وكما رأينا صرخات الضحايا وآلام المعذبين بدءا من الجزيرة العربية في حروب الردة ، مرورا بالعراق والشام ، ثم مصر الحبيبة ... كان واجب الحقيقية يلزمنا أن نستكمل المسيرة لتكتمل الصورة القاتمة التي خلقها نبي العرب . فالدين الذي اخترعه وضع على رأسه إلها جزّاراُ .
فمحمد نجح وبجدارة في أن يرسخ دينا همجيا يزيل قشرة الحضارة والأخلاق الإنسانية عن العربان ، ويخرج وحوشا لا تسعى إلا إلى هتك الأعراض وقطع الرقاب ، خلقت في كل ما لمسته مستنقعا لا تعيش فيه إلا السحالي ، فهاجرت الطيور ، ، ومن بقى منهم لم يعد يغني أغاني الحرية .
الحضارة الإنسانية هي قشرة رقيقة من الطلاء لا يفصلها الكثير عن أعماق مرعبة (1) ... ، وقد نجح أتباع محمد في إيقاظ الفطرة الحيوانية من جديد فتلاشت الإنسانية وخرج وحش يحرق الأخضر واليابس .
ولنبدأ من حيث أنتهينا (2)
**********************
من مصر إلى إفريقيا ... وملايين السبايا
أن يبيعوا أولادهم ... حلال حلال
كان عمرو بن العاص أول من اتجه غربا إلى إفريقيا في شتاء 642 ـ643 (22هـ) إلى بنتابوليس ، حيث
سار عمرو حتى بلغ (برقة) ، ولما سقطت فرض عليها الجزية 13 ألف دينار كل عام، وجاء في شروط الصلح شرطان عجيبان : أولا أُبيح لأهل برقة أن يبيعوا أبناءهم ليأتوا بالجزية المفروضة. وثانيا كان عليهم أن يحملوا الجزية إلى مصر، حتى لا يدخل جباة الجزية إلى بلادهم .
ثم سار عمرو إلى (طرابلس) وكانت أمنع حصوناً وأعز جيشاً، فصبرت على الحصار بضعة أسابيع، ولكن لما لم يأتها أى إمداد من جهة البحر، وكاد جيشها يهلك من شدّة الجوع، وجهد القتال، وقعت المدينة في أيدي العرب، فأسرع الجنود الرومان إلى سفنهم، وهربوا منها عن طريق البحر. وسار عمرو بعد ذلك مسرعا إلى (سبرة)، وهجم على المدينة بغتة، وهاجمها في أول ساعات الصباح، وأخذ الناس على غرة، وأخذ المدينة عنوة، وأعمل فيها النهب. ثم عاد بجيشه، ومعه عدد عظيم من الأسرى ومقدار كبير من الغنائم، إلى مصر، وعاد عمرو إلى حصن بابليون. (3)
* وفي سنة 25 هـ (645 م ) وبعد أن أخمد عمرو ثورة الأسكندرية سير عبد الله بن سعد بن أبي سرح كقائد إلى أطراف إفريقيا غازياً بأمر وموافقة عثمان الخليفة (4) .
* وفي سنة 27 هـ (647م) عزل عثمان عمرو بن العاص عن خراج مصر، واستعمل عليه عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وكان أخا عثمان من الرضاعة . وبعد تصريح الخليفة ، خرج عبد الله مع جيشه حتى قطعوا أرض مصر ووطئوا غربا أرض إفريقيا، وكانوا في جيش كثير عدته 10 آلاف من المسلمين، فصالحهم أهلها على مال يؤدونه ولم يقدموا على دخول إفريقيا والتوغل فيها لكثرة أهلها. (5)
* فنهبوا من عندها من الروم
ثم بعدها وبفترة قصيرة تولى عبد الله بن سعد حكم مصر كاملا ، وأرسل إلى عثمان يسأله غزو إفريقيا ، فوافق عثمان وجهز إليه العساكر فيما يقرب من 20 ألف ، فسار بهم عبد الله بن سعد إلى إفريقيا. فلما وصلوا إلى برقة لقيهم عقبة بن نافع فيمن معه من المسلمين، وكانوا بها، وساروا إلى طرابلس الغرب فنهبوا من عندها من الروم. وسار نحو إفريقيا وبث السرايا في كل ناحية، وكان ملكهم (الوالي الروماني) اسمه جرجير، وملكه من طرابلس إلى طنجة . فلما بلغه خبر المسلمين تجهز وجمع جيشه ، والتقى هو والمسلمون بمكان بينه وبين مدينة سبيطلة يوم وليلة، وهذه المدينة كانت ذلك الوقت دار الملك، فأقاموا هناك يقتتلون كل يوم، وراسله عبد الله بن سعد يدعوه إلى الإسلام أو الجزية، فامتنع عن كلاهما. ولما طالت المدة وانقطع خبر المسلمين عن عثمان، أرسل لهم مددا بقيادة عبد الله بن الزبير ، ولما وصل علم جرجير ففت ذلك في عضده. وأما عبد الله بن أبي السرح فقد أختبأ وتوارى لما علم بقول جرجير " من قتل عبد الله بن سعد فله مائة ألف دينار وأزوجه ابنتي" . فلم يطمئنه إلا ابن الزبير . (6)
* سقوط سبيطلة وحصن الأجم: وقتل منهم مقتلة عظيمة وأُخذت ابنة الملك جرجير سبية
ولم تنتهي المعركة إلا بالغدر ، فهجم عبد الله بن الزبير ورجاله على الروم فلم يشعروا بهم حتى غشيهم المسلمون وقُتل جرجير، قتله ابن الزبير، واتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون فغنموا غنائم جمة وأموالا كثيرة، وسبيا عظيما وانهزم الروم وقتل منهم مقتلة عظيمة وأخذت ابنة الملك جرجير سبية. ونزل عبد الله بن سعد المدينة، فرأى فيها من الأموال ما لم يكن في غيرها. ولم تتوقف ماكينة الغزو الإسلامي عند هذا . فبعدما غزا عبد الله مدينة سبيطلة بث جيوشه في البلاد فبلغت قفصة ، فسبوا وغنموا، وسير عسكراً إلى حصن الأجم، فوقع تحت سيطرته على وفرض عليه الجزية ألفي ألف وخمسمائة ألف دينار وعشرين ألف دينار، ونفل عبد الله بن الزبير ابنة الملك مأسورة ، فوقعت لرجل من الأنصار ، وتؤكد بعض المصادر (7) أنها وقعت لابن الزبير قاتل أبيها ، وأيا كان الرجل فقد أركبها بعيراً وارتجز بها يقول:
يا ابنة جرجيرٍ تمشي عقبتك ... إن عليك بالحجاز ربتك ...لتحملن من قباء قربتك
ثم عاد عبد الله بن سعد من إفريقيا إلى مصر، بعد سنة وثلاثة أشهر (8)
ولما استقرت إفريقيا مؤقتا وقُمعت بسيف الإسلام بدأ العربان يمدون أبصارهم إلى البحر المتوسط (بحر الروم)
فغزوا قبرص : وقتلوا خلقا كثيرا وسبوا سبايا كثيرة (28 هـ / 648 م) (9)
وسار المسلمون من الشام إلى قبرص بقيادة معاوية بن أبس سفيان ، وسار إليها عبد الله بن سعد من مصر فاجتمعوا عليها، وسقطت على جزية سبعة آلاف دينار كل سنة
ولما غزا لما المسلمون قبرص فرَّق بين أهلها فجعل بعضهم يبكي إلى بعض من أجل السبي ، فقتلوا خلقا كثيرا وسبوا سبايا كثيرة
قال جبير بن نفير: ولما فتحت قبرص ونهب منها السبي نظرت إلى أبي الدرداء يبكي فقلت: ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله وأذل فيه الكفر وأهله؟ قال: فضرب منكبي بيده وقال: ثكلتك أمك يا جبير ما أهون الخلق على الله إذا تركوا أمره بينما هي أمة ظاهرة قاهرة للناس لهم الملك إذا تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى فسلط عليهم السباء، وإذا سلط السباء على قوم فليس له فيهم حاجة.
