الحروب المقدسة لم يسلم منها ولم يُحرم من ممارستها شعبا أو عرقا أوحضارة أو دين ، فقد تصارع البشر عبر التاريخ ، وفي صراعهم انضمت الآلهة إلى شعوب ضد شعوب ، وتصارعت الآلهة مع بعضها تأييدا أو غضبا على شعب أو قبيلة ، وصدرت أوامر إلهية بتطهير الشر من الأرض أو من شعوب أخرى معينة ، ولكل هذا كان لابد من توضيح ماهية هذه الحروب المقدسة ، ومن التاريخ البشري نرصد ثلاثة أنواع رئيسية من هذه الحروب المقدسة:
1) حروب مقدسة بمؤازرة الإله وتأييده: فقديما كانت الحروب بين القبائل تتم تحت غطاء من حماية إله كل قبيلة فكانت تحمل نوعا من القداسة ، و كانت ملوك أوائل الحضارات تغزو تحت حماية الآلهة ، فأكتفت الآلهة في هذه المرحلة بدور تعضيدي لحروب ظلت دائما وأبدا هدفها سياسي أو اقتصادي . ولم تكن بأوامر إلهية أو بشريعة دينية أو لنشر عقيدة معينة .
2) حروب مقدسة بأمر الإله : ومنها حروب اليهود المقدسة تحت قيادة موسى ويشوع ، والتي لم تكن إلا لدخول أرض الموعد المحددة ببقعة فلسطين ، ولم تكن شريعة لليهود يتبعونها على سنة موسى أو يشوع أو داود ، ولم تكن لنشر الدين اليهودي وفرض العقيدة اليهودية على الأخرين . بل على العكس ، لقد آمن اليهود أنهم شعب الله المختار فلم يسمحوا للغريب بالدخول في وسطهم إلا بقوانين خاصة .
3) حروب مقدسة لأجل الإله ودين الإله (حروب دينية) : وهذه تفرد بها الإسلام ورسول الإسلام ، فكان محمدا أول من أخترعها ، وقنن لها تشريعا ، وكان إله الإسلام هو أول إله يسأل معونة البشر في نشر دينه فبدلا من أن يحميهم كعقيدة آلهة الوثن وإله اليهود ، طالبهم بحماية دينه وهو الإسلام ، وخصص نصره لأتباعه بشرط أن ينصروه هم أولا (1)، ولهذا استحقت الحروب الإسلامية المقدسة –ولأول مرة في التاريخ البشري- لقب الحروب الدينية لأنها لنشر دين بعينه. وجمعت في داخلها الثلاثة أنواع مجتمعة ... فهي أساسا من أجل إله الإسلام ، وأيضا بأمره وتأييده ، وبالمثل تحت حمايته المشروطة ، وضمان مكافأته الأخروية بالحور في الجنة أو الدنيوية بالغنائم والسبايا والصبايا الحسان .
ففي كل هذا لم تكن حروب - ما قبل الإسلام – شريعة ، ولم تكن لنشر الدين أو العقيدة الفرعونية أو البابلية أو اليهودية أو الفارسية أو الإغريقية ، فقبل الإسلام كانت هناك *حروب مقدسة* تحت حماية الآلهة أو بأمر الآلهة ، فتحولت على يد محمد إلى *حروب دينية* (2) لنشر الدين نفسه ، مقننة بشريعة إسلامية تحدد فقهيا من يؤسر ومن يقتل ، ولهذا خلا التاريخ من أي حروب لنشر الدين بقوة السيف قبل العصر المحمدي . (3)
يؤكد بليز بسكال أن البشر لا يرتكبون أكثر أنواع الشر اكتمالا وبسعادة إلا عن قناعة دينية (4) ، ولا أجد مقولة أكثر صدقا من هذا ، فدائما ما كان القتل من أجل الإله أو دين الإله ، هو أكثر أنواع القتل هروبا من الضمير الإنساني . حيث يرتكب البشر المذابح ويغتصبون النساء ويسرقون ويغتنمون دون أن يلتهب الضمير ، لأن فعل الشر أصبح مقدسا ، فلا يتحمل وزر الشر سوى الإله نفسه ، وما على الإنسان إلا أن يستمتع بالقتل والسلب معلقا خطاياه على أكتاف الإله ... ولهذا كانت الحروب الدينية هي أكثر الحروب فظاعة وقسوة ، بلا رادع أو ضمير.
