For God so loved the world, that he gave his only begotten Son, that whosoever believeth in him should not perish, but have everlasting life.

السبت، ٨ جمادى الآخرة ١٤٢٨ هـ

الإرهاب الإسلامي في التاريخ [3-3] ... غزو الشام

وكما انجلت الحقائق من كتب التاريخ الإسلامية عن مئات الآلاف بل والملايين من القتلى ما بين حروب الردة وغزو العراق * ، لا تُستكمل كتابة فصول التراجيديا إلا بقطرات الدم الساقطة من أجساد أهل الشام ، ومعها رائحة الخوف والخضوع والصغار ... والاستسلام .
ومن الجدير بالذكر أن قتلى العراق من غزوات المسلمين والتي تعدت المليون على أقل تقدير –كما ذكر في المقال السابق- وبأسلحة القرن السابع الميلادي البدائية ، تتفوق بنسبة 20 :1 على أعداد ضحايا العراقيين من الغزو الأمريكي بالأسلحة الحديثة والتي تقترب من 50 ألف فقط ، بل أن معظم أهل العراق الحديث سقط صريعا بفخاخ الجماعات الجهادية طبقا لأدق الإحصاءات (1)
ومرة أخرى نرى أساطير إسلامية لا تجد لها سند من التاريخ حول الرحمة و السلام ، فلا نجد إلا استسلاما لا سلاما ، واسترحاما لا رحمة
حقا الموت قد يكون أهون من الطغيان (2)، ولكن ماذا عن دين أحترف الكثير من أتباعه الموت والطغيان كلاهما ، ثم يسترون الخطايا بتلال من الأكاذيب ، فمن يقرأ صفحات مظلمة كهذه من التاريخ لابد وأن يتذكر قول فولتير " إن من يقنعك بالترهات والأكاذيب ، يمكنه أن يقودك إلى ارتكاب أعمال القسوة والتوحش واللانسانية " (3)
... ويبقى الضمير الإسلامي مخدرا ، لا يستشعر فظائع التاريخ التي أرتكبت على يد محمد واتباعه ، فلا نجد من يستنكره أو يعتذر عنه من أتباع نبي العرب ، بل نجد على العكس من يبرره دفاعا عن صنم محمد إله القرآن حتى وإن كذبا .

ويبدأ الفصل الثالث من الكومديا الإسلامية السوداء ...

+ ما بين محتسب يبغي الحور العين وطامع في نساء الروم الكواعب :
لما فرغ أبو بكر من أمر أهل الردة، رأى توجيه الجيوش الإسلامية إلى الشام. فكتب إلى أهل مكة والطائف واليمن ، وجميع العرب بنجد والحجاز يستنفرهم للجهاد ويرغبهم فيه وغنائم الروم، فسارع الناس إليه بين محتسب وطامع، وأتوا المدينة من كل صوب. ، فكان أول جيوش الإسلام إلى الشام جيش يزيد بن أبي سفيان (في 23 من رجب عام 12 هـ) . ثم المدد من ثلاثة ألوية لثلاثة رجال: خالد بن سعيد بن العاص بن أمية وشرحبيل بن حسنة ، وعمر بن العاص بن وائل السهمي. وكان عقده هذه الألوية في (صفر سنة 13 هـ) ، ثم أكد أبو بكر للأمراء: إن اجتمعتم على قتال فأميركم أبو عبيدة عامر بن الجراح الفهري، وإلا فيزيد بن أبي سفيان. وذكر أن عمرو بن العاص إنما كان مدداً للمسلمين وأميراً على من ضم إليه ...

ثم أبدل أبو بكر فيما بعد خالد بن سعيد بأبي أروى الدوسي (4) . فلما قدم المسلمون الشام كان كل أمير منهم يقصد لناحية ليغزوها ويبث غارته فيها. فكان عمرو بن العاص يغزو فلسطين وكان شرحبيل يغزو الأردن وكان يزيد بن أبي سفيان يغزو ارض دمشق. (5) .وكان العقد لكل أمير في بدء الأمر على ثلاثة آلاف رجل فلم يزل أبو بكر يتبعهم الأمداد حتى صار مع كل أمير سبعة آلاف وخمس مئة،ثم تتام جمعهم بعد ذلك أربعة وعشرين ألفاً...

+ غزو الدائن والعربة والدبية ( أول الغزوات والمناوشات) : (6)
فأول وقعة كانت بين المسلمين وأهالي بقرية من قرى غزة يقال لها دائن أو داثن، كانت بينهم وبين بطريق غزة. فاقتتلوا فيها قتالاً شديداً. وسقطت القرية وذلك قبل قدوم مدد خالد بن الوليد إلى الشام. فهزمهم أبو أمامة الباهلي، وقتل بطريقاً منهم .
وتوجه يزيد بن أبي سفيان في طلب ذلك البطريق. فبلغه أن بالعربة من أرض فلسطين جمعاً للروم، فوجه اليهم أبا أمامة الصدي بن عجلان الباهلي فأوقع بهم وقتل قائدهم ثم انصرف.
وروى أبو مخنف في يوم العربة أن ستة قادة من قواد الروم نزلوا العربة في ثلاثة آلاف، فسار اليهم أبو أمامة في كثف من المسلمين، فهزمهم وقتل أحد القواد، ثم اتبعهم فصاروا الى الدبية فهزمهم وغنم المسلمون غنماً حسناً