وهذا بالفعل الذل الذي أصاب الآمنين على يد العربان
* وكأي استعمار ، لم يصمت الأفارقة وثاروا على حكم العربان سنة 33 هـ (654 م) (10)
فقام بعد جرجير حاكم بربريّ آخر يقود التمرد ، فأرسل له معاوية (بعد استقرار الأمر له في الشام) القائد معاوية بن حديج السكوني. ومضى ابن حديج فوصل إلى إفريقيا وهي نار تضطرم وكان معه عسكر عظيم فنزل عند قمونية ، وأرسل الوالي الروماني إليه ثلاثين ألف مقاتل. فلما سمع بهم معاوية سير إليهم جيشاً من المسلمين، فقاتلوهم، فانهزمت الروم والبربر ، وحاصر حصن جلولاء ، ثم هدم سور الحصن فملكه المسلمون وغنموا ما فيه، وبث السرايا، فسكن الناس وأطاعوا خضوعا وقهرا ، وعاد إلى مصر.
* ذات الصواري : ولم ينج منهم إلا الشريد.
ومرة أخرى بعد سقوط أجزاء من إفريقيا وقتل أهلها وسبيهم ، وكان معاوية وقتها حاكما للشام أيام عثمان ، خرج الروم في خمسمائة مركب أو ستمائة ، فقابلهم في البحر عبد الله بن سعد بن أبي سرح، ودارت معركة ذات الصوراي 34 هـ (654-655 م) ، وفيها اقتتلوا بالسيوف على سواحل ليكيا (Lycia) ، فقتل من الفريقين الكثير ، ثم جرح قسطنطز امبراطور الروم ، فهزم الروم ولم ينج منهم إلا الشريد.
ولم تصمت ألسنة المسلمين عن انتقاد عثمان في اختياره لعبد الله بن أبي السرح ، وكيف استعمله وقد كان محمد قد أباح دمه، ونزل القرآن بكفره . (11)
* ثم قُتل عثمان بن عفان في 35 هـ (656 م) (12) وبدأ النزاع بين معاوية بن أبي سفيان وعلي بن أبي طالب على الخلافة . والذي انتهى بالخلافة لمعاوية في 661 م
* ابن أبي بكر مقتولا في جيفة حمار
ثم ملك عمرو بن العاص مصر سنة 38 هـ (659 م) (13) عنوة للمرة الثانية دون موافقة الخليفة الشرعيّ "عليّ بن أبي طالب" ، بعدما قتل معاوية بن أبي سفيان حاكمها الأصلي "محمد بن أبي بكر الصديق " الذي ولّاه عليّ حيث يحكي إبن الأثير أن معاوية بن حديج قائد جيش عمرو بن العاص ومبعوث معاوية الخليفة لما قبض عليه وحيدا بلا جيش ويكاد يموت عطشا
فقال لهم محمد بن أبي بكر: اسقوني ماء. فقال له معاوية بن حديج: لا سقاني الله إن سقيتك قطرةً ابداً، إنكم منعتم عثمان شرب الماء، والله لأقتلنك حتى يسقيك الله من الحميم والغساق! فقال له محمد: يا ابن اليهودية النساجة ليس ذلك إليك إنما ذلك إلى الله، يسقي أولياءه ويظمىء أعداءه أنت وأمثالك، أما والله ولو كان سيفي بيدي ما بلغتم مني هذا. ثم قال له: أتدري ما أصنع بك؟ أدخلك جوف حمار ثم أحرقه عليك بالنار. فقال محمد: إن فعلت بي ذلك فلطالما فعلتم ذلك بأولياء الله، وإني لأرجو أن يجعلها عليك وعلى أوليائك ومعاوية وعمرو ناراً تلظى كلما خبت زادها الله سعيراً. فغضب منه وقتله ثم ألقاه في جيفة حمار ثم أحرقه بالنار. (14)
فمات ابن أبي بكر في جيفة حمار ...ألعله القدر أو قانون الكارما الذي يصيب الأبناء بما اقترفوه وآباءهم. أم لعلها أخلاق الصحابة والتابعين على سنة رسولهم يقتلون بعضهم بعضا طمعا في ملك بلا دين حقيقي يعصمهم أو أخلاق حقيقية تردعهم.
* فقتل وسبى ... أخلاق محمدية
ولما استقر الأمر لعمرو ، عاوده طموحه في غزو بقية إفريقيا غربا فاستعمل عقبة بن نافع بن عبد قيس (إبن خالته) سنة 41 هـ (661 م) على إفريقيا، فانتهى إلى لواتة ومزاتة، فأخضعهما ثم عاد أهل المدينتين فأرتدوا ، فغزاهم من سنته، فقتل وسبى، ثم استكمل غزواته في سنة 42 هـ (662 م) بغزو غدامس، فقتل وسبى، وانطلق جنوبا في سنة 43 هـ ليغزو كوراً من كور السودان، وغزا ودان ، ثم الكثير من بلاد بربر، وهو الذي اختط القيروان سنة 50 هـ (670 م) . (15)
* ثم ما لبث أن مات عمرو بن العاص سنة 43 هـ (16) كان فيها واليا على مصر في عهد عمر أربع سنين، ولعثمان أربع سنين إلا شهرين، ولمعاوية سنتين إلا شهراً. وتولى بعده معاوية بن حديج السكوني حكم مصر ، وبقى عقبة بن نافع على إفريقيا غرب مصر .
* وفي سنة 50 هـ (670-671 م) عزل معاوية بن أبي سفيان الوالي معاوية بن حديج السكوني عن مصر ، وبعدها بخمس سنين عزل عقبة عن إفريقيا سنة 55 هـ (676 م) وجمعها لمسلمة بن مخلد ، فهو أول من جمع له المغرب الإفريقي مع مصر، فلم يزل عليها حتى مات معاوية بن أبي سفيان. (17)
* وضع السيف في أهل البلاد .. الإغارة والنهب
وأما عقبة فيما بين 50-55 هـ (670-674 م) فكان مقيماً ببرقة وزويلة مذ أسقطهما أيام عمرو بن العاص، وله في تلك البلاد غزوات وصولات . فلما استعمله معاوية سير إليه عشرة آلاف فارس، فدخل إفريقيا ، ووضع السيف في أهل البلاد لأنهم كانوا إذا دخل إليهم أمير أطاعوا وأظهر بعضهم الإسلام، فإذا عاد الأمير عنهم نكثوا وارتد من أسلم ، ثم رأى أن يتخذ مدينة يكون بها عسكر المسلمين وأهلهم وأموالهم ليأمنوا من ثورة تكون من أهل البلاد، فقصد موضع القيروان ليبني حصنا ، وكان في أثناء ذلك يغزو ويرسل السرايا، فتغير وتنهب. (18)
* شهوة الحكم ... وصراع سحالي العربان
ولما أعطى معاوية ولاية مصر ومعها إفريقيا لمسلمة بن مخلد الأنصاري، قدم إفريقيا هذا وأساء عزل عقبة واليها السابق ، واستخف به ، فقد كان الصراع بين القادة المسلمين على السلطة لا أخلاقيا ، ولكن لما استخلف بعد معاوية ابنه يزيد، عاد فاستعمل عقبة بن نافع على البلاد سنة 62 هـ (681-682 م). (19)
* وقتل فيهم قتلاً ذريعاً وغنم منهم غنائم كثيرة
ولما عاد عقبة بن نافع إلى إفريقيا سنة 62 هـ (681-682 م) (20) في عهد يزيد بن معاوية ، ووصل إلى القيروان مجدداً، لم ينتظر كثيرا ، فما لبث أن سار في عسكر عظيم حتى دخل مدينة باغاية، وقد اجتمع بها خلق كثير من الروم، فقاتلوه قتالاً شديداً وانهزموا عنه وقتل فيهم قتلاً ذريعاً وغنم منهم غنائم كثيرة ، ودخل المنهزمون المدينة ، فحاصرهم عقبة.