وعلى سنة محمد كان المسلمون هم أول من حكموا على الضمائر بقوة السيف ، وهددوا الحياة لمن أراد أن يكفر بدينهم ، وعلى الرغم من أن الغزوات الإسلامية كانت ضحاياها بمئلات الألاف وبعض الاحيان بالملايين ، إلا اننا لم نسمع كلمة اعتذار واحدة من مشايخ الظلام الإسلاميين، ولهذا كان واجبا أن نرصد أحداث الغزو الاستعماري الإسلامي عبر التاريخ لنرى كم كانت الصورة دموية وقاتمة ... فقد بدأ التاريخ الإسلامي يكتب بحروف من دم على سنة محمد في حروب الردة (11هـ. – 13هـ./632م. – 634م.) (5) ، وأتبعها بغزو العراق وفارس والسند والهند وأفغانستان شرقا ، وغزو الشام ومصر وشمال أفريقيا ومنها إلى اسبانيا والبرتغال غربا ، ووصل إلى مشارف أوروبا الشرقية شمالا غازيا الأناضول ثم إلى عمق أسيا ووسطها ... ولنبدأ قصتنا من البداية
*********
محمد: "أُمرت أن أقاتل الناس جميعا" (6)
وأما أخبار الردة فإنه لما مات محمد ارتدت الكثير من قبائل العرب عن الإسلام لاستعادة حريتهم التي فُقدت تحت وطأة القهر المحمدي الإسلامي ، فتضرمت الأرض العربية ناراً وارتدت كل قبيلة عامة أو خاصة إلا قريشاً وثقيفاً، واستفحل أمر مسيلمة المسمى بالكذاب وطليحة الأسدي ، وارتدت غطفان تابعةً ل"عيينة بن حصن"
فلا نفاجأ إلا بحدث من أغرب حوادث التاريخ ، فهي حالة كفر جماعي ، وثورة لم يرصد مثلها التاريخ قبلا أو بعدا ، فكانت من خصائص الإسلام وتاريخ الإسلام أن يكفر مئات الآلاف من تابعيه بمجرد موت الدكتاتور الأعظم الذي حكم بدينه على ضمائرهم وقلوبهم .
فما كان من ابي بكر إلا أن قرر أن يستعيد حكم الطغيان وبقوة لا مثيل لها ، ولم يكن عمر بن الخطاب مؤيدا لهذه الحروب في البداية (7) ، ليس من أجل المرتدين ، فالمرتد يستحق أن يقتل طبقا لحكم الشرع الإسلامي (8) ، بل كان رفض عمر من أجل مانعي الزكاة والذين بقوا على اسلامهم ورفضوا أن يعطوا الجزية لأبي بكر، ولكن أبو بكر لم يرض إلا أن يستكمل ما بدأه محاربا المرتدين ومانعي الزكاة كلاهما سواء ، ليس إلا طمعا في أموال الزكاة (9) وسلطة مركزية لا يحيد عنها ، سلطة خليفة رسول الله .
*********
خالد يحرقهم بالنار
وكان خالد بن الوليد هو اللاعب الأساسي على هذا المسرح الدموي ، فكان ممثلا السيف الإسلامي المتوحش لقهر الآمنين ، ولم يكن خالدا بأي حال رمزا للفروسية التي يطليها عليه المسلمون ، بقدر ما كان مثلا للتوحش ، حيث روي أن خالد بن الوليد كان يجمع المرتدين منهم في الحظائر ثم يحرقها عليهم بالنار (10) . كما فعل علي بن أبي طالب مع بعض الزنادقة (11)
يقتله وهو نائم
أما أول المرتدين الذين أعلنوا النبوة تمردا على محمدا هو الأسود العنسي باليمن ، ولكن فيروز أحد المسلمين قد نجح في قتله بالحيلة وهو نائم ، وأنهى أمره قبل أن يثير المزيد من الحروب (12)
ولم يمنع سيفه عن الدم
أما طليحة بن خويلد الأسدي من بني أسد بن خزيمة فكان ممن ارتد بعد وفاة محمد ، وفي أيام ابي بكر ، وأعلم الناس أن جبريل يزوره ، مقتديا على هدي محمد ، وتنبأ بنجد ، فكان أكثر أتباعه من أسد وغطفان وطيء ، وقاتل المسلمين وقتل منهم واغتال القائدين المسلمَين عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم الأنصاري ، من طلائع خالد ابن الوليد إليه ، ثم انهزم وخضع واعلن اسلامه من جديد ، وانضم بعدها إلى جيوش المسلمين في العراق ولم يمنع سيفه عن الدم ولكن هذه المرة لنشر الرعب بين الآمنين من غير العرب (13)
أُلقي في النار مقموطا داخل المصلى
وعندما ارتدت بني عامر وهوازن وسليم تحت قيادة "أم زمل سلمى بنت مالك بن حذيفة بن بدر" وهي بنت أم قرفة ضحية محمد ، فاقتتلوا قتالاً شديداً مع المسلمين أول يوم وأم زمل واقفة على جمل ، فاجتمع على الجمل مسلمون فعقروه وقتلوها وقتل حول جملها مائة رجل.