+ إنضمام خالد لجيوش الشام (في الطريق إلى دمشق): (7)
قتل ... غنائم ... أسلاب ... نساء ... وأعناق تتطاير
فلما استغاث عمرو بن العاص بمدد من أبي بكر . بعث إليه خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي من العراق (في الحيرة) يأمره بالمسير إلى الشام.
فلما أتى خالداً كتاب أبي بكر بذلك، قال خالد: هذا عمل الأعسير بن أم شملة - يعني عمر بن الخطاب - حسدني أن يكون فتح العراق على يدي ...
فلا نفهم من هذا إلا أنه كان صراع السلطة وإنحطاط السياسة ، لا سمو الأخلاق والشرف.
واستخلف مكانه المثنى بن حارثة الشيباني على ناحية الكوفة وسار (في ربيع الآخر سنة 13هـ) في جيشه ، فلم يكن مروره سلميا أو دعويا أو بالحسنى ، بل دمّر ما تمكن من تدميره في الطريق ، وهو يحمل راية محمد السوداء
* فأتى عين التمر.ففتحها عنوة. وأغار على أهلها ، فضرب أعناقهم، وسبى من عين التمر ومن أبناء تلك المرابطة سبايا كثيرة فبعث بها إلى أبي بكر ، ثم قتل خالد بن الوليد قائدهم هلال بن عقة ابن بشر النمري وصلبه بعين التمر. فلم يكتفي بالنصر ، فوحشية خالد تأبى إلا أن تترك بصمة ، فصلب الرجل.
* ثم سار خالد من عين التمر فأتى صندودآء وبها قوم من كنده وأياد والعجم، فقاتله أهلها فظفر، وخلف بها سعد بن حرام الأنصاري.
* وبلغ خالداً أن جمعاً لبنى تغلب بن وائل بالمضيح والحصيد مرتدين، عليهم ربيعة بن بجير. فأتاهم، فقاتلوه فهزمهم وسبي وغنم، وبعث بالسبي إلى أبي بكر.
* ثم أغار خالد على قراقر، وهو ماء لقبيلة كلب.
* ثم منه إلى سوى ، ومعهم فيه قوم من بهرآ. فقتل فيهم حرقوص بن النعمان البهراني من قضاعة واكتسح أموالهم ، وكان قد وجد حرقوصاً وجماعةً معه يشربون ويتغنون، وحرقوص عالما بقدوم خالد فيندب قائلا :
ألا عللاني قبل جيش أبي بكر لعل منايانا قريبٌ ولا ندرى
فلما قتله المسلمون جعل دمه يسيل في الجفنة التي كان فيها شرابه. ويقال إن رأسه سقط فيها أيضاً ...
* ومن سوى خرج خالد وأتى أركة (أرك) ، فأغار على أهلها وحاصرهم، حتى تصالحوا على غنائم منهم للمسلمين.
* وأتى دومة الجندل فاقتحمها . ثم أتى قصم فصالحه بنو مشجعة من بني قضاعة وكتب لهم أمانا مثمن بالغنائم والسبايا .
* ثم أتى تدمر فامتنع أهلها وتحصنوا، ثم طلبوا الأمان فأمنهم على أن يكونوا أهل ذمة، وعلى أن قروا المسلمين ورضخوا لهم. فهو استعباد العباد تحت راية الجهاد
* ثم أتى القريتين فقاتله أهلها ، فظفر وغنم. ثم أتى حوارين من سنير فأغار على مواشي أهلها فقاتلوه، وقد جاءهم مدد أهل بعلبك وأهل بصرى، وهي مدينة حوران، فظفر بهم فسبى وقتل.
* ثم أتى مرج راهط فأغار على غسان في يوم فصحهم، وهم مسيحيون ، فسبى وقتل.
* ووجه خالد بسر بن أبي أرطاة العامري من قريش وحبيب بن مسلمة القهري إلى غوطة دمشق، فأغار على قرى من قراها. وصار خالد إلى الثنية التي تعرف بثنية العقاب بدمشق. فوقف عليها ساعة ناشراً رايته، وهي راية كانت لمحمد سودآء ، فسميت ثنية العقاب يومئذ ..
* وأرسل سرية إلى كنيسة بالغوطة فقتلوا الرجال وسبوا النساء وساقوا العيال إلى خالد.
فكان مجموع المدن والقرى التي سحقها بن الوليد ما يقرب من 16 مدينة أو قرية
* ثم سار خالد حتى انتهى إلى المسلمين وهم بقناة بصرى. ويقال إنه أتى الجابية وبها أبو عبيده في جماعة من المسلمين فالتقيا ومضيا جميعاً إلى بصرى.

************************
«محمد: أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا ...» .(8)

+ غزو بصرى وغيرها (9)
واستباح المسلمون الأرض
أول مدينة من مدائن الشام سقطت في يد جحافل العربان المسلمين لما قدم خالد بن الوليد عليهم كانت هي بصرى اجتمعوا عليها وأمروا خالداً في حربها، ثم ألصقوا بها وحاربوا بطريقها (قائدها المسيحي) حتى ألجأوه و أصحابه إليها... ثم إن أهلها صالحوا على أن يؤمنوا على دمائهم وأموالهم وأولادهم على أن يؤدوا الجزية.
واستباح المسلمون جميع أرض كورة حوران وغلبوا عليها. ثم توجه أبو عبيده بن الجراح في جماعة من المسلمين كثيفة من أصحاب الأمراء ضموا إليه، فأتى مآب من أرض البلقاء وبها جمع العدو، فسقطت مثل بصرى.

+ موقعة أجنادين الأولى: (جمادى الأولى، سنة 13 هـ. / يوليو 634 م) (10)
ما يقرب من 50 ألف قتيل

وسار عمرو بن العاص حين سمع بأبي عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان حتى لقيهم، فاجتمعوا بأجنادين بوادى العربات من غور فلسطين ، وكان على الروم رجلان يقال لهما القبقلار وتذارق ، ثم كانت وقعة أجنادين وشهدها من الروم ما بين 90- 100 ألف سرب هرقل أكثرهم، وتجمع باقيهم من النواحي، وهرقل يومئذ مقيمٌ بحمص. فقاتلهم المسلمون قتالاً شديداً ... فقتلوا منهم 50 ألف وغنم المسلمون غنيمة لم يغنم مثلها وأخذوا منهم صلبان الذهب والفضة.
ثم جمعت الروم جمعاً بالياقوصة (جمادي الآخرة سنة 13 هـ) فلقيهم المسلمون هناك، فكشفوهم وهزموهم، وقتلوا كثيراً منهم، ولحقت فلولهم بمدن الشام. ثم توفى أبو فأتى المسلمين نعيه وقم بالياقوصة.