* وقتل كثير من فرسانهم :
ثم كره الولاية عليهم فسار إلى بلاد الزاب، وهي بلاد واسعة فيها عدة مدن وقرى كثيرة، فقصد مدينتها العظمى واسمها أربة، فامتنع بها من هناك من الروم والمسيحيين ، وهرب بعضهم إلى الجبال، فاقتتل المسلمون ومن بالمدينة من المسيحيين عدة دفعات ثم انهزم النصارى وقتل كثير من فرسانهم
* وكثر فيهم القتل :
ورحل إلى تاهرت. فلما بلغ الروم خبره استعانوا بالبربر فأجابوهم ونصروهم، فاجتمعوا في جمع كثير والتقوا واقتتلوا قتالاً شديداً، واشتد الأمر على المسلمين لكثرة العدو، ثم إن الله تعالى نصرهم فانهزمت الروم والبربر وأخذهم السيف وكثر فيهم القتل وغنم المسلمون أموالهم وسلاحهم.
* وقتل المسلمون فيهم حتى ملوا :
ثم سار عقبة نحو السوس الأدنى، وهي مغرب طنجة، فانتهى إلى أوائل البربر، فلقوه في جمع كثير، فقتل فيهم قتلاً ذريعاً وبعث خيله في كل مكان هربوا إليه، وسار هو حتى وصل إلى السوس الأقصى، وقد اجتمع له البربر في عالم لا يحصى، فلقيهم وقاتلهم وهزمهم، وقتل المسلمون فيهم حتى ملوا وغنموا منهم وسبوا سبياً كثيراً، وسار حتى بلغ ماليان ورأى البحر المحيط، فقال: يا رب لولا هذا البحر لمضيت في البلاد مجاهداً في سبيلك. فقد كان الدين المحمدي دافعا للجهاد ومزيد من القتل ومزيد من الأموال والسبايا .
فلما وصل إلى مدينة طبنة، وبينها وبين القيروان ثمانية أيام، أمر أصحابه أن يتقدموا فوجاً فوجاً ثقة منه بما نال من العدو، وأنه لم يبق أحداً يخشاه، وسار إلى تهوذة لينظر إليها في نفر يسير، فلما رآه الروم في قلة طمعوا فيه فأغلقوا باب الحصن وشتموه وقاتلوه وهو يدعوهم إلى الإسلام فلم يقبلوا منه. فلم يستطع أن يغزوهم .
* كسيلة بن كمرم البربري والمقاومة الوطنية المشروعة سنة 62 هـ (682 م) (21)
وبسبب الصراع الدائم على الولاية بين عقبة ومسلمة بن مخلد (أبو المهاجر) ، كان كلاهما يحتقران الآخر ، وكان كسيلة بن كمرم البربري صديقا لمسلمة الوالي السابق ، ومن أكابر البربر وأبعدهم صوتاً وكان قد اعتنق الإسلام ، فلما ولي عقبة استخف به لصداقته لمسلمة ، وتعمد إهانته بعدما سجن مسلمة نفسه . فارتد وتحالف مع الروم ومعه جيوش من البربر الأحرار الذين يرفضون الذل ، ولما دارت المعركة بينه وبين عقبة ، كسر عقبة والمسلمون أجفان سيوفهم وتقدموا إلى البربر وقاتلوهم، فقُتل المسلمون جميعهم لم يفلت منهم أحد ، وأما كسيلة فاجتمع إليه جميع أهل إفريقيا من البربر ، وقصد إفريقيا، وبها أصحاب الأنفال والذراري من المسلمين، فطلبوا الأمان من كسيلة فآمنهم ، في شرف لم يكن في العربان ، ودخل القيروان واستولى على إفريقيا وأقام بها إلى أن قوي أمر عبد الملك بن مروان بعد سبع سنين ، فاستعمل على إفريقيا زهير بن قيس البلوي، وكان مقيماً ببرقة مرابطاً ومنتظرا.
* فقتلوا من أدركوا منهم فأكثروا
ولما جاء عبد الملك بن مروان ولىّ "زهير بن قيس البلوي" إفريقيا وجهز له جيشاً كثيراً، فسار سنة 69 هـ (688-689 م) إلى إفريقيا. فبلغ خبره إلى كسيلة الذي استعد وجمع وحشد البربر والروم ، ثم التقى العسكران، واشتد القتال، وكثر القتل في الفريقين، حتى يأس الناس من الحياة، فلم يزالوا كذلك أكثر النهار، ثم انهزم كسيلة وأصحابه وقُتل هو وجماعة من أعيان أصحابه بمدينة "ممش" ، وتبع المسلمون البربر والروم فقتلوا من أدركوا منهم فأكثروا القتل ، وفي هذه الواقعة ذهب رجال البربر والروم وملوكهم وأشرافهم، وعاد زهير إلى القيروان. ثم منها إلى مصر.
ولكن زهير لم يهنأ بانتصاره ، فقد استغل الروم مسيرة زهير من برقة إلى إفريقيا لقتال كسيلة، فهجموا على برقة الخالية بأسطولهم ، وردوا الصاع للمسلمين الغازين ، ووافق ذلك قدوم زهير من إفريقيا إلى برقة، ، ولما واجههم وقاتل الروم ، تكاثر الروم عليه وقتلوه وأصحابه ولم ينج منهم أحد (22)
* حسان بن النعمان الغساني والكاهنة
ولما سمع عبد الملك بن مروان بقتل زهير عظم عليه واشتد ، ولكن شغله عن إفريقيا ما كان بينه وبين ابن الزبير من صراع في المدينة ، فلما قُتل ابن الزبير واجتمع المسلمون عاد وجهز جيشاً كثيراً واستعمل عليهم وعلى إفريقيا حسان بن النعمان الغساني ، سنة 74 هـ (693-694 م) ، وسيره إليها في هذه السنة، فلم يدخل إفريقيا قط جيش مثله. (23)
* وقتل منهم كثيرا :
فلما ورد حسان القيروان تجهز منها وسار إلى قرطاجنة، وكان واليها من أعظم ملوك إفريقيا، ولم يكن المسلمون قد حاربوها من قبل ، فلما وصل إليها رأى بها من الروم والبربر مالا يحصى كثرةً، فقتلهم وحصرهم وقتل منهم كثيراً، فلما رأوا ذلك اجتمع رأيهم على الهرب، فركبوا في مراكبهم وسار بعضهم إلى صقلية وبعضهم إلى الأندلس، ودخلها حسان بالسيف فسبى ونهب وقتلهم قتلاً ذريعاً وأرسل الجيوش فيما حولها، فأسرعوا إليه خوفاً، فأمرهم فهدموا من قرطاجنة ما قدروا عليه. (24)
* وأكثر المسلمون القتل فيهم :
ثم بلغه أن الروم والبربر قد اجمعوا له في مدينتي صطفورة وبنزرت، فسار إليهم وقاتلهم ولقي منهم شدةً وقوة ، ولكن ما لبث أن انهزمت جيوش الروم والبربر وأكثر المسلمون القتل فيهم واستولوا على بلادهم، ولم يترك حسان موضعاً من بلادهم إلا وطئة واحتله ، فخافه أهل إفريقيا خوفاً شديداً، ولجأ المنهزمون من الروم والبربر إلى مدينتي باجة وبونة، فعاد حسان إلى القيروان لأن الجراح قد كثرت في أصحابه.
* الكاهنة والرحمة والعفو عند المقدرة:
ثم عاد حسان إلى الجهاد والإرهاب واتجه لغزو جبال أوراس وعليها امرأة تملك البربر تعرف بالكاهنة (25) ، وكانت بربرية، وقد اجتمع حولها البربر بعد قتل كسيلة ، فسأل حسان أهل إفريقيا عنها فقالوا له: إن قتلتها لم تختلف البربر بعدها عليك. فسار إليها، فلما قاربها ، علمت فهدمت حصنها المسمى "باغاية" ظناً منها أنه يريد الحصن، فلم يعرج حسان على ذلك وسار إليها، فالتقوا على نهر نيني واقتتلوا أشد قتال رآه الناس، فانهزم المسلمون وقُتل منهم خلق كثير، وانهزم حسان وأسرت الكاهنة جماعة كثيرة ، ولكنها كانت أكثر رحمة من المسلمين ، فعادت وأطلقت الأسرى ، ماعدا خالد بن يزيد القيسي، فاتخذته لها ولداً. ولا تعلم أنه سيكون جاسوسا عليها فيما بعد ...