وبالمثل أبو شجرة بن عبد العزى السلمي، وهو ابن الخنساء، فإنه كان قد ارتد فيمن ارتد من سليم فقتلته كتيبة خالد وهو في طريقه لحرب طليحة .
وأما الثالث فهو الفجاءة السلمي، واسمه إياس بن عبد ياليل، وقد أسره طريفة بن حاجز و عبد الله بن قيس الحاشي ، فلما قدم مأسورا أمر أبو بكر أن توقد له نار في مصلى المدينة ثم رمي به فيها مقموطاً (أي مربوطا) ، أليست هذه هي الرحمة الإسلامية؟..... (14)
كثير من القتلى
وأما بني تميم ونبيتهم سجاح (15) قد أقبلت من الجزيرة وادعت النبوة ، وتبعت مسيلمة المدعو بالكذاب ، فترة وتعاونت مع مالك بن نويرة لكي تغزو ابا بكر ، قبل أن يغزوها ، فلقيهم القائدان المسلمان ضبة وعبد مناة فقتل بينهم قتلى كثيرة وأسر بعضهم من بعض ثم تصالحوا وخضعوا لنير الإسلام (16)
رأس مالك وقودا للطبخ
ولعل أحد القصص المشهورة عن دموية خالد بن الوليد ، هي قصته مع مالك ابن نويرة (17) بالبطاح ، فقد أمتنع مالك عن الزكاة ولكنه لم ينكر الإسلام ، فأرسل إليه ابو بكر السرايا بقيادة خالد بن الوليد ...فكان مالك وأهله فيمن شهد أنهم قد أذنوا وأقاموا وصلوا، فلما جاءه خالد ورأى امرأته الجميلة ، علم مالك إنما هو القتل فالتفت مالك إلى زوجته وقال: هذه التي قتلتني، وكانت في غاية الجمال، قال خالد: بل الله قتلك برجوعك عن الإسلام، فقال: أنا على الإسلام، فقال: إضرب عنقه، فضرب ضرار بن الأزور عنق مالك ، ثم جعل خالد رأسه أحد أثافي قدر طبخ فيها طعام (18) ، وقد كان مالك بن نويرة من أكثر الناس شعراً ، فما منهم رأس إلا وصلت النار إلى بشرته ما خلا مالكاً ، فإن القدر نضجت وما نضج رأسه من كثرة شعره ، وقى الشعر البشرة حرها أن يبلغ منه ذلك . وتزوج خالد أم تميم امرأة مالك. فقال عمر لأبي بكر: إن سيف خالد فيه رهق، وأكثر عليه في ذلك. فقال ابو بكر: هيه يا عمر! تأول فأخطأ، فارفع لسانك عن خالد، فإني لا أشيم سيفاً سله الله على الكافرين (19)
ما يقرب من 21000 قتيل
أما مسيلمة المسمى بالكذاب فقد ادعى النبوة في اليمامة (20): وحارب المسلمين ، بشراسة ، وقبل المعركة الأخيرة قال لأهله "اليوم يوم الغيرة، اليوم إن هزمتم تُستنكح النساء سبيات، وينكحن غير حظيات، فقاتلوا عن أحسابكم وأمنعوا نسائكم" .