+ موقعة فحل في الأردن (ذي القعدة سنة 13 هـ) : (11)
قتلوا ما يقرب من 100 ألف
و بعد خلافة عمر بن الخطاب بخمسة أشهر، أن هرقل لما صار إلى إنطاكية استنفر الروم وأهل الجزيرة فلقوا المسلمين بفحل من الأردن، فاقتتلوا أشد قتال وأبرحه ثم هزم الروم . وقتل بطريقهم وزهاء عشرة آلاف معه، واقتتلوا بفحل كأشد قتال اقتتلوا قط ليلتهم ويومهم إلى الليل، فأصيب الثمانون ألفا من الروم وأهل فحل ، لم يفلت منهم إلا الشريد ، وانتهت الهزيمة بجنود الشام إلى الوحل فركبوه، ولحقهم المسلمون فأخذوهم ووخزوهم بالرماح، فكانت الهزيمة بفحل والقتل بالرداغ، وتفرق الباقون في مدن الشام، ولحق بعضهم بهرقل، وتحصن أهل فحل فحصرهم المسلمون حتى سألوا الأمان على أداء الجزية

ثم انحازت فلول الروم وتجمعوا فى ثلاث نقاط مثلت بؤراً ملتهبة لمحاولة إحياء التحالف الرومانى العربى المسيحي لمواجه الغزو العرباني ، وهذه البؤر كانت فى أجنادين و غزة و بيسان ، فتوجه عمرو بن العاص إلى أجنادين ، وتوجه شرحبيل بن حسنة إلى بيسان .

+ شرحبيل يغزو الأردن (بيسان وطبرية): (12)
فقتلوا خلقا كثيرا
ثم غزا شرحبيل بن حسنة بقية الأردن عنوة وقهرا ، ما خلا طبرية فإن أهلها صالحوا أبا الأعور القائد المسلم، على أن يبلغ صلحهم إلى شرحبيل ، فصالحوه خوفا- بعد حصار أيام -على أنصاف منازلهم وكنائسهم (على أن يشاطروا المسلمين المنازل في المدائن، وما أحاط بها مما يصلها، فيدعون لهم نصفاً، ويجتمعون في النصف الآخر) ... ثم إنهم نقضوا صلحهم في خلافة عمر واجتمع إليهم قوم من الروم وغيرهم، فأمر أبو عبيدة عمر بن العاص بغزوهم، فسارع إليهم في أربعة آلاف فسقطوا مرة أخرى .
ثم استكمل الأردن ... فغزا شرحبيل بيسان ، وقاتل المسلمون أهلها، فقتلوا منهم خلقاً كثيراً، و سوسيه و فيق وجرش وبيت رأس وقدس والجولان وغلب على سواد الأردن وجميع أرضها. وأيضا عكا وصور وصفورية.

+ عمرو بن العاص يغزو فلسطين وسواحل الأردن: (13)
ثم استكمل عمرو بن العاص مسيرته إلى سواحل الأردن ، ولما كثر بها الروم وجاءهم المدد من ناحية هرقل وهو بالقسطنطينية. فكتب عمرو الى أبي عبيدة يستمده. فوجه أبو عبيدة يزيد بن أبي سفيان. فسار يزيد وعلى مقدمته معاوية أخوه ، فسقطت بقية سواحل الأردن

+ استكمال غزو فلسطين: (14)
ثم أكمل عمرو غزو بقية فلسطين بعد غزة فأتبعها بعد ذلك بمدينة سبسطية ونابلس ، ثم يبنى وعمواس وبيت جبرين، واتخذ بها ضيعةًً تدعى عجلان باسم مولى (عبد) له، ثم يافا، ورفح على مثل ذلك وبهذا كان يعد الطريق لتحقيق حلمه الكبير بغزو مصر

************************
يسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ (البقرة 217)

+ موقعة مرج الصفر أو مرج الروم (محرم سنة 14 هـ) (15)
فأنتنت من قتلاهم الأرض
ثم اجتمعت الروم جمعاً عظيماً بقيادة شنس و توذرا البطريق ، وأمدهم هرقل بمددٍ. فلقيهم المسلمون بمرج الصفر وهم متوجهون إلى دمشق . فاقتتلوا قتالاً شديداً حتى جرت الدماء في الماء وطحنت بها الطاحونة ، فقتلوا من بين أيديهم بجيش يزيد بن أبي سفيان ومن خلفهم جيش خالد (فقد لحق بهم خالد وهم يقتتلون فأخذهم من خلفهم) ؛ فلم يفلت منهم إلا الشريد ، وجرح من المسلمين زهاء أربعة آلاف. وهزم الرومان ، وامتلأ المرج من قتلاهم، فأنتنت منهم الأرض، وهرب من هرب منهم، فلم يفلتهم، وركبوا أكساءهم إلى حمص . حتى أتوا دمشق وبيت المقدس ... وقتل يومئذ خالد ابن سعيد بن العاص بن أمية..

+ غزو دمشق: (رجب سنة 14 هـ) (16)
لما فرغ المسلمون من قتال من اجتمع لهم بالمرج أقاموا خمس عشرة ليلة ، وقد كان عمر قد عزل خالد بن الوليد (17) واستعمل أبا عبيدة على جميع الناس ، ثم رجعوا إلى مدينة دمشق لأربع عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة أربع عشرة وعليها نسطاس بن نسطورس ، فحاصروا أهل دمشق ما يقرب من ستة أشهر ، والمسلمون يقومون بالزحوف والترامي والمجانيق ؛ وأهل دمشق معتصمون بالمدينة يرجون النجاة ، وأخذ المسلمون ما حولها من الغوطة وكنائسها عنوة.
وتحصن أهل المدينة وأغلقوا بابها. فنزل خالد بن الوليد على الباب الشرقي في زهاء خمسة آلاف ضمهم إليه أبو عبيده . وسمى الدير الذي نزل عنده خالد دير خالد. ونزل عمرو ابن العاص على باب توما. ونزل شرحبيل على باب الفراديس. ونزل أبو عبيده على باب الجابية. ونزل يزيد بن أبي سفيان على الباب الصغير إلى الباب الذي يعرف بكيسان. وجعل أبو الدر داء عويمر بن عامر الخز رجي على مسلحةٍ ببرزة.