وأما حسان فقد فارق أرض الكاهنة مدحورا وعاد إلى برقة فأقام فيها خمس سنين. (26)
* الغدر جزاء الإحسان... حتى أنت يا خالد
ثم سير عبد الملك بن مروان إليه بعد خمس سنين - سنة 79هـ (698 م) - الجنود والأموال وأمره بالمسير إلى إفريقيا مرة أخرى وقتال الكاهنة، فأرسل حسان رسولاً سراً إلى خالد بن يزيد الذي تبنته الكاهنة ، يستعلم منه الأمور، فكتب إليه خالد –خائنا من تبنته وأكرمته – رسالة مختفية في قطعة من الخبز يعرفه تفرق البربر ويأمره بالسرعة في الهجوم (27)
* العرب يريدون الذهب ونحن نريد المراعي:
فسار حسان، فلما علمت الكاهنة بمسيرته إليها قالت: إن العرب يريدون البلاد والذهب والفضة، ونحن إنما نريد المزارع والمراعي، ولا أرى إلا أن أخرب إفريقيا حتى ييأسوا منها. وفرقت أصحابها ليخربوا البلاد، فخربوها وهدموا الحصون ونهبوا الأموال، وهذا هو الخراب الأول لإفريقيا.
فلما قرب حسان من البلاد فأسقط مدينة "قابس" وأخذ منها الجزية ، وسار إلى مدينة "قفصة" فسقطت على الجزية واستولى عليها وعلى قسطيلية ونفزاوة. (28)
* فقتلوها ومعها أولادها قتلاً ذريعاً
وبلغ الكاهنة قدومه فأحضرت ولدين لها وخالد بن يزيد الجاسوس العربي الذي تبنته وأحسنت إليه ، وقالت لهم: إنني مقتولة فامضوا إلى حسان وخذوا لأنفسكم منه أماناً. فساروا إليه وبقوا معه، وسار حسان نحوها فالتقوا واقتتلوا واشتد القتال وكثر القتل حتى ظن الناس أنه الفناء، ثم انهزم البربر وقتلوا قتلاً ذريعاً، وانهزمت الكاهنة، ثم أدركتها الجيوش المسلمة فقتلتها ومعها أولادها . ثم عاد من فوره إلى عبد الملك واستخلف على إفريقيا رجلاً اسمه أبو صالح، غليه ينسب فحص صالح.
ثم مات عبد الملك وخلفة ابنه الوليد 86 هـ (705 م) (29)
* ثم قدم إلي شمال إفريقيا دعاة أهل العراق من أتباع المهدي 80 هـ (699 م) واستثاروهم فشقوا العصا عن العربان والإسلام ، وهجموا على عامل الخليفة هشام فقتلوه واستولوا على إفريقيا . (30)
* 400 ألف أسير ...فماذا عن القتلي؟؟؟
وفي سنة 89 هـ (708 م) استعمل الوليد بن عبد الملك "موسى بن نصير" على إفريقيا، فوصل موسى إلى إفريقيا وبها "صالح" الذي استخلفه حسان على إفريقيا، وكان البربر قد ثاروا على الإسلام والعرب بعد خروج حسان ، فلما وصل موسى عزل صالحاً ثم أرسل ابنه عبد الله إلى مجموعة من البربر المتمردين على الأطراف فقاتلهم فظفر بهم، وسبى منهم ألف رأس .
ثم سيره في البحر إلى جزيرتي ميورقة ومنرقة وهما جزيرتان في البحر بين جزيرة صقلية وجزيرة الأندلس ، فنهبهما وغنم منها مالا يحصى ، فغنم منهما وسبى وعاد وبلغ الخمس من المغنم 70 ألف رأس من السبى ، وقد نقل ابن أبى الرقيق أن موسى بن نصير لما فتح سقوما كتب إلى الوليد بن عبد الملك أنه صار لك من سقوما مائة ألف رأس. فكتب إليه الوليد بن عبد الملك: ويحك إني أظنها من بعض كذباتك (31)
* ما يقرب من 470 ألف أسير ... ومالا يحصى من القتلى
ثم وجه موسى ابنه هارون إلى طائفة أخرى من البربر فظفر بهم وسبى منهم ، ثم توجه هو بنفسه إلى طائفة أخرى فغنم نحو ذلك، فبلغ خمس الأسرى 60 ألف نصيبه هو، أي ما يقرب من 300 ألف أسير في المجموع ، ولم يذكر أحد أنه سمع بسبي أعظم من هذا. ثم خرج غازياً إلى طنجة يريد من بقي من البربر، وقد هربوا خوفاً منه، فتبعهم وقتلهم قتلاً ذريعاً حتى بلغ السوس الأدنى لا يقاومه أحد فقتلوا ملوك تلك البلاد، وبعضهم قطعوا أنفه ونفوه عن بلاده مشوها (32) ، واستعمل على طنجة مولاه طارق بن زياد ، وجعل معه جيشاً كثيفاً جلهم من البربر، ثم عاد إلى إفريقيا شرقا . فمر بقلعة مجانة فتحصن أهلها منه وترك عليها من يحاصرها مع بشر بن فلان ، فأسقطها فسميت قلعة بشر إلى الآن، ثم غزا فقتل وسبى أهل طبنة ، ثم غزا موسى بن نصير بلد أولية من المغرب، فقتل وسبى، حتى قيل إن السبي بلغ خمسين ألفاً. ثم مدينة ممطورة، فغنم وبلغ سبيهم ثلاثين ألفاً ، ثم أغزى موسى بن نصير ابنه مروان السوس الأقصى، فبلغ السبي أربعين ألفاً ، ثم مدينة أرومة وقتل من أهلها بشرا كثيرا جدا، وأسر نحوا من خمسين ألفا. وحينئذٍ لم يبق له في إفريقيا من ينازعه. (33) ، وقيل: لم نسمع في الإسلام بمثل سبايا موسى بن نصير. (34)
* وذكر أبو محمد بن أبي زيد: أن البربر ارتدوا اثنتي عشرة مرة من طرابلس إلى طنجة، ولم يستقر إسلامهم حتى عبر طارق وموسى بن نصير إلى الأندلس ، وأذعن البربر لحكمه. ورسخت فيهم كلمة الإسلام وتناسوا الردة. ثم عاد وثار البربر على العرب، فقتلوا يزيد بن أبي مسلم سنة 102 هـ لما نقموا عليه في بعض الفعلات. ثم انتقض البربر مرة أخرى بعد ذلك سنة 122 هـ في ولاية عبد الله بن الحجاب أيام هشام بن عبد الملك لما أوطأ عساكره بلاد السوس، وأثخن في البربر وسبى وغنم. وانتهى إلى مسوفة فقتل وسبى داخل البربر منه رعب. وبلغه أن البربر أحسوا بأنهم فيء للمسلمين فانتقضوا عليه. (35)
ومازال السؤال الذي يطرح نفسه ... إذا كان الإسلام كما يدعي المدلسين نافيا للعبودية ، كيف للصحابة أمثال ابن العاص وابن أبي السرح ، أو التابعين من أمثال ابن النصير أو ابن النعمان يستعبدون أحرارا بمئات الآلاف والملايين ... ويقتلون مثلهم ، أم هي مزيد من الرحمة الإسلامية التي قننت تجارة العبيد ووطء الجواري والغلمان ؟؟
**********************
غزو الأندلس ... بين موسى وطارق
ومن إفريقيا انطلقت جحافل التتار الإسلامي لتعبر المياة إلى أوروبا وتقتحم الأندلس
* وبعد أن استعبد موسى بن النصير أحرار إفريقيا ، كتب إلى الوليد بسقوط إفريقيا ورغبته في عبور البحر إلى الأندلس . فكتب إليه الوليد أن يغزوها بالسرايا (من البربر) خوفا على المسلمين (الأحرار في نظره !!!) في بحر شديد الأهوال. فكان هذا سنة 90 هـ (709 م). (36)
* فبعث أولا موسى رجلاً من مواليه (عبيده) يقال له طريف في أربعمائة رجل ومعهم مائة فرس، فوصل إلى جزيرة بالأندلس فسميت جزيرة طريف لنزوله فيها، ثم أغار على الجزيرة الخضراء فأصاب غنيمةً كثيرة ورجع في رمضان سنة 91 هـ (710 م) . فلما رأى الناس ما جلبه من الغنائم والأسلاب ، أسرعوا إلى الغزو طمعا في مزيد من الأسلاب . وبدأ البربر يشاركون في الغزوات طمعا في أنفال أوروبا (37)
* ثم بعدها أرسل موسى مولاه " طارق بن زياد" في نفس العام في سبعة آلاف من المسلمين أكثرهم البربر والموالي وأقلهم العرب ، فساروا في البحر، وقصد إلى جبل منيف وهو متصل بالبر فنزله، فسمي الجبل جبل طارق (38) . وكان حلول طارق فيه في رجب سنة 92 هـ (711 م) . ثم نزل إلى الصحراء وأعاد غزو الجزيرة الخضراء . (39) .