أو كان يعرف إنما هي النساء والأموال والسلطة ؟
ودارت آخر معركة بينه وبين المسلمين في عقرباء أو حديقة الموت ،فقتل فيها مسيلمة الكذاب عام 632 م . واشترك في قتله وحشي مولى جبير بن مطعم ورجل من الأنصار،... وقتل من بني حنيفة اتباع مسيلمة بعقرباء سبعة آلاف، وبالحديقة مثلها، وفي الطلب نحو منها. أي ما يقرب من 21000 قتيل من العرب على يد سيوف المسلمين واستولى خالد على الذهب والفضة والسلاح ونصف السبي ، ولما وصل كتاب أبي بكر إلى خالد ، كان أن يقتل كل محتلم (21)
قتل الغدر
وفي نفس العام (11 هـ / 633 م) ارتد أهل البحرين أيضا ، وملكوا عليهم المنذر بن النعمان بن المنذر فبعث أبو بكر القائد "العلاء بن الحضرمي" إلى البحرين في ستة عشر فارسا بجنودهم ، فكتب الجارود أحد قادة المرتدين إلى العلاء: إن بيني وبينك أسود النهار وضباع الليل، فبعث العلاء جنوده تحت جنح الليل فقتلوهم ، وخندق المسلمون وتراجعوا وتراوحوا في القتال شهراَ، ثم كر المرتدون، فتحصن المسلمون، منهمِ بحصن بالبحرين يقال له: جواثا حتى كادوا يهلكون جوعاً، فنزل أحد المسلمين ليلاَ، فجال في عسكر القوم ثم عاد فقال: إن القوم سكارى (يعني أهل الردة) ، فخرج إليهم العلاء وأصحابه، فوضعوا فيهم السيوف، وأخذوا غنائمهم. (22)
هتك الأعراض
وفي نفس العام أيضا أرتد أهل المصيخ والحصيد: وكان قد بلغ خالد بن الوليد أن المرتد ربيعة بالمصيخ والحصيد جمع حوله من المرتدين نفرا ، فذهب وقاتله وغنم وسبى وأصاب ابنة لربيعة فبعث بها إلى أبي بكر ، فلم يكن الدين عاصما لهم من الفسق بل مؤيدا لهتك الاعراض ، فصارت هذه الفتاة غنيمة إلى علي بن أبي طالب.
ما يقرب من 10000 قتيل
وأما في عمان فإنه قام فيها ذو التاج لقيط بن مالك الأزدي وأرتد بقومه فادعى النبوة، فقهر جيفراً وعبداً القائدين المسلمين ، فأرسل أبو بكر "حذيفة بن محصن" إلى عمان ، وعرفجة البارقي الأزدي إلى مهرة ، وهجم المسلمون على أهل عمان ، وقتلوا منهم عشرة آلاف وركبوهم حتى أثخنوا فيهم وسبوا الذراري وقسموا الأموال وبعثوا بالخمس إلى أبي بكر مع عرفجة، وأقام حذيفة بعمان حتى يوطىء الأمور و يسكن الناس. (23) .
قتلوا من شاؤوا وغنموا ما شاؤوا
وأما أهل مهرة فإن القائد المسلم عكرمة بن أبي جهل سار إليهم لما فرغ من عمان ليساعد عجرفة .. فكاتب عكرمة سخريتاً أحد المرتدين يدعوه إلى الإسلام ، فأجابه وأسلم خوفا ، وكاتب عكرمة "المصبح أحد بني محارب" المرتد الآخر يدعوه إلى الإسلام فلم يجب، فقاتله قتالاً شديداً، فانهزم المرتدون وقتل رئيسهم وركبهم المسلمون فقتلوا من شاؤوا منهم وأصابوا ما شاؤوا من الغنائم، وبعث الأخماس إلى أبي بكر مع سخريت (24)
وأنتنت الطرق من جثث القتلى
وكذا أرتد أهل اليمن: ومنهم كنانة وكان عليهم قائدا هو جندب بن سلمى، فالتقوا مع جيش خالد بالأبارق، فقتلهم خالد وفرقهم، ومنهم قوم يسمون الأخابث من قبيلة العك فكانوا أول منتقض بتهامة بعد وفاة محمد ، ثم تجمع أهل عك والأشعريون، وأقاموا على الأعلاب طريق الساحل، فسار إليهم الطاهر بن أبي هالة ومعه مسروق وقومه من أهل عك ممن لم يرتد، فالتقوا على الأعلاب، فانهزمت رجال عك من المرتدين ومن معهم وقتلوا قتلاً ذريعاً، وأنتنت الطرق من جثث القتلى (25)
قتل الأسرى
وانتقضت كندة أيضا على واليها المسلم زياد بن لبيد ، فكتب أبو بكر إلى المهاجر بصنعاء أن يمد زياداً بنفسه، فسار إليه المهاجر، فلقيا الثوار المرتدين ، فأثخنوهم. ووجه أبو بكر سفاح المسلمين عكرمة بن أبي جهل في خمسمائة مدداُ لزياد، فقدموا عليه وقد قتل أولئك وغنم أموالهم فأشركهم في الغنيمة.