وبينما يشير البلاذري في فتوح البلدان إلى سقوط دمشق بخيانة أحد الأساقفة ، يشير الطبري في تاريخ الملوك إلى سقوطها حيلة من خالد والمسيحيون يحتفلون بأحد أعيادهم ، فلما وصل خالد وأصحابه إلى السور ألقوا الحبال فعلق بالشرف منها حبلان، فصعد فيهما القعقاع ومذعور وأثبتا الحبال بالشرف، فصعد المسلمون ثم انحدر خالد وأصحابه وأمرهم بالتكبير، فكبروا، فأتاهم المسلمون إلى الباب وإلى الحبال، وانتهى خالد إلى من يليه فقتلهم وقصد الباب فقتل البوابين، وثار أهل المدينة لا يدرون ما الحال، وتشاغل أهل كل ناحية بما يليهم، واقتحم خالد الباب وقتل كل من عنده من الروم.
ولكن يظل من المؤكد أن دمشق لما سقطت لحق بشرٌ كثير من أهلها بهرقل وهو بإنطاكية، فكثرت منازلها الخاوية ونزلها المسلمون.

+ غزو بقية الساحل: (18)
ثم أن يزيد أتى بعد فتح مدينة دمشق صيدا وعرقة وجبيل وبيروت وهي سواحل، وعلى مقدمته أخوه معاوية، ففتحها فتحاً يسيراً وجلا كثيراً من أهلها، وتولى معاوية غزو عرقة بنفسه في ولاية يزيد على الجيش. ثم إن الروم غلبوا على بعض هذه السواحل في آخر خلافة عمر بن الخطاب أو أول خلافة عثمان بن عفان، فقصد لهم معاوية حتى فتحها، ثم رمها وشحنها بالمقاتلة وأعطاهم القطائع ، وكذا سقطت بعتبك على شروط الجزية .

+ غزو حمص وبعلبك وحماة (15 هـ) : (19)
أبو عبيدة: ...فيكونوا عبيدا لنا
ان أبا عبيدة بن الجراح لما فرغ من دمشق قدم أمامه خالد بن الوليد وملحان بن زيار الطائي ثم اتبعهما. فلما بلغوا بعلبك قاتلهم أهلها ثم لجأوا إلى المدينة وطلبوا الأمان خوفا ، وخضعوا على الجزية.
ثم أتى حمص فسقطت واقيم عليهم الجزية .
ويؤكد الواقدي أن أبا عبيدة قال إلى المسلمين:" قد رأيت من الرأي أن أؤمن هؤلاء من القتل وأرد عليهم أموالهم وعيالهم فيكونوا عبيداً لنا ويعمروا الأرض والبلاد ونأخذ خراجهم وجزيتهم: فوافقوه .
فهل كانت هذه هي فلسفة التسامح الإسلامية؟؟ ...
استعباد الناس ليخدموا أسيادهم الجدد من أتباع محمد !!!
ثم خلف بحمص عبادة بن الصامت الانصاري ومضى نحو حماة فتلقاه اهلها مذعنين فخضعوا على الجزية في رؤسهم والخراج في أرضهم. فمضى إلى شيزر فرضوا بمثل ما رضي أهل حماه. وبلغت خيله الزراعة والقسطل ومر أبو عبيدة بمعرة حمص وهي تنسب إلى النعمان بن بشير فخرجوا مستسلمين بين يديه. ثم أتى مدينة فامية ففعل أهلها مثل ذلك واذعنوا بالجزية.
ثم تلقى أبو عبيدة رسالة من عمر بن الخطاب يأمره فيها برد جيشيه اللذين كان قد أرسلهما إلى حلب، وإلى المنطقة الشرقية، وأن يقيم في حمص حتى يمر العام ، وكان ذلك في ربيع الأول عام 15 هـ، بسبب استحار القتال مع الفرس في العراق في ذلك الوقت .

+ غزو قنسرين 15 هـ (20): مقتلة عظيمة لم يبق منها أحد و أخرب المدينة
أبو عبيدة: ... ونقتل الرجال و ننهب الأموال
ثم أن أبا عبيده بن الجراح بعد فراغه حمص أتى قنسرين ، وكان يقول :": يا معاشر الناس قد رأيت أن نسير من وقتنا هذا ونغير على قنسرين والعواصم ونقتل الرجال وننهب الأموال" ، فرد عليه المسلمون: نعم ما رأيت يا أمين الأمة.
وأي عقيدة هذه التي تحرك الرجال بدافع قتل الرجال ونهب الأموال ؟ !!!!
حتى أشرفوا على قنسرين والعواصم. فقال ابو عبيدة لأصحاب محمد: شنوا الغارات، فشنوا الغارات عليهم وسبوا الذراري وقتلوا الرجال ، فأتي قنسرين وعلى مقدمته خالد بن الوليد، فلما نزل بالحاضر زحف إليهم الروم، وعليهم ميناس، وهو رأس الروم وأعظمهم فيهم بعد هرقل، فالتقوا بالحاضر، فقتل ميناس ومن معه مقتله لم يقتلوا مثلها، فأما الروم فماتوا على دمٍ واحد حتى لم يبق منهم أحد، ثم قاتله أهل مدينة قنسرين أنفسهم ، فلما نظر أهل قنسرين إلى ذلك غلقوا مدينتهم وأذعنوا بالصلح وأداء الجزية وعادوا فلجأوا إلى حصنهم وطلبوا الصلح من خالد فصالحوه على صلح حمص، فأبى خالد إلا على إخراب المدينة ، و لما دخلها أصاب فيها بقراً وغنماً. فقسم فينا طائفة منها وجعل بقيتها في المغنم