* ولما بلغ رودريك (40) حاكم قرطبة (Cordoba or Cordova/) غزو طارق لبلاده ، وكان غائباً ، فجمع له جيشا يقال بلغ مائة ألف، فلما بلغ طارقاً الخبر كتب إلى موسى يستمده ويخبره بما فتح وأنه زحف إليه ملك الأندلس بما لا طاقة له به. فبعث إليه بخمسة آلاف من الموالي ، ومعهم يوليان الخائن الروماني يدلهم على عورة البلاد ويتجسس لهم . وقد اكتمل جيش طارق إلى 12 ألف بعد وصول المدد من موسى بـ 5 ألاف (41)
فأتاهم رودريك في جنده، فالتقوا على نهر لكة (Guadalquivir or Guadalete) في رمضان سنة 92 هـ (يوليو 711 م) ، واستمرت المعركة ثمانية أيام . وكالعادة لا ينتصر المسلمون في المعارك الكبيرة إلا بخيانة ، فقد كان على ميمنة وميسرة رودريك ولدا الملك الذي كان قبله وغيرهما من أبناء الملوك، فاتفقوا على الهزيمة بغضاً لرودريك ، وقالوا: إن المسلمين إذا امتلأت أيديهم من الغنيمة عادوا إلى بلادهم وبقي الملك لنا. فكانت أفكارهم الغبية سببا في الهزيمة فانهزموا ومعهم رودريك والجيش القوطي بأكمله ، وغرق رودريك في النهر ، وتقول بعض المصادر أن طارق بن زياد قد قطع رأسه بنفسه ، وسار طارق إلى مدينة "إستجة" (Estación) متبعاً لهم، فلقيه أهلها ومعهم من المنهزمين خلق كثير، فقاتلوه قتالاً شديداً، ثم انهزم أهل الأندلس ولم يلق المسلمون بعدها حرباً مثلها. (42)
آكلي لحوم البشر .. في الطريق إلى طليطلة
ولما سمعت القوط أهل أسبانيا ، هربوا إلى طليطلة (Toledo) ، فقد أشاع طريف القائد المسلم السابق ومن معه أنهم من آكلي لحوم البشر . فلما هرب القوم ، وأخلى مدائن الأندلس قال له يوليان الخائن : قد فرغت من الأندلس ففرق جيوشك وسر أنت إلى طيطلة. ففرق جيوشه من مدينة إستجة (Estación) جيشاً إلى غرناطة (Granada) وبالتحديد مدينة إلبيرة (Elviria) فحاصروا مدينتها، وفتحوها عنوة، وألفوا بها يهوداً ضموهم إلى قصبة غرناطة ، وجيشاً ثالثا إلى مالقة (Málaga) فلجأ أهلها (علوجها طبقا للمراجع الإسلامية) إلى الجبال هاربين ، وجيشاً إلى مارسيا (Murcia) مدينة الحاكم "تدمير" ، وسار هو في معظم الناس يريد طليطلة ، ولكنه قصد قرطبة أولا التي فقدت حاكمها رودريك بالفعل فسقطت بسبب خيانة راعٍ دلهم على ثغرة في سورها فدخلوا منها البلد وملكوه. (43)
* فُقتل من أصحابه خلق كثير :
وأما الذين قصدوا مدينة الحاكم تدمير (Tadmir) وهي مارسيا (Murcia)، فقد لقيهم واليها "تدمير" بجيش كثيف ، فقاتلهم قتالاً شديداً ثم انهزم فُقتل من أصحابه خلق كثير، فأمر الوالي النساء فلبسن السلاح ثم صالح المسلمين عليها بالجزية والسبايا . (44)
* صراع السحالي بين موسى وطارق
ولما بلغ موسى بن نصير ما صنعه طارق من غزوات وغنائم فحسده وحركته الغيرة وكتب إلى طارق يتوعده لأنه يتوغل بغير اذنه ويأمره أن لا يتجاوز مكانه حتى يلحق به واستخلف على القيروان ولده عبد الله وخرج معه حسين بن أبى عبد الله المهدى الفهرى ونهض من القيروان في عسكر ضخم، فتبعه إلى الأندلس في رمضان سنة 93 هـ (يوليو 712 م) في 18 ألف جندي ، وعزله عن الإمارة ، وبدأ يبحث عن مدائن لم تسقط ليغزوها وينافس طارق فيما فعله (45) . لقد كان الصراع على السلطة والتحاقد متأصلا في اتباع محمد حتى الدم .
* إنما الحرب خدعة ..
أما موسى فسار به الأدلاء والجواسيس داخل الأندلس إلى مدينة ابن السليم (Grazalema) فافتتحها عنوة، ثم سار إلى مدينة قرمونة (Carmona) ، وهي أحصن مدن الأندلس، فقدم إليها يوليان الجاسوس وخاصته، وخدعوهم فأدخلوهم مدينتهم، فأرسل موسى إليهم الخيل فغزوها ليلاً بخيانة لما فتح الجواسيس الأبواب من الداخل ، ثم سار موسى إلى إشبيلية (Sevilla) ، وهي من أعظم مدائن الأندلس بنياناً وأعزها آثاراً، فحاصرها أشهراً ، ثم سقطت وهرب من بها، فأنزلها موسى اليهود (46) ، وتوغل في الاندلس إلى برشلونة (Barcelona) في جهة الشرق وأربونة (Arbon) في الداخل وصنم قادس (Cades) في الغرب (47)
* وقتلوهم قتلاً ذريعاً ... ثم استحلوا أموال الكنائس
وسار إلى مدينة ماردة (Mardana) فحاصرها، وخرج إليه أهلها فقاتلوه قتالاً شديداً، فكمن لهم موسى ليلاً بين مقاطع الصخر، فلم يرهم الأسبان، فلما أصبحوا زحف إليهم فخرجوا إلى المسلمين على عادتهم فخرجوا عليهم من الكمين وحالوا بينهم وبين البلد وقتلوهم قتلاً ذريعاً ونجا من نجا منهم، فدخل المدينة، وكانت حصينة، فحصرهم بها شهراً، وقاتلهم، وزحف إليهم بدبابة عملها ونقبوا سورها، فخرج أهلها على المسلمين، فقتلوهم عند البرج، فسمي برج الشهداء إلى اليوم، ثم سقطت في آخر رمضان سنة 94 هـ (يونيو 713 م) ، واستسلم أهلها صاغرين على شرط الاستيلاء على جميع أموال القتلى يوم الكمين وأموال الهاربين إلى جليقية (Geldo) وأموال الكنائس وحيلها للمسلمين. ثم إن أهل إشبيلية اجتمعوا وقصدوها فقتلوا من بها من المسلمين، فسير موسى إليها ابنه عبد العزيز بجيش فحصرها وملكها عنوةً وقتل من بها من أهلها وسار عنها إلى لبلة (Librilla) وباجة (Bagá) فملكهما وعاد إلى إشبيلية. (48)
* سقوط طليطلة : فضربه موسى بالسوط على رأسه
وسار موسى من مدينة ماردة في شوان يريد طليطلة، فخرج إليه طارق فلقيه وكان ذلك سنة (94 هـ/713 م)
، فلما أبصره نزل إليه فضربه موسى بالسوط على رأسه ووبخه على ما كان من خلافه ثم سار به إلى مدينة طليطلة، فطلب منه ما غنم (49) . ثم أمر موسى بن نصير مولاه طارق بالسير إلى طليطلة، وهي من عظام بلاد الأندلس، وهي من قرطبة على عشرين يوماً، فغزاها (50)
* مدينتا المائدة وماية ... ومائدة الملك سليمان