وتحصنت ملوك كندة ومن بقي معهم في النجير وأغلقوا عليهم فجثم عليهم زياد والمهاجر وعكرمة ، لما سقط الحصن ، أمر زياد بكل من في الحصن أن يقتلوا فقتلوا، وكانوا سبعمائة، فلم يدعوا مقاتلاً إلا قتلوه وضربوا أعناقهم صبراً وسبى نساءهم وذراريهم، وحمل الأشعث قائدهم إلى أبي بكر (26) ، ولم يلبث أهل اليمن أن ارتدوا مرة أخرى وتم اخضاعهم مرة أخرى للذل الإسلامي.
ولم تنتهي حروب الردة إلا وكان عمر بن الخطاب قد تولى بعد أبي بكر ، وقد أجلى اليهود والمسيحيين ، ومنهم أهل نجران من جزيرة العرب (عام 13 هـ / 635 م ) (27)
وأتجهت ماكينة الحرب الإسلامية من داخل جزيرة العرب إلى خارجها وبدأت بغزو العراق وفارس والشام
فلم نجد إلا صور من القتل والاغتصاب والسبايا و الغنائم
وصور من استعباد النساء لمتعة الصحابة أمثال علي بن ابي طالب وابي بكر
وصور من الحرق وعشرات الآلاف من القتلي فيما يقترب من 50000 مما هو مذكور في الكتب الإسلامية... غير آلاف لم ترصد الكتب الإسلامية عددهم ، فالطرق التي أنتنت والبشر الذين أحرقوا والأسرى الذين قتلوا لم ترصد الكتب أعدادهم
وصور من الوحشية واستعمال رؤوس الأسرى للطبخ كما حدث مع مالك بن نويرة
وكل هذا في مدة عامين فقط من بعد وفاة محمد
ولا نجد بعد هذا وبمنتهى اللامعقول إلا أن يصرح القرآن
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107
ولا ندري ماهية هذه الرحمة بالتحديد ..
هل هي رحمة القتل والاغتصاب و القهر ؟
بل يتبجح بعد المدافعين عن الإسلام قائلين " والإسلام لابد أن ينطلق لإزالة العوائق المادية من وجهه ; ولتحرير الإنسان من الدينونة بغير دين الحق ، على أن يدع لكل فرد حرية الاختيار"
وأي حرية اختيار ، وكأن محمد يدعو للحرية الإسلامية فيقول: " سوف نحرركم من أموالكم فأدفعوا الجزية ، ومن ملوككم لأكون ملكا بدلا منهم عليكم بقوة الدين المفرك الذي أخترعته ... وأنا على أستعداد أن أقتلكم في سبيل هذه الحرية"
ومن حقك أن تختار ... ومن حق محمد وأتباعه أن يقتلوك على اختيار ضميرك وقلبك
ولما نقارن ما قاله فولتير المستنير(Voltaire (1694 - 1778)): " قد أختلف معك فيما تقول ولكنني سوف أدافع حتى الموت عن حقك في أن تقوله" (28) ، نجده كان أكثر أحتراما وفهما للحرية من رسول الظلام
أما الإسلام فيدافع عن حريتنا حتى آخر قطرة من دمائنا
يحررنا من الحياة نفسها طالما لم نؤمن ونخضع لخفافيشه الظلامية
وأخيرا لا نرى مع الامبراطور البيزنطي مانويل باليولوغوس الثاني إلا صدق تعبيره
"فقط أرني ما أتى به محمد جديدا، عندها لن تجد إلا ما هو شرير ولا إنساني، كأمره بنشر دينه بالسيف"
يتبع بالجزء التالي ... غزو العراق
------------------------
الهوامش والمراجع:
1) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }محمد7
2) راجع المقالات السابقة عن الإرهاب الإسلامي
الارهاب الاسلامي ... بالأرقام
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=50883
الارهاب الإسلامي [2] ... وشهد شاهد من أهلها
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=74148
3) يضيف الكثيرون الحروب الصليبية إلى الحروب الدينية ... ولكنها لا تطابق مواصفات الحروب الدينية (النوع الثالث) ، إلا أنها كانت حروب مقدسة في عرف أتباعها لأنها كانت في عقيدة بسطاء مسيحي أوروبا ، تحت حماية الإله (النوع الأول) .. وقد تحمل طابع سياسي او اقتصادي أيضا ، ولكنها لم تكن مقننة بشريعة مسيحية ، ولم تهدف في الأساس لنشر الدين المسيحي ، بل استعادة الأراضي المقدسة المسيحية التي سقطت تحت الاحتلال الإسلامي منذ القرنين السابع والثامن الميلادي .