************************
محمد: "الحرب خدعة" (21)

+ غزو اللاذقية 15 هـ (22)
ثم أتى أبو عبيده اللاذقية فقاتله أهلها. فكان بها باب عظيم لا يفتحه إلا جماعة من الناس. فلما رأى صعوبة مرامها عسكر على بعدٍ من المدينة. ثم أمر أن تحفر حفائر كالأسراب يستتر الرجل وفرسه في الواحدة منها. فاجتهد المسلمون في حفرها حتى فرغوا منها. ثم أظهر المسلمون العودة إلى حمص، فلما جن عليهم الليل عادوا إلى معسكرهم وحفائرهم، وأهل اللاذقية مخدوعين يرون أنهم قد انصرفوا عنهم. فلما أصبحوا فتحوا بابهم وأخرجوا سرحهم. فلم يرعهم إلا و المسلمين فوقهم مكبرين فسقطت المدينة عنوةًً ودخل عبادة الحصن، ثم علا حائطه فكبر عليه. وهرب قوم من مسيحيي اللاذقية إلى اليسيد، ثم طلبوا الأمان على ان يتراجعوا إلى أرضهم. فقوطعوا على خراج ثابت يؤدونه قلوا أو كثروا .

+ غزو حلب وأنطاكية ونواحيها : (23)
ثم رحل أبو عبيده إلى حلب وعلى مقدمته عياض بن غنم الفهري ، فوجد أهلها قد تحصنوا فنزل عليها. فلم يلبثوا أن طلبوا الأمان خوفا على أنفسهم وأموالهم وسور مدينتهم وكنائسهم ومنازلهم والحصن الذي بها. فسقطت هذه أيضا.
وسار أبو عبيده من حلب إلى إنطاكية وقد تحصن بها خلق من أهل جند قنسرين. فلما صار بمهروبة، وهي على قريب فرسخين من مدينة إنطاكية، لقيه جمع من أهل البلاد والروم . ففضهم وألجأهم إلى المدينة، وحاصر أهلها من جميع أبوابها. وكان معظم الجيش على باب فارس والباب الذي يدعى باب البحر. ثم إنهم صالحوه على الجزية والجلاء. فجلا بعضهم وأقام بعضهم. فأمنهم ووضع على كل حالم منهم ديناراً وجريباً. ثم تقضوا العهد فوجه إليهم أبو عبيده عياض بن مسلمة فغزاها مرة أخرى . ويقال: بل تقضوا بعد رجوعه إلى فلسطين، فوجه عمرو بن العاص من إيلياء فغزاها.

وبلغ أبا عبيده أن جمعاً للروم اجتمع بين معرة مصرين وحلب، فلقيهم وقتل عدة بطارقة، وفض ذلك الجيش وسبى وغنم . فأسقط معرة مصرين على مثل صلح حلب. وجالت خيوله فبلغت بوقا، وفتحت قرى الجومة وسرمين ومر تحوان وتيزين. وصالحوا أهل دير طيايا ودير الفسيلة على أن يضيفوا من مر بهم من المسلمين.

ثم سقطت حلب الساجور ومنبج، ودلوك ورعبان، وجعل منهم جواسيس وعيون على الروم على شرط الأمان.

ثم سقطت عراجين وبالس وقاصرين. و أجلى المسلمون أهل بالس وقاصرين ومن بقى دفع الجزية ، فجلا أكثرهم إلى بلاد الروم وأرض الجزيرة وقرية جسر منبج ... وبلغ أبو عبيده الفرات ثم رجع إلى فلسطين. وسقطت مدينة جرجرومة وأهلها ، واشترط عليهم أن يكونوا جواسيسا للمسلمين.
ثم سقطت ببلة على فرسخين من جبلة عنوةً. ثم إنها خربت وجلا عنها أهلها. ثم بعدها جبلة .
ثم سقطت أنطرطوس، وكان حصناً، ثم جلا عنه أهله.

************************
مئات الآلاف من القتلى على وحي القرآن وسورة الأنفال

+ موقعة اليرموك: (رجب سنة 15 هـ) (24) وقتال من وحي القرآن ..في سورة الأنفال:
ما يقرب من 200-250 ألف قتيل ... و 40 ألف أسير

جمع هرقل جموعاً كثيرة من الروم وأهل الشام وأهل الجزيرة وأرمينية ، وولى عليهم تذارق أخو هرقل ، وبعث على مقدمته جبلة بن الأيهم الغساني في مستعربة الشام من لخم وجذام وغيرهم، وعزم على محاربة المسلمين، فإن ظهروا وإلا دخل بلاد الروم فأقام بالقسطنطينية. واجتمع المسلمين فزحفوا إليهم، فاقتتلوا على اليرموك أشد قتال وأبرحه. واليرموك نهر. وكان المسلمون يومئذ ستة وثلاثين ألفاً ثم زادوا إلى ستة وأربعين ألفاً، تحت أمرة خالد و الروم تحت أمرة باهان . وقبل القتال قرأت سورة الأنفال ( الجهاد) ؛ كما على سنة محمد.

+ خالد" :إنا قوم نشرب الدماء"
وذكر الوليد بن مسلم‏:‏ ان ماهان قائد الفرس طلب خالداً ليبرز اليه فيما بين الصفين فيجتمعا في مصلحة لهم‏.‏
فقال ماهان‏:‏ انا قد علمنا ان ما اخرجكم من بلادكم الجهد والجوع، فهلموا الى ان اعطي كل رجل منكم عشرة دنانير وكسوة وطعام وترجعون الى بلادكم، فاذا كان من العام المقبل بعثنا لكم بمثلها‏.‏
فقال خالد‏:‏ انه لم يخرجنا من بلادنا ما ذكرت، غير إنا قوم نشرب الدماء ، وانه بلغنا ان لا دم اطيب من دم الروم فجئنا لذلك‏.‏ (25)