ولما سقطت طليطلة ضم إليها طارق اليهود وترك معهم رجالاً من أصحابه وسار هو إلى وادي الحجارة في ضواحيها فقطع الجبل من فج فيه . وانتهى إلى مدينة خلف الجبل تسمى مدينة المائدة (Alameda) ، وفيها وجد مائدة سليمان بن داود ، وهي من زبرجد خضر حافاتها وأرجلها منها مكللة باللؤلؤ والمرجان والياقوت وغير ذلك، وكان لها ثلاثمائة وستون رجلاً. ثم مضى إلى مدينة ماية (Maya) فغنم منها المزيد من الأسلاب ورجع إلى طليطلة . وقيل: اقتحم أرض جليقية فخرقها حتى انتهى إلى مدينة استرقة (Estrecho) وانصرف إلى طليطلة ووافته جيوشه التي وجهها من إستجة بعد فراغهم من غزو تلك المدن التي سيرهم إليها. (51)
* يا بني إسماعيل هاهنا منتهاكم فارجعوا
وأما موسى فاستكمل السير إلى سرقسطة (Saragossa) ومدائنها فغزاها في 95 هـ (714) ، ثم أوغل في سنة 96 هـ (715 م) في بلاد الفرنج (فرنسا) فانتهى إلى مفازة كبيرة وأرض سهلة ذات آثار، فأصاب فيها تمثالا قائماً محفور عليه : يا بني إسماعيل هاهنا منتهاكم فارجعوا، ويبدو أنه خاف فرجع . (49)
يقتل ويسبي ويهدم الكنائس ويكسر النواقيس
وبعدها وافى موسى رسول من الوليد الخليفة في أثناء غزواته يأمره بالخروج من الأندلس والعودة إليه، فساءه ذلك وماطل الرسول وهو يقصد بلاد العدو في غير ناحية التمثال يقتل ويسبي ويهدم الكنائس ويكسر النواقيس حتى بلغ صخرة بلاي على البحر الأخضر، وهو في قوة وظهور، فقدم عليه رسول آخر للوليد يستحثه وأجذ بعنان بغلته وأخرجه، وكان موافاة الرسول بمدينة لك بجليقية، وخرج على الفج المعروف بفج موسى، ووافاه طارق من الثغر الأعلى معه ومضيا جميعاً. (49)
سبايا ثلاثين ألف بكر من بنات ملوك القوط (Visigoths)
واستخلف موسى على الأندلس ابنه عبد العزيز بن موسى، فلما عبر البحر إلى سبتة استخلف عليها وعلى طنجة وما والاهما ابنه عبد الملك، واستخلف على إفريقيا وأعمالها ابنه الكبير عبد الله، وسار إلى الشام وحمل الأموال التي غنمت من الأندلس والذخائر والمائدة ومعه ثلاثون ألف بكر من بنات ملوك القوط وأعيانهم ومن نفيس الجوهر والأمتعة ما لا يحصى، فورد الشام، وقد مات الوليد بن عبد الملك، واستخلف سليمان بن عبد الملك، وكان منحرفاً عن موسى بن نصير، فعزله عن جميع أعماله وأقصاه وحبسه وأغرمه حتى احتاج أن يسأل العرب في معونته. (52)
وقيل: إنه قدم الشام والوليد حي، وكان قد كتب إليه وادعى أنه هو الذي فتح الأندلس وأخبره خبر المائدة، فلما حضر عنده عرض عليه ما معه وعرض المائدة، ومعه طارق، فقال طارق: أنا غنمتها. فكذبه موسى. فقال طارق للوليد: سله عن رجلها المعدومة. فسأله عنها فلم يكن عنده علم، فأظهرها طارق وذكر أنه أخفاها لهذا السبب. فعلم الوليد صدق طارق وإنما فعل هذا لأنه كان حبسه وضربه حتى أرسل الوليد فأخرجه (49)
فأقام موسى بن نصير سنين يفتح في بلاد الاندلس ويأخذ المدن والاموال، ويقتل الرجال ويأسر النساء والاطفال، فغنم شيئا لا يحد ولا يوصف ولا يعد، من الجواهر واليواقيت والذهب والفضة، ومن آنية الذهب والفضة والاثاث والخيول والبغال وغير ذلك شيئا كثيرا، وغزا من الاقاليم الكبار والمدن شيئا كثيرا. (53)
وفي الوقت الذي ساق فيه موسى تتار المسلمين لاحتلال الأندلس قام بغزو جزيرة سردانية (Sardinia) 92هـ (711 م) (54)
وهذه الجزيرة في البحر المتوسط، وهي من أكبر الجزائر بعد جزيرة صقلية وأقريطش، فلما غزا موسى بلاد الأندلس سير طائفة من عسكره في البحر إلى هذه الجزيرة فدخلوها، وعمد المسيحيون فيها إلى ما لهم من آنية ذهب وفضة فألقوا الجميع في الميناء الذي لهم (حتى لا يأخذها المسلمون) ، وجعلوا أموالهم في سقف بنوه للبيعة العظمى التي لهم تحت السقف الأول، ولكن لما غزاها المسملون غنموا فيها ما لا يحد ولا يوصف، وأكثروا الغلول .
ويقال أن رجل من المسلمين دخل إلى كنيسة فنظر إلى حمام فرماه بسهم فأخطأ ووقع في السقف وانكسر لوح فنزل منه شيء من الدنانير وأخذوا الجميع، وازداد المسلمون غلولاً، فكان بعضهم يذبح الهرة ويرمي ما في جوفها فيملأه دنانير ويخيط عليها ويلقيها في الطريق، فإذا خرج أخذها، وكان يضع قائم سيفه على الجفن ويملأه ذهباً. ولكنهم بعد الغنائم ماتوا غرقا بما سرقوا والدنانير على أوساطهم
ولكن الجزيرة استمرت تعاني من النهب الإسلامي عبر التاريخ ...
ففي سنة 135 هـ غزاها مرة أخرى عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة الفهري فقتل من بها قتلاً ذريعاً ثم صالحوه على الجزية، فأخذت منهم وبقيت ولم يغزها بعده أحد، فعمرها الروم.
فلما كانت سنة 323 هـ أخرج إليها المنصور بن القائم العلوي، صاحب إفريقيا، أسطولاً من المهدية فمروا بجنوة فغزوا المدينة وأوقعوا بأهل سردانية وسبوا فيها وأحرقوا مراكب كثيرة وأخربوا جنوة وغنموا ما فيها.
وفي سنة 406 هـ غزاها مجاهد العامري من دانية، وكان صاحبها في البحر في مائة وعشرين مركباً، ففتحها وقتل فأكثر وسبى النساء والذرية، فسمع بذلك ملوك الروم فجمعوا إليه وساروا إليه من البر الكبير في جمع عظيم فاقتتلوا، وانهزم المسلمون وأخرجوا من جزيرة سردانية، وأخذت بعض مراكبهم وأسر أخو مجاه وابنه علي بن مجاهد، ورجع بمن بقي إلى دانية ولم تغز بعد ذلك.
وفي سنة 97 هـ قُتل عبد العزيز بن موسى بن نصير ... وقيل أنه تنصر
وكان سبب قتله أن أباه استعمله على الأندلس، وتزوج امرأة رودريك المسيحية ، فحظيت عنده ، وفقيل أنه تنصر، فلم يتركه المسلمون وفطنوا للباب فثاروا عليه وقتلوه بدسيسة بآمر سليمان بن عبد الملك، فدخلوا عليه فضربوه بالسيوف ضربة واحدة واحتزوا رأسه وسيروه إلى سليمان. ثم إن تولى بعده في الأندلس الحر بن عبد الرحمن الثقفي، فأقام والياً عليها إلى أن استخلف عمر بن عبد العزيز فعزله . (55)
فهل كان موسى بن نصير ومولاه طارق بن زياد إلا مسلميَن وتابعيَن مخلصيَن لمحمد ، غزوا وقتلوا وسبوا ، واسترقوا نساء حرائر ، واختلطت أطماعهم بدعواتهم ، وأختلط دينهم الحنيف بدنيا الذهب وشهوة الملك ، لأن محمد أرسى قواعده عقيدته على الدين والدنيا ، فانحط الدين إلى أدنى الدرجات الدنيا .