4) Men never do evil so completely and cheerfully as when they do it from a religious conviction. Blaise Pascal (1623 – 1662)
5) الكامل في التاريخ –ابن الأثير ص 362-382
6) البخاري- الإيمان 25 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْنَدِىُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو رَوْحٍ الْحَرَمِىُّ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِى يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّى دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلاَمِ ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ » . تحفة 7422 - 13/1
7) عمر يعترض:
البخاري- 1399 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِى حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِىِّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ لَمَّا تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ - رضى الله عنه - وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ فَقَالَ عُمَرُ - رضى الله عنه كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ . فَمَنْ قَالَهَا فَقَدْ عَصَمَ مِنِّى مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلاَّ بِحَقِّهِ ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ » . أطرافه 1457 ، 6924 ، 7284 - تحفة 10666 ، 14118
8) البخاري-استتابة المرتدين-6922 - حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ أُتِىَ عَلِىٌّ - رضى الله عنه - بِزَنَادِقَةٍ فَأَحْرَقَهُمْ فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحْرِقْهُمْ لِنَهْىِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلَقَتَلْتُهُمْ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ » . طرفه 3017 - تحفة 5987 - 19/9
9) ابو بكر وأموال الزكاة:
البخاري- 7285 - فَقَالَ وَاللَّهِ لأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِى عِقَالاً كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ . فَقَالَ عُمَرُ فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ رَأَيْتُ اللَّهَ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِى بَكْرٍ لِلْقِتَالِ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ . قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ عَنِ اللَّيْثِ عَنَاقًا . وَهْوَ أَصَحُّ . أطرافه 1400 ، 1456 ، 6925 تحفة 6623 - 116/9
10) " قال كان في بني سليم ردة فبعث إليهم أبو بكر خالد بن الوليد فجمع رجالاً منهم في الحظائر ثم أحرقها عليهم بالنار فبلغ ذلك عمر فأتى أبا بكر فقال تدع رجلاً يعذب بعذاب الله عز وجل فقال أبو بكر والله لا أشيم سيفاً سله الله على عدوه حتى يكون هو الذي يشيمه" ( الرياض النضرة ج1 ص 69)
وللمزيد راجع المقال
من أبطال الإسلام و الحرب:خالد بن الوليد .. و الكونت دراكولا - دراسة مقارنة
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=48815
11) البخاري-الجهاد-3017 - حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ عَلِيًّا - رضى الله عنه - حَرَّقَ قَوْمًا ، فَبَلَغَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحَرِّقْهُمْ ، لأَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « لاَ تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ » . وَلَقَتَلْتُهُمْ كَمَا قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ » . طرفه 6922 - تحفة 5987
12) المنتظم في التاريخ –ابن الجوزي ص 417-418 / تاريخ الرسل والملوك –الطبري-ص 636-637
13) تاريخ الطبري ص609 / الكامل ص 366
14) الكامل ص368- 369 / تاريخ الطبري ص647-648
15) وهي سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان التميمية
16) الكامل ص369-370
17) وهو مالك بن نويرة بن حمزة بن شداد بن عبد بن ثعلبة بن يربوع التميمي
18) تاريخ الذهبي- ص 371
19) الكامل ص 372 / تاريخ الطبري ص 654/ المنتظم-ابن الجوزي-ص 439
20) الكامل ص 372-374
21) الكامل ص374-375 / المنتظم –ابن الجوزي- ص441
22) المنتظم ص 442 / الكامل ص377
23) المنتظم ص 442
24) المنتظم ص 442
25) الكامل ص 378
26) المنتظم ص 443
27) الكامل ص 321 ، 401/ تاريخ الطبري ص 537
28) I disapprove of what you say, but I will defend to the death your right to say it.
Voltaire, (Attributed); originated in "The Friends of Voltaire", 1906, by S. G. Tallentyre (Evelyn Beatrice Hall)