وتسلسلت الروم وأتباعها يومئذ لئلا يطمعوا أنفسهم في الهرب، ولما استعرت المعركة قتل منهم زهاء 105 ألفاًً، ولما رأى المسلمون خيل الروم توجهت للهرب، أفرحوا لها، ولم يحرجوها ؛ فذهبت فتفرقت في البلاد، وأقبل خالد والمسلمون على الرجل ففضوهم ؛ فكأنما هدم بهم حائط ؛ فاقتحموا في خندقهم، فاقتحمه عليهم فعمدوا إلى الواقوصة، حتى هوى فيها المقترنون وغيرهم، فمن صبر من المقترنين للقتال هوى به من خشعت نفسه فيهوى الواحد بالعشرة لا يطيقونه ؛ كلما هوى اثنان كانت البقية أضعف ، فتهافت في الواقوصة عشرون ومائة ألف ؛ ثمانون ألف مقترن وأربعون ألف مطلق ؛ سوى من قتل في المعركة من الخيل والرجل، وأسروا منهم أربعين ألفاً ، وعقد أبو عبيده لحبيب بن مسلمة الفهري على خيل لمطاردة الفلول الهاربة ، فجعل يقتل من أدرك. فقتل المسلمون من الروم في المعركة بعدما أدبروا نحو خمسين ألفا في الطلب .

+ حصار وغزو قيسارية (بين أعوام 15- 18 هجرية) (26)
ما يقرب مائة ألف قتيل بعد حصار عدة سنين

ثم أمر عمر بن الخطاب يزيد بن أبي سفيان أن يغزو قيسارية ، وقد كانت حوصرت قبل ذلك، فنهض إليها في سبعة عشرة ألفاً، فقاتله أهلها ثم حصرهم ومرض في آخر سنة 18 هـ ، فمضى إلى دمشق واستخلف على قيسارية أخاه معاوية بن أبي سفيان . وسار معاوية في جنده حتى نزل على أهل قيسارية وعليهم القائد أبنى، وتؤكد بعض المصادر الإسلامية أن المدينة حوصرت نحواً من عدة سنين حتى يئس معاوية من فتحها ، وكان سبب فتحها أن يهودياً يقال له يوسف أتى المسلمين ليلاً فدلهم على طريق في سرب فيه الماء إلى حقو الرجل على أن أمنوه وأهله، وأنفذ معاوية ذلك. ودخلها المسلمون في الليل وكبروا فيها ، ولم يصمت أهلها ، بل خرجوا من صياصيهم، فاقتتلوا في حفيظة واستماتة، فبغلت قتلاهم في المعركة ثمانين ألفاً، كملها في هزيمتهم مائة ألف، ، وبلغ سبى قيسارية أربعة آلاف رأس .

+ موقعة أجنادين الثانية 15 هـ: (27)
وكثرت القتلى كمثل اليرموك ...
ولما توجه علقمة إلى غزة وتوجه معاوية إلى قيسارية، صمد عمرو بن العاص إلى الأرطبون، ومر بإزائه، وخرج معه شرحبيل بن حسنة على مقدمته، واستخلف على عمل الأردن أبا الأعور، وولى عمرو بن العاص مجنبتيه عبد الله بن عمرو وجناده بن تميم المالكي ؛ مالك بن كنانة، فخرج حتى ينزل على الروم بأجنادين، والروم في حصونهم وخنادقهم وعليهم الأرطبون. وانضم علقمة ومسروق ومحمد بن عمرو وأبو أيوب إلى عمرو بأجنادين، والتقوا ولم يجد من ذلك بداً فالتقوا بأجنادين، فاقتتلوا قتالاً شديداً كقتال اليرموك ؛ حتى كثرت القتلى بينهم.

+ غزو القدس (أو إيلياء) : (ربيع الآخر سنة 16 هـ) (28)
لا نرجع عن دين العز

وأخيرا جاء الدور على المدينة المقدسة أورشليم ، فلما حاصرها المسلمون دعوا أهلها إلى الإسلام أو الجزية أو السيف ، فرد عليهم أهلها وقالوا: لا نرجع عن دين العز ، وأن قتلنا أهون علينا من ذلك .

ودار هذا الحوار بين البطرك وابي عبيدة
قال البطرك: فما الذي تريدون منا.
قال أبو عبيدة: خصلة من ثلاث: أولها أن تقولوا لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، فإن أجبتم إلى هذه الكلمة كان لكم ما لنا وعليكم ما علينا.
قال البطرك: إنها كلمة عظيمة ونحن قائلوها إلا أن نبيكم محمداً ما نقول إنه رسول.
قال أبو عبيدة: كذبت يا عدو الله إنك لم توحد قط وقد أخبرنا الله في كتابه أنكم تقولون المسيح ابن الله: لا إله إلا الله سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
قال البطرك: هذه خصلة لا نجيبكم إليها فما الخصلة الثانية.
فقال أبو عبيدة: تصالحوننا عن بلدكم أو تؤدون الجزية إلينا عن يد وأنتم صاغرون كما أداها غيركم من أهل الشام.
قال البطرك: هذه الخصلة أعظم علينا من الأولى وما كنا بالذي يدخل تحت الذل والصغار أبداً.
فقال أبو عبيدة: ما نزال نقاتلكم حتى يظفرنا الله بكم، ونستعبد أولادكم ونساءكم ونقتل منكم من خالف كلمة التوحيد وعكف على كلمة الكفر.
فقال البطرك: فإنا لا نسلم مدينتنا أو نهلك عن آخرنا (29)

وسقطت القدس أو إيلياء بعد حصار على يد أبو عبيدة بعد أن طلب أهلها من أبي عبيده الأمان والصلح على شرط الجزية ، على أن يكون المتولي للعقد لهم عمر بن الخطاب نفسه . فكتب أبو عبيده إلى عمر بذلك. فقدم عمر فنزل الجابية من دمشق، ثم صار إلى إيلياء فأنفذ صلح أهلها وكتب لهم به. فتم الصلح سنة 17 هـ

