءنا بأيدينا للموت ولا نضرب في الأرض ونبتغي ، لعل اللــــــــــــــــــــه أن يسقينا لعجز . فقال لأصحابه : ارتحلوا . فارتحلوا وارتحل . فلما جلس على ناقته ، فانبعثت به . انفجرت عين تحت خفها بماء عذب . فأناخ وأناخ أصحابه ، فشربوا واستقوا وأسقوا ، ثم دعوا أصحابهم : هلموا إلى الماء فقد سقانا الله ، فجاؤوا واستقوا وأسقوا ثم قالوا : يا عبد المطلب ! قد واللـــــــــــــــــه قضي لك . إن الذي سقاك الماء بهذه الفلاة ، لهو الذي سقاك زمزم ، انطلق فهي لك ، فما نحن بمخاصميك
الراوي: عبدالله بن زرير الغافقي - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: إزالة الدهش - الصفحة أو الرقم: 26
التعليق
أولا بئر زمزم لم يسمع بها أبو طالب (قال قلت : وما زمزم ؟ )
أي أن الموضع لم يكن اسمه زمزم من الأساس لا على عهد هاجر أو من بعدها حتى عصر أبي طالب ؟
ثانيا أبو طالب الكافر يحتكم إلى كاهنة من مشعوذي العرب الكفار وعبدة الأوثان ليتكد من الوحي
ثالثا أصحاب أبي طالب (الذين اقترحوا الذهاب إلى الكاهنة) هم أنفسهم يؤمنون بالله فهل هو نفس إله القرآن أم أحد آلهة الأوثان ؟
رابعا هل كان أبو طالب الكافر ممن يوحى إليهم وحيا ربانيا ؟
أي هل يجوز لكافر كان مصيره جهنم وبئس المصير أن يرى رؤى ووحي رباني ؟
خامسا إذا لم يكن هذا وحيا ربانيا فكيف نعرف أن بئر زمزم التي حفرها أبو طالب هي البئر الهاجرية الاسطورية بعينها ؟
سادسا من هو الذي أتى لأبي طالب في الحلم ؟
ولاحظوا السجع القرآني
لا تنزف أبدا ولا تذم
تسقي الحجيج الأعظم
وهي بين الفرث والدم
عند نقرة الغراب الأعصم
ألا يدل هذا على أنها تمثيلية من الكافر المشرك أبي طالب لينال شرف السقاية
وأنه لا وجود أصلا لما يسمى ببئر هاجر المسماة بزمزم
أم أن أبا طالب جد محمد كان من الأنبياء الكفار ؟