**********************
محاولات لغزو فرنسا
وبدخول الأندلس اقتحم العرب أوروبا من الغرب ... فقد بدأ موسى بن نصير ذلك في 96 هـ (715 م) ، وأوغل في بلاد الفرنج (فرنسا) كما وضح من قبل (49)
* ومع دخول المسلمين أوروبا من باباها الغربي في أسبانيا ، لم يقف الأوربيون الأسبان مكتوفي الأيدي ... فقد قام الكونت باليو حاكم أستريا (Count Pelayo of Asturias ) وكان في جيش رودريك وقت الهزيمة سنة 92 هـ بحروب استنزافية ضد الغزو الإسلامي والعرب بدئا من 99هـ (718 م) ولم تتوقف هذه الحروب حتى عادت الأندلس إلى أهلها الأصليين عام 1492 م ، وتوقف الطوفان الإسلامي غربا على يد أحرار فرنسا والقبائل الإسبانية المقاتلة .
* فلما تولى حكم الأندلس السمح بن مالك الخولاني سنة 101 هـ (720م) ، استمر فرافعا لراية الجهاد ونشر الدين المحمدي بالسيف ، وفي إحدى غزواته التقى بقوات الفرنجة في تولوز ( Toulouse) ، ونشبت معركة هائلة ، فيها سقط السمح بن مالك مقتولا من فوق جواده في (ذي الحجة 102 هـ / يونيو 721م)، فاضطربت صفوف الجيش واختل نظامه وارتد المسلمون إلى "سبتمانيا" (Septimania) بعد أن فقدوا زهرة جندهم. (56)
ومع هذا لم تتوقف المحاولات الإسلامية ، فقد عاود عنبسة بن سحيم الكلبي عامل الأندلس التالي ، غزو بلاد الفرنج (Frankish Land) من الأندلس ، فعلى إثر موت السمح بن مالك تولّى عبد الرحمن الغافقي القيادة العامة للجيش وولاية الأندلس، فقضى بضعة أشهر ، حتى تولّى "عنبسة بن سحيم الكلبي" ولاية الأندلس في (صفر سنة 103 هـ / أغسطس 721م)، فاستكمل ما بدأه الغافقي من الاستعداد لمواصلة الغزو ، ونشر الدعوة على أسنة الرماح والسيوف
وفي سنة 103 هـ (722م) حاول المسلمون عبور جبال البرانس (Pyrenees Mountains) إلى فرنسا ، وحاولوا تثبيت قاعدة عسكرية لهم في نربونة (Norbonne) ، ولكن الجيوش المسيحية أوقفت التوغل الإسلامي بهزيمتهم للمسلمين في موقعة كوفدنجا Covadonga (57)
ومن بعدها حاول عنبسة مرة أخرى ، إذ سار بجيشه في أواخر سنة (105 هـ / 724م) فأتم غزو إقليم سبتمانيا (Septimania) ، وواصل سيره حتى بلغ مدينة "أوتون" (Odon) في أعالي نهر الرون (Rhone) .
ثم اقتحم بلد الفرنج في جمع كثير سنة 107 هـ (726-727 م) ونازل مدينة قرقسونة (Carcassonne) وحاصر أهلها، فصالحوه على نصف أعمالها وعلى جميع ما في المدينة من أسرى المسلمين وأسلابهم وأن يعطوا الجزية ويلتزموا بأحكام الذمة (58) ..
وبسط سلطانه مؤقتا على شرق جنوبي فرنسا، ولكن في أثناء عودته إلى الجنوب داهمته جموع كبيرة من الفرنج، وكان في جمع من جيشه؛ فأصيب في هذه المعركة قبل أن ينجده باقي جيشه، ثم لم يلبث أن تُوفِّي على إثرها في (شعبان 107 هـ / ديسمبر 725م). (59)
ثم تولى بعده عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي أمور الأندلس في سنة (112 هـ / 730م). ، فجمع عبد الرحمن جنده في "بنبلونة" شمال الأندلس، وفي 114 هـ (732 م) غزا فرنسا وأوغل في أرضهم وغنم غنائم كثيرة ، بعد عبور جبال البرانس ، واتجه إلى الجنوب إلى مدينة "آرال" (Arles) الواقعة على نهر الرون؛ لامتناعها عن دفع الجزية وخروجها عن طاعته، فغزاها بعد معركة كبيرة ، ثم توجه غربا إلى دوقية أقطاينا "أكويتين" (Aquitaine) وأنتصر على إودو Eudo حاكم الدوقية (Duke of Aquitaine) في معركة بردو Bordeaux ، وكان فيما أصاب رجل من ذهب مفصصة بالدر والياقوت والزمرد. ولكن القدر لم يمهله ، فقد خرج غازياً ببلاد الفرنج هذه السنة فقتل هو ومن معه في معركة تورز Tours ، أو بلاط الشهداء بحسب التاريخ الإسلامي ، في مواجهة تشارلز مارتل (الحديدي) Charles Martel (60) ، وقد انسحب الجيش الإسلامي تحت جنح الظلام يجر أذيال الخيبة ، وعلى الرغم من صغر المعركة إلا أنه كانت من أهم المعراك التي أوقفت المد الإسلامي إلى أوروبا . (61)
*******************
تاريخ البشرية ملئ بالخطايا والحروب والدماء ، فلم نجد أعظم من خطايا محمد واتباعه ، الذي استحلوا الدماء بالسيوف ، والأجساد بتقنين النخاسة ، والضمائر بفرض الدين بقوة السيف ...