+ محاولة استرداد حمص 17 هـ (30)
ثم أن الرّوم خرجوا، وقد تكاتبوا هم وأهل الجزيرة يريدون أبا عبيدة والمسلمين بحمص، فضّم أبو عبيدة إليه جيوشه ، وعسكروا بفناء مدينة حمص، وأقبل خالد من قنسرين حتى انضّم إليهم فيمن انضم من أمراء ، فاستشارهم أبو عبيدة في المناجزة أو التحصّن إلى مجئ الغياث ، فكان خالد يأمره أن يناجزهم، وكان سائرهم يأمرونه بأن يتحصّن ويكتب إلى عمر، فأطاعهم وعصى خالدا ، فلمّا وقع الخبر لعمر بعث لهم القعقاع بن عمرو مددا ، ولما أتى العون فشل الهجوم الروماني واستمرت المدينة تحت حكم العربان

+ غزو الجزيرة وأرمينية (شعبان سنة 18 هـ) ـ (31)
فأغاروا على الفلاحين وأتوا بالأسرى والأطعمة
ثم خرج عياض بن غنم إلى الجزيرة في خمسة آلاف وعلى ميمنته سعيد بن عامر بن حذيم الجمحي، وعلى ميسرته صفوان بن المعطل، وعلى مقدمته هبيرة بن مسروق،
فانتهت طليعة عياض إلى الرقة فأغاروا على الفلاحين وحصروا المدينة، وبث عياض السرايا فأتوه بالأسرى والأطعمة، ،
ثم أسقط الرّهاء على الجزية، و حرّان على الجزية.
ثمّ بعث أبا موسى الأشعرىّ إلى نصيبين فغزاها سنة 19 هـ
ووجّه عمر بن سعد إلى رأس العين في خيل ردءا للمسلمين،
وسار بنفسه في بقيّة الناس إلى دارا، فنزل عليها حتى افتتحها،
ثمّ وجه عثمان بن أبى العاص إلى أرمينية الرابعة ، فسقطت على الجزية، على كلّ أهل بيت دينار.

+ الا ينصّروا وليدا
واستعمل حبيب بن مسلمة على عجم الجزيرة وحربها، والوليد بن عقبة على عرب الجزيرة، فأقاما بالجزيرة على أعمالهما .. وأبى الوليد بن عقبة أن يقبل من بنى تغلب من سكان الجزيرة إلاّ الإسلام؛ ولما أبوا كتب فيهم إلى عمر، فأجابه عمر: إنما ذلك لجزيرة العرب لا يقبل منهم فيها إلاّ الإسلام، فدعهم على ألاّ ينصّروا وليدا، وأقبل منهم إذا أسلموا. فقبل منهم على ألاّ ينصّروا وليدا.

أليست هذه هي حرية العقيدة ؟!!!
أن يمنعوا الأهل من نقل إيمانهم إلى أبنائهم ...؟
وهكذا كان انتشار الدين المحمدي ... إما بالقتل أو القهر أو الإجبار

تم استولى المسلمون على سميساط و سروج ورأس كيفاء والأرض البيضاء ، وقريات على الفرات (جسر منبج) وما يليها، ثم تل موزن سنة 19 هـ ، وساروا إلى آمد فحاصروها ثم سقطت ، و ميافارقين على مثل ذلك، وحصن كفرتوثا، ثم طور عبدين وحصن ماردين.

+ بقية فلسطين وعسقلان (23 هـ): (32)
وكتب عمر بن الخطاب إلى معاوية يأمره بتتبع ما بقي من فلسطين. فسقطت عسقلان صلحاً بعد كيد. ويقال: إن عمرو بن العاص كان قد غزاها ثم نقض أهلها وأمدهم الروم، فغزاها معاوية للمرة الثانية وأسكنها الروابط ووكل بها الحفظة.

ومن الشام انطلقت أسراب الجراد الإسلامي لتقضي على حضارات مصر وشمال أفريقيا ، وتستعمر الأندلس لثمانية قرون
فكانت غزوات الشام مليئة بمزيد من الدماء والقتلى الذي يقترب عددهم تقديرا لا حصرا من المليون قتيل مثل العراق ، بخلاف الجرحى والأسرى ، ومن قتل من المسلمين أنفسهم !
وتظل المصادر الإسلامية صامتة عن مئات الألاف من القتلى والسبايا وأعدادهم ...
وهذا في نفس الفترة الزمنية التي امتلأت فيها أرض العراق بدماء العراقيين فيما يقترب من 5 أعوام هجرية

غزوات مليئة بقتل الرجال ونهب الأموال كما دعا ابو عبيدة
غزوات مليئة بشرب الدماء والوحشية كما أكد خالد بن الوليد
غزوات أجلوا فيها الأبرياء عن مدنهم
غزوات استحلوا فيها نساء الفلاحين وأهل الشام
غزوات شاركوا فيها الآمنين منازلهم وأموالهم وممتلكاتهم
غزوات فرضوا فيها على اهل البلاد دينهم ، ومنعوا قبائل من تنصير أولادهم

ومازال شيوخ الظلام من المدافعين عن الإسلام ينكرون انتشاره بالسيف تقية وكذبا ، يستنكرون غزو العراق الحديث وأفغانستان ، ويستحلون غزواتهم ويسمونها فتوحا كغزو أسبانيا والبرتغال والقسطنطينية ، يستنكرون الحروب الصليبية ، ويستحلون الجهاد .
وعلى الرغم من اعتذار الكاثوليك عما أرتكبوه من حروب وأخطاء ، لم نسمع من يعتذر عن الفظائع التي أرتكبت باسم الدين الحنيف ، وملايين القتلى . فكيف يعتذرون عن أصول الدين ، وعن شريعتهم المحمدية .
لو كانت فظائع ملوك من أجل الدولة والسياسة والطغيان لكان مبررا بتوحش التاريخ ، وقسوة الإنسان ، ودناءة السياسة ، ولكن أن يكون التوحش مبنيا على أركان الدين ، وأن يشرع الدين السرقة والقتل والاغتصاب والسبايا فقها وقانونا ربانيا ، فلا حاجة لنا بهذا الإله أو هذه العقيدة ، التي لا تقوم إلا على أنقاض البشر .

ألم يكن اليهودي المؤرخ يوسفيوس أكثر شرفا من محمد عندما قال :
"من الواجب أن يعبد الإنسان الإله عن قناعة خاصة ، وليس بفرض أو قوة" (33)

بالتأكيد هناك عقائد وآلهة تحمل كل إنسان شريف حر على الإلحاد والتمرد ، فالإله الذي يفرض عقيدته على ضمير الإنسان بقوة السيف واستعباد الأحرار لا يستحق إلا أن يطرح في مذبلة التاريخ ، وأن تسحقه أقدام الحضارة والإنسانية والحرية ، لا يستحق إلا الثورة عليه كما ثار برومثيوس على زيوس كبير آلهة اليونان.

ولن يتحرر الشرق الأوسط إلا عندما يكسر نير الدكتاتور الأعظم "إله الذباب" ورسوله ، حتى و إن خسر الحياة نفسها ، فلينحدر إلى القبر ملحدا شريفا كافرا بإله الذباب وشريعة إله الذباب ، ونبي إله الذباب
ولا يصح أن يخسر الإنسان عقله وروحه وضميره أمام طغيان آلهة الذباب حتى وإن كان الذباب يحمل سيوفا .
"لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه." (34)

------------------------
الهوامش و المراجع:
* راجع المقالتين السابقيتن عن الإرهاب الإسلامي في التاريخ
حروب الردة: http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=78464
غزو العراق: http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=78926

1) موقع محايد يرصد تقرير مفصل باليوم والحدث عن ضحايا الحرب في العراق طبقا لأكثر من 38 هيئة إخبارية عربية وأجنبية http://www.iraqbodycount.org/database/bodycount_all.php?ts=1162094234

2)
Death is better, a milder fate than tyranny. Aeschylus, Agamemnon Greek tragic dramatist (525 BC - 456 BC)
3)
Those who can make you believe absurdities can make you commit atrocities.
Voltaire French author, humanist, rationalist, & satirist (1694 – 1778)
4) فتوح البلدان - البلاذري -ص 44
5) فتوح البلدان- ص 47
6) فتوح البلدان-البلاذري -ص44 / تاريخ الرسل والملوك -الطبري -ص 710
7) فتوح البلدان ص 45 / تاريخ الطبري ص 711-714/ فتوح الشام- الواقدي- ص 14-23
8) صحيح البخاري-الجزية-3167 - طرفاه 6944 ، 7348 تحفة 14310
9) فتوح البلدان ص 45 -46/ تاريخ الطبري ص 715
10) فتوح البلدان ص 46 / تاريخ الطبري ص 715 / الكامل ص394-395 / فتوح الشام الواقدي ص 46-47
11) فتوح البلدان ص 46/ تاريخ الطبري ص 722 ، 726 / الكامل ص 398-399 / المنتظم في التاريخ –ابن الجوزي- ص 464
12) فتوح البلدان ص 46-47 / تاريخ الطبري ص 726 / الكامل ص 400 / المنتظم ص 465
13) فتوح البلدان ص 47
14) فتوح البلدان ص 55 / تاريخ الطبري ص805
15) فتوح البلدان ص 47-48 /تاريخ الطبري ص 802-803 / الكامل ص 423 /المنتظم ص 484
16) فتوح البلدان ص49/ تاريخ الطبري ص 724-725 / الكامل ص 394-395/ المنتظم ص 464-465
17) عزل خالد وعمر يعايره:
كان عمر كلما مر بخالد قال: يا خالد، أخرج مال الله من تحت استك، فيقول: والله ما عندي من مال ؛ فلما أكثر عليه عمر قال له خالد : يا أمير المؤمنين، ما قيمة ما أصيب في سلطانهكم! أربعين ألف درهم! فقال عمر: قد أخذت ذلك منك بأربعين ألف درهم، قال: هو لك ، قال: قد أخذته. ولم يكن لخالد مال إلا عدة ورقيق، فحسب ذلك ، فبلغت قيمته ثمانين ألف درهم فناصفه عمر ذلك، فأعطاه أربعين ألف درهم، وأخذ المال. فقيل له : يا أمير المؤمنين، لو رددت على خالد ماله ! فقال: إنما أنا تاجر للمسلمين ، والله لا أرده عليه أبداً فكان عمر يرى أنه قد اشتفى من خالد حين صنع به ذلك. (تاريخ الطبري ص 723 ، 842)
18) فتوح البلدان- ص 51-52 /الكامل في التاريخ ص 400
19) فتوح البلدان 52-53 / تاريخ الطبري ص 803-804 / الكامل ص 423-424 /المنتظم ص 484 / فتوح الشام الواقدي ص 83
20) فتوح البلدان ص 58 / تاريخ الطبري ص 804 / الكامل ص 424-425 /المنتظم ص 484 /فتوح الشام ص 83- 94
21) البخاري-الجهاد- 3029 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَصْرَمَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ سَمَّى النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - الْحَرْبَ خُدْعَةً . طرفه 3028 - تحفة 14676
22) فتوح البلدان 53-54 /الكامل ص 424
23) فتوح البلدان ص 59-60 /الكامل ص 425-426 /تاريخ ابن خلدون ص 650
24) فتوح البلدان 54-55 /تاريخ الطبري ص 704- / الكامل ص 392- 394 /المنتظم- ابن الجوزي- ص453- 458
25) البداية والنهاية - لابن كثير – ص 2658
26) فتوح البلدان ص 56-57 / تاريخ الطبري ص805
27) تاريخ الطبري ص 805-806 /الكامل ص 426-427
28) فتوح البلدان ص 56 / تاريخ الطبري ص 807-810 /الكامل ص 427-428 / فتوح الشام ص 178-187
29) فتوح الشام ص 183
30) تاريخ الطبري ص 835
31) تاريخ الطبري ص 836 -837 / الكامل ص 439-440
32) فتوح البلدان ص 57 /تاريخ الطبري ص 927
33)
Everyone ought to worship God according to his own inclinations, and not to be constrained by force. Flavius Josephus
34) مرقس 8: 36