قرآنهم هو دستور الطغيان ، واضعه محمد ، سفاحا مخضرما ، ومنه قامت شريعتهم الدموية ، وتاريخهم هو تطبيق هذا الدستور وهذه الشريعة ... فاكتملت أركان جريمة التاريخ الإسلامية ... ولا مفر من الاعتراف بأنه أكثر الأديان سحلا للإنسانية ، وقهرا للأخلاق والضمير
فبينما روح الثقافة التنويرية الغربية تتثمل في مقولة توماس جيفريسون (62) : "فلنتساءل بجرأة حتى عن وجود الله ، لأنه لو كان هناك إله لابد وأن يتفق والعقل بدلا من الخوف الأعمى"
وكما يوضح جاليليو أيضا :" لا ينبغي أن نؤمن بأن الإله الذي وهبنا العقل والإدراك والفطنة ، هو نفسه من يحرمنا من استعمالها" (63)
وهي نفسها الأفكار التي بُنيت على مقولة المسيح اللوجوس الخالدة " فتشوا الكتب لانكم تظنون ان لكم فيها حياة ابدية.وهي التي تشهد لي." (يوحنا 5: 39)
على النقيض ، وفي دستور الإسلام خوفٌ أعمى من التساؤل (64) وعلى هذا الخوف ، ُبني صرح الإسلام الكبير ، ترسخت أركانه على الحرب والجهاد ، وأحكام النكاح ، ورصد مكافآت من حور كواعب لمن يقتل وينحر الرقاب ... فلما ولده التاريخ ظهر وحشا قبيحا ، دينا حيوانيا ، لا يحرك إلا جيوش وسيوف ، لا ضمائر أو عقول
فمن يستطيع أن يبرر استعباد ملايين من السبايا البربر وأهل أوروبا ... تطبيقا لدستور الأنفال ؟
من يستطيع أن يغفر لمن يقتلون حتى الملل ؟ أإلى هذا التوحش حولهم الدين؟
ومن يستطيع أن يحترم إلها حطم كل قوانين الأخلاق ليبني امبراطورية على جمائم البشر؟
ومن يدفع ثمن الألم ويسترد كرامة النساء المغتصبات باسم الدين ؟
ومن يطلب ثمن الدم الصارخ في الأرض من أيدي المسلمين ومحمدهم ؟
هل كانت دعوة تبشيرية ، أم تصريحا بالقتل ؟
هل دخل القرآن وحده ؟ أم سبقه سيفا يقطع رقاب من يفكر ويرى أنه لا وحي نزل أو كتاب ، وإنما هي أطماع الدنيا يبررها الدين ... وإله يسارع إلى هوى الأتباع كما سارع في هوى نبيه ؟؟
يتبع بمزيد من الإرهاب الإسلامي شرقا
-------------------------------
الهوامش والمراجع:
1) Civilization is hideously fragile... there s not much between us and the Horrors underneath, just about a coat of varnish. ~ Charles Percy Snow
2) راجع المقالات السابقة
3) بتلر ص 446 / الكامل في التاريخ-ابن الأثير ج1 ص461 / المنتظم –ابن الجوزي ج2 ص41
4) الكامل ج1 ص 483 /تاريخ الرسل والملوك للطبري ج2 ص 430-431
5) الكامل ج1 ص 483-485 /الطبري ج2 ص433
6) " ورأى عبد الله بن الزبير قتال المسلمين كل يوم من بكرة إلى الظهر فإذا أذن بالظهر عاد كل فريق إلى خيامه، وشهد القتال من الغد فلم ير ابن أبي سرح معهم، فسأل عنه، فقيل إنه سمع منادي جرجير يقول: من قتل عبد الله بن سعد فله مائة ألف دينار وأزوجه ابنتي، وهو يخاف، فحضر عنده وقال له: تأمر منادياً ينادي: من أتاني برأس جرجير نفلته مائة ألف وزوجته ابنته واستعملته على بلاده. ففعل ذلك، فصار جرجير يخاف أشد من عبد الله. (الكامل ج1 ص484)
7) تاريخ ابن خلدون ج6 ص108
8) تفاصيل هذه الغزوات وسقوط سبيطلة متفرقة في: الكامل ج1 ص 483-485 /المنتظم لأبن الجوزي ج 2 ص55 /البداية والنهاية –ابن كثير ج7 ص171 /تاريخ ابن خلدون ج2 ص129
9) الكامل ج1 ص 486 / المنتظم ج2 ص 63 / الطبري ج2 ص433 /البداية والنهاية ج7ص171
10) الكامل ج1 ص 485 ، ج2 ص2 / المنتظم ج2 ص 78 /الطبري ج2 ص 459
11) الكامل ج1 ص494 /الطبري ج2 ص 446 /المنتظم ج2 ص 67 /البداية والنهاية ج7 ص177
12) الكامل ج2 ص19
13) الكامل ج2 ص 88 / المنتظم ج2 ص123-124
14) الكامل ج2 ص 90 /تاريخ الإسلام ج1 ص 478 /المنتظم ج2 ص124
15) الكامل ج2 ص 112 /الطبري ج3 ص187 /تاريخ ابن خلدون ج3 ص10 ،135
16) الكامل ج1 ص 114 /المنتظم ج2 ص144
17) الكامل ج2 ص 128 / المنتظم ج2 ص 153 /تاريخ الإسلام ج1 ص495
18) الكامل ج2 ص 128 / تاريخ الإسلام للذهبي ج 1 ص 495
19) الكامل ج2 ص 128 /الطبري ج3 ص187
20) غزوات عقبة في 62 هـ مفصلة في: الكامل ج2 ص 187 / النجوم الزاهرة ج1 ص63 /تاريخ ابن خلدون ج3 ص136
21) التفاصيل متفرقة في: الكامل ج2 ص 187 /المنتظم ج2 ص 204 / النجوم الزاهرة ج1 ص64
22) الكامل ج2 ص188 ، 257 / تاريخ إبن خلدون ج3 ص137 /البداية والنهاية ج7 ص171
23) الكامل ج 2 ص 278 / النجوم الزاهرة ج1 ص 60
24) الكامل ج 2 ص 278 / تاريخ الإسلام ج2 / ص 135 ، 149 /البداية والنهاية ج8 ص349
25) هي دهيا بنت ماتية بن تيفان ملكة جبل أوراس : تاريخ ابن خلدون ج6 ص 109 .. وبعض المارجع تشير إلى أنها كانت يهودية
26) الكامل ج 2 ص 279 / تاريخ الإسلام ج2 / ص 135 ، 149/ تاريخ ابن خلدون ج4 ص187
27) الكامل ج 2 ص 279 /تاريخ الإسلام ج2 ص 149/ تاريخ ابن خلدون ج4 ص187
28) الكامل ج 2 ص 279
29) الكامل ج 2 ص 279-280
30) الكامل ج1 ص 485 / الطبري ج2 ص 432 / تاريخ الخلفاء ج1 ص 153
31) التفاصيل متفرقة بين: الكامل ج2 ص334 /تاريخ ابن خلدون ج4 ص187، ج6 ص106 / النجوم الزاهرة ج1 ص 85 / تاريخ الإسلام ج2 ص190
32) البداية والنهاية ج9 ص 46
33) الكامل ج2 ص334 / تاريخ الإسلام ج2 ص 184 ،187 ،188
34) تاريخ الإسلام ج2 ص 278/ البداية والنهاية ج9 ص196
35) ابن خلدون ج6 ص110
36) الكامل ج2 ص341
37) الكامل ج2 ص341 /الطبري ج4 ص 33
38) كان أسمه أعمدة هرقل Pillars of Hercules
39) الكامل ج2 ص341 / المنتظم ج2 ص 314
40) تعددت أسماءه في المراجع الإسلامية إلى رذريق /أدرينوق / لذريق / وأما في المراجع الأجنبية فهو Roderick / أو بالأسبانية Rodrigo
41) الكامل ج2 ص339 / الطبري ج4 ص38
42) الكامل ج2 ص342 /البداية والنهاية ج9 ص99/ الطبري ج4 ص38-39
43) الكامل ج2 ص342 /تاريخ الإسلام ج2 ص228 / الإحاطة في أخبار غرناطة ج1 ص 3
44) الكامل ج2 ص342
45) الكامل ج2 ص342 / المنتظم ج2 ص 316 / تاريخ الإسلام ج2 ص288 /تاريخ إبن خلدون ج4 ص117
46) الكامل ج2 ص342
47) تاريخ إبن خلدون ج4 ص117
48) الكامل ج2 ص342- 343
49) الكامل ج2 ص 343
50) الكامل ج2 ص346 / المنتظم ج2 ص 316 /الطبري ج4 ص 45 / تاريخ الإسلام ج2 ص288
51) الكامل ج2 ص340 ، 342
52) الكامل ج2 ص 343 /النجوم الزاهرة ج1 ص90 /تاريخ الإسلام ج2 ص230 /البداية والنهاية ج9 ص136
53) البداية والنهاية ج9 ص99
54) التفاصيل متفرقة بين المراجع: الكامل ج2 ص343-344 / النجوم الزاهرة ج1 ص 88 /تاريخ الإسلام ج2 ص229
55) الكامل ج2 ص357 / الطبري ج4 ص 62 / النجوم الزاهرة ج1 ص91 /البداية والنهاية ج9 ص192
56) الكامل ج2 ص 396/ تاريخ الإسلام ج2 ص232 /النجوم الزاهرة ج1 ص98
57) History of Islam, Justin Wintle. Rough Guide series, 2003 p93
58) الكامل ج2 ص 396
59) ابن خلدون ج4 ص118 / المعجب في تلخيص أخبار المغرب-الماركشي ج1 ص3
60) الجد الأكبر ل Charlemagne البطل والحاكم الفرنسي المشهور ..
61) الكامل ج2 ص407 ، ج3 ص14 / فتوح مصر لعبد الحكم ص235 / History of Islam, Justin Wintle. 2003 p96
62) "Question with boldness even the existence of a God; because, if there be one, he must more approve of the homage of reason, than that of blind-folded fear." –Thomas Jefferson (one of the founding fathers of USA)
63) I do not feel obliged to believe that the same God who has endowed us with sense, reason, and intellect has intended us to forgo their use." -Galileo Galilei
64) "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ" (المائدة 101)
السبت، ٢٣ يونيو ٢٠٠٧
الإرهاب الإسلامي في التاريخ [3-5] ... غزو شمال إفريقيا والأندلس وفرنسا
at ١٠:٥٩ ص
Labels: الارهاب الإسلامي